سياسيون يتوقعون انتقال «تجربة» تونس إلى دول عربية أخرى مثل اليمن

[عبدالله البلعسي]

بسبب تشابه الظروف الاقتصادية والاجتماعيةسياسيون يتوقعون انتقال «تجربة» تونس إلى دول عربية أخرى مثل اليمن

2011-01-17

القاهرة – العرب
توقع سياسيون ومحللون في تصريحات لـ»العرب» تكرار أحداث تونس في دول عربية أخرى، معللين ذلك بأن الظروف الاقتصادية التي تمر بها دول عربية مثل اليمن والجزائر والمغرب والأردن متشابهة إلى حد كبير بالمشهد الاقتصادي التونسي، في حين لم يستبعد هؤلاء المحللون أن تتصدر مصر قائمة الدول التي من الممكن أن تتكرر فيها تجربة الشعب التونسي في الثورة على الغلاء والبطالة وكافة المشكلات الاقتصادية والاجتماعية الأخرى.
وقال د.عماد جاد، الخبير بمركز «الأهرام» للدراسات السياسية والاستراتيجية، إنه من الواضح أن هناك تشابها كبيرا في الظروف الاقتصادية والاجتماعية بين حالة تونس وبعض الدول العربية، مؤكدا أن مصر تأتي في طليعة هذه الدول التي يتوقع أن تقع فيها أحداث مشابهة للثورة التونسية.
وأكد جاد أن تونس لم تشهد في الآونة الأخيرة أي حالة من حالات نشاط المعارضة، مضيفا: «عندما أراد الشعب أن يعترض ويسجل موقفا ويخرج للشارع خرج واستكمل مسيرته نحو تحقيق الهدف، ومن الوارد أن تنتقل هذه التجربة إلى شعوب عربية أخرى سواء مجاورة لتونس أو بعيدة عنها».
واستكمل حديثه عن انتقال هذه التجربة إلى شعوب عربية أخرى قائلا: «مصر في صدارة هذه الدول، ليس فقط لتشابه ظروفها لكن لأن بها مشكلات اقتصادية تفوق مشكلات تونس علاوة على الانفتاح الثقافي والاجتماعي الذي تشهده المدن المصرية بسبب انتشار التكنولوجيا وغيرها، بالإضافة إلى وجود خبرات سابقة للشعب المصري في مسألة الثورات الشعبية وآخرها ثورة 17 و18 يناير 1977 التي أجبرت الحكومة المصرية على التراجع عن سياساتها ومواقفها الاقتصادية».
وعن مرور فترة طويلة سمحت بنسيان هذه التجارب، قال جاد: «بالفعل مرت أكثر من 35 عاما على آخر خروج شعبي للاحتجاج، والشعب كان بمثابة جثة هامدة طوال هذه الفترة إلا أنه في آخر 5 سنوات تحديدا منذ 2005 شهدت حراكا سياسيا واجتماعيا يتيح الفرصة لتكرار تجربة تونس رغم أن النظام الحاكم يقول بالحيلولة دون حدوث ذلك إلا أن محاولاته ستؤخر هذه الثورة ولن تمنعها».
وأكد أبوالعز الحريري، القيادي بحزب التجمع اليساري، إن الظروف مهيأة في بلدان عربية كثيرة لحدوث ثورة شعبية كما حدث في تونس، مشيرا إلى أن الأزمة انتقلت للجزائر والمغرب والأردن وستصل إلى مصر في الفترة القادمة، قائلا: «عوامل الموقف في مصر متكاملة لقيام ثورة شعبية، لأن البطالة موجودة وتقدر بملايين العاطلين، والطائفية متفجرة هذه الأيام، والأمراض الاجتماعية المختلفة منتشرة، بمعنى أن الظروف الاقتصادية متشابهة إلى حد كبير، وما حدث يعد إنذارا للشعوب كما هو إنذار للحكام الذين سيبدؤون في تغيير أساليب حكمهم خشية أن تتكرر معهم تجربة بن علي».
وأضاف الحريري أن ديمومة الحكم في مصر فجرت الأزمات وما زالت تنحدر بالبلاد إلى الأسوأ، موضحا أن استمرار الشعب التونسي في ثورته رغم الخسائر في الأرواح والقتلى الذين وقعوا لا يعبر عن حالة فريدة، فكل ثورة لها ضحايا ولا يعني ذلك أنه لو وضع أي شعب مكان الشعب التونسي كان سيخضع، وقال: «حتى الشعب المصري لو وضع في نفس الموقف لكان استمر حتى إزاحة الحاكم، بمعنى أن الشعب التونسي ليس حالة فريدة صعبة التكرار، وتعداد مصر 8 أضعاف تعداد سكان تونس».
وقال الدكتور عبدالجليل مصطفى، المنسق العام للجمعية الوطنية من أجل التغيير، إن أحداث تونس في منتهى الأهمية، واصفا ما حدث من خروج الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي بـ «انعتاق» الشعب من قبضة وأسر الديكتاتورية وإرهاب السلطة.
وأضاف مصطفى أن ما حدث في تونس يعد مكسبا لجميع الشعوب العربية، ولا بد أن يحدث التغيير الديمقراطي بأيدي الشعوب، مؤكدا أن تونس مجرد بداية وعلى جميع الحكام العرب أن يستفيدوا ويعتبروا مما حدث للرئيس التونسي المخلوع. وبسؤاله عن الأحداث الساخنة التي تشهدها الساحة العربية، قال: «على النظام المصري أن يعلم أن مصر ليست استثناء من هذه الأحداث، وأن شعبها تواق للتغيير، ولا يهمنا من سيتلوه الدور من البلدان العربية بقدر ما يهمنا أن تتغير الأنظمة نحو الديمقراطية، ولو أن زين العابدين خرج من أول أسبوع لما ألم بتونس كل هذا الدمار والخسائر في أرواح الشباب، لكن رغم ذلك بالإضافة إلى منهجية التعذيب والقتل فإن الشعب التونسي استمر حتى إقصاء الرئيس».
من جانبه رفض الدكتور مصطفى الفقي، رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشورى، التعليق على هذا الموضوع قائلا: «إن الأمور بالنسبة للوضع السياسي في تونس غير واضحة بعد».
وقال النائب محمد رجب، زعيم الأغلبية في مجلس الشورى، إن ما حدث في تونس لا يمكن أن نطلق عليه لفظ ثورة، موضحا أن الثورة لها مقومات وعوامل وفي ذات الوقت لا يمكن إنكار النتائج التي حققها الشعب التونسي من وراء خروجه للشارع محتجا على سياسات الحكومة.
وأضاف رجب أن الإذعان للبنك الدولي وترك الأمور اقتصاديا تنحدر لهذا المستوى من الضعف سيوصل أي بلد في العالم للحافة وتكرار ما حدث في تونس، التي انقلب فيها الشعب على حاكمه، وقال: «بدأت الأحداث في الجزائر إلا أنها انتقلت لتونس التي اشتعلت بشكل كبير ووصلت إلى هذا الحد الذي أتوقع أن يؤثر على دول جوارها مثل الجزائر والمغرب، وليس مستبعدا أن تنتشر هذه الأحداث في دول عربية أخرى».

http://www.alarab.com.qa/details.php...=1126&secId=15