سقوط الأقنعة !بقلم / ضيف الصولاني (أبو عهد الشعيبي)

[عبدالله البلعسي]

سقوط الأقنعة !!
كتب / ضيف الصولاني (أبو عهد الشعيبي)
حتى أسابيع قليلة مضت كانت رؤوس التفريط والبيع والتنازل في الجنوب تتوارى وتخجل من المطالبة العلنية الصريحة بالاعتراف بالاحتلال وشرعيته ، وتنتهج في سبيل ذلك طرقاً التفافية مراوغة وصولاً لتلك الغاية بالمبادرة العربية الثورية ، وقد بدأت الأقنعة تتساقط من على وجوه كالحة وصارت المطالبات بالاعتراف بالاحتلال وشرعيته علنية صريحة مباشرة أحياناً ومتوارية أخرى بغية اكتساب الأصوات الحراكية لمخططاتها السوداوية، بل استخدمت ذلك الاكتساب ليكون شرطاً لا حياد عنه لتشكيل وجودها في الثورة الحالية في اليمن والجنوب .

أما التهديد والتلويح بالاقتتال والفتنة ، أضحت مطالب دون رتوش أو مجملات مهام يسوق لها كثيرون ممن جعلوا أولويتهم إرباك مسيرة ثورة شعب الجنوب والإجهاز عليها مقابل القليل من الاوساخ ، وازدادت جلاءً ووضوحاً بعد ظهور دعوات الاسقاط في الوقت الذي تنشط فيه المحاولات الحثيثة المسعورة للقفز والالتفاف على خيار الشعب الجنوبي وصولاً لاسترضاء المحتل حتى يتكرم على وكيله بلقاء مبارك مقدس للحراك مع سفاحيه ، وتجاهل متعمد لآلامه ومعاناته فلا وألف لا فثورة الحراك لا حياد عنها، وبرنامجه لا بديل له ، وهو برنامج بسيط سهل أمام حقه الطبيعي على كل الطاولات والذي يتكون من كلمتين لا ثالث لهما : "الاعتراف بحق الشعب الجنوبي كشعب حر على ارضه كاملة السيادة وحق تقرير مصيره بنفسه " فهو الثابت الذي لا يندرج تحته أي حوار آخر وشعارات أُخرى .. وهذا لا يكون إلا من خلال برنامج الحراك التحرري الاستقلالي الصريح والواضح دون زيادة أو نقصان وخياره هو خيار الشعب الجنوبي في حريته واستعادة دولته المغتصبة , لا إسقاط النظام أو تغييره ولا الانتخابات ولا المساندة في دعوات تقضي على قضيتهم .. فهم الأحرص والأدرى بمصالحهم وكل ذلك لا يتأتى إلا عن طريق التمسك بالقضية التي تنزف منذ سنين فهل هناك أيسر من تلك الطريق؟ وهل نحتاج بعد ذلك لانتخابات وبرامج متعددة وأحزاب وفصائل؟.
هل لاحظتم أن مع الصالح تشترك مجموعة أخرى من الصالحيين الكبار والصغار منهم جنوبيون، ومجموعة أخرى من الأذناب والأتباع والسماسرة ، تجمعهم مصالحهم الشخصية استرضاء لبعضهم وولي نعمتهم والسهر على راحته وأمنه ، همهم المصلحة الوطنية الشخصية العليا ، التي هي بنظرهم الرضوخ والخنوع للمحتل والاصرار على بقائه ، وهدفهم ليس برنامج وطني لحكومة وطنية في الشمال المخلوس ابديا بل بقاء دائم له ولهم على أرضنا وأرضهم.
إني أتحدث هنا عن أفعال أشد وقعاً من الأقوال كعقد الصفقات والإتفاقات واللقاءات والتنسيق وتعديل وإلغاء الميثاق وضرب ثورة شباب ميدان التغيير وغيرها من أفعال الخزي التي قامت بها أحزاب المعارضة اليمنية والتي يراد للحراك الجنوبي اليوم السير بفلكها، و لنستعرض نواحي بحتة فيها الرد على كل الأدعياء ,فإذا كانت الخيانة أيها السادة لم تعد فقط وجهة نظر يتشدق بها المتملقون والمستفيدون من الحراك وليسوا من أهله ، بل باتت مصلحة وطنية عليا لا حياد عنها أمام الباعة والمشترون في ضمائرهم ، ولذلك الخيانة اليوم يروج لها تحت ذريعة لقمة العيش والرواتب ، الخيانة اليوم اسمها التنسيق الأمني ،الخيانة اليوم زرع الإرهابيين وحماية أوكارهم في مدن الجنوب ومدهم بكل اصناف السلاح لتنفيذ مخططات كانت إستراتيجتها قد عُدت قبيل توقيع إتفاقية الوحدة المنتهية عام 90م, إنها خيانة واجهتها اللقاءات الحارة , والدعوات الشعبية المشتركة ضد سلطة تحتل شعب وتزدري آخر .. والعناق والتقبيل فيما بين أصحابها ، وقد أصبحت منهجاً مدروساً له ميزانياته وقياداته وأبواقه ، وأضحت خيانة الحراك عند البعض هي الأساس الذي يحاولون اقناع الجميع أن يتبعه ليصلون الى غاياتهم لتبرير الحسد والتشكيك ضد البعض واضعاف روح الثقة والعطاء فيما بين الجنوبيين كشعب يعاني ترك على قارعة المصير لا يعلم مانهايته ولا يعلم الى متى يطول صبره ومعاناته ، الخيانة اليوم هي بيع وتفريط واستسلام في صورة تمسك ببرامج تخدم الوهم والشياطين قابلة للتسويق شخصياً ووطنياً وحتى دولياً ، وبعد كل ذلك يخرج علينا الأبوات والأبواق وبوقاحة ليطالبوا الشعب البطل الصابر المصابر والمتمسك بحقوقه ببيع كل شيء مقابل وعود من سراب في مرحلة ما بعد سقوط النظام كما يقولون ، ثمن بخس في سوق بيع الضمائر , لسان حال هؤلاء اسقطوا جميعاً كما سقطنا، فرطوا كما فرطنا، بيعوا كما بعنا، خونوا حتى لا نصبح وحدنا الخونة !.
عليكم أيها النخّاسون أن تعلموا أن طريق الجنوب لا يمر عبر الشمال الذي تخلى عنه في أحوج ظروفه وأن برنامج شعبنا الجنوبي يشمل الاعتراف من قبل المحتل بسيادة وكرامة وحرية شعب الجنوب على ارضه وترك ما اغتصبه ، وأن خيار جماهيرنا ليس التفريط والاستسلام ، وأن حقوقنا وثوابتنا الوطنية ليست للبيع في مزادكم الرخيص ، وأن قضيتنا لن تختزل في صراع حول حكومة وسلطة ومناصب وهمية باتت وصمة عار في جبين الشعوب ، وأن هدفنا هو التحرير والعودة إلى كل بقعة في جنوبنا الحبيبة، وأننا لن نسقط ونبيع ونخون كما فعلتم وتفعلون .

أهيب بأبناء الجنوب الصبر في ثورتهم المباركة .. ثورة الخلاص التي انطلقت منذ ما يقارب الأربعة أعوام والتمسك بخيار الإستقلال وشعارات التحرير , وعلى الجميع إدراك القادم بكل الأبعاد وأن لا ينخدعوا مرة أخرى فإذا ما افترضنا سقوط صالح تحت ضغط احتجاجات شباب الشمال وهو أمر مستبعد لأنها ستقمع فإن الصراع الحقيقي الذي ينتظر ثوار الجنوب مع الأعداء الحقيقين العقائديين سيبدأ من تلك اللحظة القادمة إذا ما أتت وقد لا تأتي !!
وأن ينأوا بأنفسهم عن هذا النظام -سلطةً وموالين ومتجاهلين لمطالبنا- المجرم حفظاً لدمائهم وحقوقهم ، فمهما استخدم نظام الإحتلال من بلطجية المخابرات وجند مليشيات الزنداني هذه الأيام للتشبث بعدن وإلباسها بثوب المعارضة المتهتك ,فلن يستطيع أن يثني الناس عن مطالبهم الحقيقة المعروفة !!

إن الله وحده ثم همة وهبة أبناء الشمال وإرادتهم إلى جانب شباب ميداني التغيير في صنعاء والتحرير بتعز هي القادرة على إسقاط صالح وإصرار الثوار لرفع الظلم الذي لحق ببلاد اليمن على يد هذا النظام الفاسد المستبد ، أما أرضنا وبلادنا الجنوب فنحن ماضون على نهج الخلاص الذي سار عليه مئات الشهداء وآلاف الجرحى والمعتقلين ,طريق لن يثنينا عنه المتملقون ولا المنكسرون وإذا ما كانت الثورة الشبابية الشمالية كبديل فستجعل أبناء الجنوب يعيشون في خوف دائم وتوجس و أوهام زائفة ممن حولهم .. عليهم أن يثبتوا انتمائهم للوطن المنشود والمُغتصب بشعاراته هو ودمائه هو وكلٌ حسب استطاعته حتى يقدر الله ما يشاء .