كلمات من بركان الغضب ( بقلم : فاروق ناصر علي )

[ابو شريف الحدي]

عدن – لندن " عدن برس " خاص : 15 – 8 – 2009

"حريتي.. يا قبلتي
يا دمي المهزوم في صدري
ويا حلمي الذي صلبوه جهرًا
في سماء مدينتي
يا موطني.. مهما تغربنا ميعادنا آت.. فضوء الصبح
يرفعُ كل يومٍ جبهتي
يا أيُّها الجلادُ..
قد دارت بنا الأيامُ
لا تنظر لرأسي.. إن رأسك غايتي"
فاروق جويدة

الأولى : للمرة الخامسة أحذركم يا أبناء يافع كلها !!
هذه رسالة قصيرة خاطفة كلمعان البرق ليافع كلها بصفة عامة ولأبناء (الحد – بني بكر) بصفة خاصة ... من يغضب من كلامي أقول له بكل وضوح : "وفر غضبك وصبه على من يحتل أرضك لا على من يحذرك.. أن معسكر (العُر) شوكة في حلق يافع ومنه سيكون بؤرة الشيطان المثير للفتنة ومنبع السرطان المثير لاختراق وحدة صفوف يافع"...
حذرناكم مرارا لكن كلاب الصيد الجنوبية والأفاعي الشمالية السامة التي عاشت معنا منذ الاستقلال ما زالت تخلخل عقولكم يا أبناء (يافع) وتعبث بعقول أبناء (الحد – بني بكر) وكأن بقاء (معسكر العُر) يعد مفخرة وهبة منحها الاحتلال الإسرائيلي العراقي النازي القادم من الجمهورية العربية اليمنية لذا لا تريدون اقتلاعه، إذن أقبلوا اقتلاعكم من هويتكم إلا بترخيص .. لأنه لن يسمح بدخول يافع أو خروجها من (الحد – بني بكر) إلا بترخيص... أقبلوا الشوكة التي حذرناكم منها ولكن استمعوا جيدًا للحقائق المذهلة التي يرسمها الاحتلال اليمني للجنوب وها أنا أضعها أمامكم فأنصتوا جيدًا :
عن موقع خليج عدن جاء القول : "كشفت مصادر عسكرية رفيعة عن وجود خطة عسكرية أعدها خبراء عراقيون يتبعون للنظام البعثي العراقي السابق تقوم بموجبها خلال الأيام القادمة وحدات اللواء العاشر التابع للحرس الجمهوري – المرابط بمنطقة الصدرين بمريس قعطبة منذ شهرين – بالتمركز في جبل لحمرين بين ردفان ومنطقة العسكرية بلحج وجبل العر بيافع وجبل الخطم بالشعيب، بالإضافة على تعزيز المواقع العسكرية بمديرية جحاف ومنطقة الضبيات بمحافظة الضالع.
وقالت المصادر لخليج عدن إن الخطة تهدف إلى السيطرة والاستحواذ على تلك المناطق الحساسة التي تشكل مصدر قلق لسلطات الاحتلال الشمالي وتهدف أيضًا إلى قطع التواصل بينها خشية اندلاع أية مواجهات مسلحة قادمة".
ها هي حقيقة الاحتلال الصهيوني العراقي القادم من الجمهورية العربية اليمنية واضحة وهي حقيقة تبين أن (الوحدة كانت تهدف للاحتلال) لذا فإن تركيزي على (يافع) ينبع من كون (يافع) مركز الثقل والحصن الحصين لأبناء الجنوب، إضافة إلى تاريخ الأجداد القديم والحروب التي قامت بين (يافع وكل الأئمة)، وهي معارك عالقة في ذهن (العقلية الزيدية القبلية المتخلفة)، وعلى يافع أن تفيق من سباتها في قضية (العُر) فكما وقفت مع كل الجنوب في معارك (ردفان، الضالع وأبين)، عليها قلع (العُر) والدوس على كلاب الصيد داخلها وفحيح الأفاعي الشمالية السامة التي ما زالت حتى اللحظة تغازل أبناء يافع ونعرف هذه الكلاب والأفاعي معرفة تامة وبالاسم .. فمتى تستوعبون هذه الحقيقة المُرة؟! والمخطط تأجل مؤقتـًا نتيجة لحرب صعدة.


الثانية : هدية من الشاعر عبادي الصهيبي لي أهديها إلى كل أبناء الجنوب وإلى كل الشرفاء في العالم.

"قال الفتى بعد الجروح العافية
جرح البدن فترة بسيطة والتئم
لكن مصيبة بالجراح الدامية
يا موطني أنت الجريح أنت الأهم
إن الوطن أجمل معاني سامية
من دونها لانا ولا غيري سلم
تفداك نفسي يا الجنوب الغالية
تفداك روحي والجسد لحمًا ودم
كلي بكلي مستعد للتضحية
تذهب حياتي لو حياتي كالعدم
نحمل مآسي أو جراحًا قاسية
نفنى ولا تحمل ضمائرنا ندم"

الثالثة : محرقة أبناء الجنوب في صعدة ؟!
يتحدثون اليوم في (الجنوب) أن وقود الحرب في صعدة هم من الجنوب.. وهذه الحقيقة معروفة منذ بداية حرب صعدة.. لأن سلطة الاحتلال تريد إفناء شعب الجنوب من خلال جيش الجنوب السابق الذين فضلوا البقاء داخل (الجمهورية العربية اليمنية) لذا جعلتهم كبش فداء.. والسؤال الآن : من الذي أجبرهم على البقاء داخل مصيدة الاحتلال ؟! هل هي الحاجة للراتب أم هي الحصار المفروض عليهم بعدم الرحيل للجنوب أم هي الرغبة الذاتية وخصوصًا لمن خاضوا الحروب من قبل؟! الإجابة هل علينا أن نلوم أبناء (صعدة) على قتل من يحاربهم من الجنوبيين؟!
ونحن نعرف أن أبناء صعدة يقتل منهم العشرات يوميًا من الأطفال والنساء والشيوخ والمقاتلين؟!
أنا لم أكتب عن حرب (صعدة) منذ بدايتها غير هذا المقال أو الورقة هذه، لأن غيري قد كتب أفضل وأجمل مما سأكتب في تلك الفترة.. اليوم اكتب لأرد على الذين يريدون خلق (ثغرة) داخل الجنوب ضد (صعدة) وردي قاسيًا جدًا، لأن كلمة الحق يجب أن تكون واضحة لا لبس فيها ولا غموض وها هي :
إن أهل (صعدة) يدافعون عن كرامتهم وأرضهم وشرفهم وكذا حريتهم مثلهم مثل أبناء الجنوب، فلماذا نتباكى على من وهب روحه لسلطة الاحتلال وذهب يقاتل في ارض ليست أرضه؟!
علينا أن نقبل الحقيقة كما هي .. أبناء (صعدة) يتعرضون اليوم لحرب (إبادة) حرب ظالمة وباطلة، وكل جنوبي يحارب اليوم مع سلطة الاحتلال، غدًا سيحارب معها ضدنا.. لذا لا تخلطوا الحق مع الباطل... الله رب العرش سبحانه وهبنا (البصر والبصيرة) استعملوا هذه الهبة في اتجاه قول كلمة حق... لا ملامة، لا غضب، لا ثأر مع أهل صعدة هم يدافعون عن أرضهم وحياتهم وعرضهم ودعكم من خزعبلات النظام وأحكامه عليهم، فقد جرت كلها علينا وما زالت تنهال حتى اللحظة، لذا يبقى السؤال هو الجواب : من أجبرهم على القتال مع سلطة الاحتلال؟! أليس في الجنوب المئات من الضباط وصف ضباط وجنود نراهم في مقدمة صفوف الحراك الجنوبي، فلماذا ارتضوا البقاء وقبول قتال أهل (صعدة) وهم أهل حق؟! لا تجعلوا كلاب الصيد الجنوبية والأفاعي الشمالية السامة التي فرقتنا ذات مساء تفتح اليوم (ثغرة) مناطقية مرفوضة!!
تذكروا دائمًا أن المظلومين والمقهورين هم جسدٌ واحدٌ في كل زمان ومكان لا يهم أين المكان؟ ولا يهم منهم ؟! تذكروا هذا القول !!

الرابعة : نداء خاص إلى كل شباب الثورة الجنوبية

يا شباب الجنوب يا جيل الثورة الثانية، أنتم العمود الفقري الأصيل للثورة السلمية اليوم، لذا عليكم أن تستوعبوا الكلام؛ لأنكم أنتم من سيتحمل مسؤولية بناء الدولة الحضارية الجديدة بعد نيل استقلالنا الثاني.. أما نحن الجيل الذي يسبقكم سيكونون مجرد عونـًا مساعدًا لكم من خلال الخبرات والتجارب المتعلقة ببناء الدولة الحضارية الحديثة لكن... لا تسيروا وراء الطموحات الشخصية والزعامات الوهمية ومحاولة تقليد جيلنا... لأن القيادة مهما كانت عالية القامة ومخلصة لهدفها لا ترتقي إلى قدم الوطن لأن الوطن الغالي الجنوب يظل إلى يوم القيامة أعز وأغلى من الجميع... استوعبوا الواقع وأملي فيكم أكبر مما تتصورون.
لذا وحدوا صفوفكم وأهدافكم ولا تقلدوا جيلنا بل ساهموا مع الشرفاء في توحيد الصفوف كلها.. لا تنحازوا لأحدٍ أبدًا، انحازوا بقوة وشجاعة وبعلم وثقافة وقناعة إلى الجنوب الثائر ونيل الاستقلال الكامل مهما كان الثمن... أملنا فيكم يا أنبل الشباب أكبر من بعض رفاقنا الذين أصابهم هوس الزعامة وجنون القيادة.. هؤلاء لن يذكرهم التأريخ ولا الأجيال الواعدة... فلا تخيبوا أملنا فيكم يومًا من الأيام!!

الأخيرة : أهدي هذه الأبيات الشعرية لشباب الجنوب
"الزنبقاتُ السودُ في قلبي
وفي شفتي.. اللهب
من أي غابٍ جئتني
يا كل صلبان الغضب ؟
غضبٌ يدي ..
غضبٌ فمي..
ودماء أوردتي عصيرٌ من غضب!
يا قارئي!
لا ترجُ مني الهمس
لا ترجُ الطرب
هذا عذابي..
ضربةٌ في الرمل طائشةٌ
وأخرى في السحب
حسبي بأني غاضبٌ
والنار أولها غضب!"

محمود درويش