القضية الجنوبية في ندوة المشترك

[تحرير الجنوب]

القضية الجنوبية في ندوة المشترك
بقلم / محمد بلفخر - المكلا برس التاريخ: 21/3/2009 في ندوة عن القضية الجنوبية أسبابها وتداعياتها والتي نظمتها اللجنة العليا للتشاور الوطني بمقر اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني في صنعاء صباح يوم الاحد الموافق 1/3/2009م . ومن أهم الأوراق التي قدمت في الندوة والتي لفتت انتباهي لما حملته من مدلولات رائعة والتي قدمها الأستاذ علي با وزير والذي قال فيها ان القضية الجنوبية ليست حديثة عهد وليست من نتاج حرب 1994م. وإنما زرعت بذورها ليلة إعلان الوحدة في22/5/90م.
وقد تحدث الأستاذ با وزير عن عدة نقاط من وجهة نظره تبين الأسباب المؤدية لبروز القضية وكانت أجمل النقاط التي قدمها تلك المقارنة بين انفصالية الجنوبيين ووحدوية الطرف الآخر أصحاب شعار الوحدة أو الموت من خلال ما قدمه كل طرف من تنازل في سبيل تحقيق الوحدة:
أولا:لقد كان الجنوبيين وخلال 23عامامن استقلال الجنوب يرفعون شعار لنناضل من أجل الدفاع عن الثورة اليمنية وتنفيذ الخطة الخمسية وتحقيق الوحـدة اليمنية وكان ذلك الشعار يردد يوميا في المعسكرات والمدارس والدوائر الحكومية وهو دليل على وجود وعي وثقافة وحدوية في الجنوب سلطة وشعبا في حين لا يوجد سطر واحد في دستور الجمهورية العربية اليمنية يتحدث عن الوحدة بل كان الجنوبي عندما يأتي إلى الشمال تصرف له بطاقة تحت مسمى جنوبي مقيم في صنعاء .
ثانيا: تنازل الجنوبيون عن الوظيفة الأولى في دولة الوحدة وعن العاصمة وعن العملة
ثالثا:قبل الجنوبيون بمشاركة إخوانهم الشماليين( البالغ تعدادهم ثمانية أضعاف تعداد الجنوبيين ) في أرضهم وثرواتهم البترولية والغازية والسمكية والزراعية وغيرها في الوقت الذي لا نجد تنازلا واحدا قدمه الطرف الآخر من أجل الوحدة سوى شعار الوحدة أو الموت أو تلك المسيرات والاحتجاجات ضد الوحدة والدستور والتي شاهدناها ليلة إعلان الوحدة كما أن واقع الحال لدى الجنوبيين ينفي عنهم المناطقية والانفصالية حيث لم يكن النظام في الجنوب آنذاك يميز بين الشمالي والجنوبي حيث قد تبوأ أبناء الشمال مناصب قيادية في دولة الجنوب بدأ من رأس الدولة والحزب مرورا بجهاز أمن الدولة ووزارات سيادية وسفارات . نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر عبد الفتاح إسماعيل وراشد والشر جبي والدالي والأشطل والشفطة وغيرهم بما لا يقل عن 49اسما وفي الوقت نفسه لا يوجد اسما واحدا من أبناء الجنوب ولو مدير القسم في وزارة أو مؤسسة حكومية في الجمهورية العربية اليمنية ليلة إعلان الوحدة .
وقد نوه الأستاذ با وزير إلى أن البعض يريد تسطيح الأمور بسذاجة بأن يساوي بين مشاكل المحافظات الشمالية و أوضاعها ومشاكل الجنوب كمن يضع التفاح بجانب الطماطم في سلة واحدة لمجرد أن لونهما أحمر ثم أشار الأستاذ با وزير في ورقته إلى أن القضية الجنوبية هي قضية سياسية بامتياز ولن يتم حلها في ظل خطاب سياسي مأزوم يفتقد للبعد الإنساني الأخلاقي الذي يجرم الضحية ويبرئ الجاني ويشيد به تلك هي أبرز ما جاء في ورقة الأستاذ با وزير والتي كانت بحق ورقة مميزة اختصرت بعض عبارات وأوضحت الكثير من الحقائق التي يتغاضى الكثير عن طرحها فقد طرحها الأستاذ
علي با وزير كحقائق تاريخية لا يمكن تجاهلها مع تقادم الأيام وحتى نعيش الحاضر ونفهمه علينا ألا نغفل الماضي ونعتبر من أحداثه.
خاتمة:
والليل في النزع الأخير
هوى بقوته الوهن
وهوت قصور ظلامه
وهوت ملايين النجوم
فعرشه يلقى غدا
ليباع في سوق النهار بلا ثمن
الليل آذن بالرحيل
فيا رفاقي تصبحون على وطن (احمد مطر)