بادروا ايها الجنوبيون لإنقاذ ثورة شعبكم قبل فوات الأوان

[حسين بن طاهر السعدي]

بقلم المواطن الجنوبي/ محمد عباس ناجي

إن اية مؤسسة أو كيان سياسي أو ثورة أو دولة لا تقوم بتجديد نفسها إنما تحكم على ذاتها بالموت قبل أن يحكم عليها بذلك أعدائها. ولو نظرنا إلى اسباب انهيار النظام الاشتراكي بتلك الصورة التراجيدية سنجد أول واهم الاسباب لانهياره كان الجمود في تجديد منظومته السياسية بشرا وفكرا. والحال نفسه ينطبق اليوم على الدول العربية التي تشهد انظمتها انهيارا مريعا ومجتمعاتها تعيش تخلفا مقيتا. وكل هذا بسبب الجمود في منظومتها السياسية البشرية والفكرية, حيث اصبح الحكام يحتلون مكانة مقدسة وأفكارهم ثوابت وطنية.
ومن هذا المنطلق يمكننا القول أن ثورة شعب الجنوب السلمية الحضارية التحررية التي حققت خلال الاربع السنوات الماضة نجاحات عظيمة أصبحت بحاجة إلى التجديد قبل أن تدخل مرحلة الركود والوهن وتقتل ذاتها بذاتها.. هذا التجديد يجب أن يشمل طبيعة التركيبة البشرية القيادية لكيانها السياسي (الحراك السلمي الجنوبي) وأساليبها النضالية وشعاراتها, وهذا الامر لا يعني مجرد القول بأنه تم التجديد. لابد أن يكون التجديد فعليا حتى نضمن مواصلة مسيرتها, ونضمن انتصارها فعليا.
من خلال متابعتي لمجريات ثورة شعب الجنوب ومراحل تطورها السابقة وما تعيشه اليوم, ومن خلال تواصلي مع كثير من مناضلي ومناضلات شعب الجنوب وجدت ان الخشية على ثورة شعب الجنوب اصبحت هاجسا لدى الكثير منهم, وان هناك إجماعا وطنيا على ضرورة التجديد لهذه الثورة. وقد بدأ الكثير منهم يرفعون اصواتهم الداعية إلى ضرورة التجديد القيادي والفكري لثورة شعب الجنوب. أنا شخصيا اضم صوتي إلى تلك الاصوات الجنوبية الحريصة على استمرار ثورة شعبها وضمان انتصارها. لأنه لا خيار امامنا إلا التغيير والتجديد.
ولا نخفي سرا إذا قلنا أن جسد الحراك السلمي الجنوبي اصيب بالوهن نتيجة لاستمرار تلك الوجوه في قيادته على مدار أربع سنوات. وهذه نتيجة طبيعة وليس اكتشافا جديدا, حيث اصبحت الخلافات على المناصب القيادية والتنافس عليها والولاء لمن يدفع النقود للبعض هما مصدر ضعف وتمزق الحراك السلمي الجنوبي. وبالتالي ضعف في الاساليب النضالية والقدرة على قيادة الجماهير.
وللإنصاف نقول أن كثير من قيادات الحراك السلمي الجنوبي ادت دورها مشكورة في المراحل السابقة, ولكنها لأسباب متعددة ذاتية وموضوعية اضحت اليوم غير قادرة على مواكبة قيادة الحراك السلمي الجنوبي, ولاسما في ظل تطورات متسارعة تشهدها الساحة المحلية والاقليمية. وعلينا وعليها وعلى كل مواطن جنوبي أن يؤمن بان التمسك بالمناصب القيادية مرض قاتل وعلينا التخلص منه, وأن نترك للأخرين أن يبدعوا ويثبتوا قدراتهم في قيادة مسيرة ثورة شعبهم, فإذا كان هذا المرض مستشريا في عقولنا ونحن مازلنا في مرحلة ثورة, فكيف سيكون هذا المرض في ظل مناصب حكومية؟ الم نقول اننا نريد بناء دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة بصورة سلمية؟ فأي دولة ديمقراطية سنبنيها في المستقبل, لا نؤمن بالديمقراطية اليوم ونحن خارج السلطة؟
أنني ادعوا كل مثقفي ومثقفات ومناضلي ومناضلات شعب الجنوب إلى إنقاذ ثورة شعبهم السلمية الحضارية التحررية بالتغيير والتجديد قبل فوات الأوان, وقبل أن يجدوا شعبهم يسير خلف قوى سياسية خارجية, ولا نخفي سرا إذا قلنا بأن هناك قوى سياسة تقودها قيادة المعارضة في صنعاء ولاسيما التيار الديني بقيادة حزب الاصلاح اليمني اصبحت فاعلة في الساحة الجنوبية, وهذه القوى لها اهدافها المتعارضة كليا ما مع أهداف ثورة شعب الجنوب.. فهل تبادرون أيها الجنوبيون لإنقاذ ثورة شعبكم السلمية الحضارية التحررية؟؟؟

صدى عدن