ردود الافعال على خطاب الرئيس علي سالم البيض

[أبو عامر اليافعي]

ردود الافعال على خطاب الرئيس علي سالم البيض :

شعبيا :
- في الجنوب طغت مظاهر الفرح على الجنوبيين وخرجوا الى الشوارع مستبشرين واطلقوا الالعاب النارية ومن فوق قمم الجبال اشعلوا الاطارات وتبادلوا التهاني عبر التلفونات والمجالس وتختلف مظاهر الفرح وقوتها من منطقة الى اخرى ولكن بشكل عام كان يوما جنوبيا كما يرددون . وقابله ايضا توتر كبير بين المواطنين واجهزة الامن .
- في الشمال اصيب الناس باحباط شديد ولم يكونوا يتمنوا سماع ذلك والامر بالنسبة اليهم يعني زيادة التوتر والاحتقان وفقدان امالا كانوا يحلمون بها في حل الازمة ولكن خطاب البيض اشعرهم بان المستقبل اكثر قتامة وربما على كف عفريت ففي مناطق اعتراها الحزن خاصة المناطق المهمشة تاريخيا واخرى راوه خطر حقيقي على الوحدة .
المثقفين والسياسيين المستقلين :
أرجع العديد من السياسيين اليمنيين أسباب الدعوات الانفصالية التي أطلقها نائب الرئيس السابق علي سالم البيض، في خطابه الخميس الماضي وغيره من قادة الحراك الجنوبي إلى الأخطاء الجسيمة التي ارتكبتها السلطة في المحافظات الجنوبية والتي دفعت الناس، رغم وحدويتهم، إلى القبول بدعوات الانفصال، خروجا من الوضع الراهن الذي يشعرون في ظله بالتمييز والتهميش.
واعتبر العديد من الكتاب والسياسيين أن ما حلّ باليمن من تهديدات للوحدة اليمنية، ليس سببه الحراك الجنوبي أو خطاب علي سالم البيض ولكن سببه الحقيقي هو الأخطاء الجسيمة التي ترتكبها السلطة كل يوم في حق المواطنين اليمنيين في المحافظات الجنوبية، وهي أخطاء ترتكبها ضد اليمنيين في المحافظات الشمالية والغربية أيضاً، ولكن حظ الجنوبيين منها ومعاناتهم بالتهميش والتمييز والإقصاء عن المراكز القيادية في الدولة والمؤسسات العسكرية والأمنية أكبر من غيرهم.
أحزاب :
المؤتمر الشعبي العام الحزب الحاكم في اليمن :
وعلى لسان عبدالله غانم عضو اللجنة العامة ورئيس الدائرة السياسية في المؤتمر الشعبي العام "الحاكم في اليمن" استهجن الخطاب واعتبره ليس ذات معنى وانه لن يؤثر ابدا حيث قال غانم إن :" التصريحات التي أدلى بها المدعو علي سالم البيض لا تعني شيئاً سوى أن هناك مؤامرة تدبر ضد الوحدة اليمنية، ومحاولة البيض إحياء ذكراه السيئة عندما أعلن الانفصال في الحادي والعشرين من مايو 1994م وكان في ذلك الوقت يملك جيشاً لديه صواريخ ودبابات وطائرات، ولم يستطع أن يفعل شيئاً أمام قوة الشرعية الدستورية في الشطرين سابقاً لهذه القوة التي تمكنت في ذلك الوقت من دحر الانفصال وحماية الوحدة وحماية مصالح الشعب اليمني العليا".
وأضاف غانم في تصريح للخليج الإماراتية : “لقد فرّ المدعو البيض مذعوراً خارج اليمن، وكل هذا يدل على أن محاولته اليوم سوف تبوء بالخسران من دون شك، وستبقى الوحدة اليمنية شامخة ومنتصرة بإذن الله وبإرادة الشعب الواحد".
الحزب الاشتراكي اليمني:
وعلى لسان رئيس كتلة الحزب في البرلمان قال: علينا أن نناقش الأصل، ما الذي يجعل زعيما وحدويا، بحجم علي سالم البيض، أن يدعو إلى الانفصال، ثم 'ماذا تبقى من الوحدة، إذا كانت هناك وحدة أصلا، هل ما زالت عندنا وحدة يمنية، أم أن ما لدينا هو انفصال بشكل آخر، وبالتالي ما يرد على لسان علي سالم البيض هو عبارة عن رد فعل على فعل هو خاطئ في أصله'.واضاف: 'نحن قبل أن نلوم رد الفعل علينا أن نحاكم الفعل الشنيع الذي ترتكبه السلطة باسم الدفاع عن الوحدة، تقتل المواطنين، وتسفك الدماء وتزهق الأرواح، وتقول إنها تدافع عن الوحدة'. ونفى النقيب أن يكون خطاب البيض يعبر عن موقف الحزب الاشتراكي اليمني وقال 'نحن في الحزب الاشتراكي نعتبر ما جاء على لسان علي سالم البيض هو موقف شخصي له، وليس موقفا رسميا لا للحزب الاشتراكي اليمني، ولا لغيره من القوى السياسية داخل اليمن، ونحن في الاشتراكي اليمني لنا رؤيتنا ولنا موقفنا ولكنا لسنا أوصياء على أحد حتى نطلب منه أن يتبنى موقفنا'.وأوضح 'هذه السلطة لم تترك مجالا لأي مواقف خيّرة يمكن أن تبرز من أناس خيّرين، هي لا تنصت لأحد ولا تستمع لرأي وليس لديها الاستعداد لمعالجة المشكلات التي ترتكبها، وبالتالي فكل من يعبر عن رأيه يعتبر رأيا شخصيا، ولكن كل رأي مهما كان خاطئا هو ليس بحجم خطيئة الأفعال التي ترتكبها السلطة، والتي ذبحتالوحدة من الوريد إلى الوريد، منذ 7 تموز (يوليو) 1994 وحتى اليوم'.
وأضاف 'أنا أعتقد أن علي سالم البيض قدّم ثلثي مساحة الجمهورية اليمنية للرئيس الحالي علي عبد الله صالح ولو أن لدينا حكما رشيدا لكان سخّر هذه الامكانيات وحوّلها إلى عامل من عوامل نهوض اليمن، بدلا من تحويلها إلى غنيمة حرب، وبالتالي كل الخذلان والخديعة التي تعرض لها الجنوبيون ولّدت ردود الأفعال هذه التي نسمعها هنا وهناك.
الشيخ حميد الأحمر رئيس اللجنة التحضيرية لملتقى التشاور الوطني:
صاحب النفوذ القبلي والسياسي والتجاري، أصبح يقود معركة التصحيح في اليمن، تحت عباءة المعارضة وليس بعيدا عن السلطة على حد سواء.ادان السلطة ولكنه دافع عن الوحدة وقال مخاطبا النظام " 'متى استبحتم البلاد ونحن نعلم أنه لا تستباح الدماء إلا بإحدى ثلاث، بينما هؤلاء خرجوا إلى الشارع للدفاع علينا جميعا، ومن الواجب علينا أن تقام عليهم صلاة الغائب في كل مديريات اليمن ( يعني بهم من قتلتهم اجهزة الامن في عدن اثناء احتجاجهم لاجل استقلال الجنوب بنفس يوم الاحتفال بالوحدة ) فهم يقومون بالنضال السلمي، وهم مدافعون عن الأمة، فمن الذي أعطى السلطة الحق في إزهاق أرواح أبناء اليمن من خلال إطلاق النار عليهم، وما هو السبب الذي يدفع أبناء اليمن إلى الشوارع، ومن هو السبب بدفع علي سالم البيض لأن يقوم مرة أخرى ـ خطأ ـ لإعلان الانفصال، أو الدعوة إلى الانفصال، ومن هو السبب في أن يتحول الدفاع عن الوحدة إلى المؤسسة العسكرية وليس أبناء اليمن.
وتابع: 'إن أبناء اليمن هم الذين حققوا الوحدة، أبناء اليمن هم الذين رسخوا هذه الوحدة وهم الذين سيحمونها وليس غيرهم، وأنا أقول من هنا: كلنا حراك، حتى إزالة الظلم، كلنا حراك، حتى نرفع الظلم عن أنفسنا، كلنا حراك، حتى نستبدل الوَحدة بوحدة للجميع، هذا هو حراكنا الأساسي، وكلنا اجتمعنا هنا لهذا السبب حتى نرفع الظلم عن أنفسنا، وحتى يكون للوطن معناه الحقيقي.
حزب التجمع اليمني للاصلاح:
على لسان الأمين العام المساعد لحزب التجمع اليمني للإصلاح الدكتور محمد سعيد السعدي، قال: ان الدعوة إلى الانفصال دعوة غير مقبولة، وإن كنا نقدر كل ما كان سببا في هذا، وما يتعلق بما قاله علي سالم البيض، فكلامه ليس جديدا، فقد قاله قبل 15 عاما، ولا يعد موقفه جديدا وإنما دخوله على خط الحراك الجنوبي والاستفادة من أخطاء السلطة التي أدت إلى توفير الأجواء لمثل هذا الإعلان أو الدعوة للانفصال.
وحول تفاعل الناس مع خطاب علي سالم البيض وبالذات في المحافظات الجنوبية، قال 'إن عامة الناس مع تصحيح الأوضاع والقوى السياسية مع إعادة الاعتبار للوحدة، لأن السلطة تستخدم الوحدة استخداما انتهازيا، استخداما غنائميا، استخداما فرديا، والناس بشكل عام مع اتجاه تصحيح مسار الوحدة ومع التغيير، مع تغيير البنى السياسية والتركيبة السياسية، بل والنظام السياسي.
الحكومة اليمنية :
تجاهلت الحكومة اليمنية خطاب البيض ولم تعلن اي موقف او تصريح وكذلك تجاهلت الصحف الرسمية والحزبية التابعة للنظام اي اشارة الى الخطاب .
والسبب كما يبدو ان الخطاب كان خطيرا وتخشى السلطة من اثارته لان اي اثارة له ليست بمصلحتها والتجاهل لن يظل طويلا فلابد من موقف صريح لان اليمنيين سيطالبوا وبقوة من موقف حكومي من الخطاب .
خارجيا :
هنالك صمت عربي ودولي كامل في دوائر السياسة العربية والدولية حتى الان واعتقد بان الكل يترقب رد النظام في صنعاء على الخطاب حتى تتضح المواقف برغم انه لن يكون هنالك تغيير علني في مواقف الدول باعتبار ان الار لايزال في بدايته والله اعلم بما يجري وراء الكواليس.
اما اعلاميا فالخطاب تناولته معظم القنوات والصحف ولكن لم يعبر قط عن موقف دول وانظمه .

اعددت هذا المقال بعد ان اخذت بعضه من الصحف والبعض انطباع كمقال للنشر وليس كوجهة نظر اتبينها
تحياتي.