من تعز ان شاء الله ستنطلق شرارة العز---الشعب يريد اسقاط النظام-

[نبيل العوذلي]

بسم الله الرحمن الرحيم
من تعز ان شاء الله ستنطلق شرارة العز
يانجم ياسامر سامر فوق المصلى
كل من معه محبوب وانا لي الله...لي الله
يحكى ان هذه الابيات--كما اخبرني صحفي-انها قد اتصلت بأحد ابناء تعز الذين كان لهم نشاط ضد الامام احمد رحمه الله فبلغه ان عسكر الامام رحمه الله جاءوا ليقبضوا عليه فأمرته امه ان يفر الى عدن ..وحينما كان في سطوح المصلى تذكر امه وفراقه لها فقال هذه الابيات المؤثرة حال معرفة الحدث المتصل بها التي غناها فيما بعد الفنان المرشدي
هذه هي تعز وهؤلاء هم ابناء تعز الذين فروا من القهر الممارس عليهم في عهد الامامه الى عدن الحرية عدن الحضن الدافىء
انهم الاحرار الذين لم يقبلوا الذل والقهر ففروا بكرامتهم وحريتهم الى بلاد الكرامة والحرية عدن
تكاد تكون المسافة الواصلة بين عدن ونواحي بلاد تعزوبين عدن وبلاد شبوة والعواذل والبيضاء ودثينة واحدة وقد اثر المعلم الثقافي لتعز على لهجة وطبيعة عدن الباسلة كثيرا ويكاد يكون النسيج الاجتماعي لمدينة عدن متكونا من وحدة متمتازجة لابناء تعز ويافع والضالع والبدو والحضارم
وحينما تشكلت جبهة التحرير كانت تعز هي الحاضنة لمعسكرات تدريب الفدائيين الجنوبيين ومحطة لاستقبال الفار واللاجىء وكانت فيها الاذاعة التي تبث الثوريات للجنوب
لقد كان احد اهم الائمة الدينيين الاسلاميين محمد سالم البيحاني الذي انقلب الحزب الاشتراكي على دوره النضالي ففر الى تعز التي استقبلته وهناك توفي ولايزال قبره فيها يشهد على حضن تعز للفارين من ابناء الجنوب في السبعينات والثمانينات الذين كانوا كثيرا ما يجنحون العيش في تعز عن بقية المناطق الشمالية لليمن الحبيب وذلك لقرب طبائع اهل تعز من ابناء الجنوب المدني
الناظر الى التركيبة الاجتماعية لمدينة عدن يجد ان من يظن بمقدوره احياء ثورة للجنوبيين دون مشاركة ابناء تعز الجنوبيين يعد ضربا من الخيال وواهم لحقيقة هذه الفئة المجتمعية الجنوبية القوية التأثير ذات الحضور الطبعي القوي في ثقافة اجزاء من الجنوب كمدينة عدن
ان مراد الله تعالى الكوني في الخلق والامر يجعل لكل منطقة ولكل فصيل موجبات الخير والشر فمثلما يوجد في تعز شر وخبث كذلك يوجد خير وطيب وهو ذات الشيء موجود في الضالع ويافع وابين وشبوة
ان الكثير من ابناء تعز اليوم في عدن هم من دعاة التوحيد والعقيدة الصحيحة ودعاة الصحوة الاسلامية ودعاة الحكمة والعدل والمساواة بين الناس علينا ان نقدرهم ونحترمهم
ان ماحدث قي تونس ومصر يكشف عن دور الشعوبية المدنية بشكل قوي في التغيير باذن الله تعالى وهنا يأتي دور الفقه الشعوبي والثقافة الشعوبية المدنية للتغيير ..وليس من العيب او النقص ان يتفهم الثوري المفكر الملهم بأذن الله تعالى مفرزات الاحداث والتطور فيغير ويبدل ويمحو ويثبت لان ذلك قد جعله الله تعالى احدى السنن الكونية والشرعيه في الخلق والامر
(((يمحو الله مايشاء ويثبت وعنده ام الكتاب)))
(((ما ننسخ من اية او ننسها نأتي بخير منها او مثلها)))
(((وكل يوم هو في شأن)))
فاذا كان الله تعالى من صفاته المحو والاثبات والتجديد والتطور والانساء والتغيير في مراداته تعالى الكونية والشرعيه في الخلق والامرليجعل ذلك من الحكمة والابتلاء فكيف بنا نحن البشر القاصرين في تقديراتنا واحاطتنا بالامور
نائب رئيس الهيئة الشرعيه للحراك الجنوبي السلمي