كشف التأمر المفضوح في اغتيال المبحوح ..دعوة لتطبيق قانون مكافحة إرهاب الموساد

[شهريار شبوة]

كشف التأمر المفضوح في اغتيال المبحوح ..دعوة لتطبيق قانون مكافحة إرهاب الموساد
بقلم / د . ايمن سالم العربي *
تنفيذ عملية اغتيال البطل الفلسطيني المجاهد / محمود المبحوح في هذا الوقت بالذات وفي دبي الامارتية الشقيقة لم يأت من فراغ وإنما جاء وفق إستراتيجية انجلوصهيونية مشتركه تسعى لتحقيق عدة أهداف ومنها
:1-إعادة إمارة دبي إلى الحضن البريطاني الدافئ والذي فيما يبدو أن دبي تمردت وقالت لا لسياسة الإذلال والتركيع والتحكم عن بعد والنهب لكل مقدرات الإمارة فكان لابد من تركيع كل متمرد وعودته إلى الحضيرة
2- وضع إمارة دبي عبرة لكل إمارة او دولة عربية تفكر بان تتمرد على انجلترا وبالذات الأقطار التي دعمتها بريطانيا لتأسيس كيان سياسي لغرض الاستثمار والتجارة وخدمة مصالح انجلترا وتسهيل مصالح حلفائها الاستراتيجيين من اليهود وغيرهم وليس لأجل التفكير في ممارسة السياسة او الاعتراض على السياسية الانجلوصهيونية ضد العرب والمسلمين .
3- من يعتقد بان انجلترا لا علاقة لها بالسياسة الصهيونية او يعتقد بان هناك خلافات بينهم فهو واهم.. لا سيما والموساد عبارة عن جهاز استخباراتي بريطاني ... ولا تنسون بان بريطانيا هي من أسست ذلك الوطن القومي لليهود في فلسطين كمشروع استثماري يخدم سياساتها الإستراتيجية في كل المجالات .
4- لا يضير تل أبيب ولا لندن أي مناورات تتم بينهما .. كانت مقاطعة سياسية للعلاقات بين البلدين تدوم فترة ثم تعود او ماشابه ذلك بهدف إبعاد الشبهات عن العلاقة والارتباط الوثيق بينهما وهي مشاهد مكرره بين البلدين وبالذات حينما تظهر حقائق تشير إلى شبهات حول وجود يد للندن في أي مهمة ينفذها الموساد . فتسارع لندن إلى اتخاذ إجراءات وقرارات وتدابير بحق إسرائيل لإثبات عدم وجود علاقة للندن كحكومة بالموساد . وتبقى لندن محافظة على صورتها الجمالية امام العالم .
5-كما وان هناك أهداف سعت عملية اغتيال المبحوح لتنفيذها وتتعلق بإفشال أي مساع للوحدة الوطنية بين الفصائل الفلسطينية وكذا نزع الثقة بين تلك القيادات الفلسطينية لتبقى مشتته ومنح شعبية لفصيل على حساب فصيل أخر بما يسهم في منحه قاعدة شعبية في فلسطين والوطن العربي الإسلامي بشكل عام بحجة ان هذا الفصيل وقياداته مستهدفا من العدو الصهيوني .
6-عملية اغتيال المبحوح تذكرنا بالتوقيت الذي سبق الانتخابات الفلسطينية السابقة والتي نفذ فيها الموساد اغتيالات بحق عدد من الشرفاء من مؤسسي وقيادات احد الفصائل الفلسطينية وأسهمت تلك الاغتيالات في منح شعبية للقيادات المتبقية والتي فازت بثقة الشعب الفلسطيني بالانتخابات . ولا أعتقد بان اليهود بهذا الغباء الذي يجعلهم ينفذون عمليات اغتيالات وبشكل علني لقيادات فلسطينية بارزة قبيل الانتخابات لدعم الحملة الانتخابية لذلك الفصيل الفلسطيني ؟ فاليهود عرف عنهم استخدام نعمة العقل البشري ومعرفتهم وتوقعاتهم المسبقة بردود أفعال أي فعل قبل ان يقوموا بتنفيذه . ونلاحظ السيناريو نفسه يتكرر اليوم في العراق وقبيل الانتخابات العراقية .

وهنا تأت الحاجة الملحة لنا نحن معشر العرب والمسلمين لاستخدام نعمة العقل لاسيما وان الكره اليوم في ملعبنا بعد تورط إسرائيل ولندن في مؤامرة اغتيال الشهيد محمود المبحوح وإمامنا عدة حلول إذا عملنا بها ستخدم امتنا جيلا بعد جيل ... ونتمنى من إمارة دبي أخذها بعين الاعتبار لتثبت لنا بأنها حريصة على المصالح العلياء للأمة وليست مشاركة في هذه المسرحية مع لندن وتل أبيب
.1-على إمارة دبي ان تسارع بتقديم ملف قضية اغتيال المبحوح إلى جامعة الدول العربية لإشراك الدول العربية كافة في التحقيقات لكشف كل المتورطين في عملية اغتيال المبحوح لكي لايتم ابتزازنا والاستفراد بنا دولة بعد دولة ولكي لا تتحمل دبي وحدها نتائج التحقيقات وكذا لان المتورطين في الاغتيال متهمين من عدة دول وليس من دولة واحده وبالتالي لابد ان تشرك دبي الدول العربية كافة في التحقيقات لإثبات حسن نيتها .
2- بما وان الموساد يقوم باغتيالات متوالية وباعمال إرهابية في بلداننا العربية والإسلامية تنتهك حقوق الإنسان المتعارف عليها بالعالم اجمع وتضرب بكل الأنظمة والقوانين الدولية عرض الحائط .
فأننا كعرب ومسلمين ينبغي ان نسارع بسن قانون يسمى قانون مكافحة إرهاب الموساد ...
والعالم اليوم متعاطف معنا بعد تنفيذ الموساد عملية اغتيال المبحوح وسيجد هذا القانون ترحيب وقبول دولي فالعالم ليس لندن وواشنطن فحسب . ونسند هذه المهمة إلى الجامعة العربية لتولي المهمة إلى خبراء في القوانين الدولية ويتم العمل بهذا القانون في كافة الدول العربية لملاحقة كل من يشتبه بعلاقته بالموساد في بلداننا العربية وفق هذا القانون ( قانون مكافحة إرهاب الموساد ) ...
ولكي نوضح الصورة للعالم بان الإرهاب هو صورة من صور الكيان الصهيوني .
لكي لا يلصق الإرهاب بالإسلام والمسلمين فقط .
مثلما استغلت دول الغرب إحداث 11 سبتمبر لتطبيق قانون مكافحة الإرهاب ( ضد المسلمين) وبحسب ذلك القانون تمت ملاحقة كل مسلم شريف في العالم وكل جمعية خيريه إسلامية في العالم وكل شركة ومستثمر إسلامي ناجح في العالم وجمدت الأرصدة الإسلامية في بنوك العالم ونهبتها وشغلتها وسخرتها ضد الإسلام وكل ذلك يتم وفق قانون مكافحة الإرهاب الذي اعد لمكافحة الإسلام خصيصا وليس لمكافحة الإرهاب فالإرهاب العالمي لندن هي من صنعته بزعامات يهودية إرهابية متطرفة جلبتها من أنحاء العالم وصنعت منها زعامات يهودية وبنت لهم دولة وكذا صنعت زعامات إسلامية من بيننا ولا علاقة لنا بهم ولا علاقة للإسلام وتعاليمه ومفاهيمه وقوانينه الربانيه بهم واستخدموهم لضرب الإسلام والمسلمين في العالم اجمع .
ومايزال هذا القانون ساري المفعول ومايزال ملف 11 سبتمبر مفتوحا وماتزال التحقيقات جارية ووفق قانونهم مايزال المشتبه المسلم متهما ومعتقلا وملاحقا ومنهوبا حتى يثبت براءته وليس العكس .. فلماذا لا نحاربهم بنفس الطريقة التي يحاربونا بها ونفتح ملف اغتيال المبحوح عشرات السنين لملاحقة الإرهابيين اليهود المشتبه بتورطهم في هذه الجريمة في كل مكان .
حينها وحينما ستتم عرقلة مصالح الكثير من البلدان الأجنبية المتعاطفة والمتساهلة مع الموساد للاشتباه بارتباطاتها بالموساد فأن تلك الدول ستعيد النظر في علاقاتها بالكيان الصهيوني وستحافظ على علاقاتها ومصالحها مع الأمة العربية والاسلامية .
3- على الجامعة العربية ان تسارع بتقديم طلب إلى بريطانيا لتسليمها المشتبه بهم الستة البريطانيين وجوازاتهم وتوضح الجامعة العربية بأنها ترفض مبررات لندن بان هؤلاء سرقت جوازاتهم على اعتبار بأنهم متهمين مشتبه بهم وبأنهم امام كل القوانين يصنفون بأنهم متهمين نفذوا العملية وليست مجموعة سرقت جوازاتهم وزورتها ونقول لهم بان المشتبه بهم أبرياء حتى تثبت إدانتهم فقط من حقنا ان نطالب بتسلميهم للتحقيق معهم وتسليم جوازاتهم الجديدة التي سارعت الحكومة البريطانية بصرفها لهم بدلا عن الجوازات التي سرقت منهم كما يدعون.
3-اليوم الكرة في ملعبنا وإذا لم نعد قانون لمكافحة إرهاب الموساد فأننا لن نجد فرصة أخرى كهذه
أننا اليوم في زمن تغيرت فيه كل المفاهيم وأصبح العدو يساعد كل عميل عربي ومسلم معه ليظهره بصورة العربي الأصيل والحريص على الإسلام والمسلمين والعكس نجده يحاول إحراق كل عربي أصيل وحريص على مصالح الأمة من خلال محاولة إلصاق تهمة العمالة لهذا العدو .

* كاتب وباحث عربي
هذا المقال وصلني على الإيميل