تعلوا ندردش حول الخيام !!

[ابو صالح الحضرمي]

[justify]تعالوا ندردش حول الخيام !!

انطلقت ثورة شعب الجنوب العربي ( اليمن الجنوبي ) في العام 2007م ، ومرت بمراحل عديدة من حيث التنظيم والمشاركة والمطالب السياسية ، والتي كانت تنادي بالتحرير والاستقلال من الاحتلال اليمني منذو العام 1994م ، واستخدمت سلطات الاحتلال كل ما تملك من قوة واعتقالات ونفي وغيرها من الأساليب للقضاء على هذه الثورة إلا أنها لم تستطع إلى ذلك سبيلا ، فالثورة ثورة شعب ووطن ودولة وليست ثورة أشخاص ومصالح ومكاسب شخصية.
وعلى مر السنوات أقام الجنوبيون ما يقارب من 13 مليونية مركزية في عدن و المكلا كأكبر مدن دولة الجنوب إضافة إلى العديد من الفعاليات في المدن والمحافظات الأخرى . واصطدمت الثورة الجنوبية بالكثير من المعوقات الداخلية والخارجية ، و من أهم هذه المعوقات كثرت المكونات السياسية والتي تتفق في الهدف وتختلف في القيادة حيث عانت ولازالت تعاني منها الثورة الجنوبية إلى الآن .
وهذا يعتبر من أهم الأسباب التي أدت إلى إطالة أمد الثورة والمعاناة لشعب الجنوب العربي ( اليمن الجنوبي).إضافة إلى المكونات الأخرى التي تسير في فلك مشاريع الفدرالية والتي أثرت سلباً على نضال شعبنا ، إلا أن الشعب الجنوبي تغلَب على ذلك ، ولكن بالمقابل خسر الكثير من الفرص السانحة والتي كانت من الممكن ان تستغلها هذه المكونات لإعلان الدولة وإنهاء الاحتلال.
فهل آن الأوان لهذه المكونات أن ترحل من الواجهة وتترك الشعب الجنوبي ينتقي قيادته من الشارع خاصة بعد إعلان الاعتصام المفتوح ؟
انتقلت الثورة الجنوبية من مرحلة المسيرات والمهرجانات إلى مرحلة أكثر فعالية وحضارية وهي الاعتصام المفتوح في الساحات ، وقد استبشر الجميع بهذه الخطوة والتي لفتت الأنظار الإقليمية والدولية إلى قضية شعب الجنوب والتي مضى عليها أكثر من ثمان سنوات من عمر الثورة وأكثر من عشرون عاما على الاحتلال.
ولازال الاعتصام متواصل وأعداد المعتصمين في تزايد في عدن في ساحة العروض وأيضا حاليا في المكلا حضرموت، ولكن هل تم وضع خطط لهذا الاعتصام والاستفادة القصوى منه ومن الحشد الجماهيري الذي تكتظ بها الساحات ، أم أننا فقط اعتصام اعتصام نحن مخزنين في الخيام !!
يكاد الأسبوع الأول ينصرف من عمر الاعتصام المفتوح وبالرغم من انضمام بعض القوى الجنوبية والفئات المجتمعية للاعتصام إلا أن ذلك ليس بالكافي ويجب التسريع من وتيرة التصعيد الثوري واستباق الوقت واقتناص الفرص.
نحن الآن وكما يقول المعتصمون في مرحلة التحضير لبناء الدولة المدنية وهذا ما يهم، ونريد المضي فيه سريعا بإذن الله ، إلا أن هناك سلبيات على الصعيد الاجتماعي اكتسبناها من مجتمع الدولة اليمنية المحتلة من تعاطي للقات والرشوة وما إلى ذلك من العادات السيئة والتي كانت غير موجودة بمجتمعنا الجنوبي وهي دخيلة علية ، إضافة إلى الثارات القبلية التي أكلت الأخضر واليابس ، فهل من عقلاء للبدء باستغلال هذه الحشود للتوعية من هذه الآفات التي تفتك بالجسد الجنوبي من الداخل . إضافة إلى المخدرات والعقائد السياسية المتسترة بعباءة الدين والدين منها براء .
ألا يكون هذه الحشد هو البيئة المناسبة للتوعية و المناصحة وغرس القيم الإسلامية والمجتمعية النبيلة والتي تتمتع بها كل قبائل وأطياف شعب الجنوب منذو الأزل والتي نشروا بها الإسلام إلى أصقاع الدنيا؟
للأسف المتابع لحال المخيمات في ساحة العروض يصاب بالصدمة حيث أن اغلب المخيمات أصبحت مقايل للقات ومضيعة الأوقات بدون فائدة ، بل ولربما استغلها المندسون وعملاء الاحتلال للنخر في جسد الثورة وتفتيتها ، فأين العقلاء من هذه التصرفات ، أم أن الاعتصام هو فقط للهو والقات والسمر ..؟!
مخيمات مدينة المكلا في حضرموت لما أعدت للمعتصمين صرح المتحدث باسم اللجنة التنسيقية للاعتصام بان تكون خيام للاعتصام وان يمنع فيها تعاطي القات وهذا العمل الصحيح ، فكيف نطالب بثورة ضد المحتلين ونحن نمدهم بثروة مالية ضخمة بشراء هذه النبتة الخبيثة حتى وان كانت لها مزارع في الجنوب ، فلنكن حضاريين ونبتعد عن هذه المظاهر على الأقل في الخيام وساحات الاعتصام لكي نعبر عن الوجه الحضاري للثورة الجنوبية الشعبية المطالبة بالتحرير والاستقلال.
المخيمات لابد لها من تنظيم وترتيب بحيث تليق بثوار الجنوب والتي من داخلها ستنشأ دولة الجنوب القادمة إن شاء الله ، لذلك لابد أن تكون خيامنا مهيأة لهذه اللحظة وبشكل مدني حضاري بعيدا عن المناظر الغير اجتماعية والعشوائية ، ولتكن ساحاتنا مناراً للتوعية ومنابر للتعليم وللندوات الهادفة إلى إعداد البرامج والخطط لإدارة دولة الجنوب القادمة ولا نجعلها للسمر والمقيل !!.
ساحات الاعتصام تفتقر إلى شريحة مهمة من المجتمع الجنوبي ألا وهي نساء الجنوب واللاتي لهن دور بارز على مر العصور ، كما لهن دور بارز في الثورة التحررية الجنوبية ، لذا يتوجب على اللجنة التنسيقية المشرفة على الاعتصام بان تجهز حيزا خاصة في ساحة الاعتصام وباستقلالية تامة عن الخيام الأخرى التي يتواجد بها ثوار الجنوب الأحرار ، وتكون هناك لجنة إشرافية وتنظيمية نسويه مستقلة في عملها في القسم الخاص بساحة النساء للاعتصام وتتبع إداريا للجنة التسيقية العامة للاعتصام ، حيث يكون اعتصام النساء من وجهة نظري من الصباح الى المساء فقط ومن ثم يعدن للبيوت وهذا أفضل.
ساحة اعتصام النساء ستسمح للنساء بالعمل على إبراز الدور الريادي للمرأة الجنوبية في الثورة وكذا في بناء الدولة القادمة كما كانت لها حضورها في السابق ، حيث يكون دور هذه الساحة في توعية النشء الجديد بما يتوجب عليهم القيام به من اجل بناء الوطن الجنوبي ومشاركة كل أفراد المجتمع في ذلك ، ويتم تنظيم ندوات ثقافية نسويه وتراثية جنوبية لغرس القيم والأخلاق الحميدة للنشء الجديد وكذا تثقيفهم ليساهمن في نهضة وبناء الوطن .
وبهذا يكون التكامل في الساحات بين جميع أطياف الشعب الجنوبي ذكوراً وإناثا ، رجالاً ونساءً ، شباباً وفتيات وأطفال .
لتكن لدينا القدرة على إدارة الدولة من الساحات والمساهمة في تعزيز اللحمة الجنوبية التي عمل الاحتلال على تفتيتها وزرع الفتن بداخلها خلال أكثر من عشرين عاماً من الاحتلال والاستبداد ، إضافة إلى فتح مجال للحوارات بين كافة الأطياف الحزبية الموجودة في الساحة مع الثوار من اجل تصحيح المعتقدات الوطنية والقضاء على البذرة الفاسدة التي ربما زرعها الاحتلال من خلال الأحزاب السياسية في جيل وأجيال الثورة الجنوبية والفئة التي لم تدلي بدلوها بعد من اجل كسر الحواجز بين أفراد المجتمع والرقي إلى مصاف المجتمعات المتحضرة من خلال ندوات الحوار والاستماع للرأي والرأي الآخر، من اجل بناء دولة جنوبية حضارية مدنية بعيدة عن التعصبات الحزبية والعقائدية والفكرية والتجاذبات السياسية الإقليمية والدولية .
العزة والكرامة لشعب الجنوب ولثورته الغراء ألرحمه على الشهداء والشفاء للجرحى.
والله ولي التوفيق ..ِِ
[/justify]