جنوبيان صادقان ..فرقتهما شعارات جوفاء ووحدهما الوطن

[بن دحه]

لا نعتقد أن أحدا من الجنوبيين لديه أدنى إعتراض على أن يتبوأ الأخوين أحمد بن فريد الصريمة ومحمد علي مركز الصدارة لتمثيل الجنوبيين في الحوار الذي سيعقد أولى جلساته في صنعاء. شعب الجنوب بمختلف أطيافه هدفه الرئيسي هو عودة الأرض والهوية والحقوق ونحن على يقين أن مسعى الأخوين وجهود كل الذين يؤازرونهما تصب في هذا الإتجاه.دعونا نعمل بمبدأ المثل اللبناني "بدنا نأكل عنب ما بدنا نقتل الناطور"..هناك عدد كبير من الجنوبيين لا يرغب في الإنتقام من كل شمالي نكاية في نظام المخلوع الذي نكل بهم ونهب أرضهم ونشر الفساد في بلادهم وابعدهم من وظائفهم وحولهم الى متسولين ، لسبب بسيط وهو أن هؤلاء الجنوبيين أدركوا أن المخلوع أراد أن يملأ قلوب الجنوبيين حقدا ضد الشماليين بتصرفاته حتى يدخل الشعبين في فتن وثأرات وأحقاد ، وهو ما تجلى في عدد من التصرفات الطائشة والتي راح ضحيتها أبرياء ..فيما هو تفرغ للنهب والتخطيط للتوريث مع ما تطلبه ذلك منه من تنسيق مع جماعات الجريمة المنظة لتصفية الوطنيين الذين هم في نظره خصوم متكئا على صقور الفساد الذين يحومون حوله كالكلاب الضالة تبحث عن الجيف المتعفنة..ولم تمر بالجنوب كارثة بدءا بالإرهاب ومرورا بالقرصنة البحرية وإنتهاء بالفتن إلا وكان نظام المخلوع ضالعا فيه.
دعونا ندعم مسعى الأخوين وكل من يدعمهما ..وتذكروا أن الصريمة كان من أوائل الذين تمركزوا في شبوه في 1994،للدفاع عن أرض الجنوب وأما المناضل الجسور بن علي أحمد فهو من أوائل الذين تنبهوا للحقد الذي ينضح من صدر المخلوع ضد الجنوبيين وعاد الى صفوف أهله وأبناء وطنه ، في حين كان الكثير من الجنوبيين مخدوعين وقاتلوا مع نظام المخلوع مستهدفين قتل الناطور الذي أختلفوا معه في 1986م وحال دونهم والوصول الى العنب ..صحيح أن وعيهم عاد إليهم ولكن بعد ما تبين لهم أنهم أكلوا يوم أكل الثور الأبيض.تلك مراحل أنتهت وعلينا تجاوزها،لو ظل الصريمة حاقدا على الذين شردوه من أرضه في فترة الحماس الأجوف لما وضع يده بيد محمد علي من أجل الجنوب..علينا أن نفكر بعقولنا لا بقلوبنا فكم من نادم على سوء ما فعل بسبب سيطرة العاطفه على العقل ، والصريمة يحمل جنسيات دول أجنبية ورجل أعمال وهو في غنى عن صداع الرأس ولو أراد لبقي في الريفيرا مستلقيا على الرمال الناعمه ، يراقب تكسر أمواج البحر التي تداعب قدميه وعيناه تنظران الى السماء الزرقاء الصافيه والسيجار الكوبي يتدلى بين شفتيه.
إنها مرحلة العمل بطريقة براجماتية وهذا ما يجب أن يكون عليه نهجنا في المستقبل ونرى في الأخوين الجليلين خير من يتحدث عن قضية الجنوب وشعبه،فما دفع الصريمه للتخلي عن رغد العيش هو إيمانه بأن الأرض التي ينتمي إليها واعدة بالخيرات والشعب الذي هو جزءا منه قادر على النهوض من جديد ..وسيكون بمقدوره بعون الله ووقوفنا الى جانبه قادرا على بناء أكثر من ريفيرا على إمتداد شواطئ الجنوب من باب المندب وصولا الى حوف ..فهي الأرض التي حباها الله بشواطئ ساحره طبيعيه..ولكن الجهلاء أحالوها الى مستنقعات ..دعوا رجالات الجنوب ممثلة في الأخوين وغيرهم الكثير وكل في مجاله، دعوها تعيد لأرضنا مجدها وعزة أبنائها وقيمهم النبيلة التي مهما حاول الخائبون أن يهيلوا عليها التراب إلا أنها تظل حية متوقدة كالنار تحت الرماد. وحتما ستعود كل تلك القيم للحياة..فكل شعب الجنوب يرنو لمستقبل مشرق يسدل الستار على ماض كئيب مستمدا من تضحيات شبابه المدد والعزيمة التي لا تلين.