الحــــــــــــــــــــــــــرب خدعـة

[عرين الاسود]

الخدعة والمفاجئة وعلاقتها بالإستراتيجية الإدارية :



( الحرب خدعة ) هذا نص حديث شريف بكلمات قلائل وصف حدث جسيم فالنبي صلى الله عليه وسلم قد أوتي جوامع الكلم والكذب في الحرب من المستثنى ، جائز بالنص .. وللحرب ضرورتها تقتضي أحياناً استعمال المعاريضوالمراد بها : ذكر لفظ محتمل يفهم منه السامع خلاف ما يريد المتكلم .. الحرب خدعة " , كأنه يقول : الحرب هي الرأي والكيد , وليست مجرد العدد والعدة .. ولا نريد أن نتطرق إلى المعنى اللغوي والاصطلاحي وإنما نود إيضاح أمور .



فالخدعة هي فن التمويه وهي صورة سرابية تخدع العدو في عقله وفكره وبصره , يتم فيها ستر وإخفاء الحقيقة لتضليل العدو وصرفه بتفكيره وسلوكه عن الاتجاهات والأمكنة والأعمال الرئيسية .. وبهذا الخداع يمكن أن يتسرب إلى العدو التهاون والتراخي وعدم الاستعداد وعدم اليقظة ... وقد توارى الحقيقة بخدعة تمكن من القيام بعمل آخر .



أما المفاجئة فهي الطريقة التي يتم بموجبها التغلب على التفوق الكمي والكيفي فتشل إرادة العدو وتمنعه بعض الوقت من الرد على المفاجئة وجعله عاجزا ... وإذا قام بالرد فإن رده ليس دقيقا بل يكون خبط عشواء وهذا هو الهدف الأساسي للمفاجئة .



فإذا لم ينجذب العدو بأفكاره وقواه فإنه على الأقل يقع في البلبلة والتردد مما يجبره على بعثرة قواه .. كونه لا يعلم أين تكمن الحقيقة وأين يركز الخصم وبهذا يتحقق هدف الخدعة ؛ لأن الحرب مجال للحيرة .



إن في كل مفاجئة خدعة كامنة .. وبقدر ما تكون الخدعة محكمة وقوية بقدر ما تكون المفاجئة مذهلة .. فالخدعة هي التي تحقق المفاجئة وهي السبيل إليها ؛ تمهد وتضلل وتموه العدو في القول والعمل حتى تأتي المفاجئة فتتم الدور التي بدأته الخدعة .... وبهذا تعتبر الخدعة عملا تحضيريا للمفاجئة .



قد تتشابه المفاجئة مع الخدعة في النتائج , وكلما كبر الهدف - كبرت أهميته وتعددت الحيل والخدع وتنوعت .



تعمل الخدعة في ثلاثة اتجاهات :



1- العدو 2- الصديق 3 - العالم .. وبهذا تعتبر الخدعة إبرة مخدرة للعدو وبنفس الدقة توجه العالم على ضرورة حقن هذه الإبرة في الجسم المريض .



الإستراتيجية الإدارية تبنى على الخدعة لأنها من طبيعة الإستراتيجية وتتماشى معها في التنظيم والتنفيذ وهي التي تضعف العدو وتشل إمكانياته , وتتحقق المفاجئة بـ



1- السرية التامة 2 - تضليل العدو 3- السرعة في التنفيذ 4 - إختيار الوقت والمكان المناسبين .



وسيتم لا حقا ذكر حروب تمت فيه الخدعة وحققت النصر .. إن شاء الله