إلى القيادة المحنطة في الجحور (بقلم الدكتور أحمد اليافعي)

[ناصر المرقشي]

إلى غريبي الفكر و قريبي الزلل

قد أكثر الجنوبيون البيانات و الخطابات و المقالات , و الغث منها أكثر من السمين , حتى أصبح الكلام مكرراً لا جديد فيه لا بل حتى الألفاظ تجدها نفسها , وأصبح الشعب الجنوبي في حيرةٍ من أمره , فما عاد يميز بين الكاتب و الكويتب , ولا الفرق بين المفكَّر والمصنف , ولا الداهية و الدهيرة , والسبب في ذلك من وجهة نظري هو ما قاله الدكتور محمد علي السقاف ( إنَّ أغلب من اعتلوا مناصب الدولة الجنوبية السابقة كانوا من الجهلة ) ولذلك نجد أنَّ من تعلم منهم لا يفقه من الأمر إلاَّ الفكر الشيوعي الشمولي , الذي يقدم الولاء للنهج على الكفاءة , ولا يحاسب المخطأ الفاشل , ولأنَّ العمل الجماعي وتشكيل اللجان يُسقط المسئولية فهم أكثر من يسعى إلى تشكيل اللجان لتمييع المسئولية . و لذلك فهم يخطأون ثم يخطأون , ويرتكبون الحماقات تلو الحماقات , ولا يساورهم شعور بالذنب أو حتى التفكير بالاعتذار .

ولأنهم بيننا فقد اهلكوا الحراك الجنوبي بجهلهم وببياناتهم وتهديداتهم الفارغة واختلافاتهم وتآمر بعضهم على بعض وتسابقهم على سلطة وهمية , الهدف منها الحصول على أكبر قدر من الشهرة , يدفع أبناء الجنوب المغتربين لضخ التحويلات المالية إليهم يشترون بها الولاءات الشخصية ويبيعون الولاءات الوطنية والقضية الجنوبية , فأصبحوا كالمغنيات اللبنانيات عددهنَّ كثير ولا تستطيع التمييز بينهُنَّ, والَّلاتي يكسبنَّ أموالهن بالرقص الهابط وينفقنَّه على عمليات التجميل , و لذلك لا عجب أن تجد اليوم جنوبي مغترب كان صاحب أملاك قد أفلس لأنَّه آمن بقضية وطنه وأخلص لها و دفع من اجلها الغالي و الثمين , وبالمقابل تجد قيادي أو قيادية في الحراك أصبح من ذوي الأملاك في الداخل والخارج .

الوقت يمر وقيادات الداخل بعد أن انتهت من كيل الاتهامات لبعضها , تحولت نحو اتهام المغتربين وخصوصاً الذين في الخليج , وبدءوا بالتفنن بالمزايدة , والتحدي , وآخر ما قال أحد كبارهم الذي علمهم السحر ( إذا كنتم رجال فساحة النضال في الداخل فقط , وليست في الغرف تحت المكيفات ) ونسي هذا الفاشل أن المغتربين صرفوا عليه وعلى أولاده شقاهم , ونسي أنهم من أخرجوه من السجن , ونسي أنهم من أوصل القضية الجنوبية إلى المنابر الدولية , ونسي أنهم من سجل أسمه وأسماء رفاقه في كل وزارات الخارجية و كل القنوات الفضائية , وبدونهم كان سيظل غريباً و ليس قريب , ومازال في القوت متسع وسيعود أبناءنا من الخارج إلى الداخل ولن يركنوا إلاَّ الغريب الفكر والقريب الزلل.

والآن حصحص الحق وأنكشف أمركم يا من تلاعبتم بالحراك لغرض الارتزاق , وسوف يتجاوزكم شباب الجنوب قريباً جداً , وستعرفون أنكم مجرد بقايا للحزب الاشتراكي لا شعبية ولا قبول لكم , لا تستحقون ما نلتموه من دعم و احترام , وهذه الساحة أمامكم أرونا قدرتكم على القيادة , فنظام صنعاء قد أخلى محافظات بكاملها , فلماذا لا تسيطرون عليها ؟؟؟ وها هو نظام صنعاء قد أعطاكم كامل الحرية والأمن في عدن و في كل محافظات الجنوب فأرونا إن كنتم تستطيعون قبول بعضكم البعض وتشكلون قيادة موحدة للداخل ؟ أيها الفاشلون لقد انتهى الوقت و نحن في الوقت الإضافي و لن نترككم تعبثون بمستقبل الأجيال القادمة .

د. أحمد اليافعي

http://siyasapress.net/default.asp?p...70&NewsID=3225