الرئيسية التسجيل مكتبي  

|| إلى كل أبناء الجنوب الأبطال في مختلف الميادين داخل الوطن وخارجة لا تخافوا ولا تخشوا على ثورة الجنوب التحررية,وطيبوا نفسا فثورة الجنوب اليوم هيا بنيانًا شُيد من جماجم الشهداء وعُجن ترابه بدماء الشهداء والجرحى فهي أشد من الجبال رسوخًا وأعز من النجوم منالًا,وحاشا الكريم الرحمن الرحيم أن تذهب تضحياتكم سدى فلا تلتفتوا إلى المحبطين والمخذلين وليكن ولائكم لله ثم للجنوب الحبيب واعلموا ان ثورة الجنوب ليست متربطة بمصير فرد او مكون بل هي ثورة مرتبطة بشعب حدد هدفة بالتحرير والاستقلال فلا تهنوا ولا تحزنوا فالله معنا وناصرنا إنشاء الله || |

شهداء الإستقلال الثاني للجنوب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                          

::..منتديات الضالع بوابة الجنوب..::


العودة   منتديات الضالع بوابة الجنوب > الأ قسام السياسية > المنتدى السياسي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2009-10-25, 11:28 PM   #1
الزامكي
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2008-02-10
المشاركات: 2,807
افتراضي دعونا ندير حياتنا الدينية، ونجعل الأديان تحكم في الآخرة فقط

الاهالي المصرية/الرئيس صالح و الارتداد عن الاسلام
التبرير السهل بالديـــن ٠


أخبار الجنوب «الأهالي المصرية» فريدة النقاش: . ٠
الجمعة، 23 إكتوبر 2009م

شأنه شأن رجال الدين الذين احترفوا تكفير المخالفين في الرأي لجأ الرئيس اليمني «علي عبدالله صالح» إلي توجيه الاتهام لخصومه السياسيين في جنوب اليمن بالارتداد عن الإسلام، وذلك هربا من إجراء حوار جدي حول المشكلات التي تواجه البلاد، والتي فجرت الاحتجاجات في الجنوب بعد أن تحولت الوحدة الطوعية بين الشطرين في عام 1990 عمليا إلي شكل من أشكال إلحاق الجنوب بالشمال، والإطاحة بالطابع الديمقراطي والشعبي الذي تطلع إليه اليمنيون، وهم ممتلئون شوقا لوحدة حقيقية قائمة علي أساس من المساواة والاحترام المتبادل دون تذويب قسري وقمعي لخصوصيات كل من الشمال والجنوب علي السواء، ودون أن تتعلم السلطات درس إخفاق أول شكل للوحدة العربية في العصر الحديث، وهي الوحدة التي قامت بين مصر وسوريا عام 1958. ٠
وقد أصبح الاستقواء بالدين من كل الأطراف إلا قليلا سواء من السلطة أو المعارضة آفة في العالمين العربي والإسلامي، ليدمر هذا الاستقواء الحصاد الهزيل لكفاح قرنين من الزمان من أجل بناء دولة حديثة تقوم أركانها علي الديمقراطية والمواطنة والقانون والنظام، وعلمانية ينفصل فيها الدين عن السياسة وتحكمها معايير الخطأ والصواب لا الكفر والإيمان، لأن دولة المواطنين لا تفرق بين مواطنيها بسبب الدين أو الجنس أو اللون - أو الطبقة افتراضا - فكلهم سواء أمام القانون لهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات. ٠

وتراجعت في هذا السياق كل منجزات الدولة الحديثة من حرية الفكر والتعبير وحرية الاعتقاد إلي حرية المرأة فقد انهار وضعها ومكانتها رغم الكفاح الطويل ورغم اندفاع النساء إلي العمل والتعليم علي نطاق واسع. ٠

وأصبح الاستخدام السهل للدين لتركيع الخصوم، أو ما سماه أحد الكتاب التهويش بعصا الدين، علامة ثقافية بارزة في بلداننا، إحياء لذلك التاريخ البغيض لكل الحروب الإسلامية الداخلية الكبري من الجمل إلي صفين، وكانت السيدة عائشة في هودجها ومسلمون يصوبون سهامهم إليها باسم الدين، ومسلمون آخرون يصدون عنها باسم الدين أيضا، واستخدم كل من الخوارج والشيعة والباطنية لغة التكفير والنبذ من الإسلام واتهموا خصومهم بالخروج عن الدين!. ٠

وحدث ذلك كله في أزمنة سابقة تجاوزتها الحضارة وإحياء هذا التقليد هو عمل مقصود ومخطط تواكب مع انفجار ثروة النفط في بلدان الخليج والجزيرة العربية. ٠

ولكي يحمي هؤلاء مواقع نفوذهم وسلطانهم من عشائر وقبائل وأسر - كانت قد اغتصبت الحكم غالبا - لجأوا إلي الاستقواء بالدين وإغراق المنطقة في أكثر أشكاله تقليدية وتزمتا وعداء للتقدم وللنساء ولأصحاب الديانات الأخري وللعصر، حتي أصبحت الجماهير نفسها تتعامل مع كل القضايا بعد إلباسها ثيابا دينية من موقع الحلال والحرام بصرف النظر عن المنطق والخطأ والصواب. ٠

وبدا كأن هذه الجماهير قد سقطت في الفخ الذي شدتها إليه نظم استبدادية عائلية فاسدة، لتكون هذه النظم قادرة علي قيادة الشعوب وتضليلها وإخفاء الحقائق عنها باسم الدين، وإفقار ثقافتها وتشويه وعيها. ٠

ويعرف الرئيس «علي عبدالله صالح» جيدا أن من يواجهونه في اليمن الجنوبي ليسوا كفرة ولا خارجين عن الإسلام، وهو حين يوجه لهم هذه الاتهامات إنما يعلن عن عجزه عن التعامل بصورة سياسية عقلانية وشفافة مع المآل المأساوي للوحدة التي تحولت إلي إلحاق، ولوعود العدالة والديمقراطية التي باتت سرابا. ٠

لكن وعيا نقديا هو ابن التجربة المرة والثقافة التقدمية أخذ يبرز في بعض الأوساط الجماهيرية الأكثر استنارة، فقد انفض جمهور عراقي واسع عن الأحزاب الدينية في الانتخابات المحلية وتقول استطلاعات رأي جدية أن حماس سوف تخسر كثيرا في الانتخابات العامة القادمة في فلسطين، وأن قادتها يعرفون ذلك ولهذا يماطلون في إجراء المصالحة مع فتح والتوقيع علي الورقة المصرية التي جاءت حصادا للوساطة. ٠

وقبل أكثر من قرن من الزمان قال المفكر والفقيه العربي «عبدالرحمن الكواكبي» الذي قتله الاستبداد والطغيان. ٠

«دعونا ندير حياتنا الدينية، ونجعل الأديان تحكم في الآخرة فقط»، ولعل أصداء دعوته هذه أن تنبهنا للمأزق الذي وقعنا فيه. ٠

الزامكي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2009-10-25, 11:31 PM   #2
@نسل الهلالي@
قلـــــم ماســــي
 
تاريخ التسجيل: 2007-11-08
الدولة: الجنوب العربي المحتل
المشاركات: 11,938
افتراضي

اشكرك دكتور علي النقل المميز

لكن يا ريت تعدل العنوان مع احترامي لك
__________________



لك العليا يا وطني بعزتك عزتي تزداد





بدمي افدي ترابك ولايوصى عليك اوغاد



@نسل الهلالي@ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2009-10-25, 11:45 PM   #3
الطائر الجنوبي
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2009-05-24
الدولة: الجنوب المحتل
المشاركات: 2,472
افتراضي فريدة النقاش : التبرير السهل بالديـــن

قضية للمناقشة

فريدة النقاش

التبرير السهل بالديـــن

شأنه شأن رجال الدين الذين احترفوا تكفير المخالفين في الرأي لجأ الرئيس اليمني «علي عبدالله صالح» إلي توجيه الاتهام لخصومه السياسيين في جنوب اليمن بالارتداد عن الإسلام، وذلك هربا من إجراء حوار جدي حول المشكلات التي تواجه البلاد، والتي فجرت الاحتجاجات في الجنوب بعد أن تحولت الوحدة الطوعية بين الشطرين في عام 1990 عمليا إلي شكل من أشكال إلحاق الجنوب بالشمال، والإطاحة بالطابع الديمقراطي والشعبي الذي تطلع إليه اليمنيون، وهم ممتلئون شوقا لوحدة حقيقية قائمة علي أساس من المساواة والاحترام المتبادل دون تذويب قسري وقمعي لخصوصيات كل من الشمال والجنوب علي السواء، ودون أن تتعلم السلطات درس إخفاق أول شكل للوحدة العربية في العصر الحديث، وهي الوحدة التي قامت بين مصر وسوريا عام 1958.

وقد أصبح الاستقواء بالدين من كل الأطراف إلا قليلا سواء من السلطة أو المعارضة آفة في العالمين العربي والإسلامي، ليدمر هذا الاستقواء الحصاد الهزيل لكفاح قرنين من الزمان من أجل بناء دولة حديثة تقوم أركانها علي الديمقراطية والمواطنة والقانون والنظام، وعلمانية ينفصل فيها الدين عن السياسة وتحكمها معايير الخطأ والصواب لا الكفر والإيمان، لأن دولة المواطنين لا تفرق بين مواطنيها بسبب الدين أو الجنس أو اللون - أو الطبقة افتراضا - فكلهم سواء أمام القانون لهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات.

وتراجعت في هذا السياق كل منجزات الدولة الحديثة من حرية الفكر والتعبير وحرية الاعتقاد إلي حرية المرأة فقد انهار وضعها ومكانتها رغم الكفاح الطويل ورغم اندفاع النساء إلي العمل والتعليم علي نطاق واسع.

وأصبح الاستخدام السهل للدين لتركيع الخصوم، أو ما سماه أحد الكتاب التهويش بعصا الدين، علامة ثقافية بارزة في بلداننا، إحياء لذلك التاريخ البغيض لكل الحروب الإسلامية الداخلية الكبري من الجمل إلي صفين، وكانت السيدة عائشة في هودجها ومسلمون يصوبون سهامهم إليها باسم الدين، ومسلمون آخرون يصدون عنها باسم الدين أيضا، واستخدم كل من الخوارج والشيعة والباطنية لغة التكفير والنبذ من الإسلام واتهموا خصومهم بالخروج عن الدين!.

وحدث ذلك كله في أزمنة سابقة تجاوزتها الحضارة وإحياء هذا التقليد هو عمل مقصود ومخطط تواكب مع انفجار ثروة النفط في بلدان الخليج والجزيرة العربية.

ولكي يحمي هؤلاء مواقع نفوذهم وسلطانهم من عشائر وقبائل وأسر - كانت قد اغتصبت الحكم غالبا - لجأوا إلي الاستقواء بالدين وإغراق المنطقة في أكثر أشكاله تقليدية وتزمتا وعداء للتقدم وللنساء ولأصحاب الديانات الأخري وللعصر، حتي أصبحت الجماهير نفسها تتعامل مع كل القضايا بعد إلباسها ثيابا دينية من موقع الحلال والحرام بصرف النظر عن المنطق والخطأ والصواب.

وبدا كأن هذه الجماهير قد سقطت في الفخ الذي شدتها إليه نظم استبدادية عائلية فاسدة، لتكون هذه النظم قادرة علي قيادة الشعوب وتضليلها وإخفاء الحقائق عنها باسم الدين، وإفقار ثقافتها وتشويه وعيها.

ويعرف الرئيس «علي عبدالله صالح» جيدا أن من يواجهونه في اليمن الجنوبي ليسوا كفرة ولا خارجين عن الإسلام، وهو حين يوجه لهم هذه الاتهامات إنما يعلن عن عجزه عن التعامل بصورة سياسية عقلانية وشفافة مع المآل المأساوي للوحدة التي تحولت إلي إلحاق، ولوعود العدالة والديمقراطية التي باتت سرابا.

لكن وعيا نقديا هو ابن التجربة المرة والثقافة التقدمية أخذ يبرز في بعض الأوساط الجماهيرية الأكثر استنارة، فقد انفض جمهور عراقي واسع عن الأحزاب الدينية في الانتخابات المحلية وتقول استطلاعات رأي جدية أن حماس سوف تخسر كثيرا في الانتخابات العامة القادمة في فلسطين، وأن قادتها يعرفون ذلك ولهذا يماطلون في إجراء المصالحة مع فتح والتوقيع علي الورقة المصرية التي جاءت حصادا للوساطة.

وقبل أكثر من قرن من الزمان قال المفكر والفقيه العربي «عبدالرحمن الكواكبي» الذي قتله الاستبداد والطغيان.

«دعونا ندير حياتنا الدينية، ونجعل الأديان تحكم في الآخرة فقط»، ولعل أصداء دعوته هذه أن تنبهنا للمأزق الذي وقعنا فيه.

http://www.al-ahaly.com/FARIDA.htm


أللهم لك الحمد
الجميع عرف الان من هو الطائح
استخدام الدين لن يمر ايها الطائح
حسبنا الله ونعم الوكيل
__________________
حقهم القوة و قوتنا الحق
الطائر الجنوبي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2009-10-25, 11:48 PM   #4
أبو عامر اليافعي
قلـــــم ماســــي
 
تاريخ التسجيل: 2008-02-14
الدولة: الجنوب العربي
المشاركات: 18,528
افتراضي

اين رايك وتعليقك اخي الزامكي ؟
الموضوع موضوعك ولو اردت الحوار فيه نريد تعليقك لانه حسب المعقول والمنطق من اتى بمقال لابد نعرف سبب اتيانه به وماذا اراد ان يوصل من فكرة الينا وما سبب نقله للموضوع حتى يكون موضوعك ونحاورك فيه .
لك التحية ومنتظرين خاصة ان الموضوع شائك نوعا ما.
__________________
تَهونُ عَلَينا في المَعالي نُفوسُنا * * وَمَن يَخْطَبُ الحَسناءَ لَم يُغلِها المَهرُ
أبو عامر اليافعي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2009-10-25, 11:50 PM   #5
أبو عامر اليافعي
قلـــــم ماســــي
 
تاريخ التسجيل: 2008-02-14
الدولة: الجنوب العربي
المشاركات: 18,528
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عامر اليافعي مشاهدة المشاركة
اين رايك وتعليقك اخي الزامكي ؟

الموضوع موضوعك ولو اردت الحوار فيه نريد تعليقك لانه حسب المعقول والمنطق من اتى بمقال لابد نعرف سبب اتيانه به وماذا اراد ان يوصل من فكرة الينا وما سبب نقله للموضوع حتى يكون موضوعك ونحاورك فيه .

لك التحية ومنتظرين خاصة ان الموضوع شائك نوعا ما.
نفس الطلب مطلوب من الاخ الطائر الجنوبي.
__________________
تَهونُ عَلَينا في المَعالي نُفوسُنا * * وَمَن يَخْطَبُ الحَسناءَ لَم يُغلِها المَهرُ
أبو عامر اليافعي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2009-10-25, 11:59 PM   #6
الزامكي
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2008-02-10
المشاركات: 2,807
افتراضي

أخي ابو عامر حياك الله
انا نقلت الموضوع للفائده ليس اكثر او اقل و هي رسالة للمواطن اليمني قبل ان تكون لرئيس اليمني و تحمل في ثناياها الكثير و الكثير من المعاني و الاهداف و تعميمها للقارى للفائدة و انا دائماً اتجنب الخوض في مواضيع تتعلق بالدين و بالذات من الكاتبة شخصياً لانها كتبت موضوعها ليس استهداف الرئيس اليمني و لكنها اخذت صالح حجة لاهداف اخرى اعذرني الخوض فيها..لك تحياتي
الزامكي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2009-10-26, 12:16 AM   #7
*الغريب*
مشرف
 
تاريخ التسجيل: 2009-09-21
المشاركات: 2,463
افتراضي


لا يا فخامة الرئيس.. ليسوا مرتدين!

gmt 000 2009 الثلائاء 13 أكتوبر



الشرق الاوسط اللندنية


مشاري الذايدي


لم يكن الرئيس اليمني بحاجة إلى تشبيه انفصاليي الجنوب بأنهم كمن يرتد عن الإسلام.

كان يكفيه أن يتغنى، وله الحق، بإنجاز وحدة التراب اليمني، وتأسيس الجمهورية، وأن يقول الكلام العاطفي والمؤثر حول أن اليمن كان يرزح تحت نير الاستعمار أو الوصاية الأجنبية وتخلف المشيخات وماضوية الإمامة، وأن يتحدث عن التضحيات والدماء التي بذلت من أجل التحام شطري اليمن، لتصبح البلاد سيدة الركن الجنوبي الغربي من الجزيرة العربية، ممسكة بعنق البحر الأحمر وحاضنة لصدر البحر العربي، كل هذا، وغيره، كان يمكن أن يسعف الرئيس علي عبد الله صالح في خطابه الأخير الذي وجهه لمغتربي اليمن وهو يحكي لهم عن الأوضاع المتأزمة في بلادهم، ما بين تمرد طائفي حوثي في الشمال، وآخر إقليمي في الجنوب، وبينهما ثعبان القاعدة الذي يسعى جهده لاعتصار الضحية.

كان يمكن أن يصارح جمهوره بأخطاء الحزب الحاكم الماضية، وأن يخبر أبناء المهجر عن خطته وخطواته لإنقاذ اليمن ومحاسبة المقصرين والفاسدين، حماية للوحدة والجمهورية، وهو رجل المواجهات الصلب والخبير بواقع وتاريخ اليمن. لكن هذا اللجوء إلى استثارة الجانب الديني والمقارنة غير الموفقة بين حركة التمرد الجنوبي بحركة الردة عن الإسلام، كانت هفوة عظيمة، ستؤخذ عليه من قبل خصومه في الجنوب والشمال، وسيتهم الرئيس بأنه يكفر أهل الجنوب، هكذا بإطلاق، رغم أن الرئيس اليمني تحدث بإسهاب في خطابه هذا عن أن أغلبية أبناء الجنوب والحزب الاشتراكي هم مع الوحدة قلبا وقالبا، وتحدث بشكل مؤثر عن التحام المصير بين ثورة الجنوب على الاستعمار وحكم السلاطين وبين ثورة الشمال على حكم الإمامة، ولكن الخصوم، هذا شيء طبيعي، سينسون كل هذا الكلام ويركزون على فقرة «الردة عن الإسلام»، ويحاولون إقناع الجمهور الجنوبي المحايد أو المتردد بأن رئيسهم يتهمهم بالكفر، وهو آخر شيء كان يقصده أو يعنيه الرئيس.

الحق أن هذه المشكلة في الخطاب السياسي، ليست خاصة بهذه الحادثة، فهي معضلة تتصل بالخطاب السياسي العربي كله، وهي الاستخدام المسرف للدين ومحاولة احتكاره، ليصير الصراع على من هو الممثل الأجدر له، خصوصا مع زيادة المشاعر الدينية في منطقتنا بشكل متسارع، والصدور عن معيارية دينية في موضوعات الخلاف السياسي كلها، والأمثلة كثيرة.

هناك تسابق محموم بين الحكومات والسلطات العربية ومعارضيها على التهويش بعصا الدين ومن الأحق بتمثل وتمثيل هذا الدين، وهو سباق خطير ومثير بسبب لا نهائية مثل هذه الصراعات وبسبب نتائجها الخطيرة على التفكير المدني الهادئ والالتفات إلى القضايا الحقيقية المتعلقة بالفقر والفساد والتعليم والعدالة، فهذه موضوعات الخلاف الحقيقية، وهي موضوعات «دنيوية» من شؤون الدنيا، أي خلافات على الأرض، وليست جداليات أخروية أو من شؤون عالم الغيب، ودنيا السماء. القوى السياسية العربية، سواء في الحكم أو خارجه، تصدر عن فكرة واحدة هي أن «الجمهور» العربي كله متشبع بالدين واللغة الدينية ولا يفهم القضايا إلا بعد إلباسها عباءة دينية، ولا يمكن تحريك «وحش» الجماهير إلا بعد التلويح له بخرقة العاطفة الدينية!

لم يسأل أحد نفسه، موالاة أو معارضة، عن: هل الجماهير العربية فعلا صماء إلا عن صوت التجييش الديني؟ هذا أولا، ثم لو كان الأمر كذلك فعلا، فمن الذي جعل الجمهور العربي على هذه السوية الفقيرة عقليا؟ أليست جل القوى السياسية العربية، حكمت أو لم تحكم، هي المسؤولة عن تديين الجمهور العربي؟ طبعا نتحدث عن القوى السياسية العربية، بالذات، منذ حرب الخليج الثانية فصاعدا، وصولا إلى انفجار الغرائز الطائفية والدينية بعد 11 سبتمبر وتفاعلاته (حرب أفغانستان، سقوط صدام حسين، حروب لبنان وحزب الله، القاعدة في اليمن والصومال.. الخ).

الجمهور العربي، بدرجات متفاوتة، ليس دائما كما يتوهمه قادة القوى السياسية، فهو ليس «ثورا» سهل الاستفزاز والتوجيه دائما بمجرد التلويح له بخرقة العاطفة الدينية، هناك لحظات وعي مثيرة يعود فيها أفراد الجمهور إلى وضع قضايا الخلاف في إطارها الطبيعي، إطار «الخدمات» والمطلبيات المدنية، ولنا في نموذج انفضاض كثير من الجمهور العراقي عن الأحزاب الدينية في انتخابات المحافظات العرقية دليل على هذه الدعوى التي نقول. لكن للأسف، هذه لحظات قليلة في سياق حالة شبه دائمة من إشغال متعمد للجمهور بحروب اجتماعية وإعلامية تتمحور حول قضايا دينية وطائفية، كما يجري الآن في العراق واليمن ولبنان وباكستان وكثير من بلدان الخليج.

هنا سؤال: هل ظاهرة توظيف الدين في الخلافات السياسية جديدة؟ وهل هي مقتصرة على الحكام؟

الجواب: لا، فهي ليست ظاهرة جديدة، كما أنها ليست مقتصرة على الحكام؟

ففي التاريخ الإسلامي كانت تصفية المعارضين ومحاربة الجماعات الثائرة تتم تحت شعارات دينية حتى يستطيع الحاكم تجنيد الناس وتبرير الحرب أمام الرأي العام، حصل ذلك في كل الحروب الداخلية الإسلامية الكبرى من الجمل إلى صفين إلى النهراوان إلى الحروب العباسية ضد الأمويين إلى حروب الصفويين والعثمانيين، وقد كتب تراث غزير حول هذه الحروب، تحول إلى تراث ديني، كان في أصله خطابات تبرير سياسية بلغة دينية، تسربت مع الوقت إلى حقل الفقه والنظرية السياسية الشرعية، لتصبح مذاهب كاملة وأنسقة مغلقة. نفس هذا الجهد التبريري تم من قبل الحكام ضد «الأفراد» المعارضين، فقتل أو طورد الكثير من المثقفين المعارضين تحت عناوين مختلفة، يجمعها، أعني التهم، صفة مشتركة، هي مروق المقتولين أو المطاردين من الدين، وذهب ضحية ذلك بعض من لا ناقة له ولا جمل في السياسة والفكر، فتمت تصفيته بعنوان الزندقة، كما حدث مع الشاعر العباسي المسكين علي بن جبلة الملقب بـ (العكوك) الذي قتله الخليفة لأنه مدح أحد قواد الجيش أكثر منه، لكنه لما قتله برر قتله له بشكل ديني بذريعة أن الشاعر زنديق، في قصة معروفة.

استمر هذا السلوك إلى وقتنا القريب، ومن يقرأ يعرف كيف حرض فؤاد، ملك مصر، على العالم الأزهري المتحرر الشيخ علي عبد الرازق الذي ألف كتابه الشهير (الإسلام وأصول الحكم) سنة 1925 لنقض نظرية تقديس منصب الخلافة، وهو المنصب الذي ألغي في تركيا 1924 بعد ثورة أتاتورك، وقد قطع حكام ذلك الوقت من المسلمين بوراثة هذا اللقب بما يعنيه من سطوة وسلطة، وكان فؤاد من أبرز الحالمين، لكن كتاب الشيخ علي الحاسم كان رفضا فقهيا وفكريا لهذا الحلم، وأحبطت أحلام فؤاد في وراثة منصب الخلافة، فكان العقاب للشيخ علي هو الوصم بالمروق والزندقة والطرد من زمرة العلماء الأزهريين.

في المقابل، وبشكل أكثر حدة وإسرافا، كانت جماعات المعارضة السياسية منذ القديم وإلى وقتنا مغرقة في توظيف الدين واستنزافه في التجييش ضد الدولة والحكام، خذ لديك الخوارج والشيعة والباطنية قديما، وحديثا الإخوان المسلمين وحزب التحرير وكل جماعات الجهادية السلفية من قاعدة وغيرها، وجماعات المعارضة الشيعية في العراق واليمن، كلها تهوش بعصا الدين وادعاء احتكاره وأن السلطات انحرفت وزاغت عن الصراط المستقيم، وأن غرض هذه الجماعات تقويم الانحراف عن الدين فقط، مع إخفاء طمع وشهوة الوصول للسلطة.

وعودا لحديثنا الأساسي، فقضية الوحدة في اليمن ونهضة اليمنيين وحماية هذه الوحدة بالغالي والنفيس، هي قضية شريفة ونبيلة يمكن أن تملك الدفاع عن نفسها بنفسها دون الحاجة إلى استدعاء لغة التكفير والنبذ من الإسلام، فأهل الجنوب، حتى الانفصاليون منهم لم يخرجوا من الإسلام، وكذلك الحوثيون هم من المسلمين ولم يخرجوا من الإسلام، بل حتى أبناء تنظيم القاعدة، كل هؤلاء داخل خيمة الإسلام، وليسوا مرتدين عن الدين، مثلما نقول لهذه الجماعات المعارضة أيضا إن الحكومات العربية كلها حكومات مسلمة وليست مارقة من الدين كما تقولون.

قضية الرئيس اليمني قضية عادلة ونبيلة، إذا أدارها بشكل صحيح، ليست بحاجة إلى تهم الردة، فالخصوم أيضا لا يقصرون في رد التهمة بمثلها وأضعافها.

الخلاف هو بين مسلمين على قضايا محددة، وليس على الإسلام وموضوعات دينية وكلامية.

أمر بسيط وسهل، وتستغرب حقا لماذا الذهاب بعيدا نحو تهم الردة والتكفير والإسلام والتاريخ، القضية واضحة والخلاف محدد، ولكنها متطلبات المكر السياسي، التي تجني أول ما تجني على نقاء صورة الإسلام نفسها.

ليتنا ندع التراشق الديني والتهم التكفيرية جانبا، ونتجادل في الدنيا، إلا إذا كنا نعتقد أن جدالنا في الدنيا سيكشف كم نحن عنها غائبون، ولذلك نغطي انكشافنا بعباءة الدين..


ادخلوا هنا واطرحوا ما بقرائحكم

http://www.elaph.com/Web/NewsPapers/2009/10/492797.htm
*الغريب* غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2009-10-26, 12:20 AM   #8
أبو عامر اليافعي
قلـــــم ماســــي
 
تاريخ التسجيل: 2008-02-14
الدولة: الجنوب العربي
المشاركات: 18,528
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الزامكي مشاهدة المشاركة
أخي ابو عامر حياك الله
انا نقلت الموضوع للفائده ليس اكثر او اقل و هي رسالة للمواطن اليمني قبل ان تكون لرئيس اليمني و تحمل في ثناياها الكثير و الكثير من المعاني و الاهداف و تعميمها للقارى للفائدة و انا دائماً اتجنب الخوض في مواضيع تتعلق بالدين و بالذات من الكاتبة شخصياً لانها كتبت موضوعها ليس استهداف الرئيس اليمني و لكنها اخذت صالح حجة لاهداف اخرى اعذرني الخوض فيها..لك تحياتي
احسنت في ردك .
لان مقال فريدة النقاش يحمل جانبين :
نقد واضح وسليم للرئيس اليمني .
فصل الدين عن السياسة وهو الموضوع الشائك.
وان كان لا داعي في الخوض بالامر لانه يحمل مسالة شائكة لازالت مصدر للخلاف والجدل الكبيران فما هو المطلوب من المقال؟
__________________
تَهونُ عَلَينا في المَعالي نُفوسُنا * * وَمَن يَخْطَبُ الحَسناءَ لَم يُغلِها المَهرُ
أبو عامر اليافعي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
جنوبيون وندعم الشعب السوري محمد العبادي المنتدى السياسي 2 2012-02-24 11:36 PM
السلاح الشخصي اصبح اليوم شي ضروري في حياتنا الدعاسي المنتدى السياسي 10 2010-02-19 11:42 PM
فضلاً دعونا نعبر دعونا نمر بائع المسك المنتدى السياسي 4 2010-01-23 01:44 AM
(هكذا كانت حياتنا في الجنوب براكين عدن المنتدى السياسي 1 2009-12-13 12:21 AM
(هكذا كانت حياتنا في الجنوب براكين عدن المنتدى السياسي 1 2009-12-11 09:56 PM

=
Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.
 

تنـويـه
بسم الله الرحمن الرحيم

نحب أن نحيط علمكم أن منتديات الضالع بوابة الجنوب منتديات مستقلة غير تابعة لأي تنظيم أو حزب أو مؤسسة من حيث الانتماء التنظيمي بل إن الإنتماء والولاء التام والمطلق هو لوطننا الجنوب العربي كما نحيطكم علما أن المواضيع المنشورة من طرف الأعضاء لا تعبر بالضرورة عن توجه الموقع إذ أن المواضيع لا تخضع للرقابة قبل النشر