الرئيس علي سالم البيض والمسيرة الإعلامية لحشد الطاقات. بقلم احمد با علوي

[عميد الحالمي]

لقد قامت الوحدة بين شريكين هي جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وبين الجمهورية العربية اليمنية،وهم كيانين سياسيين سابقين توحدا واندمجا في كيان سياسي سمي بالجمهورية اليمنية في عام1990م وتعرضا لنكسات خلال الفترة تلك حتى عام 1994م حين وقعت وثيقة العهد والاتفاق بالأردن بحضور دولي، وبعد ساعات من توقيعها شنت حرب علي الجنوب وهزم الجنوب، وأعلن فك الارتباط وأبتلع الجنوب بكل إمكانياته وثرواته وأرضه وشعبه.

لقد كان الجنوب قبل الوحدة كيان سياسي يسمى،جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية،وقبل ذلك كان كيان سياسي يسمى،جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية،كان ذلك قبل الاستقلال من الاستعمار،وأبان الحالة الاستعمارية كان هناك كان سياسي يحوي العديد من السلطانات والمشيخات في فدراليات تسمي، اتحاد الجنوب العربي،وهو آخر كيان سياسي قبل أطلاق صفة اليمن على الجنوب،أما الهوية الحاوية لكل الكيانات السياسية الثلاثة من جنوب يمني،ويمن ديمقراطي،وجنوب عربي،فهي هوية حضرمية،وموروث ثقافي تاريخي وحضاري،ففي الجانب المنهجي والمدرسي الإسلامي فهو مسئولية حضرمية بحتة،ولوجود التناقضات الثقافية والموروث التاريخي والحضاري المتضاد فالمدنية والحضرية تناقض القبلية،والعرف حين يسود يناقض القانون.

من هنا كان النجاح للحراك في السيطرة الفعلية على الساحة الإعلامية المحلية وفرض نفسه بعد فترة قياسية على الساحة الإقليمية والدولية،وكان التناقض الحضاري والمنهجي المدرسي الحضرمي القائد في أدارة الصراع مع اليمننة والهوية اليمنية ولا محالة فالهوية الحضرمية الثابتة الجذور والمتأصلة في الكيان الجنوبي قد استعادت وانتصرت لذاتها،وهي التي استطاعت التأثير عبر القارات وفي أعالي البحار عبر مراحل وحقب زمنية مختلفة،فالنصر لا محالة حليفها في صراعها حول الهوية في العمق الحضرمي للكيان السياسي الجنوبي الحضرمي،وهي المنتصرة والمحققة لكثير من المكاسب والمكتسبات في امتداداتها بالخارج بعيدا عن العمق والذات الحضرمية،لذا فعلى القيادة السياسية المتمثلة في قيادات الحراك المواكبة والموائمة لتلك القوى الغير منظورة من خلال التالي :

1-القانون الطبيعي أن الخارج الجنوبي السياسي هو انعكاس للداخل الجنوبي السياسي،فكيانات الداخل التنظيمية والشعبية للحراك هي قوية وثابتة،وصيغة التعظيم طريقها منذ البداية مع محدودية نواتها في البداية ولكن القيادة المؤسسة كانت مؤشرة الحالة بأن سريان تفجر الثورة في كل مديريات الجنوب هو نهج شعبي متسارع ومكتسح.

2- لقد ألتفت قيادات وكوادر الجنوب في الخارج،بشكل تسارعي بحجم التسارع الثوري والشعبي في الداخل ومن ضمنها سيادة الرئيس علي سالم البيض والرئيس علي ناصر محمد ودولة الرئيس حيدر العطاس وكل الوزراء والكوادر الجنوبية سواء كانت بالخارج قبل هزيمة 1994م أو نتيجتها أو بعدها فقد توحد الجميع،فالصراع صراع هوية وبقاء،وقد تم لها ذلك وهو لم يكن موجودا،فقد كان هذا التوحد والتناغم من أجل استعادة الذات المهزومة وكذا الانتصار للهوية الجنوبية الحضرمية،وهو كذلك ما هو موجود بالداخل في التباين الذي يحويه الحراك السياسي من مختلف ألوان الطيف،فالكل متوحد ضد يمننة الجنوب ومسخ الهوية الجنوبية .

3- لقد كان الحراك السياسي الجنوبي بالخارج متناغم في كل مراحل نشؤه،فقد حقق اختراقات كثيرة وجيدة على المستوى الإقليمي العربي والدولي وصار العالم ينظر إلى قضية الحراك السياسي الجنوبي نظرة وجوب حلها وخطورة ترحيلها،والمسئولية الدولية صارت جزء من حل المشكلة اليمنية وما مجموعة أصدقاء اليمن وعلى رأسها ألمانيا والأمارات تقول بسرعة وجوب الحل.

4- أن القناة الجنوبية قناة عدن وقناة الجنوب التي تجمع صفات الإذاعة والتلفزيون أحيانا(ثلاثة في واحد،مقروءة ومسموعة،ومنظورة)قد استطاعت أن تجذب الجنوبيين ويتسمر الجميع أمامها حبا في سماع ما يشفي الغليل ومتابعة ما يحدث بالجنوب الغالي،علما أنها قناة يتيمة في صحن واحد(دش)وقد عانت وعانى الجنوب والجنوبيين حتى استقرت في اتجاه النيل سات بعد معارك حجب شرسة،وكان ذلك مكسب كبير لا يضاهى.

5- أن القوة العظمى التي تستطيع رفد ودعم الحراك والثورة الجنوبية لطرد المحتل اليمني،وهو مصدر قوتنا في كثير من مراحل التاريخ،هي الجاليات الحضرمية والجنوبية وخاصة في شرق وجنوب آسيا وكذا في شرق وجنوب أفريقيا،فالوجود الشعبي الرديف والمساند لثورتنا ودعمنا المادي والمعنوي،يتطلب القليل من الزيارات والتواصل من خلال الامتدادات للجالية الجنوبية بأوروبا ذات الجذور الأفريقية والآسيوية لتنسيق الجهود وحشد الطاقات في معركة الجنوب مع اليمني المحتل .

6- أن الزيارات للجاليات الجنوبية ضرورة واجبة في الوقت الراهن لحشد الطاقات والإمكانيات خاصة والإمكانيات المالية والمادية المحدودة لثورتنا الجنوبية،خاصة وأن الدور الماليزي لملتقي الجنوب بماليزيا متفاعل مع الثورة وكذا سيادة الرئيس الماليزي مهاتير محمد الذي تلقى درس ليس بالطبيعي قبل عدة سنوات بمطار ومدينة عدن وهو لا شك لن ينساه ولن ينسى ما تقوم به عناصر قوى الاحتلال في الجنوب تجاه أهله بحضرموت الجنوب.

7- أن التواصل مع الجاليات في المهجر من خلال الأفراد المناسبين لتحقيق النجاح لكل مهمة سواء كانت في الشرق أو الغرب فنجاح الزيارات تكمن في نجاح الوفود والشخصيات المختارة وباب الشرق الآسيوي سيكون عبر المفتاح الماليزي. .

8- أن أهمية الجاليات الجنوبية بالمهجر مضاف لها من ينتسب لمنهاج الجنوب المدرسي والذي يتجاوز في تعداده أكثر من نصف مليار منتمي ومنتسب سيكون خير معين في الضغط المتواصل على سفارات الدول ذات العضوية الدائمة في مجلس الأمن الدولي ومن خلال التجمهر تحت السفارات اليمنية للفت الأنظار وخلق التأييد للجنوب من زيادة حجم التعاطف واستغلاله في مراحل مقبلة بعد التحرير لتحقيق التنمية وجلب الدعم للتأهيل والتدريب لمرحلة ما بعد الاستقلال،وهو واجب عليهم تجاه وطنهم ومحبيهم بحضرموت.



[email protected]