فلنتيح الفرصة لانصار الشريعة تطبيق الشريعة --تعلموا الحكمة من السعوديين-

[نبيل العوذلي]

فلنتيح الفرصة لانصار الشريعة تطبيق الشريعة --تعلموا الحكمة من السعوديين-

بسم الله الرحمن الرحيم

يعارض كثير من اصحابنا في اليمن مشروع انصار الشريعة ان يحكموا الجزء الذي سيطروا عليه في جنوب اليمن في ظل ضعف الدولة المركزية ويرونه كارثة على اليمن ولم يتمكنوا حتى اللحظة من اخراج انصار الشريعة من المناطق التي سيطروا عليها ولم يتمكن انصار الشريعة من اقناع الاخرين في المناطق الاخرى بالترحيب بهم بعد الذي رآه الناس عنهم من الاخفاق كما في زنجبار يبرره انصار الشريعه بأنه قابل للتعديل والمراجعة اذا اتيحت لهم الفرصى مجددا طالما ان وضع الدولة المركزية لايزال ضعيفا ويزالون هم مسيطرون


ياجماعة صدقوني ان افضل طريقة لاقناع اصحاب انصار الشريعة بما نراه ولايرونه ويرونه ولانراه ان نجعلهم يحكمون المناطق التي سيطروا في جنوب اليمن عليها بشرط
اولا
توقيع اتفاقية هدنة بيننا وبينهم بعدم مهاجمتهم ايانا وعدم مهاجمتنا اياهم
ثانيا
الالتزام بهذه الهدنة من قبل الطرفين
ثالثا
تحمل انصار الشريعة توفير البعدين الاساسيين الذي امتن بهما الله تعالى على قريش في قوله تعالى(((الذي اطعمهم من جوع وآمنهم من خوف)))-اي الغذاء والامن—للمناطق وسكانها
رابعا
جعل هذه الفترة من الهدنة بمثابة اختبار لانصار الشريعة على ادارة دولة مصغرة في المناطق التي سيطروا عليها لتكون بمثابة امتحان لقدرتهم على ادارة دولة كبرى تلك التي ينشدونها
اتعرفون ايها السادة ما هي الحكمة من مقترحي العجيب هذا.....؟
اولا
ان مشكلة انصار الشريعة وتنظيم القاعدة ليست كامنة كما يتصورها الكثير على انها مع اشخاص –بل هي مع ايدلوجيا بحسب ما هو شائع وبحسب الاصوليين مع مذهب وطريقة وسياسة كشرعة ومنهاج لها ادلة شرعية صحيحة وفهم وفقه لعلماء كبار ستظل اجتهاداتهم متداولة بين الشباب يوما بعد يوم وسيظل يخرج لنا كل فترة جيل يرى بأن هذه الادلة الدينية وفقه اولئك العلماء الكبار لها بمثابة الدين القطعي للمسلمين
ثانيا
ان الحاجة ماسة اليوم لان يفهم اصحابنا واخواننا اننا لانعارض تطبيقالشريعة ولكننا نعارض اسقاط ادلتهم تلك على الواقع الحاضر اليوم فيما يتعلق بالصورة النموذجية للدولة الاسلامية تلك التي تكون مستغنية عن الكفار اقتصاديا وسياسيا وماليا وتجاريا وعلميا وليس هناك علاقة بيننا وبينهم سوى ان يدفعوا الجزية عن يد وهم صاغرون
ثالثا
ان هذه الاشياء كلها حتما لايمكن ان يفهمومها من خلال النقاش والحوار فيما يبدوا الا من رحم الله ولكن حينما سيديرون جزء من ارض معينة سيكتشفون ما يلي
1-ان هذه الدولة لابد لها من وزارات ومرافق ومؤسسات وهيئات وبغض النظر عن تسمياتها تلك التي يريد اصحابنا انصار الشريعة ان يسمونها بمسميات اسلامية مثل الامير وامير المؤمنين وعامل ولي الامر وعمال ولي الامر ومخلاف او امارة او .....نحوه الخ لكن الذي يهمنا انهم من خلال ممارستهم العمل الاداري والسياسي في سياسة الناس تحقيقا لقول النبي صلى الله عليه وسلم –كانت بنو اسرائيل تسوسهم انبياءهم –الى اخر الحديث وهو ما يدل على ان هناك سياسة من الحكام للمحكومين
تلك التي يعارض مسماها اصحابنا انصار الشريعة خصوصا المتشديين منهم ويرون ان حتى مسمى السياسة اتصل بالغرب وثقافة الغرب ولكن الذي يهمنا انهم سيكتشفون انه لابد من اتصال مع الاخرين غصبا عنهم
2- سيقول لك اصحاب انصار الشريعة لسنا ملزمين بخلق اتصالات مع الغربيين سوى في المجالات النافعة والمشروعة كالطب والزراعة والتجارة ونحوه ولكنهم سيكتشفون انه مثلا في مجال الطب لابد من وزارة للصحة تلك التي ستنظم حتما الاطباء والممرضين والموظفين المتعلقة مهامهم بالصحة ..وسيتضح لهم حتما اننا نحن معشر العرب والمسلمين متأخرين في هذا المجال ولابد من جلب الادوية من النصارى ولابد من جلب الاجهزة الطبية من الكفار ولابد ولابد
3- حينها سيكتشفون انه من اجل شراء ادوية سيتضح لهم بعض انماط القوانين التي تعمل بها انظمة الكفار وان هناك شركات ومن اجل ان تشتري اجهزة طبية او ادوية لابد من تحويل الاموال لهم لان انظمتهم لاتعمل الا بهذه الطريقة وحينها سيكتشفون انه لابد من بنوك وهذه البنوك متصلة غصبا عننا بدورتهم المالية المبنية على الربا تلك التي يجعلونها ذريعة احيانا لتكفير المجتمعات لقوله تعالى

( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين ( 278 ) فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله وإن تبتم فلكم رءوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون ( 279 ) وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة وأن تصدقوا خير لكم إن كنتم تعلمون ( 280 ) واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون ( 281 )


4- سيتضح لهم على سبيل المثال في مجال الصحة وهكذا الحال لبقية المجالات الخدمية الاساسية لحياة الناس انه لابد لهم من كادر طبي يفهم كيفية عمل الاجهزة ولابد له من دراسة عملها ولايكون ذلك الا بارسالهم الى تلك الدول ...وقد يقولون لك اننا سنتعامل مع دول اسلامية متطورة في العلم مثل باكستان ..وسنقول لهم باكستان لديها علاقة امنية مع امريكا وانتم بناءا على ذلك القياس تجعلون ردتها اشد من كفر الكافر الاصلي وكذلك السعودية لان لها علاقة مع الغرب تكفرونها كفر ردة ترونه اشد من كفر الغربيين ...فليس لكم من مفر سوى من التعامل مع قاعدة اهون الشر واهون انواع الكفر وحينها ستستدرجون الى العمل بقاعدة التفاضل في انواع الكفر مما يلزم عليكم التعامل مع كافر لاجل دولتكم وبعض مجالات التعاون اللازمة لحياة الناس –وهذا ما يعمل به كثير من الحكام الذي تنكرونه عليكم
5-ستضطرون الى ذلك لانكم ملزمين بانجاح تجربتكم واقناع الاخرين بامكانيتكم في ادارة دولة مصغرة
6-ستكتشفون ان هناك عصابات مافيا قوية تهدد العالم وتساهم في نشر اخبث منتج وهو حبوب المخدرات والهيروين والحشيش—وستكتشفون انكم لابد من حماية شعبكم المسلم من هذا الفساد والمفسدين وستكتشفون في ظل هذا الشعور بالمسؤولية ان هناك من سبقكم من الدول الاخرى في هذا المجال وستكتشفوا ان هذه العصابات عالمية ونشاطها عالمي عبر النت والاتصالات ولابد من متابعتها والاشتراك مع الاخرين في متابعتها مما يلزم عليكم غصبا عنكم التعاون مع الاخرين كفار ومرتدين في هذا المجال ومما يلزم ارسال مبعوثين اليهم لدراسة الاجهزة الالكترونية وانواع المخدرات وشبكات التهريب ولابد\ من اقامة في دولهم ولابد من علاقة شخصية بينكم وبينهم
7-سيتضح لكم حينما تتاح لكم الفرصة الحكم على المناطق التي تحت سيطرتكم في ابين انه لابد لكم من وقود للسيارات وهذا الوقود لابد له من نفط وحقول نفط ولابد ان تشتروه من دول مجاورة ترونها مرتدة كالسعودية ولابد منه كي تتحركون واذا ما فكرتم في التنقيب على النفط في ابين لابد ان تتعاملوا مع الشركات الكافرة او شركات الدول المرتدة بحسب قياسكم—اي غصبا عنكم ستتعاملون مع الاخرين –وحينها سيتضح لكم ان تعاون هؤلاء مربوط بسياسة دولهم وان هذه الشركات والبنوك والمؤسسات تتحرك وفق قرارات دولهم التي لن تساعدكم فيما اذا وجدوا منكم نزعة عدائية او اعمال تستهدفون بها رعياهم او مصالحهم...لتكتشفوا انه من اجل ان تنجحوا في دولتكم المصغرة واقناع الناس الذين فيها بأنكم آهلين للحكم انه لابد من احترام الاخرين كي يتعهاونوا معكم ..وسيتضح لكم انه قد تكونت شبكة من المصالح المشتركة لايستطيع ان يتخلى عنها احد لاجل ان ينجح في حكمه ويستمر لان طبيعة العالم اليوم باتت متشابكة ومتداخلة في مصالحهم ومنافعهم ومفاسدهم وما يضرهم
حينها سيتبين لكم انه لابد من الحكمة وانه حينما تتخذ قرارا يجب ان تعرف كم ستخسر من التأييد الشعبي بسبب هذا القرار وكم ستفقد من المصالح المتصلة مع الاخرين
اذا ستفكر انه لابد من ان تكون مستقلا كي تكون قويا ....وهذا ما نصبوا اليه للامة ولنضع يدنا بيدكم كي نكون لااحرارا من الهيمنة الراسمالية العالمية لارباب المال بالعمل والعلم وليس بالحرب والتفجير.....لايعني هذا وقف الجهاد المتعين ولكن بضوابطه الشرعية والحكمة تلك التي تعرف انك باتخاذك هذا القرار في الحرب سيكون اكبر قدر ممكن لك من المؤيدين ليس من المسلمين فقط بل من الكفار ايضا بسبب تشابك مصالحنا وترابط منافعنامعهم وهذا ما تفعله الدول الحكيمة كالسعودية وغيرها انها تفهم متى تدعم مسار الجهاد في سبيل الله تعالى تحت مظلة تعاطف الاخرين مثلما فعلت سابقا في افغانستان والشيشان و تفعله اليوم في سوريا فتعلموا اصلحكم الله كيف يسير العالم اليوم وتعبدوا الله تعالى بالحكمة والطريقة الحسنة-تلك التي تجعل الاخرين يؤيدونك وينصرونك ولاتكون بمفردك منعزلا يراك الكل شاذا تخالف سير الجميع

المصدر: شبكة الساحات السعودية - من قسم: الساحة السياسية