الجنوب.. لماذا يكره "الدحابشة"؟!

[عزيز الصلوي]

أولاً.. ينبغي التأكيد أن "الدحابشة" أنواع وأصناف.. وهذا التقسيم لا يرتكز على المعيار القبلي مثلما لا يستند على الجينات المناطقية، بقدر ما أساسه يكمن في الموروث الثقافي الذي أبى كثير من أصحابه الخروج من قوقعة تلك الأنماط السلوكية الموغلة في التخلف والقدم والتي ولدت سلوكاً ثقافياً أقل ما يمكن أن يقال عنه أنه شاذ، ومن رحم ربي وهم القلة استطاعوا الانفتاح على العصر بمعطياته وأخذوا بها شكلاً ومضموناً وتكونت لديهم القدرة على التحرر من ربقة هذا النمط بعكس الأكثرية التي تعالت بأخذ القشور وأهملت الثمرة، حتى لا ينفك أسارها من جلباب ماضيها العتيق رغم أنه كان ولا يزال بمقدورها فعل ذلك.
وفقاً وهذا هناك "الدحباشي" الأليف.. وهناك الدحباشي "نص كم" وبينهما يوجد الدحباشي الذي لا يطاق.
وأتذكر أن صديقي محمد الغباري وهو من الصنف الأليف قد سألني ذات مساء عدني عندما لفت غيوم الاحتجاجات الجنوبية المكان وزرعت خوفاً غير مبرر لدى كثيرين من أبناء المحافظات الشمالية، بعدم زيارة عدن حتى في مناسبات الأعياد التي كانوا يسعدون بها: لماذا تكرهون الدحابشة؟!
كان وقع سؤاله قاسياً، وقد كنا نفك طلاسم الاحتكاك الذي تعمل السلطة على تغذيته وزرعه في المجتمع وسعيها لتسميم أجواء التواد والتراحم بين الناس.
صديقي أردف: الدحابشة ليس كلهم سلطة.. كما ويمكن كسب كثيرين منهم إلى صف هذه المطالب المشروعة؟ وأقول مثلما قلت حينها: وبالمقابل فلا يمكن إسقاط الكراهية على كل أبناء الجنوب، ثم إنه ينبغي التفريق وعدم الربط إطلاقاً بين موضوع الوحدة وحب الجنوبيين لها قيادة وشعباً والذين ضحوا وبذلوا الكثير في سبيلها وتنازلوا عن الغالي والنفيس في سبيل تحقيقها بأكثر الكثير من الطرف الشمالي، وبين ما يمكن أن يسميه البعض كراهية لأبناء المحافظات الشمالية.. ثم إن هذه الكراهية إن جاز أن نسميها كذلك فإنها ليست كراهية لذات الأشخاص، وإنما لتصرفاتهم الشاذة تلك التي تدفع الجنوبيين دفعاً إلى موقفهم هذا.
ومن حيث التعميم فإن أبناء المحافظات الشمالية الذين ينزلون إلى الجنوب سواء بسبب الوظيفة التي وجدوها في الجنوب مرتعاً، حللت لهم وحرمت على الجنوبيين.. أو بدواعي الفيد الذي سنحت ظروفه وتهيأت دواعيه بفعل "انتصار" 7 يوليو المؤزر، إذ تجد هؤلاء في عدن أو أبين أو حضرموت أو شبوة أو لحج والضالع وكأنهم الجنس الآري، والجنوبيون عبيد خلقوا لخدمتهم والسهر على راحتهم، ولا غرابة أو عجب أن تجد ذلك لا ينطبق على دحابشة مناطق شمال الشمال، لكن هناك الأكثرية من أبناء المنطقة الوسطى، وكان لسان حالهم يقول وهم الاكثر انسحاقاً من نظام صنعاء - نريد الانتقام لأنفسنا من الحلقة الأضعف، بما معناه اعتقاداً منهم أنهم ينتصرون لماء وجوههم المهدور من دحابشة الشمال.. وعلى طريقة المثل "البدوي": "إذا دهفك الذي وراءك ادهف الذي أمامك".
وأقسم لك يا صديقي لو كنت معي يوم الاثنين الماضي في نقطة مدينة شقرة عندما كنت عائداً من مهمة عمل في أحور، كيف كان سلوك وطريقة تعامل جندي الأمن المركزي معي لأنه لاحظ لهجتي وشاهد رقم سيارتي، فيما كانت سيارات أخرى ذات لوحات (1و4و2) تمرغ دون سلام حتى.. وكم أقيس لك، هل أقول إن المدير الشمالي عندما يتبوأ منصبه هنا لابد أن يحضر معه كتيبة. ولا أكشف لك سراً أن أقول لك إن 70% من قيادات ومدراء عموم مكاتب الوزارات هم من المحافظات الشمالية.
وماذا تقول وأنت تعلم أنه لا يوجد محافظ لأي محافظة جنوبية يحمل جينات جنوبية، وكذلك ثلثا الوكلاء في المحافظات.
وبالنسبة لمن أشرت إليهم من ذوي الجينات الشمالية والذين مضى عليهم أكثر من 150 عاماً، والذين يصفهم البعض بدحابشة 48، أقسم لك إن أحدهم وهو رياضي مشهور، أجريت معه مقابلة وتبرأ عن مولده هنا وقال ولدت في تعز، وكان ذلك عقب حرب 1994، ظناً منه بـ"......".
وأحدهم تاجر معروف كون ثروة طائلة في أبين، وعندما جاء يحيى الراعي محافظاً عام 90، خرج يصيح زاعماً جوراً حل به، لكن تعال انظر كيف غدت تجارته. إنه اليوم بعد العز نجار.. وهل أزيد لك أن العسكري لأنه من مطلع يتكلم على مدير الجنوب من "نخرته" لأنه يستقوي بمن خلفه باعتبار الجنوب وأهلها دار حرب.. وأتحداك تثبت لي وجود جندي جنوبي في أي نقطة عسكرية على مداخل مدن الجنوب.
تعرف أكثر ما يعجبني في "أحبتي" الدحابشة أنهم يسيرون وفق "قانون" "أنا وأخي على ابن عمي وأنا وابن عمي على الغريب". وهذا ما عزز من قوتهم وبسطتهم في الجنوب وحتى ولو لم يكونوا متعارفين، عكس أبناء الجنوب الذين يتماشون مع حكمة "ما يقبصك إلا قمل ثوبك".
حاشا لله أن أكون أدعو أو أوافق على شطط البعض بما يرددونه هذه الأيام من شعارات مغالية، لأني أرى في ذلك "شراً مستطيراً". لكن ما أخذ يتنامى من سلوكيات تدعونا إلى التمترس لمواجهة خطر محدق بنا ولا يريد نهب الخيرات والثروة في الجنوب واستعباد أبنائه بل ويريد طمس الهوية والثقافة وكل ما له علاقة بكلمة جنوب، مع أن الأمر لا يحتاج ذلك، فكل دول العالم مقسمة بحسب ما هو متعارف عليه إلى اتجاهات جغرافية ولا نقول سياسية.
لا أريد أن أدعو عليك وأنت صديقي الحميم وأقرب الدحابشة إلى قلبي، وقد دفعتني إلى هذا البوح دفعاً وما كنت أريده تحوطاً من تربصات البعض وعمليات الصيد في المياه العكرة، لكن قناعتي أن ألقي حجراً في بركة آسنة خير من لعن الظروف.
وأخيراً.. أود البوح بصوت مرتفع.. إنه لا يمكنني العيش في مجتمع خال من الدحابشة أمثالك والأعزاء سامي غالب وجلال الشرعبي ومراد هاشم، وبشير السيد وعبدالحكيم هلال ونبيل الصوفي ونائف حسان ونبيل الأسيدي، وخالد راوح وفكري قاسم والمجيدي والنصاري والصعفاني وخالد المهدي والحمادي وحمود منصر وحمود قائد الشرعبي.. وأمثالكم من الدحابشة الأنيقين الذين لا يتسع الحيز لذكرهم.

فضل علي مبارك (صحيفة الشار ع)

[قبيلي بكل فخر]

اختار لك صنف يا تتكلم عن الدحابشة ..............................
او تختار الجنوبين المدراء والمسئولين ونتكلم عنهم ونوضح موقفهم


اما انك تتخبط بين هذا وذاك

[أبو عامر اليافعي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قبيلي بكل فخر

اختار لك صنف يا تتكلم عن الدحابشة ..............................
او تختار الجنوبين المدراء والمسئولين ونتكلم عنهم ونوضح موقفهم


اما انك تتخبط بين هذا وذاك

تعقيب موفق يابن القبائل.

[الصقر المريسي]

كلام فــــــــــــــــــــــــــــــــــارغ
انما المؤمنون اخوه