الجنوب والربيع العربي

[قرصم]

بسم الله الرحمن الرحيم

لم تتفتح كمائم ورد الربيع العربي إلا بعد أن أسقاها الجنوب العربي بدماء شهدائه وتضحيات قطاعات شعبه في مراس النضال السلمي اليومي تسامحاً وتصالحاً وحراكاً سلمياً لانتزاع حقوقهم المستلبة وأولها الأرض المستباحة والثروة المنهوبة وفي زمن الدهشة هذا استطاعت القوى التقليدية الالتفاف على مشاريع ورؤى ثورية ودولة مدنية ومن هذا المنطلق يتعاملون مع الجنوب لتعميق أزمته لدفع قوى تقليدية جنوبية إلى تبني مشاريع تتنافى مع مطامع الشعب الجنوبي بكل أطيافه وقواه وتوسع الهوة بينه وحامل خطابه السياسي المعبر عن آمال كل شرائحه وقواه الفاعلة في صنع جنوب مدني متعدد الخيارات قائم على تجذير الممارسة لمبدأي التصالح والتسامح والحراك السلمي.
والمعيب في المشاريع هو دعوة أشخاص ورموز تحولوا إلى سماسرة لراس المال الطفيلي الشمالي لاستلاب ثروة الجنوب والعبث بمقدراته واستثنوا منهم فعلاً على المحك بالنسبة للجنوب، ومن الغريب والشاذ أن يعقد مؤتمر يناقش الفيدرالية في بلد لفظ قياداته للتو بينما من اجتمع فيه قيادات لفظتهم شعوبهم منذُ عشرات السنين وكان الأجدر أن تبقى مشاريعهم في رؤوسهم لوحدهم خوفاً من أن تسقط أوراق التوت وينتفضوا عرقاً.
إن ما يحتاجه الجنوب اليوم الثبات على وحدة الصف قائم على ميثاق موقع بالدم يؤكد عدم استثناء كل القوى الجنوبية ويرفض الوصاية ومن أي نوع ويحذر كل الرموز الجنوبية من التمادي في فرض مشاريعها النئوية والتي غالباً ما تخدم أعداء الجنوب ومن الترويج لهذه السلعة في الداخل بقصد الإضرار بوحدة الصف الجنوبي.
إن موقفنا من الثورة في الشمال والذي كان للجنوب فضل إذكائها بتحرير إرادة الشمالي من اللا مبالاة والذل فأكثر من خمسة أعوام من الحراك كانت دروساً بالغة الأثر في الوعي الشمالي وهي من هتكت ستر نظام دولة الفيد وإن قوى خارجية ليست بعيدة عنا هي من عبث بمصير هذه الثورة في ظل وجود معارضة كسيحة ومررت مبادرة سميت بالخليجية كانت إلهاءً وخيانة لدم الشهداء في الساحات، ولهذا المشروع امتداد يحاول تحييد الجنوب وكسر عنفوان حراكه ولن تمر أو تنطلي على أبناء الجنوب الأشد حذر من كل شاذ على صعيد الممارسة السياسية.
اخيراً نشدد على أن مصير الجنوب لا يمتلك أحد العصمة والادعاء من أنه مالك الحق الوحيد للبت في قضية شائكة مثل قضية الجنوب، لا سيما إن كان واحداً من صنّاعها.
دعو كل الجنوب بكل اتساعه الجغرافي وعمقه التاريخي يقرر مصيره ونقول للشرفاء الذين استدركوا أنهم قد وقعوا وبحسن ظن في خطأ تاريخي وقاموا بنقد أنفسهم وتصحيح خياراتهم أن الجنوب لا يرفضكم لكن الذين لا يزالوا يمارسون حق الوصاية على الجنوب ويمارسون دور الكهانة في معابد نائية وبعيدة حيلكم قد فضحت والأفضل أن تتواروا وتخرجوا من تاريخ الجنوب قبل أن تحدث الزلزلة وتنقلب المقاعد على رؤوسكم وحينها تكون ساعة الحساب.

والله من وراء القصد،،


أحمد جعيم ناصر