جناح صالح يحدد جبهة –لحج- منفذا لغزوهم عدن..والحوثيون يرون بالبناء للانطلاق نحو السعودية

[نبيل العواذل]

بسم الله الرحمن الرحيم
جناح صالح يحدد جبهة –لحج- منفذا لغزوهم عدن..والحوثيون يرون بالبناء للانطلاق نحو السعودية
يسعى جناح الرئيس صالح حثيثا على تأجيل أية معركة لهم غير معركة أسقاط شرعية الرئيس هادي في عدن , والتي يرون بأسقاطها اسقاطا لكل اليمن في أيديهم, ومع ان الخلاف يبدوا واضحا بين الحوثيين وجناح الرئيس صالح حيث يرى الحوثيون بأن الرئيس صالح أنما يسعى لدفعهم على دخول حرب مستمرة بعيدة عن صنعاء تؤدي الى اخراجهم عنها بشكل اساسي ليتاح له عبر ما تبقى له من ولاءات في الجيش اعادة انتاج سيطرته على صنعاء,بينما يرى فريق من الحوثيين بالاكتفاء على ماسيطروا عليه والاشتغال بترسيخ نفوذهم وتنمية قدرة عناصرهم على ادارة الحكم في صنعاء معولين على الحقيقة التاريخية بكون صنعاء قبلة نفسية لليمنيين أزليا ومهما حاول البعض منها الفرار عنها فسيعود اليها بالاضطرار بعد حين من الوقت ...وهذا الفريق ينطلق من المخزون الثقافي الخفي لديه بعدم القلق من التهويلات المضخمة حول اثار الازمة جراء انسحاب البعثات الدبلوماسية من صنعاء وماسيترتب عليه من ضعف في دورة العجلة الاقتصادية الاستثمارية في صنعاء لكونه يرى ان المتضررين من مثل هكذا اجراء هم المستوطنين في صنعاء من خارجها –تعز , أب,البيضاء,عدن,مأرب....الخ, بل ويرى ان مثل هكذا حصار سيتاح له اعادة انتاج النموذج التاريخي لحياة الامامة الزيدية المعتزلة منهجيتها السياسية والثقافية والاجتماعية عن المدنية العصرية وبالتالي يرى في مثل هكذا حال انقاذا لصنعاء وثقافة صنعاء بل والمياة الجوفية في صنعاء تلك التي يرى ان مخزونها اوشك على النفاذ بسبب غزو تلك المدنية عمرانا وسفلتة واستهلاكا من قبل اولئك المستوطنين لها من خارج صنعاء, واما الفريق الاخر من الحوثيين فيشاطر هذا الفريق منهجيته تلك ولكنه يرى لاجل ارضاء الطموح الايراني بأن ترسيخ السيطرة في صنعاء وبناء جيشا عسكريا في الاماكن التي تمت السيطرة عليها للتوجه به بالمطالبة باراضي المملكة المتوكلية الهاشمية في المملكة العربية السعودية شمالا ولايرى هذا الفريق ان له حقا تاريخيا في اراضي جنوب اليمن وشرقه ...ولكن جناح الرئيس صالح يشعر بالقلق من هذا التريث الذي طرأ على طريقة تفكير فريق من الحوثيين بالاكتفاء بما سيطروا عليه والاشتغال بالبناء لصالح مشروعهم الامامي ويحاول اقناعهم بضرورة غزو جنوب اليمن وبسرعه وذلك بقصد ادخال الحوثيين في حرب مستمرة ليضمن بذلك افراغهم من صنعاء وبالتالي أعادة انتاج سيطرته عليها ...وهذا الجناح للرئيس صالح يرى في غزو مدينة عدن واسقاط شرعية الرئيس هادي أعادة انتاج سيطرته على اليمن كاملا بعد ان تقلصت كثيرا وذلك عبر جبهة لحج بالاستفادة من الخلافات التاريخية التي يحاولون اذكاءها واشعالها بين الجنوبيين على اساس حرب يناير86 والتي عالجها الجنوبيون بالتصالح والتسامح وهذه لحج التي لايمكن الدخول اليها سوى عن طريق يافع او عن طريق الضالع او عن طريق تعز بدأ هذا الفريق بعملية استقطاب لبعض ابناء هذه المناطق من ضعاف النفوس والموالين ربما لاجندة المشروع الثوري الايراني وهم قليل ولله الحمد
ويرى هذا الفريق ربما بصعوبة دخول مدينة عدن من جبهة محافظة أبين حيث يشكل اهلها حجرة صلبة في كسر اية محاولة ويرون ان محاولتهم الدخول عبر جبهة خرز –باب المندب- قد تستدعي نفير الدول الاقليمية مثل مصر والسعودية واللتين ستفسران على ان اي تحرك من الحديدة باتجاه عدن عبر باب المندب يشكل خطرا على مضيق باب المندب مما يستدعي ربما تدخلا عسكريا مصريا وسعوديا مدعوما بلوجستيات البحرية الامريكية المتواجدة في بحر العرب والاحمر خصوصا بعد استشفاف الامريكيين طموحا روسيا لاعادة انتاج تواجد عسكري عبر الحوثيين بالتنسيق مع الايرانيين في المنطقة الحيوية وجزرها في –البحر الاحمر-كجزء من الحرب الباردة بين المعسكرين الشرقي والغربي الممتد منذ عشرات السنين لاستخدام مثل تلك الاوراق نقاط قوة خلال اية مفاوضات سياسية حول اية ملفات اخرى في غير تلك المنطقة
والسعوديون أزاء هذه التحولات لايزالون يحافظون على النية الحسنة تجاه اليمن وشعبه ومايقوله زعيم الحوثيون عن السعودية ليس صحيحا فقد قدموا المبادرة الخليجية وسلموها للمجتمع الدولي ولم يكن في نيتهم ولايزالوا ان شاء الله ممارسة المنهجية الاملائية الاستبدادية والتخريبية والتمزيقية على ولليمن تلك التي يصفهم بها عبدالملك الحوثي ..وتدخلهم الحالي انما جاء بسبب تفطنهم للنية الغير مسؤولة للمجتمع الدولي وبعض الدول العظمى تجاه اليمن وشعبه وينطلقون عميقا من مخزونهم السياسي تجاه اليمن بعدم العداء ابتداءا للزيدية الامامية بل انهم كانوا في الماضي من المناصرين لهم وليس لهم عداءا تاريخيا للمؤتمر الشعبي العام بقيادة الرئيس السابق صالح فقد كان موقفهم مشرفا معه حينما استقبلوه وقاموا بالواجب معه واستخرجوا له مبادرة خليجية تضمن له ولماله ولنفسه واهله الحصانة ..بل ان العيب كل العيب بنكران كل تلك الجمائل التي قام بها السعوديين معهم انما جاءمن الحوثيين وعلي صالح بكل صراحة حينما تحالفوا وجاءوا بالايرانيين الى اليمن...وليس في مصلحتهم كما يفهمون أحتراب اليمنيين بينهم البين لانهم يرون في ذلك تبعات انسانية ستعود نتيجتها عليهم من لاجئين وفارين ومخربين بسبب فوضوية مثل هكذا وضع لاسمح الله وبالتالي لايمانعون في حالة اصرار الحوثيين وفق تصورهم المشار اليه سابقا في كلامي باحياء سنة الامامة الزيدية في جزء تاريخي جغرافي من اليمن يرضى أهله بذلك في حالة اصرار الحوثيين على عدم التنازل عن سيطرتهم فلايمانع السعوديون ببقاءهم محصورين في مربعهم دون التمدد الى غيره من المناطق التي لايرضى أهلها بهم وبذلك ...ولكنهم وبدافع الأمن الاستراتيجي الخليجي والعربي والغربي الوقائي لمشروع التحالف والطموح الايراني-الروسي في المنطقة الذي ستكون عواقبه خيمة على اليمن والمنطقة والعالم فلابد لهم وعليهم من دعم شرعية الرئيس هادي وفق المبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني في دولة يمنية أتحادية باتت مخرجا واقعيا اليوم لمشاكل وقضايا اليمن شمالا وجنوبا التاريخية والحالية لابد منها وهو مايستدعي قبول دعوتهم ترحيبا بالحوار في الرياض دون مكابرة فلم تكن السعودية في يوم من الايام معادية للزيدية الامامية ولا للمؤتمر الشعبي العام ولا للرئيس السابق صالح ولا للشعب اليمني ولا لشمال اليمن بل كانت دائما واقفة تاريخيا مع هذه المكونات المجتمعية اليمنية الشمالية السياسية والقبلية والمذهبية , فلماذا التنكر واشاعة التشكيك بنوايا السعوديين اليوم والذي لايمكن قبول لذلك تفسيرا سوى ان عملاء ايران من يعكر ويعرقل صفو هذا الامر التاريخي بين السعوديين واليمنيين
https://www.facebook.com/permalink.p...00 8195255354



كتبه
نبيل العوذلي
السعودية القصيم