قضية الجنوب بين الحوار .. والاستفتاء .. !!.

[ابو صالح الحضرمي]

قضية الجنوب بين الحوار .. والاستفتاء .. !!.

بعد انتهاء مسرحية ما يسمى بالانتخابات الرئاسية ( الاستفتاء ) لانتخاب رئيس توافقي وحيد لدولة العربية اليمنية وتنصيبه خلفاً لعلي صالح , حيث اختير رئيس جنوبي وسبق ذلك رئيس الحكومة , وهذا ليس حباً فيهما او لاستحقاقهما لتلك المناصب , بل من اجل إعادة شرعنة احتلال دولة الجنوب ( جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ) .. ولكي يكون طرفا الحوار المزمع اجراءه جنوبيون ولكي يعطوا العالم صورة مغايرة للواقع .. من خلال اظهار أن الجنوبيبن الذين يطالبون باستعادة دولتهم هم اليوم في رأس السلطة .. والكل يعرف انها مجرد ديكورات واستعراضات تخفي الوجه الحقيقي لمن يحكم ولما يريدوا الوصول اليه . وسأتحدث فيما يلي عن محورين رئيسين هما الحوار والاستفتاء .

المحور الاول : الحوار بين الجنوب والشمال .

عبدربه منصور هادي رئيس العربية اليمنية هو اليوم امام مهمة اجراء الحوار الوطني كما يسمونه مع كل الشرائح ولحل كل القضايا .. وقد تم ادراج قضية الجنوب في ذلك ولكن بصورة غير الصورة الحقيقية . فهم يعتبرونها قضية حقوقية لا اكثر من ذلك , بل انهم لا يعترفوا بشيء اسمه الجنوب ولا بدولة كانت قائمة فيها بل هي(دولة الجنوب) كيان فرعي وقد عاد للأصل .
لو افترضنا جدلاً دخول الجنوب كطرف في الحوار الذي ينادون اليه فانه من الاهمية بمكان ان تتخذ حكومة دولة العربية اليمنية كإبداء حسن نية الاجراءات التالية :

اولا ً : ان يعترفوا بقضية الجنوب بشكلها الصحيح كقضية سياسية بامتياز .
ثانياً : سحب قوات الجيش اليمني وثكناته العسكرية من جميع مدن محافظات الجنوب واخراجها الى خارج المدن والعودة الى قواعدها السابقة .
ثالثاً : اطلاق كافة سراح المعتقلين على ذمة الثورة الجنوبية التحررية ( الحراك الجنوبي ) بدون قيد او شرط والسماح للجرحى والمعتقلين والقياديين في الحراك بتلقي العلاج بالداخل والخارج .
رابعاً : اعادة اللاجئين من محافظة ابين الى قراهم ومدنهم وتعويضهم وسحب العصابات المسلحة المتواجدة على مرأى من قوات الامن والجيش اليمنيين .
خامساً : اطلاق صحيفة الايام وتعويضها عما لحق بها من الحملة الهمجية التي تعرضت لها .. وكذا باقي الصحف والمواقع الصحفية الجنوبية .

هذا كبادرة حسن نية لإقناع الجنوب وشعب الجنوب بجدية الطرف الاخر بالحوار , ومن ثم بعد ذلك يتم تحديد طرفين للحوار وبرعاية دولية واقليمية ويكون الحوار دون خطوط حمراء ويكون فيه الحوار على اساس الجنوب والشمال , كما ان الحوار لا يستثني احداً من الطرفين .
في حالة موافقة الطرف اليمني في العربية اليمنية على هذه الشروط كإبداء حسن نية تجاه شعب الجنوب فان الجنوب سيكون موافقاً على اجراء حوار شامل وحوار الند للند وتحت مظلة دولية واقليمية .
ملاحظة هامة :
الامر الال : بافتراض ان ما ذكر أعلاه تمت الموافقة عليه واصبحت الكرة في ملعب شعب الجنوب .. فمن هي الجهة المخولة بالحوار باسم شعب ودولة الجنوب المحتلة ( جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ) ؟؟
طبعاً الكثير سيقول هو الرئيس علي سالم البيض ,. نعم هو من وقع اتفاق الوحدة وهو المعني بالتوقيع بعد الحوار على فك الارتباط وهذا وفق القوانين والشرعية التي يتمتع بها الرئيس البيض لحين استعادة الدولة ومن ثم شعب الجنوب يقرر ما يريد وفق اطر دستورية ليس مجال بحثها الان .
فهل كل الجنوبيون مجمعون على ان يمثلهم الرئيس البيض , لاسيما وهناك قادة من الجنوب كالعطاس وعلي ناصر على سبيل المثال , لم يتفقوا معه في ما يريد ولهم اتجاهاتهم الخاصة وربما المؤيدة لمطلب العربية اليمنية ؟؟
اذا على شعب الجنوب ان يفرض الامر الواقع اولاً لخلق قيادة تمثله وتتحدث باسمه وان يتم ذلك من خلال وحدة شعب وقيادة الجنوب الشبابية والقديمة مغلبين مصلحة الجنوب على كل المصالح ومن ثم وبعد استعادة دولة النظام والقانون يكون لكل حدث حديث في ظل القضاء العادل .
فهل يستطيع شعب الجنوب القيام بهذه المهمة وفرض واقع حقيقي يلزم قيادات الجنوب بالتعالي عن الصغائر والنظر لمستقبل الجنوب شعباً وهوية ؟؟
الامر الثاني : وهو وجود وجوه جنوبية على رأس هرم سلطة دولة العربية اليمنية وهو ما يعني ان الحوار الذي يعلنون عنه ما هو الا من اجل فرض ما يريدون على شعب الجنوب ويظهروا للعالم بان من يطالب باستعادة الدولة ما هم الا ناس خارجين على القانون لان الدولة اصبحت بأيديهم ويإمكانهم ان يغيروا مسار الحكم الى الافضل !!
ان الحوار المزمع اجراءه ما هو الا مؤامرة كبيرة على دولة الجنوب وشعبه , مشتركة فيها سلطات الاحتلال اليمنية ودول عالمية كبرى وفق مصالحها الخاصة ولطمس قضية وهوية شعب الجنوب والى الابد , لذا فمن وجهة نضري يجب على شعب الجنوب اولا فرض قيادة سياسية موحدة على الارض ومن ثم ان لا يعترف باي حوار الا وفق الشروط المذكورة اعلاه كأقل ما يمكن المطالبة به باعتبار الحوار حوار بين طرفين ودولتين دخلتا وحدة اندماجية وفق اتفاقيات وقد تم الالتفاف عليها وتحولت الى احتلال .. وغير ذلك فالحوار لن يفيد الا بإعادة احتلال الجنوب وبصفة رسمية ومشروعية دولية والى الابد فأفيقوا يا شعب الجنوب واحذروا من الانجرار الى أي خطوة غير محسوبة العواقب مهما كان قبل ترتيب الصف وتوحيده ووضع شروط للحوار كطرفان ودولتان ولا شيء غير ذلك .

المحور الثاني : الاستفتاء على الوحدة :

الاستفتاء على الوحدة له مفهومين :
المفهوم الاول : الاستفتاء من وجهة نضر الجنوبيين :

من وجهة نضر شعب الجنوب فهم يقصدون بالاستفتاء ان يتم عمل تصويت في عموم محافظات جمهورية اليمن الديمقراطي الست ( عدن – لحج – ابين – شبوة- حضرموت – المهرة ) من اجل معرفة ما اذا كان الجنوبيون مع او ضد الوحدة وبالتالي استعادة الدولة .
هذه الخطوة جيدة وتفي بتطلعات شعب الجنوب اذا تحققت فيها بعض الامور الرئيسة نذكر منها :
- استعادة ارشيف وسجلات دولة اليمن الجنوبي كاملة التي سطت عليها قوات وسلطات الاحتلال اليمني بعد غزو الجنوب واحتلاله في العام 94 م.
- حصر عدد الناخبين الجنوبيين المسجلين في السجلات الانتخابية الجنوبية السابقة .
- حصر الجنوبيون البالغين الموجودون وفق سجلات اليمن الجنوبي قبل عام 90 م واصدار اوراق للسماح لهم بالإدلاء بأصواتهم .
- ان يقتصر التصويت على كل شعب الجنوب الذين كانوا على اراضي دولة الجنوب قبل عام 90م بعد التأكد من معلومات السجلات التي سيطرة عليها دولة الاحتلال لانهم معروفين بالتزوير ولن يفوتهم ذلك .
- من خلال سجلات وارشيف الجنوب يتم التواصل مع الوجهاء والاعيان كل في محافظته وبأشراف دولي للتأكد من جميع الاسماء التي ستشارك في الاستفتاء ولضمان عدم التزوير فيها وتغيير السجلات من قبل دولة الاحتلال رغم الصعوبة في ذلك.
- ان يكون الاستفتاء تحت مظلة دولية بعد سحب كل جيش اليمن من محافظات الجنوب ومنعهم من المشاركة لضمان عدم التزوير . ماعدا من هم مسجلين في سجلات الجنوب السابقة من عسكريين ومدنيين .
- الجنوبيون المولودين بعد عام 90 م يحق لهم الانتخابات والاستفتاء وفق شروط يتم الاعداد لها من قبل المعنيين في دولة الجنوب بعد التأكد من انهم من ابناء الجنوب ومن اب وام جنوبي واستثناء كل جنوبي مولود في الجنوب من اب غير جنوبي وام جنوبية بعد عام 90م.

برغم صعوبة بعض البنود الا انها اقل ما يمكن المطالبة به لإنجاح الاستفتاء فهل نحن قادرون على ذلك ؟؟

المفهوم الثاني : الاستفتاء من وجهة نضر ابناء اليمن في العربية اليمنية :

الاستفتاء يعني لهم الاستفتاء على الوحدة في عموم محافظات ما يسمى الجمهورية اليمنية , أي الجنوب والشمال , وهذا ظلم واجحاف بحق شعب الجنوب فهم المعنيون بالاستفتاء لانهم هم من اتى للوحدة ولأنهم دولة كانت معترف بها , فهل يقبل ابناء العربية اليمنية وسلطتهم الاستفتاء فقط لشعب الجنوب ؟؟

من وجهة نضري فان الاستفتاء لا يصلح في مثل حالتنا مع هذا الوضع القائم ومع دولة الاحتلال التي لا تقبل غير ما تراه من وجهة نضرها ومصلحتها وبالتالي فان الاستفتاء لن يكون منصفاً بسبب ان المجتمع الدولي والاقليمي لا يرى مصلحته الا في ضل الوحدة الكاذبة وهم مؤيدون لها بشدة وبالتالي فاحتمالية الالتفاف على نتائج الاستفتاء واردة بسبب غياب التأييد الدولي لقضية شعب الجنوب ودولته المحتلة .

بعد كل ذلك لا ارى الا ان الحل الاسلم هو ترتيب البيت الجنوبي وتوحيد الصف واعلان قيادة موحدة وتشكيل أي كيان سياسي يعتبر الممثل المؤقت لدولة الجنوب كمجلس او حكومة او أي هيئة لادارة الجنوب وتمثيله في أي حوار قادم وفق شروط تضمن لشعب الجنوب اعادة حقه في استعادة دولته وارضه وقد اوردت اعلاه بعضاً من هذه الشروط وقيادات الجنوب وسياسيه هم اقدر على وضع مايرونه مناسبا لضمان عدم ضياع حق الجنوب في استعادة دولته .

بقلم / أبو صالح الحضرمي.
03-03-2012م

[ابو صالح الحضرمي]

للنقاش,,,,