الرئيسية التسجيل مكتبي  

|| إلى كل أبناء الجنوب الأبطال في مختلف الميادين داخل الوطن وخارجة لا تخافوا ولا تخشوا على ثورة الجنوب التحررية,وطيبوا نفسا فثورة الجنوب اليوم هيا بنيانًا شُيد من جماجم الشهداء وعُجن ترابه بدماء الشهداء والجرحى فهي أشد من الجبال رسوخًا وأعز من النجوم منالًا,وحاشا الكريم الرحمن الرحيم أن تذهب تضحياتكم سدى فلا تلتفتوا إلى المحبطين والمخذلين وليكن ولائكم لله ثم للجنوب الحبيب واعلموا ان ثورة الجنوب ليست متربطة بمصير فرد او مكون بل هي ثورة مرتبطة بشعب حدد هدفة بالتحرير والاستقلال فلا تهنوا ولا تحزنوا فالله معنا وناصرنا إنشاء الله || |

شهداء الإستقلال الثاني للجنوب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                          

::..منتديات الضالع بوابة الجنوب..::


العودة   منتديات الضالع بوابة الجنوب > الأ قسام السياسية > المنتدى السياسي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2010-05-10, 11:01 PM   #1
رفيق الجنوب
قلـــــم ماســــي
 
تاريخ التسجيل: 2009-06-22
المشاركات: 6,484
افتراضي اختلاف القوم في اختلاف منطلقاتهم

أن من دخل في الوحدة مع الشمال ليس الحزب الاشتراكي وإنما دولة الجنوب. الاشتراكي باقي ويحظى بدعم من السلطة والمعارضة لان الاشتراكي في نظرهم هو حبل السر الذي يربط الجنوب بالشمال. وإلا كيف يلتقي القبيلي والسياسي والديني والبعثي ورجال الأعمال في المشترك

د / خالد عبدالله محمد - شبكة خليج عدن الاخباريه


((لمن يريد اختصار الموضوع لانه طويل فستجده في كلمتين في اول مشاركه في هذا الموضوع))


اينشتاين: إنه لمن الحماقة أن تعتقد أنك ستحصل على نتائج جيدة وأنت تعيد الشيء نفسه.

لم أرى شعب ذات تاريخ عظيم وحضارة مثل الشعب الجنوبي يختلف أبناءه في فهم هويتهم. ولهذا أسباب تاريخية تعود إلى عقد الخمسينات من القرن الماضي وذلك عندما طرح ولأول مرة مشروع يمننة الجنوب العربي وماتلى ذلك من انعكاسات على الجنوب إلى يومنا هذا . نصف قرن والشعب الجنوبي من عدن إلى المهرة يتعرض لأبشع مؤامرة ساق أصحاب هذا المشروع خيرت أبنائنا قرابين لمشروعهم (وأخرها التمثيل بجثة الشهيد الحدي) تحت مسميات مختلفة لا حصر لها وكانت جميعها تهدف فقط إلى مسح الهوية وتتوج هذا المشروع بالإنجاز الكبير كما يطلق عليه (الوحدة) في 1990 ، ثم ترسخ بالإلحاق والضم بفتوى دينية عام 1994. وعرف بعدها شعب الجنوب بأن هذه الإنجاز ما هو إلا محرقة يراد منها هلاك وفناء الجنوب إنساناً وأرضاً وثروة ، بل وقالوا عودة الفرع إلى الأصل وهناك أغنية لأيوب طارش جسدت هذا القول ( لمن كل هذه القناديل تضوي لمن وهذه المواويل للعرس تشدو لمن هل الأرض عاد لها ذو يزن فعاد الزمان وعادت عدن لمن لمن لأجل اليمن) .

الغريب اليوم أن من يرفض هذه الوحدة هو جيل الشباب الذين لا يتجاوز أعمارهم العشرين عام والذي نشاء وترعرع في ظلها وهذا ما يطلق عليه علي عبد الله في كل خطاباته بجيل الوحدة . والسؤال اليوم من اخرج هؤلاء الشاب إلى الشوارع ؟ الجواب بكل تأكيد أنها الفطرة التي فطر الله بها عباده في تميز الحق من الباطل . لهذا الشعب الجنوبي لم تخرجه أحزاب ولا تنظيمات لأنها بكل بساطة جميعها نشأت في ظل هذا المشروع اليمني مع احترامي لكل الجنوبيين في هذه الأحزاب إلا أن هذه هي الحقيقة المرة التي يحسها بعضنا دون أن يدركها.


حتى يسهل علينا فهم الحاضر ومجرياته والتخطيط للمستقبل أرى أنه يجب قراءة الماضي ، لأن قرأت الماضي ستعرفنا عن الأسباب والأمراض الذي نعاني منها اليوم بسبب ذلك المشروع (الجنوب اليمني) ، وهنا نوجز مسيرة هذه المشروع وتآمره على شعب الجنوب على مدى خمسين عام



من خلال النقاط التالية:

أولاً: بداية الحكاية
بما أن لكل حكاية بداية ، فبداية تزوير تاريخ الجنوب العربي وضياع هويته بدء عام 1955عندما أحتج أبناء الشمال على مشاركة رابطة أبناء الجنوب العربي في انتخابات المجلس التشريعي لعدن التي استبعد منها يمنيو الشمال بوصفهم أجانب. والحقيقة لا نعرف حيينها على أي سند جاء هذا الاحتجاج ، لكن بعد نصف قرن من السبات العميق وبعد المصيبة التي صابة الجنوب إنسانا وأرض وثروة أدرك الإنسان الجنوبي بان احتجاج هؤلاء اسند أولاً وأخيراً على المكر والخداع والفتنة وهذه أهم مقاومات العقلية الشمالية المبنية على (التقية) التي تعني التظاهر بعكس الحقيقة وتبيح له خداع غيره . مقابل عقلية جنوبية مبنية على العاطفة الزائدة والبراءة وسذاجة المنطق.

ثانياً: تأسيس أول خلية لحركة القوميين العرب
تأسست عام 1959 في مدينة الشيخ عثمان تحت شعار نادي الشباب الثقافي التي أكدت على وحدة الجنوب مع الشمال في إطار الوحدة العربية. هذا الفكرة المستوردة التي هي السبب الرئيسي في تخلف العرب عن باقي شعوب المعمورة وخير دليل على ذلك قمم الدول العربية التي لا يوحدهم شيء إلا الصالة التي يجتمعون فيها على الرغم من الحديث منذ تأسيسها عن الوحدة العربية الشاملة والعمل العربي المشترك وغيرها من الخزعبلات التي رفضها الواقع وأكد بأنها جميعها ما هي إلا سراب يلهث خلفة العقل العربي وخير دليل على ذلك كلمة عمر موسى الأخيرة في قمة سرت . والمحزن في الأمر بأن العرب أما مخدوعين أو يتهربون من تحمل المسؤولية تجاه شعب الجنوب وذلك عندما يصرحون بأنهم مع وحدة اليمن ، لأن مثل هذا التصريحات تبرر للشمال رفع شعار الوحدة أو الموت ، بل وتبرر له استخدام القوة المفرطة ضد شعب الجنوب وهذا ما يحصل اليوم.
أن الجبهة القومية وفيما بعد الاشتراكي مع احترامي لكل الجنوبيين الأحياء والأموات قد تأسسا على اجتثاث الجنوب هوية وتاريخ وبررت وجود الشماليين في الجنوب الذين استبدلوا هويتنا بالمناطقية والوطن بالحزب والتاريخ باليمن والمستقبل بشعار ( لنناضل من أجل الدفاع عن الثورة اليمنية وتنفيذ الخطة الخمسية وتحقيق الوحدة اليمنية). أما تنفيذ الخطة الخمسية فكانوا يقصدون من وراءها حرب وتصفيات كل خمس سنوات تحت شعارات وتبريرات لا يقبلها المنطق قصد من وراءها فقط تفكيك وتدمير الوشائج الاجتماعية وبث الضغينة بين الجنوبيين ، وإلا لماذا خيم السكوت على الاشتراكي وخاصة التيار الشمالي فيه طيلة العشرين سنة والجنوب تحت الاحتلال الشمالي وتنهب ثروته وأرضه. لأنه بكل بساطة هذا ما كان يخططوا له طيلة الخمسين العام الماضية. وللتأكيد على ذلك كيف يقبل الاشتراكي أن يتحالف مع حزب الإصلاح وهو من أفتى بقتل الجنوبيين والتي لا تزال هذه الفتوى قائمة إلى اليوم، في حين هاجوا وماجوا عندما أعلن أبناء الجنوب مسيرة التصالح والتسامح . والشيء الآخر بأن مهندس مشروع المشترك هو المرحوم جار الله ، وسمي بالمشترك لاشتراك الشماليين جميعاً بدون استثناء في عملية دفن القضية الجنوبية ومن اجل ذلك تم تأسيسه وأطلق على الجنوبيين الذين عارضوا هذا التحالف بأصحاب المشاريع الصغيرة ، بينما كان عليهم أن يقولوا ذلك لعلي عبد الله الذي بسط الحكم العائلي على كل مفاصل الحياة (السياسية والعسكرية والاقتصادية والثقافية).

ثالثاً: الإشهار الرسمي بمشروع الجنوب اليمني
جاء ذلك الإشهار عندما بعث أصحاب هذا المشروع عام 1960 برقية إلى جمال عبد الناصر والجامعة العربية والإمام والاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب وإذاعة صوت العرب والملك سعود والعراق ، تتخلص هذا البرقية في عدم شرعية تمثيل رابطة أبناء الجنوب العربي لقضية شعب الجنوب بحجة أن أهدافها انفصالية. وتماشيا مع تنفيذ الخطة الخمسية فهذه البرقية جاءت بعد خمس سنوات من طرح مشروع الجنوب اليمني لأول مره . والملفت للنظر بأن هذه البرقية شملت الإمام على الرغم من أن أصحاب هذه المشروع أتوا إلى عدن كلاجئين بسبب بطش وظلم الإمام ، إلا أن الحقيقة تؤكد بأن هروبهم إلى عدن ما هو إلا لمسح هوية الجنوب من خلال طرح مشروع الجنوب اليمني.

رابعاً: بداية مسلسل استبعاد الإنسان الجنوبي
كانت البداية لهذا المسلسل بانعقاد المؤتمر الأول للجبهة القومية في تعز عام 1965 . هذا المؤتمر هو بداية عملية الهولوكوست ضد الإنسان الجنوبي ، وفي نفس الوقت البداية الحقيقية لتعبيد الطريق أمام الشماليين للصعود إلى هرم السلطة والانتشار الواسع في مؤسسات ودوائر الدولة الجنوبية التي يقال أنه عند إعلان الوحدة وذهاب الجنوبيين إلى صنعاء نسبة كبيرة من الكادر الجنوبي هم من الشمال. فيما اليوم آلاف الجنوبيين تم تسريحهم من أعمالهم.
مؤتمر الجبهة القومية في تعز عبر عن الترابط ما بين النضال ضد الاستعمار البريطاني وضد الحكام الإقطاعيين من سلاطين وأمراء ومشائخ وبورجوازية استقلالية . ومن مفارقات الزمن أننا اليوم نرى على رأس الحراك الجنوبي هؤلاء السلاطين والأمراء والمشائخ الذين يرفضون الضم والإلحاق والذين استبعدوا من أرض الجنوب ، في حين لم نرى شمالي واحد لا في السلطة ولا في المعارضة يتعاطف مع قضية الجنوب ، بل كلهم يسعون لدفن الجنوب وهويته من 1955 إلى يومنا هذا.

خامساً: الوساطات الخارجية
سعت مصر خلال عقد الستينات من القرن الماضي إلى تشكيل جبهة وطنية تضم جميع القوى الوطنية في الجنوب ، وان تلتقي الجبهة القومية مع منظمة التحرير إلا أن قيادة الجبهة القومية انقسمت تبعاً لمسألة الوحدة مع منظمة التحرير إلى فريقين ، فريق يؤيد الوحدة دون قيد أو شرط وفريق يرفضها، في حين كان أغلب كوادر الصف الثاني في الجبهة القومية يرفضون هذه الوحدة ، وهؤلاء هم فيما بعد جاء على عاتقهم جر عربة الجنوب إلى الشمال منذ 1969 إلى 1990.

في 13 يناير 1966 تم إعلان دمج الجبهة القومية ومنظمة التحرير في جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل . أيدت حركة القوميين العرب هذا الدمج ، فيما أعترض نايف حواتمه وأصدر بيان شجب فيه الدمج وأعلن تجميد عضويته في الأمانة العامة للحركة وبدء ينسق مع فرع حركة القوميين العرب في اليمن الشمالي وأخذا يحرضا كوادر الصف الثاني في الجبهة القومية على إحباط ما تم تسميته بانقلاب يناير.

الغريب أن فرع الحركة القومية في الشمال تقدم بموقف مؤلف من أربع نقاط:
1) إن الخلافات بين جبهة التحرير والجبهة القومية خلافات طبقية، فالأولى تمثل السلاطين والبورجوازية العدنية، والثانية تمثل العمال والفلاحين والفئات التقدمية من البورجوازية الصغيرة.
2) بما أن الأمر على هذا الحال فليس ثمة مجال للتعاون بين الجبهتين.
3) يتوجب على قيادة الجبهة القومية إن يغادروا تعز ويعودوا لشن النضال في الجنوب.
4) إن الجبهة القومية ستبدأ بتثقيف كوادرها وتدريبهم لتعزيز عملياتهم.
وفي مارس 1966 اعترفت الجامعة العربية بجبهة التحرير كممثل شرعي وحيد لشعب الجنوب. وتم التوصل إلى تسوية مؤقتة ما بين الجبهة القومية ومنظمة التحرير بتشكيل مجلس قيادة " لجبهة التحرير" بالمناصفة ما بينهما.
وفي عام 1966 أقر المؤتمر الوطني الثاني للجبهة القومية المنعقد في مدينة جبلة البقاء في إطار جبهة التحرير ولكن على أساس جبهوي يستثني السلاطين من التحالف. وعلق المؤتمر عضوية أعضاء المجلس التنفيذي في الجبهة القومية وهم : قحطان ، فيصل عبد اللطيف، علي الشعبي، جعفر علي عوض ، سالم زين ، طه مقبل، علي السلامي. وتم تعليق عضوية قحطان وفيصل بدعوى أنهما نددا بالدمج بالأقوال فقط . وشكل المؤتمر قيادة عامة جديدة ، انتخب 12 منها وعين ثلاثة. وكان بينهم 11 من قيادة الصف الثاني في الداخل وانبثق عن هذه القيادة لجنة تنفيذية مؤلفة من خمسة أعضاء.


وفي شهر أغسطس 1966 تم التوقيع على اتفاقية الإسكندرية بين الجبهة القومية ومنظمة التحرير وأقرت الاتفاقية باعتبار جبهة التحرير ممثل شرعي وحيد لشعب الجنوب . إلا أن هذه الاتفاقية أثارت استياءً في الداخل . فعقد في سبتمبر 1966 اجتماع موسع شارك فيه ممثلو فرع شمال اليمن لحركة القوميين العرب طلب بفسخ اتفاقية الإسكندرية والخروج نهائياً من جبهة التحرير. فانسحبت الجبهة القومية في 22 ديسمبر 1966نهائياً من جبهة التحرير.


سادساً: بداية فتنة الصراع بين الجنوبيين
كان ذلك عام 1967 عندما احتدم الصراع بين جبهة التحرير والجبهة القومية ، والحقيقة هو صراع بين المشروعين الجنوب العربي والجنوب اليمني وكان للعقليتين دور بارز في هذا الصراع . هذا الصراع الدامي بين الجبهتين تكلل بسير الجبهة القومية في طريق احتكار السلطة إثر الاستقلال وكان للجيش والشرطة الدور الحاسم في حسم المعركة لصالح الجبهة القومية. وفي 6 نوفمبر اعترفت بريطانيا رسمياً بالجبهة القومية ممثلاً شرعياً وحيداً لشعب الجنوب ، واعترف جيش الاتحاد بالجبهة القومية. وهنا سارعت الجامعة العربية لتبرم اتفاق سلام وقع عليه عبد القوي مكاوي ( عن جبهة التحرير ) وفيصل عبد اللطيف (عن الجبهة القومية) ينص على عقد مفاوضات ما بين الجبهتين لتشكيل حكومة ائتلافية مؤقتة تتسلم السلطة من بريطانيا. إلا أن المفاوضات لم تثمر عن شيء . حيث عارض عبد الفتاح إسماعيل وعبد الله الخامري هذا الاتفاق بين مكاوي وفيصل.

سابعاً: الاستقلال والتفرد بالسلطة
في 30 نوفمبر 1967 تم إعلان قيام جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية، والملاحظ أن اسم الدولة الوليدة جاء تجسيداً لمشروع الجنوب اليمني 1955 . وتولت الجبهة القومية مهام السلطة العليا للدولة الوليدة ، وتم تعين قحطان الشعبي رئيساً . في حين دعت جبهة التحرير إلى إجراء انتخابات حرة ومنح الشعب حرية الاختيار ، إلا أن الجبهة القومية لم تستجيب لهذا النداء . والسؤال لماذا لم تجري انتخابات حرة في الجنوب بعد الاستقلال ؟ ولماذا ربطت الوحدة بالديمقراطية وليس بالحق الدستوري الأرض والثروة في الجنوب مقابل كثافة السكان في الشمال؟ لأن إجراء الانتخابات قبل الوحدة في الجنوب كان سيكون الخاسر الأكبر فيها التيار الشمالي ، بينما بعد الوحدة الخاسرة بكل تأكيد هم الجنوبيين لأن الانتخابات في ظل أكثرية السكان لدى الشمال تعني انقراض الجنوبيين ونهب الأرض والثروة وهذا ما حصل ويحصل. إن للزمن هفوات إلا أن هفوات الجنوبيين كارثية.


ثم إن الجبهة القومية ليس فقط رفضت إجراء انتخابات عقب تسلمه السلطة عام 67م ، بل سارعت بإجراء عملية تطهير واسعة لم يشهدها تاريخ الجنوب وهي طرد السلاطين وجيش وأمن ومؤسسات الجنوب العربي. وكل هذا تحت شعار تطهير الدولة من عملاء بريطانيا وأمريكا. وحول هذه العملية يقول المرحوم احمد علي مسعد في مذكرات في ص 63،64 يقول: ( استدعاني محمود عشيش إلى مقر الجبهة القومية الذي كان قصر السلطان علي عبد الكريم في كرتير، وطلب مني أن اقف على باب شركة النفط للتأكد من وصول الموظفين كل صباح. كما كان يفعل محمود عراسي عندما كان يقوم بأعمال مدير عام الشركة بعد التأميم لعدة أسابيع قبل تعييني والحق أنني أصبت بالدهشة والاستغراب لأنني رغم خدمتي الطويلة وفي عدة مرافق لم افعل هذا في حياتي لأن ذلك يتنافى مع أبسط شؤون النظم الإدارية ويسئ إلى سمعة الشركة وعمالها وكرامتهم لا سيما وإنهم يأتون للعمل في الأوقات المحددة وفي غاية الانضباط وأن عملاً كهذا لابد وإنه يصيب العمال بالإحباط ، كما أن في إمكان أي موظف أن يجلس في مكتبه طوال ساعات الدوام ولا يؤدي عملاً يذكر وشعرت أن هذا الكلام لم يأت من فراغ وان خفافيش الظلام قد بدأت تعمل ولم يمض وقت طويل إلا وبدأت الشخصيات القيادية في الشركة المؤهلة بالعلم والخبرة أما تطلب إعفاءاً من العمل أو إحالة إلى التقاعد وتسليم مستحقات خدمتهم لدى الشركة أو التسلل إلى شمال الوطن ، ومن هناك الالتحاق بشركات نفطية أخرى ومن بينها شركة"شل" نفسها في الخارج. وكانت الشركات شديدة الابتهاج باستقبال هذا النوع النادر من الكوادر المؤهلة بل إنني لا استبعد أن يكون وراء ذلك العمل نوع من الانتقام، إلا أن هذا لا يعفينا من أننا بتصرفاتنا قد ساهمنا في ذلك النزوح لكوادرنا الوطنية، جريحة القلب وكسرة النفس ويظهر ان هذا النزيف المبكر لخيرة كوادرنا لم يقتصر على شركة النفط بل أمتد إلى بقية مرافق المؤسسة الاقتصادية ثم تعداها بعد ذلك إلى مستوى الدولة بكامل أجهزتها المدنية واستبدلت هذه الكوادر بعناصر أخرى لا تمتلك قدرات ومؤهلات وخبرات الكوادر المهاجرة رغم إرادتها وتدني مستوى العمل بشكل مخيف وتم إهدار الملايين من المال العام وتدهور اقتصادنا الوطني واختلط الحابل بالنابل ودب الخوف في قلوب من تبقى من الموظفين وبدأ وكأننا نسير نحو الهاوية). اعتقد لا يوجد تعليق بعد هذا الكلمات التي ذكرها المرحوم احمد علي مسعد في مذكراته. بل تتضح الصورة للأجيال بأن من يتحكم بالجنوبيين فعلياً هم الشماليين برأسه عبد الفتاح وشلته. في حين سلاطين وقيادات الجنوب تبحث عن لجوء في بلاد الغير، وهذا المشهد للآسف تكرر لمعظم قادة الجبهة القومية الجنوبيين الذين جاءوا إلى السلطة بعد 1969 والذين دفعوا بإدراك أو بدون إدراك حياتهم من أجل جر عربة مشروع الجنوب اليمني إلى الشمال ، لأنه بكل بساطة معد ومخرج السيناريو نفس العقلية سوى كان في عدن باسم الأممية أو في صنعاء باسم القبلية.


ثم جاءت الخطة اللاحقة وهي تحطيم جهاز الدولة في الجنوب. طرح اليسار في المؤتمر العام الرابع للجبهة في مدينة زنجبار برنامج قام بإعداده لجنة تحضيرية تصف بأنها من اليسار المتطرف ضمت كلاً من مقبل ، عبد الله الخامري وسلطان أحمد عمر وعبد الله الأشطل بتنسيق تام مع نايف حواتمة.


طرحت هذه اللجنة برنامج تدمير جهاز الدولة في الجنوب وحل الجيش والشرطة وتأميم المؤسسات الأجنبية والخاصة ، وإجراء إصلاح زراعي جذري بدون تعويض للملاك ، وتخفيض رواتب الموظفين ، واختصار الوظائف الإدارية ، وإغلاق الميناء الحر في عدن وجعله ميناء جمركياً ، وتسليم السلطة لمجالس العمال والفلاحين الفقراء والجنود ، واتباع الطريق اللارأسمالي للتنمية.

أثار هذا البرنامج ، ولا سيما إثارته لمسألة حل الجيش والبوليس واستبدالهما بجيش شعبي وبمليشيا ، سخط ضباط الجيش ، ووقعت في الأيام الأولى التي تلت نهاية المؤتمر عدة مبادرات لليساريين استدعت تدخل الجيش . كان على رأس الجيش حسين عشال المعروف بتحالفه الوثيق مع الجبهة القومية إبان حرب الاستقلال. حيث قام الجيش في شهر مارس بقيادة عشال بالسيطرة على الإذاعة وتطويق عدن لإنقاذ البلاد من " الخطر الشيوعي الأحمر" . إلا أن محاولة الجيش فشلت. فتقدم قحطان مساء 20 مارس وأذاع بياناً أدان فيه المتطرفين اليساريين وأدن تصرفات الجيش ووصف التمرد بأنه " رد خاطئ على خطأ".


ثم جاءت حركة ما أطلق عليها حركة 22 يونيو التصحيحيه 1969 وهي في الحقيقة جاءت لتقضي على ما تبقى من تاريخ وهوية الجنوب تحت شعارات القوى الإمبريالية والرجعية. وفي أبريل 1970 تم نقل قحطان وفيصل إلى المعتقل. وفي المعتقل تم قتل فيصل.

وفي عام 1978 انعقد المؤتمر الأول للحزب الاشتراكي اليمني. وعلى التو دخل الحزب الجديد في حوار توحيدي مع الأحزاب اليسارية في الشمال وانتهى هذا الحوار في مارس 1979، بدمج المنظمات اليسارية العاملة في الشمال في إطار الحزب الاشتراكي اليمني بينما استبعدت بل حرمت على الأحزاب والشخصيات الجنوبية التي هاجرت قهراً . كان الدمج عضوياً وسرياً على مستوى كافة الهيئات، وتحول فيه الحزب الاشتراكي اليمني إلى حزب اشتراكي يمني لكل الإقليم( شمال وجنوب) بالفعل وليس بالاسم. وقبل إعلان الوحدة بيومين تم الإعلان عن حقيقة هذا الدمج.

الخلاصــة:
* صحيح أنه بعد نصف قرن من التآمر وعشرين سنة من الاحتلال عرف الجنوبيين مكر الشماليين إلا أنه للأسف بقيت الثقافة والأفكار التي بثوها وهذه لن تموت إلا بطرح أفكار وثقافة جديدة أساسها الهوية الجنوبية.
* أن من دخل في الوحدة مع الشمال ليس الحزب الاشتراكي وإنما دولة الجنوب. الاشتراكي باقي ويحظى بدعم من السلطة والمعارضة لان الاشتراكي في نظرهم هو حبل السر الذي يربط الجنوب بالشمال. وإلا كيف يلتقي القبيلي والسياسي والديني والبعثي ورجال الأعمال في اللقاء المشترك.
* أن الحزبية لن تخدم القضية الجنوبية بل تميعها لأنها تنظر للوحدة باعتبارها وحدة وطنية بين سلطة ومعارضة في حين القضية الجنوبية هي قضية وحدة سياسية بين دولتين جاءت حرب 1994 وألغت الوحدة السياسية بينهما وأدت إلى احتلال الشمال للجنوب بالقوة.
* أن لا طريق لحل القضية الجنوبية إلا بتوحيد مكونات الحراك ليكون الممثل الشرعي للقضية الجنوبية وأن يكون شعاره الجنوب أولاً وأخيراً والابتعاد عن الذات لأن الذات هو من أوصلنا إلى ما نحن فيه اليوم.
* أنه كلما زادت معرفتنا بجوهر قضيتنا زاد فهمنا لحلها وبالتالي زاد تحمل بعضنا لبعض.


بعد كل ذلك نقول بصوت جنوبي واحد انطلاقاً من عدالة قضيتنا وتمسكنا بهويتنا وأرضنا وثروتنا بأننا لن نكرر ما قاله اينشتاين ( إنه لمن الحماقة أن تعتقد أنك ستحصل على نتائج جيدة وأنت تعيد الشيء نفسه) . ألف رحمة على الجنوبيين الأحياء والأموات.

المصادر:
- حركة القوميين العرب (النشأة-التطور- المصائر) محمد جمال باروت.
- فصول من ذاكرة الثورة والاستقلال (شهادتي للتاريخ) أحمد علي مسعد.
- أغنية عودة الفرع للأصل ( لمن كل هذه القناديل) أيوب طارش.
__________________

التعديل الأخير تم بواسطة رفيق الجنوب ; 2010-05-10 الساعة 11:14 PM
رفيق الجنوب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2010-05-10, 11:03 PM   #2
رفيق الجنوب
قلـــــم ماســــي
 
تاريخ التسجيل: 2009-06-22
المشاركات: 6,484
افتراضي

موضوع للدكتور خالد يوضح تاريخ المؤامره على الجنوب

وان كل مادار في الجنوب من ماسي ما هو الا صراع بين اليمن الجنوبي والجنوب العربي

لنا عوده

د.رفيق...................
__________________
رفيق الجنوب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2010-05-10, 11:12 PM   #3
%الوحيد%
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2009-06-10
الدولة: الجنوب العربي المحتل
المشاركات: 1,968
افتراضي

الرئيس اليمني يتغنى بالحزب وبما قامبه في الجنوب وقد سمعه الجميع بتارخ 25/4/2009م عندما جمع الجنوبين المستعبدين في صنعاء وايضا" كراره في زيارته بحضرموت الخيره قال لاننسى من جزات الحزب
واليوم يقزم بنفس السياسه تلك بسحق الجنوبين وابادتهم وحتى القبيله الغيت من الاسم وتجسس والختطاف وغيرها


والرئيس اليمني يهز اكتافه وكنه فيفي عبدو
__________________
من كوخ طلاب الحياة
كوخ الوجوه السمر شاحبة الجباه
يتصارع الضدان
لا المهزوم يفنى، لا وليس المنتصر ضامن بقاه

الجنوب العربي وطني
%الوحيد% غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2010-05-10, 11:18 PM   #4
نزار السنيدي
قلـــــم ذهبـــــي
 
تاريخ التسجيل: 2010-01-10
المشاركات: 3,104
افتراضي

السلام عليكم ويميسيك بالخير استاذي الجليل

المقال المطروح" رقم تفنيده للمشكله"والخوض في تفاصيلها"الى ان المشكله "اننا اصبنا باعراض جانبيه خطيره"وما يدور استاذي العزيز"يرجعنا الى المربع الاول"كل ما حصل في الماضي"من يمننه
وتشويه بالهويه"كان خطا صح"لكنه اسمح لي كان امر واقع"له نتائج وليس اي نتائج"نتائج مدمره
دمرت العقول وشوهتها"بل ان هذا التشوه لنه في العقل"لم يكن خلقيا جماليا فحسب"بل تعدا ذالك الى نتائج فع ورد فعل مشوه هستيري"غير معروف الملامح

كل ما حصل من حكم سوا كان استعماري او سلاطيني قبليي او اشتراكي وهمي لانه لا يمت الى الاشتراكيه بصله"ادى الى انشا اجيال مختلفه الميول رقم ايمانها واحساسها بالظلم والغبن"لكنها ترا المعالجه باشكال مختلفه


النظر الى القضيه بشكل مختلف كما اشرت هو نتيجه"ادى الى نتائج منها"مخزون فكري اختزل مراحل تاريخيه في ردود افعال "فكريه حواريه على المنتديات والصحف"او الى ردود افعال موقفيه عمليه"ترفض الاخر لموروث مختزن في الذاكره من احداث الجنوب ابتدا بالثوره وانتها بالوحده "كلها اقصاء وتهميش للاخ والشقيق"تحت مبررات مصلحيه"تضع انانيتها اهم من العام


مناقشه الماضي والواقع اكاديميا لم يعد ناجعا بالقدر الذي اصبح احظار المشاكل الانيه على الطاوله ومناقشتها دون الخجل منها اهم على الاقل في الوقت الراهن

التعديل الأخير تم بواسطة نزار السنيدي ; 2010-05-10 الساعة 11:20 PM
نزار السنيدي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2010-05-10, 11:29 PM   #5
حكيـم الجنوب
مشرف
 
تاريخ التسجيل: 2009-07-31
المشاركات: 5,837
افتراضي

تحيه
ولكن المشكله مستمره ومستمره
الثوره هذه تولت قيادتها تلاميذ متفوقون في اصول التامر تلاميذ عاصروا مراحل التامر
واليوم اصبحوا اساتذه في ذلك المنهاج
لك الله ياجنوب
حكيـم الجنوب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2010-05-10, 11:49 PM   #6
صقر الجليلة
قلـــــم ماســــي
 
تاريخ التسجيل: 2009-06-27
الدولة: الجنوب العربي
المشاركات: 15,523
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن مسدوس مشاهدة المشاركة
أن من دخل في الوحدة مع الشمال ليس الحزب الاشتراكي وإنما دولة الجنوب. الاشتراكي باقي ويحظى بدعم من السلطة والمعارضة لان الاشتراكي في نظرهم هو حبل السر الذي يربط الجنوب بالشمال. وإلا كيف يلتقي القبيلي والسياسي والديني والبعثي ورجال الأعمال في المشترك

د / خالد عبدالله محمد - شبكة خليج عدن الاخباريه


((لمن يريد اختصار الموضوع لانه طويل فستجده في كلمتين في اول مشاركه في هذا الموضوع))


اينشتاين: إنه لمن الحماقة أن تعتقد أنك ستحصل على نتائج جيدة وأنت تعيد الشيء نفسه.

لم أرى شعب ذات تاريخ عظيم وحضارة مثل الشعب الجنوبي يختلف أبناءه في فهم هويتهم. ولهذا أسباب تاريخية تعود إلى عقد الخمسينات من القرن الماضي وذلك عندما طرح ولأول مرة مشروع يمننة الجنوب العربي وماتلى ذلك من انعكاسات على الجنوب إلى يومنا هذا . نصف قرن والشعب الجنوبي من عدن إلى المهرة يتعرض لأبشع مؤامرة ساق أصحاب هذا المشروع خيرت أبنائنا قرابين لمشروعهم (وأخرها التمثيل بجثة الشهيد الحدي) تحت مسميات مختلفة لا حصر لها وكانت جميعها تهدف فقط إلى مسح الهوية وتتوج هذا المشروع بالإنجاز الكبير كما يطلق عليه (الوحدة) في 1990 ، ثم ترسخ بالإلحاق والضم بفتوى دينية عام 1994. وعرف بعدها شعب الجنوب بأن هذه الإنجاز ما هو إلا محرقة يراد منها هلاك وفناء الجنوب إنساناً وأرضاً وثروة ، بل وقالوا عودة الفرع إلى الأصل وهناك أغنية لأيوب طارش جسدت هذا القول ( لمن كل هذه القناديل تضوي لمن وهذه المواويل للعرس تشدو لمن هل الأرض عاد لها ذو يزن فعاد الزمان وعادت عدن لمن لمن لأجل اليمن) .

الغريب اليوم أن من يرفض هذه الوحدة هو جيل الشباب الذين لا يتجاوز أعمارهم العشرين عام والذي نشاء وترعرع في ظلها وهذا ما يطلق عليه علي عبد الله في كل خطاباته بجيل الوحدة . والسؤال اليوم من اخرج هؤلاء الشاب إلى الشوارع ؟ الجواب بكل تأكيد أنها الفطرة التي فطر الله بها عباده في تميز الحق من الباطل . لهذا الشعب الجنوبي لم تخرجه أحزاب ولا تنظيمات لأنها بكل بساطة جميعها نشأت في ظل هذا المشروع اليمني مع احترامي لكل الجنوبيين في هذه الأحزاب إلا أن هذه هي الحقيقة المرة التي يحسها بعضنا دون أن يدركها.


حتى يسهل علينا فهم الحاضر ومجرياته والتخطيط للمستقبل أرى أنه يجب قراءة الماضي ، لأن قرأت الماضي ستعرفنا عن الأسباب والأمراض الذي نعاني منها اليوم بسبب ذلك المشروع (الجنوب اليمني) ، وهنا نوجز مسيرة هذه المشروع وتآمره على شعب الجنوب على مدى خمسين عام



من خلال النقاط التالية:

أولاً: بداية الحكاية
بما أن لكل حكاية بداية ، فبداية تزوير تاريخ الجنوب العربي وضياع هويته بدء عام 1955عندما أحتج أبناء الشمال على مشاركة رابطة أبناء الجنوب العربي في انتخابات المجلس التشريعي لعدن التي استبعد منها يمنيو الشمال بوصفهم أجانب. والحقيقة لا نعرف حيينها على أي سند جاء هذا الاحتجاج ، لكن بعد نصف قرن من السبات العميق وبعد المصيبة التي صابة الجنوب إنسانا وأرض وثروة أدرك الإنسان الجنوبي بان احتجاج هؤلاء اسند أولاً وأخيراً على المكر والخداع والفتنة وهذه أهم مقاومات العقلية الشمالية المبنية على (التقية) التي تعني التظاهر بعكس الحقيقة وتبيح له خداع غيره . مقابل عقلية جنوبية مبنية على العاطفة الزائدة والبراءة وسذاجة المنطق.

ثانياً: تأسيس أول خلية لحركة القوميين العرب
تأسست عام 1959 في مدينة الشيخ عثمان تحت شعار نادي الشباب الثقافي التي أكدت على وحدة الجنوب مع الشمال في إطار الوحدة العربية. هذا الفكرة المستوردة التي هي السبب الرئيسي في تخلف العرب عن باقي شعوب المعمورة وخير دليل على ذلك قمم الدول العربية التي لا يوحدهم شيء إلا الصالة التي يجتمعون فيها على الرغم من الحديث منذ تأسيسها عن الوحدة العربية الشاملة والعمل العربي المشترك وغيرها من الخزعبلات التي رفضها الواقع وأكد بأنها جميعها ما هي إلا سراب يلهث خلفة العقل العربي وخير دليل على ذلك كلمة عمر موسى الأخيرة في قمة سرت . والمحزن في الأمر بأن العرب أما مخدوعين أو يتهربون من تحمل المسؤولية تجاه شعب الجنوب وذلك عندما يصرحون بأنهم مع وحدة اليمن ، لأن مثل هذا التصريحات تبرر للشمال رفع شعار الوحدة أو الموت ، بل وتبرر له استخدام القوة المفرطة ضد شعب الجنوب وهذا ما يحصل اليوم.
أن الجبهة القومية وفيما بعد الاشتراكي مع احترامي لكل الجنوبيين الأحياء والأموات قد تأسسا على اجتثاث الجنوب هوية وتاريخ وبررت وجود الشماليين في الجنوب الذين استبدلوا هويتنا بالمناطقية والوطن بالحزب والتاريخ باليمن والمستقبل بشعار ( لنناضل من أجل الدفاع عن الثورة اليمنية وتنفيذ الخطة الخمسية وتحقيق الوحدة اليمنية). أما تنفيذ الخطة الخمسية فكانوا يقصدون من وراءها حرب وتصفيات كل خمس سنوات تحت شعارات وتبريرات لا يقبلها المنطق قصد من وراءها فقط تفكيك وتدمير الوشائج الاجتماعية وبث الضغينة بين الجنوبيين ، وإلا لماذا خيم السكوت على الاشتراكي وخاصة التيار الشمالي فيه طيلة العشرين سنة والجنوب تحت الاحتلال الشمالي وتنهب ثروته وأرضه. لأنه بكل بساطة هذا ما كان يخططوا له طيلة الخمسين العام الماضية. وللتأكيد على ذلك كيف يقبل الاشتراكي أن يتحالف مع حزب الإصلاح وهو من أفتى بقتل الجنوبيين والتي لا تزال هذه الفتوى قائمة إلى اليوم، في حين هاجوا وماجوا عندما أعلن أبناء الجنوب مسيرة التصالح والتسامح . والشيء الآخر بأن مهندس مشروع المشترك هو المرحوم جار الله ، وسمي بالمشترك لاشتراك الشماليين جميعاً بدون استثناء في عملية دفن القضية الجنوبية ومن اجل ذلك تم تأسيسه وأطلق على الجنوبيين الذين عارضوا هذا التحالف بأصحاب المشاريع الصغيرة ، بينما كان عليهم أن يقولوا ذلك لعلي عبد الله الذي بسط الحكم العائلي على كل مفاصل الحياة (السياسية والعسكرية والاقتصادية والثقافية).

ثالثاً: الإشهار الرسمي بمشروع الجنوب اليمني
جاء ذلك الإشهار عندما بعث أصحاب هذا المشروع عام 1960 برقية إلى جمال عبد الناصر والجامعة العربية والإمام والاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب وإذاعة صوت العرب والملك سعود والعراق ، تتخلص هذا البرقية في عدم شرعية تمثيل رابطة أبناء الجنوب العربي لقضية شعب الجنوب بحجة أن أهدافها انفصالية. وتماشيا مع تنفيذ الخطة الخمسية فهذه البرقية جاءت بعد خمس سنوات من طرح مشروع الجنوب اليمني لأول مره . والملفت للنظر بأن هذه البرقية شملت الإمام على الرغم من أن أصحاب هذه المشروع أتوا إلى عدن كلاجئين بسبب بطش وظلم الإمام ، إلا أن الحقيقة تؤكد بأن هروبهم إلى عدن ما هو إلا لمسح هوية الجنوب من خلال طرح مشروع الجنوب اليمني.

رابعاً: بداية مسلسل استبعاد الإنسان الجنوبي
كانت البداية لهذا المسلسل بانعقاد المؤتمر الأول للجبهة القومية في تعز عام 1965 . هذا المؤتمر هو بداية عملية الهولوكوست ضد الإنسان الجنوبي ، وفي نفس الوقت البداية الحقيقية لتعبيد الطريق أمام الشماليين للصعود إلى هرم السلطة والانتشار الواسع في مؤسسات ودوائر الدولة الجنوبية التي يقال أنه عند إعلان الوحدة وذهاب الجنوبيين إلى صنعاء نسبة كبيرة من الكادر الجنوبي هم من الشمال. فيما اليوم آلاف الجنوبيين تم تسريحهم من أعمالهم.
مؤتمر الجبهة القومية في تعز عبر عن الترابط ما بين النضال ضد الاستعمار البريطاني وضد الحكام الإقطاعيين من سلاطين وأمراء ومشائخ وبورجوازية استقلالية . ومن مفارقات الزمن أننا اليوم نرى على رأس الحراك الجنوبي هؤلاء السلاطين والأمراء والمشائخ الذين يرفضون الضم والإلحاق والذين استبعدوا من أرض الجنوب ، في حين لم نرى شمالي واحد لا في السلطة ولا في المعارضة يتعاطف مع قضية الجنوب ، بل كلهم يسعون لدفن الجنوب وهويته من 1955 إلى يومنا هذا.

خامساً: الوساطات الخارجية
سعت مصر خلال عقد الستينات من القرن الماضي إلى تشكيل جبهة وطنية تضم جميع القوى الوطنية في الجنوب ، وان تلتقي الجبهة القومية مع منظمة التحرير إلا أن قيادة الجبهة القومية انقسمت تبعاً لمسألة الوحدة مع منظمة التحرير إلى فريقين ، فريق يؤيد الوحدة دون قيد أو شرط وفريق يرفضها، في حين كان أغلب كوادر الصف الثاني في الجبهة القومية يرفضون هذه الوحدة ، وهؤلاء هم فيما بعد جاء على عاتقهم جر عربة الجنوب إلى الشمال منذ 1969 إلى 1990.

في 13 يناير 1966 تم إعلان دمج الجبهة القومية ومنظمة التحرير في جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل . أيدت حركة القوميين العرب هذا الدمج ، فيما أعترض نايف حواتمه وأصدر بيان شجب فيه الدمج وأعلن تجميد عضويته في الأمانة العامة للحركة وبدء ينسق مع فرع حركة القوميين العرب في اليمن الشمالي وأخذا يحرضا كوادر الصف الثاني في الجبهة القومية على إحباط ما تم تسميته بانقلاب يناير.

الغريب أن فرع الحركة القومية في الشمال تقدم بموقف مؤلف من أربع نقاط:
1) إن الخلافات بين جبهة التحرير والجبهة القومية خلافات طبقية، فالأولى تمثل السلاطين والبورجوازية العدنية، والثانية تمثل العمال والفلاحين والفئات التقدمية من البورجوازية الصغيرة.
2) بما أن الأمر على هذا الحال فليس ثمة مجال للتعاون بين الجبهتين.
3) يتوجب على قيادة الجبهة القومية إن يغادروا تعز ويعودوا لشن النضال في الجنوب.
4) إن الجبهة القومية ستبدأ بتثقيف كوادرها وتدريبهم لتعزيز عملياتهم.
وفي مارس 1966 اعترفت الجامعة العربية بجبهة التحرير كممثل شرعي وحيد لشعب الجنوب. وتم التوصل إلى تسوية مؤقتة ما بين الجبهة القومية ومنظمة التحرير بتشكيل مجلس قيادة " لجبهة التحرير" بالمناصفة ما بينهما.
وفي عام 1966 أقر المؤتمر الوطني الثاني للجبهة القومية المنعقد في مدينة جبلة البقاء في إطار جبهة التحرير ولكن على أساس جبهوي يستثني السلاطين من التحالف. وعلق المؤتمر عضوية أعضاء المجلس التنفيذي في الجبهة القومية وهم : قحطان ، فيصل عبد اللطيف، علي الشعبي، جعفر علي عوض ، سالم زين ، طه مقبل، علي السلامي. وتم تعليق عضوية قحطان وفيصل بدعوى أنهما نددا بالدمج بالأقوال فقط . وشكل المؤتمر قيادة عامة جديدة ، انتخب 12 منها وعين ثلاثة. وكان بينهم 11 من قيادة الصف الثاني في الداخل وانبثق عن هذه القيادة لجنة تنفيذية مؤلفة من خمسة أعضاء.


وفي شهر أغسطس 1966 تم التوقيع على اتفاقية الإسكندرية بين الجبهة القومية ومنظمة التحرير وأقرت الاتفاقية باعتبار جبهة التحرير ممثل شرعي وحيد لشعب الجنوب . إلا أن هذه الاتفاقية أثارت استياءً في الداخل . فعقد في سبتمبر 1966 اجتماع موسع شارك فيه ممثلو فرع شمال اليمن لحركة القوميين العرب طلب بفسخ اتفاقية الإسكندرية والخروج نهائياً من جبهة التحرير. فانسحبت الجبهة القومية في 22 ديسمبر 1966نهائياً من جبهة التحرير.


سادساً: بداية فتنة الصراع بين الجنوبيين
كان ذلك عام 1967 عندما احتدم الصراع بين جبهة التحرير والجبهة القومية ، والحقيقة هو صراع بين المشروعين الجنوب العربي والجنوب اليمني وكان للعقليتين دور بارز في هذا الصراع . هذا الصراع الدامي بين الجبهتين تكلل بسير الجبهة القومية في طريق احتكار السلطة إثر الاستقلال وكان للجيش والشرطة الدور الحاسم في حسم المعركة لصالح الجبهة القومية. وفي 6 نوفمبر اعترفت بريطانيا رسمياً بالجبهة القومية ممثلاً شرعياً وحيداً لشعب الجنوب ، واعترف جيش الاتحاد بالجبهة القومية. وهنا سارعت الجامعة العربية لتبرم اتفاق سلام وقع عليه عبد القوي مكاوي ( عن جبهة التحرير ) وفيصل عبد اللطيف (عن الجبهة القومية) ينص على عقد مفاوضات ما بين الجبهتين لتشكيل حكومة ائتلافية مؤقتة تتسلم السلطة من بريطانيا. إلا أن المفاوضات لم تثمر عن شيء . حيث عارض عبد الفتاح إسماعيل وعبد الله الخامري هذا الاتفاق بين مكاوي وفيصل.

سابعاً: الاستقلال والتفرد بالسلطة
في 30 نوفمبر 1967 تم إعلان قيام جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية، والملاحظ أن اسم الدولة الوليدة جاء تجسيداً لمشروع الجنوب اليمني 1955 . وتولت الجبهة القومية مهام السلطة العليا للدولة الوليدة ، وتم تعين قحطان الشعبي رئيساً . في حين دعت جبهة التحرير إلى إجراء انتخابات حرة ومنح الشعب حرية الاختيار ، إلا أن الجبهة القومية لم تستجيب لهذا النداء . والسؤال لماذا لم تجري انتخابات حرة في الجنوب بعد الاستقلال ؟ ولماذا ربطت الوحدة بالديمقراطية وليس بالحق الدستوري الأرض والثروة في الجنوب مقابل كثافة السكان في الشمال؟ لأن إجراء الانتخابات قبل الوحدة في الجنوب كان سيكون الخاسر الأكبر فيها التيار الشمالي ، بينما بعد الوحدة الخاسرة بكل تأكيد هم الجنوبيين لأن الانتخابات في ظل أكثرية السكان لدى الشمال تعني انقراض الجنوبيين ونهب الأرض والثروة وهذا ما حصل ويحصل. إن للزمن هفوات إلا أن هفوات الجنوبيين كارثية.


ثم إن الجبهة القومية ليس فقط رفضت إجراء انتخابات عقب تسلمه السلطة عام 67م ، بل سارعت بإجراء عملية تطهير واسعة لم يشهدها تاريخ الجنوب وهي طرد السلاطين وجيش وأمن ومؤسسات الجنوب العربي. وكل هذا تحت شعار تطهير الدولة من عملاء بريطانيا وأمريكا. وحول هذه العملية يقول المرحوم احمد علي مسعد في مذكرات في ص 63،64 يقول: ( استدعاني محمود عشيش إلى مقر الجبهة القومية الذي كان قصر السلطان علي عبد الكريم في كرتير، وطلب مني أن اقف على باب شركة النفط للتأكد من وصول الموظفين كل صباح. كما كان يفعل محمود عراسي عندما كان يقوم بأعمال مدير عام الشركة بعد التأميم لعدة أسابيع قبل تعييني والحق أنني أصبت بالدهشة والاستغراب لأنني رغم خدمتي الطويلة وفي عدة مرافق لم افعل هذا في حياتي لأن ذلك يتنافى مع أبسط شؤون النظم الإدارية ويسئ إلى سمعة الشركة وعمالها وكرامتهم لا سيما وإنهم يأتون للعمل في الأوقات المحددة وفي غاية الانضباط وأن عملاً كهذا لابد وإنه يصيب العمال بالإحباط ، كما أن في إمكان أي موظف أن يجلس في مكتبه طوال ساعات الدوام ولا يؤدي عملاً يذكر وشعرت أن هذا الكلام لم يأت من فراغ وان خفافيش الظلام قد بدأت تعمل ولم يمض وقت طويل إلا وبدأت الشخصيات القيادية في الشركة المؤهلة بالعلم والخبرة أما تطلب إعفاءاً من العمل أو إحالة إلى التقاعد وتسليم مستحقات خدمتهم لدى الشركة أو التسلل إلى شمال الوطن ، ومن هناك الالتحاق بشركات نفطية أخرى ومن بينها شركة"شل" نفسها في الخارج. وكانت الشركات شديدة الابتهاج باستقبال هذا النوع النادر من الكوادر المؤهلة بل إنني لا استبعد أن يكون وراء ذلك العمل نوع من الانتقام، إلا أن هذا لا يعفينا من أننا بتصرفاتنا قد ساهمنا في ذلك النزوح لكوادرنا الوطنية، جريحة القلب وكسرة النفس ويظهر ان هذا النزيف المبكر لخيرة كوادرنا لم يقتصر على شركة النفط بل أمتد إلى بقية مرافق المؤسسة الاقتصادية ثم تعداها بعد ذلك إلى مستوى الدولة بكامل أجهزتها المدنية واستبدلت هذه الكوادر بعناصر أخرى لا تمتلك قدرات ومؤهلات وخبرات الكوادر المهاجرة رغم إرادتها وتدني مستوى العمل بشكل مخيف وتم إهدار الملايين من المال العام وتدهور اقتصادنا الوطني واختلط الحابل بالنابل ودب الخوف في قلوب من تبقى من الموظفين وبدأ وكأننا نسير نحو الهاوية). اعتقد لا يوجد تعليق بعد هذا الكلمات التي ذكرها المرحوم احمد علي مسعد في مذكراته. بل تتضح الصورة للأجيال بأن من يتحكم بالجنوبيين فعلياً هم الشماليين برأسه عبد الفتاح وشلته. في حين سلاطين وقيادات الجنوب تبحث عن لجوء في بلاد الغير، وهذا المشهد للآسف تكرر لمعظم قادة الجبهة القومية الجنوبيين الذين جاءوا إلى السلطة بعد 1969 والذين دفعوا بإدراك أو بدون إدراك حياتهم من أجل جر عربة مشروع الجنوب اليمني إلى الشمال ، لأنه بكل بساطة معد ومخرج السيناريو نفس العقلية سوى كان في عدن باسم الأممية أو في صنعاء باسم القبلية.


ثم جاءت الخطة اللاحقة وهي تحطيم جهاز الدولة في الجنوب. طرح اليسار في المؤتمر العام الرابع للجبهة في مدينة زنجبار برنامج قام بإعداده لجنة تحضيرية تصف بأنها من اليسار المتطرف ضمت كلاً من مقبل ، عبد الله الخامري وسلطان أحمد عمر وعبد الله الأشطل بتنسيق تام مع نايف حواتمة.


طرحت هذه اللجنة برنامج تدمير جهاز الدولة في الجنوب وحل الجيش والشرطة وتأميم المؤسسات الأجنبية والخاصة ، وإجراء إصلاح زراعي جذري بدون تعويض للملاك ، وتخفيض رواتب الموظفين ، واختصار الوظائف الإدارية ، وإغلاق الميناء الحر في عدن وجعله ميناء جمركياً ، وتسليم السلطة لمجالس العمال والفلاحين الفقراء والجنود ، واتباع الطريق اللارأسمالي للتنمية.

أثار هذا البرنامج ، ولا سيما إثارته لمسألة حل الجيش والبوليس واستبدالهما بجيش شعبي وبمليشيا ، سخط ضباط الجيش ، ووقعت في الأيام الأولى التي تلت نهاية المؤتمر عدة مبادرات لليساريين استدعت تدخل الجيش . كان على رأس الجيش حسين عشال المعروف بتحالفه الوثيق مع الجبهة القومية إبان حرب الاستقلال. حيث قام الجيش في شهر مارس بقيادة عشال بالسيطرة على الإذاعة وتطويق عدن لإنقاذ البلاد من " الخطر الشيوعي الأحمر" . إلا أن محاولة الجيش فشلت. فتقدم قحطان مساء 20 مارس وأذاع بياناً أدان فيه المتطرفين اليساريين وأدن تصرفات الجيش ووصف التمرد بأنه " رد خاطئ على خطأ".


ثم جاءت حركة ما أطلق عليها حركة 22 يونيو التصحيحيه 1969 وهي في الحقيقة جاءت لتقضي على ما تبقى من تاريخ وهوية الجنوب تحت شعارات القوى الإمبريالية والرجعية. وفي أبريل 1970 تم نقل قحطان وفيصل إلى المعتقل. وفي المعتقل تم قتل فيصل.

وفي عام 1978 انعقد المؤتمر الأول للحزب الاشتراكي اليمني. وعلى التو دخل الحزب الجديد في حوار توحيدي مع الأحزاب اليسارية في الشمال وانتهى هذا الحوار في مارس 1979، بدمج المنظمات اليسارية العاملة في الشمال في إطار الحزب الاشتراكي اليمني بينما استبعدت بل حرمت على الأحزاب والشخصيات الجنوبية التي هاجرت قهراً . كان الدمج عضوياً وسرياً على مستوى كافة الهيئات، وتحول فيه الحزب الاشتراكي اليمني إلى حزب اشتراكي يمني لكل الإقليم( شمال وجنوب) بالفعل وليس بالاسم. وقبل إعلان الوحدة بيومين تم الإعلان عن حقيقة هذا الدمج.

الخلاصــة:
* صحيح أنه بعد نصف قرن من التآمر وعشرين سنة من الاحتلال عرف الجنوبيين مكر الشماليين إلا أنه للأسف بقيت الثقافة والأفكار التي بثوها وهذه لن تموت إلا بطرح أفكار وثقافة جديدة أساسها الهوية الجنوبية.
* أن من دخل في الوحدة مع الشمال ليس الحزب الاشتراكي وإنما دولة الجنوب. الاشتراكي باقي ويحظى بدعم من السلطة والمعارضة لان الاشتراكي في نظرهم هو حبل السر الذي يربط الجنوب بالشمال. وإلا كيف يلتقي القبيلي والسياسي والديني والبعثي ورجال الأعمال في اللقاء المشترك.
* أن الحزبية لن تخدم القضية الجنوبية بل تميعها لأنها تنظر للوحدة باعتبارها وحدة وطنية بين سلطة ومعارضة في حين القضية الجنوبية هي قضية وحدة سياسية بين دولتين جاءت حرب 1994 وألغت الوحدة السياسية بينهما وأدت إلى احتلال الشمال للجنوب بالقوة.
* أن لا طريق لحل القضية الجنوبية إلا بتوحيد مكونات الحراك ليكون الممثل الشرعي للقضية الجنوبية وأن يكون شعاره الجنوب أولاً وأخيراً والابتعاد عن الذات لأن الذات هو من أوصلنا إلى ما نحن فيه اليوم.
* أنه كلما زادت معرفتنا بجوهر قضيتنا زاد فهمنا لحلها وبالتالي زاد تحمل بعضنا لبعض.


بعد كل ذلك نقول بصوت جنوبي واحد انطلاقاً من عدالة قضيتنا وتمسكنا بهويتنا وأرضنا وثروتنا بأننا لن نكرر ما قاله اينشتاين ( إنه لمن الحماقة أن تعتقد أنك ستحصل على نتائج جيدة وأنت تعيد الشيء نفسه) . ألف رحمة على الجنوبيين الأحياء والأموات.

المصادر:
- حركة القوميين العرب (النشأة-التطور- المصائر) محمد جمال باروت.
- فصول من ذاكرة الثورة والاستقلال (شهادتي للتاريخ) أحمد علي مسعد.
- أغنية عودة الفرع للأصل ( لمن كل هذه القناديل) أيوب طارش.
اخي العزيز ابن مسدوس

موضوع ممتاز جدا" اجمعت فية اغلب ماحدث في فترة الخمسين سنة الاخيرة من القرن الماضي وقد اوردت ماحدث بمنتهى الواقعية وقريب جدا" ان لم يكن مطابقا" لما درسناه وعرفناة من بعض الذين عاشوا هذة المرحلة وكانوا في خضم الاحداث وانا سوفى اقول لك شئ حدث معي وامامي وسمعتة باذني بحديث خاص جدا" كنت انا واحد الاخوان الله يذكرة بالخير وكذلك بعض ممن هم الان بجوار ربهم من احد قادتنا الكبار وقالها بمنتهى الصراحة لقد جررنا الى موقع كان من المفروض بان لا ننجر الية وقد دفعونا الى ذلك اصحاب الجبهة والمقصود بهم ( ابناء الشمال الذين معنا ) وادخلونا في صراعات مع اخواننا لم نكن نتصورها ابدا واوصانا بالحذر

صدقني ومن يومها اقسم بالله انني حتى تركت الحزب وضللت مطارد لفترة كبيرة وانا مع في كل ما ورد نعم اخي تم التخطيط لهذا منذ زمن بعيد جدا" ولكن الان ما هم العمل وكيف نستطيع توحيد صف ابناء الجنوب وتعريفهم بحجم ما يدار ضدهم لان التصالح والتسامح لم يستوعبة ابناء الجنوب كاملا"فهو المخرج الوحيد

اما بالنسبة للخلاصة فهي الخلاصة التي اتمنى بان تكون ويعمل بها ابناء الجنوب وقد علمت عليها باللون الاحمر

تقبل من اخوك خالص التحية اخي ابن مسدوس

د رفيق......
__________________
لا لانصاف الحلول نعم للاستقلال التام والحرية الكاملة

ما أخذ بالقوة لا يعود الا بالقوة
صقر الجليلة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2010-05-11, 12:11 AM   #7
الوليدي
قلـــــم ذهبـــــي
 
تاريخ التسجيل: 2008-04-02
الدولة: الجنوب العربي - ابين
المشاركات: 4,524
افتراضي

ليس العيب او المصيبه ماحدث في الماضي

العيب والمصيبه اليوم عقول البعض التي اختزلت غباء الماضي

وتريد اعادته
الوليدي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2010-05-11, 12:21 AM   #8
رفيق الجنوب
قلـــــم ماســــي
 
تاريخ التسجيل: 2009-06-22
المشاركات: 6,484
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة %الوحيد% مشاهدة المشاركة
الرئيس اليمني يتغنى بالحزب وبما قامبه في الجنوب وقد سمعه الجميع بتارخ 25/4/2009م عندما جمع الجنوبين المستعبدين في صنعاء وايضا" كراره في زيارته بحضرموت الخيره قال لاننسى من جزات الحزب
واليوم يقزم بنفس السياسه تلك بسحق الجنوبين وابادتهم وحتى القبيله الغيت من الاسم وتجسس والختطاف وغيرها


[b
]والرئيس اليمني يهز اكتافه وكنه فيفي عبدو[/b]
اشكرك اخي على المرور

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالقادر الزعيم مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ويميسيك بالخير استاذي الجليل

المقال المطروح" رقم تفنيده للمشكله"والخوض في تفاصيلها"الى ان المشكله "اننا اصبنا باعراض جانبيه خطيره"وما يدور استاذي العزيز"يرجعنا الى المربع الاول"كل ما حصل في الماضي"من يمننه
وتشويه بالهويه"كان خطا صح"لكنه اسمح لي كان امر واقع"له نتائج وليس اي نتائج"نتائج مدمره
دمرت العقول وشوهتها"بل ان هذا التشوه لنه في العقل"لم يكن خلقيا جماليا فحسب"بل تعدا ذالك الى نتائج فع ورد فعل مشوه هستيري"غير معروف الملامح

كل ما حصل من حكم سوا كان استعماري او سلاطيني قبليي او اشتراكي وهمي لانه لا يمت الى الاشتراكيه بصله"ادى الى انشا اجيال مختلفه الميول رقم ايمانها واحساسها بالظلم والغبن"لكنها ترا المعالجه باشكال مختلفه


النظر الى القضيه بشكل مختلف كما اشرت هو نتيجه"ادى الى نتائج منها"مخزون فكري اختزل مراحل تاريخيه في ردود افعال "فكريه حواريه على المنتديات والصحف"او الى ردود افعال موقفيه عمليه"ترفض الاخر لموروث مختزن في الذاكره من احداث الجنوب ابتدا بالثوره وانتها بالوحده "كلها اقصاء وتهميش للاخ والشقيق"تحت مبررات مصلحيه"تضع انانيتها اهم من العام


مناقشه الماضي والواقع اكاديميا لم يعد ناجعا بالقدر الذي اصبح احظار المشاكل الانيه على الطاوله ومناقشتها دون الخجل منها اهم على الاقل في الوقت الراهن
اشكرك استاذ عبد القادر على التعليق الذي دل على فهمك لهدف الكاتب
ولكن اخي الغالي تاكد ان فهمنا ماتم تحويره في عقولنا عبر التاريخ ومتى ما تمكنا من العوده الى فطرتنا الذي فطرنا عليها الخالق وليس ما فطرها علينا التاريخ المليئ باتامر على يمننة الجنوب حينها سنجد الضاله وهذا بالفعل ما اراد د.خالد اثباته.


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحكيم مشاهدة المشاركة
تحيه
ولكن المشكله مستمره ومستمره
الثوره هذه تولت قيادتها تلاميذ متفوقون في اصول التامر تلاميذ عاصروا مراحل التامر
واليوم اصبحوا اساتذه في ذلك المنهاج
لك الله ياجنوب
نعم اخي الحبيب هم اساتذه في اصول التامر ولكن متى ماوجد الجنوبي الواعي الذي يشر لنا مكامن الخلل ويعمل جاهد على التخلص من التشوه العقلي الذي فرض عليه خلال حقبه من الزمن فتاكد انه اول الطريق.

للجميع التحيه
د.رفيق...............
__________________
رفيق الجنوب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2010-05-11, 12:29 AM   #9
رفيق الجنوب
قلـــــم ماســــي
 
تاريخ التسجيل: 2009-06-22
المشاركات: 6,484
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صقر الجليلة مشاهدة المشاركة
اخي العزيز ابن مسدوس

موضوع ممتاز جدا" اجمعت فية اغلب ماحدث في فترة الخمسين سنة الاخيرة من القرن الماضي وقد اوردت ماحدث بمنتهى الواقعية وقريب جدا" ان لم يكن مطابقا" لما درسناه وعرفناة من بعض الذين عاشوا هذة المرحلة وكانوا في خضم الاحداث وانا سوفى اقول لك شئ حدث معي وامامي وسمعتة باذني بحديث خاص جدا" كنت انا واحد الاخوان الله يذكرة بالخير وكذلك بعض ممن هم الان بجوار ربهم من احد قادتنا الكبار وقالها بمنتهى الصراحة لقد جررنا الى موقع كان من المفروض بان لا ننجر الية وقد دفعونا الى ذلك اصحاب الجبهة والمقصود بهم ( ابناء الشمال الذين معنا ) وادخلونا في صراعات مع اخواننا لم نكن نتصورها ابدا واوصانا بالحذر

صدقني ومن يومها اقسم بالله انني حتى تركت الحزب وضللت مطارد لفترة كبيرة وانا مع في كل ما ورد نعم اخي تم التخطيط لهذا منذ زمن بعيد جدا" ولكن الان ما هم العمل وكيف نستطيع توحيد صف ابناء الجنوب وتعريفهم بحجم ما يدار ضدهم لان التصالح والتسامح لم يستوعبة ابناء الجنوب كاملا"فهو المخرج الوحيد

اما بالنسبة للخلاصة فهي الخلاصة التي اتمنى بان تكون ويعمل بها ابناء الجنوب وقد علمت عليها باللون الاحمر

تقبل من اخوك خالص التحية اخي ابن مسدوس

د رفيق......
ما اروعك اخي صقر وها انت قد وجدت الطريق واتمتى ان يجده الجميع فان ما لونته بالاحمر اتمنى ان يستوعبه الجميع ويفهم ما تم صبغه عليه وتلوينه عليه بغير لونه وهو الجنوب


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الوليدي مشاهدة المشاركة
ليس العيب او المصيبه ماحدث في الماضي

العيب والمصيبه اليوم عقول البعض التي اختزلت غباء الماضي

وتريد اعادته
وهنا يكمن الخلل اخي الحبيب فيمن يريدوا اعادته لانهم الى الان لا يعلموا بان الماضي لم يكن تاريخ الجنوب كهويه وانما هو تثبيت لهوية اليمن الجنوبيه واللغاء هوية الجنوب العربي وهنا يكمن اهمية الماضي لمعرفة الحقيقه واختيار الطريق الصحيح وليس الماضي لاعادة نفس السيناريو.


للجميع التحيه

د.رفيق................
__________________
رفيق الجنوب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2010-05-11, 12:50 AM   #10
المنتصربالله
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2010-01-03
المشاركات: 2,027
افتراضي

.


يجب العودة الى المربع الأول

حتى نبداء العمل بداية صحيحة شكراَ

للكاتب على الجهد وتوضيح الأمور

وشكراَ للدكتور رفيق على النقل



.
المنتصربالله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
اختلاف الطريقة والوسيلة بين صنعاء وعدن ...! @نسل الهلالي@ المنتدى السياسي 4 2012-03-23 04:57 PM
ما يجري هو فقط اختلاف الورثة الحالم بالجنوب المنتدى السياسي 0 2011-08-04 09:31 AM
عاجل سبب اختلاف علي محسن وعلي عبدالله رعد يهر المنتدى السياسي 0 2011-03-26 04:13 AM
اختلاف القوم في اختلاف منطلقاتهم .. بقلم الدكتور / خالد عبدالله محمد رابطية من الرعيل الاول المنتدى السياسي 3 2010-05-16 03:56 PM
اختلاف الرأي بين الناس اعصار الجنوب منتدى الحوار العام 2 2007-12-25 01:28 PM

=
Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.
 

تنـويـه
بسم الله الرحمن الرحيم

نحب أن نحيط علمكم أن منتديات الضالع بوابة الجنوب منتديات مستقلة غير تابعة لأي تنظيم أو حزب أو مؤسسة من حيث الانتماء التنظيمي بل إن الإنتماء والولاء التام والمطلق هو لوطننا الجنوب العربي كما نحيطكم علما أن المواضيع المنشورة من طرف الأعضاء لا تعبر بالضرورة عن توجه الموقع إذ أن المواضيع لا تخضع للرقابة قبل النشر