رد فارس سيف على مقال سميح المحاريق -مقال

[محتفظ الي]

رد فارس سيف على مقال سميح المحاريق -مقال
بين الفينه والأخرى يطل علينا بمقال كاتبه إما يمني أو عربي ممن تعلقت قلوبهم بوحدة الإحتلال 22 مايو اليمنيه ,غير مدركين حقائق الواقع المغاير لحماستهم غير المنطقيه وممن أصبحت تقلق مضاجعهم الثوره الجنوبيه بأجندتها الواضحه وضوح الشمس والغير قابله لأي تأويل أوتفسير إنتقائي كما هو حال بعض السياسيين بمختلف إنتماءآتهم الجغرافيه الموغله في الإنتهازيه.
هده الشعارات والأهداف هي:
- إستعادة الجنوب لهويته العربيه المستقله كما كانت بعيداً عن هويتهم اليمنيه
- إستعادة إستقلال الجنوب
- إعادة بناء هياكل ومؤسسات دولته بحدودها التأريخيه غداة الإستقلال من الإحتلال البريطاني في 30 نوفمبر 1967م
هدا الوضوح في الشعارات والأهداف هو مايغيض هؤلاء ومن يقف خلفهم من الأحزاب والنخب اليمنيه وبعض النخب العربيه , التي سكتت عقوداً والتزمت الصمت حيال كل ماجرى للجنوبيين من إحتلال وقهر ومعاناة دون أن تجهر بأي إعتراض على هده الممارسات بل كانوا جميعاً مطبلين ومباركين لكل طرق القهر والإستبداد وإجراءاته التي تفنن في إبداعها نظام الإحتلال اليمني حتى أوصل الجنوبيين إلى هده القناعات وقرارهم الحاسم بالإنتفاض عليها
هؤلاء تجاوزوا الحقائق ولم يستوعبوا دروس التأريخ وتجاوزوا حتى القراءة الواقعية للمشهد وأعمتهم نرجسيتهم عن الإلمام بالإختلاف والتناقض الثقافي والنفسي بين الجنوبيين واليمنيين ولم بجتهدوا لرؤية الوضع كما هو وإنما ارادواه كما يتصورونه أو كما تدفعهم مصالحهم ضاربين بعرض الحائط بكل أماني وتطلعات شعب الجنوب ومكتفين بمطالبتهم له بالإستسلام لأجندتهم القهريه و القبول بفرضها أمرأً واقعاً غير قابل حتى لمجرد النقاش , فهم يريدون من الجنوبيين فقط السير على هدى أجندتهم وشعاراتهم :
من إسقاط النظام ,إلى طرد الحاكم , إلى مايسمونه بإنتفاضات المؤسسات وإقامة دولتهم المدنيه , أما أن يتحدث الجنوبيون عن طموحهم وأمانيهم ورغبتهم بخروج الإحتلال اليمني ..وتقرير مصيرهم بأنفسهم .. وإستعادة دولتهم بعد تجربه مريره على مدى أكثر من 21 عاماً فممنوع .. ممنوع ..ممنوع .
فها هو الكاتب ينتفض كثور هائج ليرد على قول الرئيس البيض بحق الجنوب في الإستقلال واصفاً قوله بالإنتهازيه السياسيه ويقارن الرئيس الثائر البيض بصالح الظالم المحتل . إن مقارنته هده لاتنم فقط عن عمى البصر بل وعمى البصيره لدى الكاتب وتعكس إنهتازيته هو, لا انتهازية الرئيس البيض, فالرئيس البيض يعمل لمشروع جنوبي وطني وليس لتحقيق رغبة شخصيه.
وفي فقرات أخرى يقر الكاتب وهو بكامل قواه العقليه بأن المحتل صالح تعامل مع الجنوب كحد يقه خلفيه له , وهي نفس العقليه التي تتعامل بها أحزاب المشترك اليمني ونخبهم اليمنيه مع الجنوب على حد سواء , فهم جميعاً ينطلقون من إيديولوجيا واحده وشعاراتهم هي : يمننة الجنوب العربي كهويه.. والتعامل معه كغنيمه.. والوحده أو الموت ...,وعودة الفرع إلى الأصل . هده هي مصطلحاتهم , فلا قيمة لدى هؤلاء لمعاني الوحده .. والإسلام .. والقيم.. والإنسانيه ..وليست على الإطلاق كل تلك القيم مدرجة في قاموسهم اليمني إلا بقدرما تعني الفيد فقط. ويسترسل في ترد يد المقوله المقيته ذاتها لعصابات الإحتلال اليمني أحزاب ونخب: من أن الظلم والفقر يشمل كل المحافظا ت على حد سواء ومن أن الجنوب يعاني من عدم الإنسجام والخوف عليه من الصومله. وهدا بحد داته افتراء على عكس ماتعكسه حقائق الواقع ,والتأريخ والجغرافيا , فشعب الجنوب هو الشعب الوحيد بين الشعوب العربيه والإسلاميه المنسجم والمتجانس اجتماعياً ومذهبياً ونفسياً وثقافياً , على عكس الشمال الذي تشتته التناقضات الإجتماعيه والمذهبيه وتتنازعه الإختلافات النفسيه والثقافيه إن هذه القراءه الخاطئه تدل على جهل مطبق للكاتب بمعرفة كنه حقائق ومؤشرات المشهد مما دفعه حد الإقتراح بكل سفاهه بأن يغتنم الجنوبيون الفرصه للإندماج في الحراك السياسي اليمني!! وبدورنا نتساءل .. أي حراك يندمج في حراك؟؟ ... فما يجري في الجنوب هو ثوره شعبيه بكل ماتحمله الكلمه من معنى الثوره ..على كل الأوضاع اليمنيه وإجتثاثها وتقويض كل ركائزها ..أما مقولة الحراك فهي تنطبق على وضع الشمال لأنه لاتوجد لديهم ثوره, فالثوره لا تخضع للمساومات أوالمقايضات وإنما تفرض أمراً مغايراً للواقع ولهدا فإن أقصى ماسيجنونه هو فقط إزالة رأس الحاكم إما بقية الحكام إبتداءاً من الأحزاب وإنتهاءاً بالعسكر فهم مكون نظام الإحتلال اليمني ومن المستحيل إلغائه, فالهدف هو إزاحة الرأس فقط حتى يستمر إطالة عمر الإحتلال اليمني للجنوب وتحميله فقط المسؤوليه والتبرؤ من الجرائم .
وقبل أن يختتم مقاله يقع في تناقض آخر فهو يقر بأن الجنوب لديه دخل واسع وتنوع في المصادر مما يمكنه من تجاوز كل مشاكله الإقتصاديه بينما يصف في فقره أخرى بأن الجنوب لا يملك الإمكانيات بأن يصبح قوه مؤثره تستطيع أن تحتفظ بإستقلاليته في منطقه ساخنه... وهدا الإستنتاج الخاطيء أيضاً تدحضه حقائق عهد دولة الجنوب حيث كان يسود المنطقه الإستقرار وأمنت تماماً مضيق باب المندب كموقع إستراتيجي لعبور النفط والتجاره العالميه ولم يشهد يوماً تفجيراً أو إستهدافاً للسفن العسكريه أو المدنيه كما حصل في تفجير المدمره الامريكيه كول أو الناقله الفرنسيه لامبرجر . ولم يشهد سقوط أي منطقه بيد أية جماعة إرهابيه طوال فترة الدوله الجنوبيه قبل وحدة 22 مايو 1990م..
ولهدانقول لمحاريق ولمن هم على شاكلة المحاريق ممن لم يستوعبوا تغيُرات العصر ولم يهضموا حالة النهوض الشعبي ,إن العصر هو عصر إنبعاث القوميات وإستعادة الهويات.. وشعب الجنوب العربي لن يكون إستثناءاً من هده المتغيرات .. وإنكم ليس من سيقرر للجنوبيين أي طريق سيسلكونه.. فلهده الأرض الجنوبيه مالك يستحق أن يعيش عليها .. وأن يكون هو وحده فقط ىسيدها دون منازع .. ومصير الإحتلال للزوال حتى وإن طال .هكدا أنبأنا التأريخ يا محاريق
وفي الأخير أدعو كل نشطاء الثوره الجنوبيه وكل من يشارك في المنتديات والمواقع والصحافه بأن يتصدوابكل قوه لمحاريق وشميس والماوري وطابور طويل من الإنتهازيين الذين لا تربطهم بالجنوب رابطه, واعتقدوا بأن وحدتهم 22 مايو الممسوخه قد منحتهم شرعية التحدث بإسم الجنوب وأهله والإشتراك في تقرير مصيره ..هيهات . هيهات ..هيهات
بقلم : فارس سيف
بتأريخ- 22 يناير2012