الحراك الجنوبي نقاط الضعف والقوة

[هاف لندن]

صدى عدن / خاص / ابو وضاح الحميري / 02 / 05 / 2010

مقــــدمـــة

إن غياب البرنامج السياسي والعمل المسيس أكان في الخطابات أو الشعارات أو تلك الرسائل والعمل الدبلوماسي أو في التعامل مع القوى الجنوبية المختلفة والشارع الشمالي وقواه المختلفة وكذلك التعاطي والتعامل مع المحيط الاقليمي والدولي كل ذلك قد أدى إلى التخبط والتناقض وعدم التجانس والتناغم والفعالية في الأداء الجنوبي والتعامل مع الاحداث والواقع والمستجدات الداخلية والخارجية بل وأدى غياب المنهجية المتفق عليها التي يعمل الكل على ضوئها ويلتزم بها إلى الاضرار بتلك التحالفات الجنوبية ولضعف ونفور بعض المناصرين والمتعاطفين مع القضية الجنوبية من إخواننا الشماليين وقواهم الوطنية المؤثرة ، كما وضع الخارج في موقف المراقب المتحير حيث لايمتلك مادة بين يدية ليحكم على ضوئها عن نهج وتوجه الحراك الجنوبي ومما زاد من هذه الحيرة والضعف عدم وجود ألية أو قيادة مركزية موحدة كل ذلك قد أوجد صعوبات وعراقيل اكان في تعامل الخارج معها او في القدرة على تنظيم وتوحيد وقيادة نشاط المكونات المختلفة للحراك السلمي وتطوير أشكال واساليب عملها بشكل فاعل وديناميكي للانتقال بالحراك إلى العمل المؤسسي المنظم ولدفع بالقضية الجنوبية والانتقال بها من المحيط الداخلي إلى التفاعل الاقليمي والدولي بحيث تفرض نفسها كامر واقع يضعها العالم في أولويات أجندته التي تتطلب الحلول.



لقد ركز نظام صنعاء على تلك الثقرات ونقاط الضعف التي صاحبت عملية الحراك وعمل بكل إمكانياته كدولة لاستغلال هذه الاخطاء واالنفاذ من خلالها لتفخيخ الحراك من داخله ولتشويهه وإفراغه من مضمونه السلمي .



ولذلك لقد بات العمل سريعاً على سد هذه الثقرات وتجاوز نقاط الضعف مسألة ملحة تتمثل معالجتها بدرجة رئيسية من خلال وحدة هذه المكونات في إطار جبهوي وقيادة موحدة تعمل على ضوء برنامج سياسي يحدد الثوابت والاتجاهات الرئيسية للسياسة ويجيب على تساؤلات ومخاوف الداخل والخارج .



إن أهم وأبرز هذه الثوابت والاتجاهات السياسية العامة تتمثل بحسب إجتهادنا والتي سبق ان تناولت بعضها في مواضيع سابقة وتناولها الكثير من الاخرين وحبييت ان الخص واوجز اهمها بالقضايا التالية....

1.....الايمان بالله سبحانه وتعالى و ان نتقي الله ونتوكل عليه في كل الامور والاعمال وان نسلك ونتمثل ونحتكم بما امرنا الله ورسوله وصدق رسول الله صلى الله علية وسلم القائل ( تركت فيكم ماان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي ابدا كتاب الله وسنتي )



2....تمسك الجنوبيين بقضيتهم العادلة المتمثلة باستعادة دولتهم وحريتهم وأرضهم وكرامتهم وهويتهم وهنا ينبغي أن لا نسمح لاي عمل أو نقاش أو سلوك يبعدنا عن قضيتنا الرئيسية .



3....تمسك الجنوبيين بنضالهم السلمي كاسلوب ووسيلة وشكل حضاري تقره الدساتير والمواثيق الدولية ويعبر في نفس الوقت عن وعي وثقافة أبناء الجنوب .

ولذلك فإن النضال السلمي لايلتقي أبداً مع العنف والفوضى والدعوة للكفاح المسلح والارهاب وغيرها من القضايا التي تحاول سلطة صنعاء إلصاقها بالحراك السلمي لتشويهه والقضاء عليه



4....المطالبة باستعادة دولة جمهورية اليمن الديمقراطية تلك الدولة التي توحدت مع الجمهورية العربية اليمنية ودخلت في شراكة معها وتم الغدر بهذه الشراكة والوحدة وتحولت إلى ضم وإلحاق وإحتلال لجمهورية اليمن الديمقراطية التي كانت عضوة في الأمم المتحدة والجامعة العربية وهذه المطالبة هي المطالبة بكيان الدولة وليس بعودة نهج وسياسة تلك الدولة السابقة .

إن مفهوم فك الارتباط < فض الشراكة > هو بين من وقعوا بالامس هذه الشراكة أي الجمهورية العربية اليمنية وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ، لذلك فإن الجنوب العربي لم يدخل في وحدة أو شراكة مع الجمهورية العربية اليمنية ولا يعترف نظام صنعاء بذلك ، كما أن الرئيس البيض المتفق على شرعيته اليوم هو أخر رئيس لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وإن العلم الذي يرفع اليوم في كل موقع ومحفل هو علم جمهورية اليمن الديمقراطية . لذلك دعونا نتفق على هذا وأن نترك تغيير التسميات لاستفتاء الشعب الجنوبي فيما بعد.



5....تحويل عملية التصالح والتسامح إلى سلوك وثقافة وممارسة من خلال تجديد القسم الجنوبي والاتفاق على ميثاق شرف جنوبي وعدم السماح لكل من يحاول أن ينبش في صراعات الماضي أوالذين يعملون على خلق صراعات وحفر قبور جديدة .



6.....قبول الاخر بفكره وسياسته وآراءه دون إلغاء أو إقصاء أو تخوين أحد وإن أي خلافات أو تباينات يتم حلها من خلال الحوار واللجوء للقنوات الشرعية والقضاء.



7.....عدم إستفزاز أي جنوبي يعمل مع السلطة أكانوا القياديين أو الموظفين العاديين وكذلك الحفاظ على أجهزة السلطة في المناطق الجنوبية حتى لايحصل فيها فراغ فتتحول الامور إلى فوضى تتصعب السيطرة عليها ولا ننسى إن الغالبية من الموظفين في هذه المناطق هم من أبناء الجنوب .

8...عدم إستفزاز الجنوبيين الذين في الاحزاب المختلفة بما فيها الاشتراكي والمؤتمر والاصلاح وكذلك الشخصيات والواجهات الاجتماعية ورجال الدين أكانوا الذين لازالوا مع الوحدة او الذين لهم آراء أخرى وان نحاورهم بصدر رحب دون عداء وتخوين .

9.....الوقوف بحزم ضد أي ممارسات أو سلوك أو أعمال تتنافي مع ديننا وعاداتنا وثقافتنا أكانت صادرة عن بعض الجنوبيين الغير واعين أو تلك المدعومة والمدفوعة من قبل السلطة مثل أعمال العنف والتقطع وإستهداف الابرياء والممتلكات وتلك الثقافة والتعبئة الخاطئة المناطقية والقبلية والعصبية والمذهبية .

10....الوقوف ضد مختلف أشكال الأرهاب والتطرف وإدانتها ونبذها وعدم السماح لها أن تجد في مناطق الجنوب موطئ قدم وبالذات تنظيم القاعدة الذي يحاول النظام تصديرة وإلصاقه بالحراك والشعب الجنوبي .



11.....العمل على توسيع تحالفاتنا مع إخواننا في المناطق الشمالية من أحزاب وشخصيات إجتماعية وأعلامية ورموز قبلية وبالذات المتعاطفين مع قضيتنا والمختلفين والمعارضين لظام صنعاء .

إن قضية أبناء الجنوب هي مع نظام صنعاء وليست مع الشعب والمواطن الشمالي ونرفض وندين كل تلك الممارسات التي تستهدف أبناء الشمال ومحلاتهم التي تغذيها السلطة تحت ما تطلق عليه ثقافة الحقد والكراهية .



12...محاربة السلوكيات الغير مستقيمة لمن هم محسوبين على الحراك التي تسيء للحراك وتنفر الاخرين منه ويجب على قادة الحراك ونشطائهم أن يكونوا القدوة التي يحتذي بهم الاخرون ، وأن يفرضوا بالحب والسلوك المستقيم إحترام وتقدير الاخرين لهم .



13.....إن الدولة التي يناضل الجنوبيون لبنائها في المستقبل هي دولة النظام والقانون دولة المؤسسات ، دولة العدل والمساواة ، دولة لكل أبناء الجنوب ، ولذلك فإنه لامكان فيها لعودة تلك السياسات الخاطئة للحزب الاشتراكي اليمني أو لعودة حكم السلاطين ،أو أن تكون دولة إرهابية كما يحاول أن يسوق لذلك نظام صنعاء ويخوف الخارج .



14......أن دولة الجنوب القادمة تعتمد في منهجها على كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم دولة ترفض الغلو والتطرف والارهاب وتصدير الثورات والتدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الاخرى .

دولة تنفتح على العالم بعلومه وثقافته وحضارته التي لاتتنافي مع ديننا وتقاليدنا العربية

وتحرص الدولة القادمة على إقامة علاقات أخوية مميزة مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج خاصة ,ودول العالم العربي والاسلامي عامة .



خاتمة ...........



إن هذه القضايا إذا ماتم الاخذ والعمل بها كسياسة وسلوك فسوف تنتقل بحراكنا السلمي خطوات متقدمة إلى الامام وتزداد إتساعاً قاعدته الجماهيرية والمناصرين والمتعاطفين معه على الصعيد الداخلي والخارجي

تحياتي ...

المصدر

http://www.sadaaden.com/blogs/9004/5