كم أحرجتنا ارادة اصحاب مشروع الاستقلال نحن اصحاب مشروع الفيدرالية-شعب عظيم بقيادة هزيلة

[نبيل العوذلي]

بسم الله الرحمن الرحيم
اتاحت لي فرصة وجودي في عدن العشرين اليوم الماضية ان اطلع على بعض الاجزاء الغائبة عني من الحدث السياسي الجنوبي الذي اعتدت بحمدالله ان اتعامل معه بحيادية وحضرت جزء من حضور 28الذي تم في ساحة العروض والذي يجمع الكل انه لم يكن بمستوى حضور ايام التصالح والتسامح في يناير المنصرم والذي تولى كبر ادارته الهيئة الشرعية متمثلا برئيس اللجنة التحضيرية الشيخ حسين بن شعيب ورئيس الحملة الشعبية الشيخ محمد مشدود اللذان التقيت بهما مرارا واطلعاني على تطور لايعزى الى قيادة الحراك الجنوبي الذي احسنت الكاتبة جين نوفاك في تشخيصهم عملهم السياسي السيء ولكن الى ارادة الشعب الجنوبي نفسه التي ابهرت الكل
لقد كان حضورا ملحوظا لايمكن سوى وصفه بان الشعب الجنوبي في جزء كبير منه ربما لايرحب بمشروع مع اخوانه في الشمال سوى مشروع الاستقلال رغم فشل قادة الحراك في توحيد مكوناتهم وقبولهم التعددية السياسية والرأي في ضمن اطار الوصول الى الهدف السامي -اخراج المحتل واستعادة كرامة الشعب الجنوبي-

لم تخطىء الكاتبة الامريكية الصديقة وصفها لحال قادة الحاراك لانني كنت قد عاينته سابقا وما اطلعت عليه بنفسي خلال زيارتي كافيا لتأكيد ذلك بل انها اذا عرفت تفاصيل الاساليب القذرة تلك التي يستعملها بعض قادة الحراك ضد بعضهم البعض لربما طالبت بمحاكمتهم امام تضحيات الشعب الجنوبي البسيط
ان مشروع الاستقلال وانصار هذه الرؤية باتت اليوم حقيقة شعبية لايمكن تهميشها او الالتفاف عليها اسوة باختها مشروع الفيدرالية التي تشكل قاعدة شعبية له في الجنوب لاتقل عن قاعدة اصحاب مشروع الاستقلال الناجز
ان الفرق بينهما يمكن ايجازه الى كلمتين
الاستقلال الناجز----------الاستقلال الواعد
ان اصحاب الاستقلال الناجز يريدون من خلال استمرار العملية الثورية دون تفاوض ولاحوار ايصال المجتمع الاقليمي والدولي بالاضطرار الى التعامل مع مطالب الشعب الجنوبي بأقل نظرة لمصالحهم والتي قطعا لايمكن اقصاءها في ظل وضع نحن عليه ولكن المسألة تبقى باطالة امد النضال واحلال نوع من الوضع المدني المزعج لدول الاقليم والعالم اكثر من انعاج اليمنيين الذين باتوا معتادين لى الحياة في مدنية فوضوية --الدحبشة--تلك المتصلة فيما يبدوا تاريخيا بسيكلوجية جزء من الشمال وليس كله بالطبع والذين يحسنون النجاح مع الفوضى بل ويبدعون في ذلك ..ولكن اصحاب الاستقلال الناجز لاينظرون الى طول المدة تلك التي سيصل اليها الاقليم والعالم الى تلك القناعة التي يحلون مشكلة الجنوبيين بأقل نظرة لمصالحهم ولايفكرون ان اطالة الامد قد تجعل الناس تمل عن الاستمرار ولذلك يلجاون انمام هذه المطبات الى اقحام الجنوبيين في مصادمات مع السلطة تحاول السلطة بقيادة الرئيس الفذ عبدربه منصور حفظه الله من تفاديها حينما فهموا ان هناك من يراهن على خلق هوة فاصلة بين الجنوبيين على غرار حقبة الستينات والسبعينات في دراما مسرحية التركة التي تصور ان الجنوبيين يجب ان يكونوا دائما منقسمين الى جزء عميل للمحتل وجزء اخر اكثر واصفى وطنية اتضح فيما بعد ومن خلال تكرار نفس السيناريو اليوم ان وراء هذه النظرة فقط هو الاثر السيء للثقافة المناطقية لدى البعض الذين ينظرون الى مشروع الفيدرالية الحل الايسر والآآمن على انه في جزء من جوهره سيتيح لمناطق وابناء مناطق البقاء في ذات المؤسسات العسكرية والامنية والسياسية ولابد من اعادة جوهر مسرحية التركة لاستئصالهم بثقافة كونهم محسوبين على تركة الاحتلال وان كانوا جنوبيين ابا عن جد
الشعب الجنوبي في قطاعه الكبير يؤيد الاستقلال ولكنه لايفهم ان من يتمسك بهذا المشروع لايتمسك به حبا في الوصول الى الهدف بحسب تصوره مع اكبر قدر من الصفاء الوطني في قياداته وقواعده لبناء دولة وطنية بلبنات نقية على غرار البحث عنها في مراحل السبعينات تصفية بعد تصفية وطر بعد طرد لكل عناصر لايشكل نقاءها الوطني والمبدأي الدرجة المطلوبة من الصفاء ليتضح لاحقا ان نصف الشعب الجنوبي مطرود الى شمال اليمن ودول الخليج بحثا عن ذلك القدر من الصفاء في الجنوبين لينتهي بهم الحال اخيرا في بداية التسعينات في وحدة مع فصيل هو اشد تعكرا وتلطخا في صفاءه السياسي والاخلاقي --رشوة ونهب وسحت وظلم وسرقة واختلاسات وتحايل ....-

ان صمام الامان للوصول الى حل للمشكلة اليمنية يكمن ببساطة بنجاح دولة الرئيس عبدربه منصور الذي يسعى البعض الى افشالها ظنا منه ان ذلك سيتيح له الفرصة لتحقيق مكاسب خاصة لمشروعه السياسي المعين ..هذا الرئيس افذ الذي كسر كل المراهنات التي راهنت على فشله


ان اصحاب مشروع الاستقلال الواعد بالفيدرالية المزمنة يراهنون على ان اختيار الطريق الايسر للوصول الى الهدف المتوافق مع ضرورة الاحداث وطبيعة الحال اليمني ..ولكن فيما يلوح في الافق ان اصحاب مشروع الاستقلال استفادوا من رغبة القطاع الحيوي والنشيط والمستبسل من الشعب الجنوبي الذي يتوق الى نيل الاستقلال الناجز من الشماليين دون حتى ان يجلس معهم في طاولة حوار لذلك الاثر السلبي العظيم الحاضر ذاكرته في شخصية المجتمع الجنوبي تجاه الشمال وثقافة نظامه ومجتمعه السلبية ...وقد يفكر اصحاب مشروع الاستقلال الناجز الى الدفع بالامور للكفاح المسلح ليقطعوا اي سبيل نجاح لاصحاب الحوار ظنا منهم انه كفيلا بخلق واقع جديد يضطر في الجنوبيين الى ان يكونوا وفق تصورهم للحياة
يا ابيض ..يا اسود
وطنيين وعملاء للاحتلال
لتكرار نفس سيناريو السبعينات وللاسف وهذا ما يجب ان تتراص الصفوف الوطنية الجنوبية لمنع حدوثه لكارثيته الحتمية قطعا