قرار مجلس الامن-انحناء الجنوبيين له بين السلبية والايجابية ثباتا

[نبيل العوذلي]

بسم الله الرحمن الرحيم
الانحناء السلبي والايجابي امام قرار مجلس الامن
هل الانحناء امام قرار مجلس الامن حالة صحية مطلوبة ام مرضية؟
هل يمكن تشبيه اتفاق اعضاء مجلس الامن على ذلك القرار بمثابة الريح القوية القادمة التي ينبغي الانحناء امام جموحها القادم؟
هل هناك ضعف ايجابي وضعف سلبي ؟
هل هناك ثبات ايجابي وثبات سلبي؟

يصور الكثير من الاخوة الجنوبيين على اننا حينما ندعوا الى الانحناء امام قرار مجلس الامن بكون ذلك نفاقا وضعفا ويصورون ان الثبات علامة للايمان بالقضية بل واخريا اجد هناك من يستعمل بعض الادلة الدينية على الثبات وكان الانحناء امام الريح القوية القادمة ليست حالة صحية

قوله صلى الله عليه وسلم (مثل المؤمن كالخامة من الزرع، تفيئها الريح مرة، وتعدلها مرة، ومثل المنافق كالأرزة، لا تزال حتى يكون إنجعافها مرة واحدة)، (وفي رواية المجذية) متفق عليه.
يقول الدكتور-نظمي خليل ابو العطا-تعقيبا على هذا الحديث
(تفيئها الريح): أي تميلها وتجعلها منثنية ومنكفئة على الأرض، وتارة تقيمها،--ثم يقول-
يا له من مشهد تصويري رائع لخامة الزرع الشديدة الضعف والرقة البينة الضعف! إلا أن الله - عز وجل - جعل لها من هذا الضعف قوة وهذا ما يطلق عليه الضعف الوظيفي (أو الضعف الايجابي)، لأنه يوظف لخدمة صاحبه ولا يكون علامة ضعف أو عجز، فمثلا الريح تقتلع كل قائم في طريقها، فمن انحنى سلم منها وأمن على بقائه (ومن لم يقدر على مقاومتها اقتلعته من جذوره) ولهذا شبه صلى الله عليه وسلم المؤمن بالخامة (النباتية) الرقيقة، لم يؤثر في إيمانه ضراء أو نازلة--انتهى كلامه-

ان هذا الحديث يكشف لنا التفسير النبوي لمعنى
الثبات والانحناء
فليس كل ثبات هو ايجابي بل قد يكون الثبات علامة على التصلب والنفاق
وليس كل ضعف هو سلبي بل قد يكون بعض الضعف ايجابي لانه ضرورة امام ريح قوية قادمة يجب الانحناء لها
ان قرار مجلس الامن يبين ان هناك ريح دولية متفق على دفعها تجاه من سماه القرار بالمعرقلين ..وهذه الريح بنى القرار لها الذريعة في استعمال العقوبات المتدرجة بداية من تجميد الاموال والسفر الى ماتفرضه الضرورة بحسب مصالحهم...........هل تتفقون معي على انها ريح قوية قادمة علينا ؟
ما المطلوب اذن ؟
ان نقول للناس اثبتوا امامها حتى ينكسروا امام واقع سيصبح مفروضا عليهم فيظهر مستقبلا المتعنتين بالمظهر الغير حكيم في توصيف الموقف ويصبح ان ماكانوا يخافون عليه من ذهاب لتوهج روح التفاعل في الناس انهم لم يكونوا لاموفقين في تحريض الناس على الثبات السلبي
ان هناك ثبات سلبي وثبات ايجابي
وانحناء سلبي وانحناء ايجابي
ان الثبات السلبي هو الذي يؤدي الى الانكسار والتقوقع وانعزالك عن مايدور حولك--الانفصال عن الواقع== والثبات الايجابي عكسه والانحناء السلبي هو الذي يذكره الله تعالى في القرآن وخلاصته هو الذي لايمنحك الفرصة الجديدة المستقبلية للاستمرار لاحقا اما الانحناء الايجابي فهو الذي يمنحك الفرصة والهدوء للاستمرار في المستقبل ولو كان انحناءك يظهرك في الحاضر بالضعيف امام الناس سوى انه لايقضي عليك ولايستأصلك بل يمنحك فرصة مستقبلية حتى تذهب الريح فتعود ان شاء الله بشكل جديد للاستمرار —