بعد أن أحرق كروت سابقة ، هل ينجح الشاويش ((دنيء طائح)) في ابتداع كروت جديدة

[حضرمي مناضل]

الجميع رأى و سمع عن ما حصل قبل يومين في منطقة العسكرية من أخبار مؤسفة لا يسر بل يدمي لسماعها قلب كل مواطن أو إنسان حر في العالم أي كانت وجهته أو دولته أو طائفته أو ديانته ما دام حرا كريما ينشد العدالة و الكرامة و الحرية لنفسه و يتمنى أن يراها في جميع أنحاء الكون ، و يكون سماعها أكبر وقعا و أكثر قهر و غدرا إذا كان من يسمعها إنسان مظلوم يناضل من أجل استعادة حريته و كرامته ((سلميا)) ، و يواجه سلطة الاحتلال بصدره العاري خصوصا إذا كان الغرض الأساسي من قتل هؤلاء و ارتكاب الجريمة البشعة هو إلصاق التهمة على هذا المظلوم و تشويه سمعته و نضاله بمصطلحات (يكافح هذا المظلوم ليل نهار من أجل الخلاص منها) مثل المناطقية و الدموية و الهمجية و الوحشية ، و التي هي صفات ملازمة و معروفة و مشهورة لنظام الاحتلال و الغدر و الجبن و اللاأخلاقيات و اللاانسانية و المصلحة الضيقة الدنية و عبادة الثروات و الكراسي.
إن الجميع يعرف بل و أصبح أمرا مشهورا و بديهيا يعلمه القاصي قبل الداني أن رئيس سلطة الاحتلال الشاويش ((دنيء طائح)) أحد أكبر مشاهير الكذب في العالم اليوم و أنه من الصعوبة بمكان – إن لم يكن من الاستحالة- مجرد التفكير في منافسته في كذبه، و كما أنه معروف بما ليس فيه أدنى مجال للشك بأن الشاويش رجل خائن غادر ((بياع)) لا عهد و لا ذمة و لا و فاء و لا أخلاق في قاموسه، فرئيس دولة الاحتلال و حاشيته الفاسقة لا يمتلكون مثقال ذرة من الوطنية و لا الأخلاق و لا الوفاء، و هم من يؤكدون لنا ذلك بألسنتهم و بأفعالهم يوما بعد اليوم، فهم قد وصلوا درجات الغباء العليا التي يفضح فيها السارق و الخائن نفسه أمام الملأ و على شاشات التلفزيون.
و كلنا سمع في مقابلة ((دنيء طائح)) مع قناة الجزيرة كلامه عن حزب التجمع اليمني للإصلاح و كل من وقف معه في حرب احتلال الجنوب بوصفه لهم ((بأنهم مجرد كروت )) استخدمهم في الحرب و انتهت حاجته لهم ، و بالطبع فأن كلاما مثل هذا ليس بغريب أن يصدر من شخص ((دنيء)) مثل شاويشنا ، بل إن غباءه هو من جعله يقول مثل هذا الكلام الذي يثبت أن الرجل بلا مبادئ و لا قيم و لا وطنية و لا أخلاق ، و إلا فكيف ينعت رجل يعتقد حسب كلامه ((الكذب كما هو معروف)) بأن هذه حرب ضد دعاة الردة و الانفصال و دعاة الظلام و التشطير و أعداء الوطن و أنها الحرب التي عمدت وحدتهم الزائفة بالدم ، كيف تكون حرب بهذه الوطنية و الأهداف النبيلة و تكون دماء من شاركوا فيها كروت استخدمت لتنتهي صلاحيتها ، أليس هذا هو الغباء المتناهي اللانظير له، ثم ألم يفكر هذا الشاويش بأن كروت الأمس قد يحتاج لها اليوم أو غدا ، و كيف ستكون وقع هذه الكلمة على هؤلاء المغرر بهم؟؟ بالطبع إن الله يفضح الظالم و الكاذب رغما عنه، و بالطبع فأن شركاء حرب الاحتلال باسم الوحدة شعروا بالعار و الانتقاص لهم حينما وصفوا بهذا الوصف ، إلا أنهم تعقلوا و عقلوا لممارسات هذا ((الدنيء)) التي كان يضحك بها عليهم ، فكان لهم مواقف رزينة ((مواقف المعتبر من دروس الماضي)) في حروب صعدة الخمسة جميعها فقد وقفوا موقف المحايد أحيانا و موقف الوسيط في الأحيان الأخرى طوال فترة الحرب على الرغم من أن الشاويش كان يضغط عليهم ليستخدمهم مرة أخرى و يجدد كرتهم ألا أنه أجابوه بالرفض و أكدوا له أنه لن يستطيع استخدام كرت حرقه بنفسه فأستمر فشل الشاويش الذريع في صعدة حتى اليوم و لا يزال يحاول أن يجدا كرتا ليستخدمه ، كما أنه حاول عبثا استخدام حزب الإصلاح و اللقاء المشترك بشكل عام و بعض التيارات الدينية ليكونوا كرته الذي سيستخدمه ضد أبناء الحراك اليوم ، ألا اللقاء المشترك و من غدر بهم و تمت خيانتهم في الماضي كانوا أصحاب موقف رزين اليوم، فتعلموا من الدهر و قالوا آرائهم بكل حيادية و منعوا الشاويش من استخدام كرتهم لأكثر من مرة، و كما أنه نجح و لكن بدون جدوى أو تأثير على استخدام كروت أخرى ألا و هي كروت التيارات الدينية من خلال عقد مؤتمرات دينية تدعوا إلى تأييده و رفض و تخوين الحراك و مناضليه الأحرار إلا أن هذا الكرت احترق و ذاب و لم يجدي نفعا في إثارة الفتنة و تحريض الناس لقتال بعضهم البعض، كما أن لعبته في اصطناع كروت لجان الدفاع عن الوحدة صارت مفضوحة و مكشوفة للجميع.
و لأن الكروت القديمة بات أمر استخدامها مكشوفا و صعبا على الشاويش، فهاهو الشاويش يحاول اليوم أن يستخدم كروتا جديدة مبتكرة لم يستخدمها من قبل، و هذه المرة يحاول أن يستخدم كرت الفتنة بين الشعبين في الدولتين لكي يدخل أبناء الشعبين في فوضى و قتل و دمار و حروب طاحنة لا تبقي و لا تذر و يجعل لشعبين يصدمان كلا منهما بالآخر بينما يجلس الشاويش على كرسيه يتفرج على الدمار و يكتفي بتمويل الشعب في الشمال بالسلاح و المال ليقوموا بما عجز هو بكل قواته عن القيام به، و ذلك من خلال استغلال العاطفة الزائدة لدى بعض الأشقاء في الجمهورية العربية اليمنية للوحدة و تصوير مطالب الشعب الجنوبي للاستقلال و التحرر بأنه مجرد كره و حقد و عنصرية ضد الشماليين و بأنها تستهدف الأبرياء من أبناء الشعب في الشمال الذين لا ذنب لهم و بأنها مطالب تستهدف الشعب الشمالي مباشرة، و الذين عندما يقوم هو بقتلهم فأنه كما يظن سيستغل عاطفة الوحدة و يجسد تصويرات الكراهية و العنصرية عند الشعب الشمالي لكي يثور و يتحرك ضد أبناء الجنوب بدلا من أن يقوم و يتحرك معهم يدا بيد من أجل إزالة الظلم و الفساد و إطلاق آخر رصاصة في نعش الشاويش خصوصا مع وجود مطالبات حثيثة لأبناء شعب الجمهورية العربية اليمنية بالتحرك و رفض الظلم اقتداء بأخوانهم في الجنوب من قبل بعض أبناء الجمهورية العربية نفسها أو من بعض أبناء الجنوب، خصوصا و أن حراك الجنوب يشكل ضغطا على أبناء الشمال و يضعهم في موقف محرج ((موقف المؤيد للظلم أو الساكت عنه)) مما يؤكد على أن حراكهم يجب أن يأتي يوما ما.
فالشاويش و في حالة نجاحه في استخدام هذا الكرت فأنه سيستطيع ضرب عصفورين بحجر واحد ، فهو سيأمن قيام أبناء الشمال بثورة ضد نظامه البائس لكي تشكل مع ثورة أبناء الجنوب دق المسمار الأخير في نعش كرسيه الخرب، كما أنه سيزيل عن كاهله العبء الثقيل الذي يعانيه في محاولاته البائسة الفاشلة لقمع و إخماد ثورة الجنوبيين السلمية بإيكال هذه المهمة و تحويلها إلى الشعب الشمالي.
فاحذروا يا أبناء الجنوب الأحرار جميعا من أن يمرر هذا الشاويش المغفل لعبته عليكم و كونوا يقظين لهذه اللعبة، و أصحوا و أعقلوا و عوا يا أبناء الجمهورية العربية اليمنية من أن يستخدمكم هذا الشاويش كرتا جديدا من كروته ، و قبل أن يأتي اليوم الذي تكتشفون فيه ذلك.

و في الأخير نسأل من الله الرحمة و المغفرة لضحايا جريمة الشاويش البشعة من القتلى الثلاثة و جميع القتلى من أبناء شعب الجنوب الأحرار و نسأل الله أن يبلغهم منازل الشهداء و الصديقين و الأنبياء و أن ينتقم ممن قتلهم ، كما نسأل الله أن يشفي الجريح شفاء عاجلا و جميع جرحى الجنوب الأحرار.
كما نسأل الله تعالى أن يكف عنا نيران الفتنة و أن يقينا منها و أن يجعل تدبير الشاويش في تدميره و أن يفضح أفعاله و فتنته أمام العالمين.