الصفأة .. العزلة التي قاطعت الانتخابات احتجاجا على غياب الخدمات

[أبو عامر اليافعي]

[align=center]الصفأة .. العزلة التي قاطعت الانتخابات احتجاجا على غياب الخدمات
«الأيام» قائد زيد ثابت:


انزلاق الأنابيب ..مشروع إعادة الضخ (الزغرور)

إلى الجنوب من مركز المديرية يافع رصد على بعد خمسة كيلومترات تمتد مناطق وقرى عزلة الصفأة المترامية الأطراف من الشرق إلى الغرب.

ويسكن الصفأة مايقارب عشرة آلاف نسمة يتوزعون في 30 منطقة ومحلا وتتناثر فوق قمم وسفوح الجبال والتلال وأحضان الأودية .

وتعتبر مناطق عزلة الصفأة من أشد وأكثر عزل المديرية فقراً وحرماناً وبؤساً، حيث تم حرمانها من أبسط الحقوق والخدمات، ويعود ذلك إلى العشوائية والتخبط في توزيع المراكز الانتخابية، وتفتقر إلى أسلاك الكهرباء بعد نصب الكابلات، ومنازل أبنائها كما كانت تضاء بالفوانيس في القرن الواحد والعشرين، وفلذات أكبادهم يدرسون تحت الخطر والشجر بعد أن أصبحت فصول مدرستهم آيلة للسقوط فوق رؤوس الطلاب والطالبات، والمأساة أن أصواتهم تتزاحم على مركز انتخابي واحد.

لتسليط الضوء على ما تعانيه عزلة الصفأة قامت «الأيام» بجولة استطلاعية لملامسة هموم وأوضاع أبنائها، فإلى التفاصيل:

تعتبر الصفأة العزلة الوحيدة في المديرية التي قاطعت الانتخابات المحلية والرئاسية السابقة احتجاجاً على غياب الخدمات الضرورية، وكذلك سحب مركزهم الانتخابي إلى منطقة أخرى على الرغم من زيادة النصاب في عدد المقيدين في سجلات الناخبين في مركز الصفأة إلى 3500 ناخب آنذاك .

فالانتخابات الأولى في دورة المجالس المحلية مثَّل الصفأة في مجلس المديرية عضوان، أما اليوم فلايوجد لعزلة الصفأة من يمثلها في المجلس نظراً لرفض الأهالي الانتخابات السابقة ومقاطعتها.

الصفأة محرومة من إنشاء الحواجز والسدود، تمتلك عزلة الصفأة مواقع كثيرة مهيئة وصالحة لإنشاء وإقامة السدود والحواجز والاستفادة من مياه الأمطار التي تذهب هدراً، ومن تلك المواقع حاجز (لِجّ) الواقع في إطار منطقة الحنشي، وقد سبق لنا أن قمنا بنشر استطلاع صحفي متكامل عن منطقة الحنشي وحاجز لِجّ .




كهرباء الصفأة

والحديث عن سد لِجّ طويل نظراً لطول الانتظار وزرع العراقيل والمكايدات المتعمدة لإفشاله وترحيله إلى منطقة أخرى، رغم الحاجة الملحة لإقامته بمنطقة الحنشي المهيئة بامتياز، لإقامته وإقامة أكثر من سد في مناطق الحنشي التي تعادل مناطقها عزلة من عزل المديرية إن صح القول كون المنطقة واسعة الامتداد وتتخلها الجبال والشعاب الشاهقة بالإضافة إلى الوديان الطويلة والمتعددة.

والميزة الجميلة في مناطق الحنشي هي أن أعالي وديانها عبارة عن مساحات خالية من السكان والمساكن والمزارع وأسافلها تفترش وتوجد فيها المساحات الزراعية التي تزرع الآلاف من أشجار البن المهددة بالموت بعد موت الآلاف عطشاً .

ومن المواقع الصالحة لإقامة السدود والحواجز في منطقة الحنشي بعزلة الصفأة هي سد الرقبات وسد لِمِس.

كما تتميز عزلة الصفأة عن غيرها من مناطق المديرية بامتلاكها العشرات من المواقع الصالحة لإقامة السدود والحواجز العملاقة التي تؤمن المنطقة والمديرية بشكل عام من الجفاف ومن تلك المواقع (امهدارة - مديان - بردان- مريدان- الدخلات) وقد تكبد وأنفق الأهالي تكاليف باهظة في سبيل الحصول على تمويل لإقامة سد أو حاجز في مناطق عزلة الصفأة التي تمثل %30 من مساحة المديرية .

مشروع إعادة الضخ (الزغرور)

يعتبر مشروع إعادة الضخ (الزغرور)من ضمن المشاريع المتعثرة في عزلة الصفأة، وقد مر على تعثره مايقارب خمس سنوات أي منذ عام 2004م، وتعود الأسباب الحقيقية لتعثر المشروع إلى تأخر صرف المضخة التي تعد من ضمن وأهم مكونات المشروع .

والذي نحب أن نقوله أن العمل المنفذ فيه الكثير من العيوب والاختلالات، ولم يكن التنفيذ وفق المواصفات والتصاميم الهندسية المتعارف عليها .




جانب من الصفأة

فالأنابيب بمختلف أقطارها لم يرافق تركيبها ومدها دعامات أسمنتية لتأمين تثبيتها من التساقط والانزلاق كون أماكن مرور الأنابيب عبارة عن منحدرات جبلية، وهناك أماكن تمر فيها السيول، فترك الأنابيب دون تثبيتها بالأوتاد يجعلها عرضة للتساقط والجرف.

ومن ضمن الأخطاء التي رافقت تنفيذ المشروع هو استبعاد غرف التفتيش، وهناك نواقص كبيرة لم يتم إكمالها ومنها المناهل التي لم ينفذها المقاول إطلاقاً، كما أن الفريق المنفذ لم يستكمل مد الأنابيب إلى جميع المساكن ولم يستكمل أيضاً ربط المواسير الرئيسية التي تربط الخزان التجميعي الواقع أسفل الجبل بالخزان الموزع الواقع أعلى الجبل، بالإضافة إلى عدم ربط الخزان التجميعي بالمشروع الأم (مشروع مياه الصفأة).
[/align]