الجزائر تطلق استراتيجية من شقين للقضاء نهائياً على الإرهاب ......

[أبوسعد]

الجزائر تطلق استراتيجية من شقين للقضاء نهائياً على الإرهاب
استهداف النواة الصلبة للقاعدة.. والاستعانة بتائبين لاستمالة المسلحين
الجمعـة 28 ربيـع الثانـى 1430 هـ 24 ابريل 2009 العدد 11105
جريدة الشرق الاوسط
الصفحة: أخبــــــار
الجزائر: بوعلام غمراسة
تراهن السلطات الجزائرية على مجموعة من القياديين البارزين في العمل المسلح سابقا، لإقناع رفاقهم في معاقل الإرهاب بالتخلي عن السلاح. وتقدم السلطات ثلاثة قياديين سابقين على أنهم «نماذج إيجابية للمصالحة»، وتسعى إلى تأليب المسلحين على النواة الصلبة في الجماعات الإرهابية التي ترفض اليد الممدودة للدولة. ووعد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة خلال حملة انتخابات الرئاسية الماضية بطي ملف الأزمة نهائيا، خلال ولايته الثالثة (2009ـ2014)، بواسطة إطلاق «جرعة ثالثة» جديدة من سياسة التهدئة التي بدأت في ولايته الأولى عام 1999. وتقول مصادر قريبة من الرئيس إنه يعتزم القضاء على ظاهرة الإرهاب التي دخلت عامها الـ17، وفق طريقتين يتم تطبيقهما في وقت واحد. الأولى تطبيق مزيد من التشدد والتضييق على ما يسمى بـ«النواة الصلبة» في «تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي»، والثانية إصدار تدابير قانونية جديدة مكملة لسياسة «المصالحة»، تكون محفزا للمسلحين على العودة إلى أحضان المجتمع. ويبرز في الشق الثاني، الاستعانة بقياديين بارزين في العمل المسلح سابقا للتأثير على رفاقهم في معاقل السلاح واستمالتهم للتوقف عن النشاط.
وتتكون المجموعة من حسان حطاب مؤسس «الجماعة السلفية للدعوة والقتال»، (تحولت إلى القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي مطلع 2007)، و«أبو عمر عبد البر» رئيس «اللجنة الإعلامية» في التنظيم سابقا، و«أبو زكريا» رئيس «اللجنة الطبية» أو «طبيب الجماعة»، كما كان يسمى. وقد سلم الأول نفسه لمصالح الأمن في خريف 2007، والثاني وقع في كمين لها بضواحي العاصمة في خريف 2005، فيما سلم الثالث نفسه إلى السلطات في ذات العام. وبدأ التنسيق بين الثلاثة في إطار مسعى إقناع عناصر القاعدة بالتخلي عن الإرهاب، منذ 15 يوما بإصدار بيان ناشدوهم فيه الاستفادة من يد الدولة الممدودة إليهم. ويرتقب أن تنطلق الخطوة الموالية قريبا، عبر الاتصال مباشرة بالمسلحين في الجبال. وقال مصدر أمني على صلة بالقياديين الثلاثة: «إننا بصدد ترقب ما يأتينا من أصداء بعد البيان، ونملك معطيات أولية تفيد بأن بعض العناصر تأثروا بمضمون ندائهم، واقتنعوا مثلهم بأن العمل المسلح وصل إلى طريق مسدود، لكنهم يحرصون على إخفاء نياتهم عن القيادة العامة».