الرئيسية التسجيل مكتبي  

|| إلى كل أبناء الجنوب الأبطال في مختلف الميادين داخل الوطن وخارجة لا تخافوا ولا تخشوا على ثورة الجنوب التحررية,وطيبوا نفسا فثورة الجنوب اليوم هيا بنيانًا شُيد من جماجم الشهداء وعُجن ترابه بدماء الشهداء والجرحى فهي أشد من الجبال رسوخًا وأعز من النجوم منالًا,وحاشا الكريم الرحمن الرحيم أن تذهب تضحياتكم سدى فلا تلتفتوا إلى المحبطين والمخذلين وليكن ولائكم لله ثم للجنوب الحبيب واعلموا ان ثورة الجنوب ليست متربطة بمصير فرد او مكون بل هي ثورة مرتبطة بشعب حدد هدفة بالتحرير والاستقلال فلا تهنوا ولا تحزنوا فالله معنا وناصرنا إنشاء الله || |

شهداء الإستقلال الثاني للجنوب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                          

::..منتديات الضالع بوابة الجنوب..::


العودة   منتديات الضالع بوابة الجنوب > الأ قسام السياسية > المنتدى السياسي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-06-17, 02:06 AM   #1
شيخ على ساس
قلـــــم فعـــّـال
 
تاريخ التسجيل: 2012-06-10
الدولة: هولندا وقبري
المشاركات: 877
Question العم حسان ... مات

[OVERLINE]العم حسان ... مات[/OVERLINE]

http://www.almseeronline.com/user_im...637541673.jpeg

للأستاذ / فؤاد مرشد





الحاج حسان أخيرا أسعف إلى مستشفى حكومي لمرض طارئ ألم به، لم يستطع شراء ما وصف له من دواء تدهورت صحته ومات.
نعم هو نفسه العم حسان كما يطلق عليه رفاقه بلغ الـ ( 60 ) من العمر لكن من يراه ظن انه تجاوز ذلك بكثير، تماما مثل معظم اليمنيين، كان مقطوع من شجرة، كما نطلق لمن لا أسرة له، ويكتفي بوجبة بسيطة واحدة ينتزعها بكده وعرقه، و غرفة حقيرة لا يمتلكها يأوي إليها ليلا.
كان يمضي نهاره وليله مابين عمله غسل الخضروات عند بائع للخضار في الحي الذي يسكن فيه، مقابل بضع ريالات لا تفي لوجبه بسيطة واحدة، وبين مذياع صغير ممسكا به قرب أذنه، ينقل إليه كل أخبار الوطن ابتداء من حالة الطقس وأسعار السلع إلى اجتماعات الحكومة و ( منجزات السلطة ) حتى كان النشيد الوطني أعذب عنده من موسيقى ( موزارت ).
كان لا يقرا ولا يكتب لكن باستطاعته أن يسرد لك التاريخ اليمني وجغرافيته.
عندما وصل إلى المستشفى أدرك فعلا بأنه مقطوع من شجرة غريب في وطن، حيث كان كل شي يخبئ تحت سترته شبح الموت، ابتداء من تذمر الأطباء إلى أنين المرضى إلى محتوى روشتة العلاج الذي لا يملك ثمنه، إلى بؤس المستشفى وخدماته، تذكر انجازات حكومته في المجال الصحي عندما كان يسمع ذلك من خلال مذياعه، ولم يرى الآن إلا أضغاث أحلام.
نصحه احدهم برفع مناشدة عبر الصحف لفاعلي الخير لمساعدته في تكاليف علاجه، وكان ذلك بمثابة سهم صوب إلى قلبه، زاده حسرةًً وألماً، وأغرورقت عيناه بالدموع، وبصمت بدا كأنه يعيد شريط عمره المثقل بالمعاناة .
لم يَدُرْ في خلد العم حسان أن الوطن الذي أمضى جل عمره في خدمته، والاطمئنان إلى أخباره كل ليلة، وحفظ تاريخه وجغرافيته، والاستماع إلى ( انجازاته ) وأناشيده الوطنية، ها هو في الأخير يستسمحه عذراً أنه لم يستطع أن يوفر له حقنه مضاد أو قرص دواء و ربطة شاش. وها هو ينزع منه الحياة بعد ما نزع عنه الصحة بسبب الفقر.
أي وطن هذا أحبه عم حسان وتخلى عنه الآن، ولم يبق لديه إلا استبداله بمناشدة لفاعلي الخير، وطن لم يستطع توفير حقنة دواء له تخفف عنه الألم وتساعده على النهوض من جديدٍ.
بل أي مفسدً في الأرض أراد بذلك العمل انتزاع الوطن من قلب عم حسان ، وهو الذي عاش متيماً به، وإن سكن في غرفة حقيرة، أو كانت وجبته ( الروتي والشاي ).
نعم عم حسان عجز عن شراء دواءه مثله مثل الكثيرين ومات بصمت، وروشتة علاجه مازالت في جيبه المهترئ إلا من بضع ريالات لا تفي بحقنة واحدة.
عم حسان لم يطلب أكثر من العلاج في مستشفى حكومي مع أن حقه أكثر من ذلك، ولكن قدره أن يموت في وطن فاخر فيه كثيراً باعتباره ( وطن الإيمان والحكمة والمنجزات ).
هكذا إذاً يفعل الفساد المستشري وأكثر، ويصبح الإهمال والتسيب سيِّدا الموقف، ويصبحان عناوين رئيسية لمرافق خدمية تتعلق بحياة المواطن صحته وتعليمه وغذائه، وخطة ممنهجة، لم يقتلا فقط العم حسان وغيره، ولكن قد يغتالا أيضا الولاء والانتماء.
لا أبالغ ولا أتحدث عن مأساة مقتطفة من رواية البؤساء، مع إن الأمر يفوق ذلك، أنها حالة من عشرات الحالات، موجودة بيننا يقتلها العوز والإهمال وتدني الخدمات، إنهم ضحايا دولة شعارها الموت لمن لا يمتلك قيمة علاجه وغذائه.
مات عم حسان رحمة الله عليه وهو لم يَدْرِ من ( قاتله )، وبقيا مؤشر مذياعه الحزين كما كان عليه، على ضفاف وطن، عاش محباً له، وقلب له ظهر المجن.
مات العم حسان ولسان حاله يقول ( بلادي وان جارت عليَّ عزيزة )، وكفَّنَهُ فاعل خير أيضا.
أعجب كثيراً لذاك الفارق المذهل مابين عم حسان الذي لم يجد قيمة دوائه ومات بصمت وبين فاسد يسرق المليارات من قوت الفقراء والذي كلما عطس توجه لأكبر مشافي أوربا للفحص والاستجمام.
بين من أحب وطنه واخلص له ومات متيما به وكفّنَهُ فاعل خير، وبين من يختلس مليارات الوطن ويبيع ما على الأرض وما في جوفها بيعة سارق ويعلق له النياشين، وتعطى له الأوسمة وفقدانه خسارة على الوطن والشعب .
مات العم حسان وهو غير مستوعب ، إن المساواة وهم ، والتامين الصحي خرافة ، وحقوق الإنسان دعاية للاستهلاك الداخلي والخارجي .

لا ادر حتى اللحظة من قائل ( من لا بيت له لا وطن له ) ولكن بالتأكيد ستكون لمرء أدرك أخيرا أن الوطن الذي لا يوفر ابسط المتطلبات الضرورية لأبنائه ، سكنهم وعلاجهم ، غذائهم وتعليمهم ، ممكن نسميه أي شي آخر إلا وطن .
__________________
حن شوقي وزود غربة وبعد الليالي المخيفة

><><><><>< بالمحبة ذي تعشش بين إضلاعي وجوفي

وسط طلعات فكري صدني حسي بعزفة

><><><><>< مقترن بالجود أسمي والكرم من نبع كفي
شيخ على ساس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

=
Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.
 

تنـويـه
بسم الله الرحمن الرحيم

نحب أن نحيط علمكم أن منتديات الضالع بوابة الجنوب منتديات مستقلة غير تابعة لأي تنظيم أو حزب أو مؤسسة من حيث الانتماء التنظيمي بل إن الإنتماء والولاء التام والمطلق هو لوطننا الجنوب العربي كما نحيطكم علما أن المواضيع المنشورة من طرف الأعضاء لا تعبر بالضرورة عن توجه الموقع إذ أن المواضيع لا تخضع للرقابة قبل النشر