الفيــــــدرالية.. مشــــــروع جبــــان أمام شعــــب عظيم

[دار الحيد]

الفيــــــدرالية.. مشــــــروع جبــــان أمام شعــــب عظيم

بقلــــم / د. وهبــــي النقيــــب

بداية وقبل أن نخوض في مقالنا هذا نتسائل لماذا لم يطرح مشروع الفيدرالية كحل لأزمة صيف 1994م قبل إجتياح الجنوب ويناضل من يحملها اليوم من أجل تحقيقها بذات الزمن حتى لا يلحق بالجنوب ما لحق به عقب ذلك من نهب لأرضه وإستبداد شعبه وحفاظآ على وحدة الوطن.

إن الشعب الجنوبي وخلال عقيدين ظل يدفع فاتورة تمسكة بالوحدة فقد عانى وأستبد وأنهار إقتصاديآ وإجتماعيآ وسياسيآ ولا يمكن لصاحب حق مواصلة الإتحاد الإ إذا أستعاد ما سلب منه ومعالجة أي مشكلة إجتماعية لحقت به بفعل وحدة مغدور بها ، ولعلنا بهذا المقال نذكر رجال الفيدرالية بما عانى الشعب الجنوبي بالجانب الاجتماعي أما إقتصاديآ وسياسيآ لا يجهلها حتى الأطفال ولشيوعها سوف لم نتطرق لها.

فمن الناحية الإجتماعية فقد تم تسريح الجنوبيين من وظائفهم العسكريين منهم والمدنيين وضمهم الى العواطلية في البيوت وحرمان أبناء الجنوب من الكليات العسكرية وحق الإبتعاث للدراسة وزيادة نسبة البطالة في فئة الشباب الجنوبي ولهذا السببين أدى الى زيادة حالات الإنتحار والحالات النفسية في مختلف الفئات العمرية من شباب وراشدين وشيوخ لتردي الأوضاع وغلو المعيشة في الجنوب وكثرة سنيين البطالة ، وإيضآ فقدان الخدمات الإنسانية كالصحة بالذات بعد التدهور المتعمد لخدمات المستشفيات في الجنوب عكس ما هو عليه في المستشفيات الحكومية في صنعاء والتي تعادل ميزانية أحد مستشفياتها اضعاف ميزانية محافظة عدن بكل مجالاتها وهذا بدوره أدى الى إرتفاع نسبة الوفيات في الجنوب هذا وبالإضافة الى تردي الجانب التعليمي الذي أدى الى إرتفاع نسبة الأمية بالوسط الجنوبي وأيضآ إرساء ثقافة التمييز الطبقي حيث إن المواطن الجنوبي يعامل كمواطن من الدرجة الثالثة في كل المؤسسات الحكومية والخاصة التابعة لشماليين بعد المجتمع القبلي في أقصى الشمال والمجتمع الراضخ للقبيلة في المحافضات الوسطى.

ومن هنا نقول لمن ينادوا بالفيدرالية هل يستطيعوا إستعادة ما دفعه الشعب الجنوبي ثمن الوحدة وتعويض ما لحق بهم من خسائر إقتصادية وإجتماعية عامة وفردية وسياسية خلال استبداد عقيدين من الزمن.. مثلآ هل مشروع الفيدرالية يتكفل بدفع تعويض للشعب الجنوبي عن ثروته وأرضه وبحره التي نهبت بفعل دولة الوحدة والتي تقدر بملايين المليارات من الدولارات وإدراجها لصالح الشعب الجنوبي لإعادة تنمية البنية التحتية للجنوب التي دمرتها الوحدة ، وهل يتكفل بمعالجة المشاكل الاجتماعية بتعويض كل من سرحوا من وظائفهم عن كل ما أخذ منهم طوال العقدين ومعالجة مئات الالاف من الجنوبييون الذين يعانون من الحالات النفسية وتعويضهم عن السنيين التي فقدوها من أعمارهم وفتح الكليات العسكرية في الجنوب ومضاعفة مقاعد الإبتعاث للطلاب الجنوبيون اضعاف مضاعفة مما هو عليه في السابق والقضاء على نسبة البطالة في الجنوب بأقل مدة ممكنة لا تتجاوز خمس سنوات لتجنب زيادة حالات الإنتحار والحالات النفسية في الوسط الشبابي ، وتعوض الأسر عن أبائهم وأولادهم وإخوانهم الذين أنتحروا بسبب تردي الأوضاع في الجنوب وإنغلاق ابواب المستقبل أمامهم وضمان معاشات شهرية لهم .. وما هي الظمانات التي يقدمها الفيدراليون بأن الدولة الإتحادية القادمة ستسهم في إرساء الهوية الجنوبية البعيدة عن اليمننه وإعادة وتطوير كل المعالم الجنوبية من عملة وتاريخ - إن مفهوم الفيدرالية هو تقسيم الدولة الواحدة ذات الهوية الواحدة الى أكثر من إقليم أي يمننة الجنوب - حتى يتسنى للشعب الجنوبي بإستعادة هويتة ومكانتة العربية والإقليمية ، وغيرها تسائلات كثيرة للفيدراليون عن التعويضات بما لحق بالجنوب دولة" وشعبآ..

إننا اليوم نؤمن كل الايمان وبتجربة عقدين من الزمن إن الشماليين غير موثوق فيهم بالوفاء بالعهود والمواثيق لإن تاريخ هذه العقدين أثبت للشعب الجنوبي مدى تمسكهم بثقافة النقض للعهود والمواثيق حتى وإن وعدوا وهذا يعود الى الغزو الفكري والعقائدي الذي مارسه النظام عليهم طوال العقدين وزرع بداخلهم عقيدة واحدية الشعب في الجنوب والشمال تاريخيآ وثقافيآ وجغرافيآ وتقوية إيمانهم بقوة الوحدة ومواقف الدين الحنيف المؤيد لها كجانب عقائدي صعب تغيره وذلك بالتفسير المغلوط لمعنى الوحدة الأممية الذي حث عليها ديننا عن طريق علماء النظام بالأمس - علماء الثورة اليوم - وزرع عقائد الكراهية والحقد على الشعب الجنوبي وثقافة التمييز الطبقي في الإنتقاص من حق الشعب في الجنوب..

كيف لنا ياشعب الجنوب أن نقبل بالمشروع الضعيف هذا - أي الفيدرالية - وكيف أن نتنازل عن كل حقوقنا في الأرض والثروة والبحر والسلطة التي سلبت طوال عقدين دون إسترجاعها - مثلآ كنت يوم من الأيام شريك في مصدر تجاري مع طرف أخر وأكتشفت فذاحة خيانتة للشراكة وعرفت مقدار خسائرك من أرباح رأس المال التي أخذها عليك اليس بالعرف وبعاداتنا وتقالدينا عليه أولآ أن يدفع خسائرك التي أخذها عليك ثم بعد ذلك لك حق الإختيار بالإستمرار وفق شروط ملزمة بظمانات خارجية أو فظ الشراكة وكل هذا بمزاجك أنت المغدور به وليس بمزاجه هو الغادر اليس هذا الشرع بكل الاديان السماوية - إذن لماذا في إعتقاد الفيدراليين أنه يمكن مصادرة حقنا المسلوب ومعه تصادر آرائنا في مواصلة الشراكة أوفضها هل يعتقدوا إننا ضعفاء الى هذه الدرجة - مع إيماني الكبير بإننا الجنوبيين دون ذلك - و هل يعتقدوا إيضآ إننا فقدنا إيماننا بأن الله مع الحق وإنه ناصر له.

- رســــــالة:
يا أيها الفيدراليون افيقوا من سباتكم إن الشعب الجنوبي ليس بالجبان كما تتوقعوا لقد تعلم وعانى ويعرف حقيقة مشروعكم وماذا تصادروا من خلاله .. أيها الفيدراليون إن الشعب الجنوبي هو من يعرف ثقافة من أستبدوه من حاكم الى مجتمع عقائدي بعقيدة علماء السلطة بالأمس -علماء التغير اليوم - ومن تعولون عليهم اليوم أما أنتم فقد عشتم بعيد عن هذه الثقافة ولم تتذوقوا مرارتها لذا لا تعرفوا فذاحتها..

- رســــــالة الى الجنوبيون بالداخل المعولون على الفيدرالية:
إن مشروع الفيدرالية هو حل لتجنب وقوع الأزمة لم تدفع فواتيرها بعد ، ولكنه ضعيف وليس منصف وبالأصح انه لا شئ إذا وقعت الكارثة ودفعت وعانيت وذقت مرارة الحياة فكيف اليوم وبدون إعادة حقك المسلوب وتعويضك عن ما لحق بك تقبل بدولة إتحادية مع مجتمع متخلف قبلي تعرفه طوال عقدين إنه لا يعي حق الشعوب في إدارة بلدانها وبقيادته - المعول عليهم بعد التغير في الشمال من قبل الفيدراليين- الحاقدة الذين لهم تاريخ سابق ومعروف عند الشعب الجنوبي.. قال صلى الله عليه وسلم: (لا يلدغ المرء من جحر مرتين)