لـــمَ لا؟

[عاشق الجنة]

نعم من حق أبناء عدن إقامة كيانهم الذي حرموا منه طيلة أربعة عقود من الزمن ظلماً وعدواناً. لقد تم تهميشهم وحرمانهم من حقوقهم المشروعة في وطنهم ونزوحهم وتشردهم إلى أكثر من بلد عربي وأجنبي رغم وجود تلك الكفاءات العالية والمتطورة التي أدارت أعظم إدارة اقتصادية في عدن على مستوى الشرق الأوسط وغالبية بلدان أسيا وأفريقيا منذ ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي, لقد رحلوا عنوة إلى بلدان الخليج والشمال وساهموا في تنميتها على كافة المستويات وعلى وجه التحديد شمال اليمن المتخلف اقتصادياً واجتماعياً.



لقد تم نعتهم من قبل القائمين على نظام ما بعد 1967م بمختلف أنواع النعوت القبيحة وبالذات إنكار إنتمائهم وهويتهم لعدن التاريخية وينسبوهم إلى هنود وصومال ويهود وبنيان إلى أخر تلك التسميات والنعوت القذرة. نعم هناك من استوطن وعاش وخلف أجيال من الأبناء والأحفاد على مدى أكثر من 100 عام ومن حق هؤلاء الحصول على حق المواطنة الكامل مع العلم أن هؤلاء يمثلون أعداد قليلة من الجاليات التي لعبت دور ريادي في تنمية عدن وتطورها. غير أن زحف الأعراب من كل حدب وصوب هم من خربوا عدن ودمروا ذلك النظام الإداري المتطور فزرعوا ثقافة البغضاء والحقد والكراهية ضد أبناء عدن الذين عرفناهم من أعرق وأذكى شعوب الأرض وينتمون إلى تاريخ حضاري راق. فصهاريج عدن وقلاعها وآثارها التاريخية بنيت على سواعدهم ولم تأتي شعوب أخرى من خارج عدن لتقيم هذه المعالم التاريخية الحضارية التي عمل الأعراب (البدو) على إنكار وتشويه ذلك التاريخ العظيم, وهؤلاء الأعراب هم من زحفوا على عدن التي دمروها بصراعاتهم الموسمية أكثر من مرة والذين وصفهم أبن خلدون : لا يستقرون في البلد الذي يغزونه وإنما لنهبه والعودة إلى مناطقهم الأصلية بعد كل كارثة من كوارثهم وما حصل من دورات عنف إلا دليل على ما قاله إبن خلدون بأن البدوي يغادر المدينة التي استباحها عندما يشعر بأن وجوده يهدده الخطر.



الخوف كل الخوف أن الكثير ممن شاركوا في تلك المصائب والكوارث التي حاقت بعدن وعاشوا في عدن وشربوا من مياه أبارها العذبة ثم بالوا بوسطها وهالوا عليها الأحجار والأتربة والذين ظلوا يرفعون شعاراتهم فيما بينهم بأنهم من مواطني عدن بينما هم حقيقة كانوا يضعون رجل هنا ورجل هناك, ثورتنا هنا وحكومتنا هناك عند بدء كل أزمة وتطورها إلى الأسواء فيأتون اليوم ويتقدمون الصفوف والفعاليات التي يقيمها أبناء عدن ليؤكدوا للناس بأنهم من سكان عدن الأصليين. مع أنهم ظلوا في كل المراحل كالحرباء تغير لونها مع لون البيئة والمكان الذي تتواجد فيه. مع العلم أنهم مثلوا شريكاً فاعلاً في كل المصائب التي حاقت بعدن ولا بد لأبناء عدن أن يأخذوا حذرهم من هؤلاء الذين ركبوا الموجات في كل المراحل.



إني أقولها وبالفم المليان بأني من المتضامنين مع من حرموا وذاقوا مرارة التهميش والأحقاد والكراهية على يد ذوي القربى الذين احتضنتهم عدن وأبناء عدن الطيبين فسيروا على بركة الله الذي يعين كل مظلوم ومن يستعين بالله فالله ناصره ومعكم جميع الشرفاء الذين يحترمون الإنسان وحقوق الإنسان.
حسن بن حسينون

[عاشق الجنة]

والله الادارة والمشرفين يضحكون باعمالهم الصبيانية