نصائح [ابو الصميل العدني ] لأبناء [الجنوب العربي ]

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين , والعاقبة لله الحمد متقين , ولا عدوان إلا على الظالمين, وأشهد أن لا اله إلا الله البر الرحيم واشهد أن محمداً عبده ورسوله وبعد :
يا أمه الإسلام ..
ويا أهل اليمن الأحرار عامة
ويا أبناء الجنوب العربي خاصة
اعلموا رحمكم الله وهداكم إلى سبيل الرشاد ,إن العلماء قديما وحديثا من لدن الصحابة الكرام البررة إلى يومنا هذا اتفقوا على أن لهذا الدين العظيم والإسلام الحنيف شروط من استوفاها كان مسلما حقا
وان لهذا الإسلام نواقض تخرج المرء عن دائرة الدين وان كان يقول : [لا الله إلا الله محمدا رسول الله] لأنها لا تنفعه وهو قائم على ضدها .
ونذكر منها ما يلي:

الناقض الأول :- من لم يكفر المشركين أو شك في كفرهم أو صحح مذهبهم وقع في الكفر

أعلم أيها الأخ الكريم :

انه لا يحكم بإسلام المرء حتى يكفر المشركين فإن توقف في ذلك مع ظهور الأمر فيهم أو شك في كفرهم مع تبينه فهو مثلهم .
إما من صحح مذهبهم واستحسن ما هم عليه من الكفر والطغيان فهذا كافر بإجماع المسلمين لأنه لم يعرف الإسلام على حقيقته .
وفي صحيح مسلم عن أبي مالك سعد بن طارق عن أبيه قال: سمعت رسول الله صلى الله علي وسلم يقول (( من قال لا اله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله ))
فلا يكتفي بعصمة دم المسلم أن يقول لا الله إلا الله بل لابد أن يضيف إليها الكفر بما يعبد من دون الله , فإن لم يكفر بما يعبد من دون الله لم يحرم دمه وماله والسيف مسلول عليه لإضاعته أصلا من أصول ملة إبراهيم علية الصلاة والسلام التي أمرنا بإتباعها والسير على منهجها دون تمييع لها مسايرة لشهوات أعداء الله .
قال الله سبحانه وتعالىخطأ! الإشارة المرجعية غير معرّفة. الممتحنة أيه (4).
وبهذا البيان يتبين لك أخي المسلم ما عليه من حكام البلاد التي تنتسب إلى الإسلام لأنهم والوا أهل الإشراك, وقربوهم , وعظموهم وجعلوا بينهم علاقات تدل على أنهم أخوان لهم إضافة إلى ذلك أنهم عادوا أهل الدين وأذوهم وأودعوهم في السجون فهل يبقى إسلام بعد هذا ؟!

الناقض الثاني :- مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين ودليلة قوله تعالى }وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ{ المائدة أية 51 .
ومعنى [المظاهرة] أي المناصرة
فيجب على الأمة أن تصلح ما أفسده الناس المفسدون , والتحذير من مظاهرة المشركين على المسلمين ومعاونتهم لان مظاهرتهم ردة عن الإسلام.
وقد سئل العلامة عبدالله بن عبد اللطيف رحمة الله عن الفرق بين الموالاة والتولي فأجاب بان التولي : كفر يخرج عن الملة وهو كالذب عنهم وإعانتهم بالمال والبدن والرأي أ.هـ انظر كتاب التبيان شرح نواقض الإسلام .
ولا يخفى على كل ذي لب وفطنة ما يرتكبه السفاح [علي عبدالله صالح ] ضد شعبة عامة وضد أبناء الجنوب العربي خاصة , وكيف ثبت في حقه الناقضان سالفا الذكر , وذلك من خلال ممارسته للقتل ونهب المال العام وظلمة وانتهاكه للأعراض باسم محاربة القاعدة والتمرد , واستعانته على ذلك بدول غير مسلمة ومعادية للإسلام كأمريكا لمحاربة ما يسمى بالإرهاب ويرتكب بذلك أبشع جريمة عرفها الناس بقتلة النساء والأطفال والشيوخ وإهلاك الحرث والنسل والأنعام ونشر الفساد في الأرض والله لا يحب الفساد .
ولهذا فإن من كان هذا عمله فانه قد وقع في الكفر وصار محاربا للإسلام قبل المسلمين وخائنا لوطنه وشعبه , وعدوا تجب محاربته بشتى السبل لأنه صار عميلا وعبدا لأعداء الله ,تابع لهم .
قال سبحانه وتعالى خطأ! الإشارة المرجعية غير معرّفة. المجادلة أية 22 .
مفهوم المخالفة إن الذي يواد غير المسلمين يعتبر ممن حاد الله ورسوله مثلهم سواء بسواء ولا يعد من المؤمنين.
يقول الله سبحانه وتعالى في كتاب الكريم خطأ! الإشارة المرجعية غير معرّفة.التوبة أية 23
وقال سبحانه خطأ! الإشارة المرجعية غير معرّفة. الممتحنة أية (1)
وقال سبحانه خطأ! الإشارة المرجعية غير معرّفة. المائدة (51)
وقال سبحانه خطأ! الإشارة المرجعية غير معرّفة. الـ عمران(28)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتاب الاقتضاء ج1ص208: عند قوله تعالى خطأ! الإشارة المرجعية غير معرّفة. قال هي كفر , وهذا هو المحفوظ عن ابن عباس , إن الآية على إطلاقها .
وإطلاق الآية يدل على إن المراد بالكفر هو الأكبر , إذ كيف يقال بإسلام من نحى الشرع واستعاض عنه بآراء اليهود والنصارى وأشباههم أ.هـ بتصرف
وقد نقل ابن كثير الإجماع على هذا انظر البداية والنهاية [13/119].

أيها المؤمنون الأحرار :

روى الإمام مسلم رحمة الله من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال :سمعت رسول الله صلى الله علية وسلم يقول :من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه , وذلك أضعف الإيمان.
وذلك مع مراعاة المصالح العامة , وقاعدة المصالح والمفاسد بأن تكون المصلحة راجحة على المفسدة والضرر أقل من الخير ,أما أن خيف الضرر العام فلا يغير باليد بل يغير باللسان لقوله سبحانه (( ولا تلقوا بأنفسكم إلى التهلكة)) وإن خيف التغيير باللسان غير بقلبه وذلك بكثرة الدعاء على الظلمة والفاسدين .
أخرج الإمام مسلم في صحيحة من حديث ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله علية وسلم قال : ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب يأخذون بسنته , ويقتدون بأمره ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون ويفعلون مالا يؤمرون فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ومن جاهدهم بقبله فهو مؤمن , وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل .

أيها الأحرار :
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب على الأمة كما انه حق لها والأمة رئيس ومرؤوس فكما يجب على الأمراء أن يأمروا وينهوا الرعية كذلك يجب على الأمة إن تأمر وتنهي أمراءها قياما بالواجب وأداء للحق وقد مر بك الحديث الأنف الذكر ((فمن جاهدهم بيده )) وجهادهم أن يزيل بيده ما فعلوه من المنكرات بان يبطل بيده ما أمروا به من معصية أو ظلم إن استطاع .
قال الإمام سعيد بن جبير رحمة الله [ وهو من عارض الحجاج وخرج عليه فقتله]:قلت لابن عباس رضي الله عنه: آمر السلطان بالمعروف وأنهاه عن المنكر ؟قال إن خفت أن يقتلك فلا , ثم عدت , فقال لي مثل ذلك , ثم عدت , فقال لي مثل ذلك وقال :إن كنت لابد فاعلا ففيما بينك وبينه .
قال طاووس بن كيسان :أتى رجل ابن عباس فقال : آلا أقوم إلى هذا السلطان فآمره وأنهاه ؟ قال : لا تكون له فتنة , قال : أفرأيت إن أمرني بمعصية الله ؟ قال : ذلك الذي تريد . فكن حينئذ رجلا .
وقال إمام الحرمين : وإذا جار والي الوقت وظهر ظلمة , ولم ينزجر عن سوء صنيعة بالقول , فلأهل الحل والعقد التواطؤ على خلعة .
قال الإمام النووي الشافعي رحمه الله : وهذا محمول على ما إذا لم يخف منه إثارة مفسدة أعظم منه .
ورضي الله عنه أبو بكر الصديق إذ وقف عقب استخلافه ليضع المنهج السوي الذي يستقيم عليه أمر الراعي والرعية فقال : وليت عليكم ولست بخيركم , أن أحسنت فأعينوني , وإن أسأت فقوموني , أطيعوني ما أطعت الله فيكم , فإن عصيته فلا طاعة لى عليكم .
وقال عمر الفاروق رضي الله عنه , عندما قال له قائل : اتق الله يا عمر , وأغلظ له بالقول واغتنمها من يرغب أن يتزلف إلى السلطان ويكسب وده فقال : خفف على أمير المؤمنين , فقل عمر :- لا خير فيكم إن لم تقولوها – أي كلمة النصح – ولا خير فينا معاشر الحكام إن لم نقبلها .
يقول الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله في كتاب المعلوم من واجب العلاقة بين الحاكم والمحكوم في شرحه لحديث عبادة بن الصامت – قال : فهذا يدل على أنهم لا يجوز لهم منازعة ولاة الأمور ولا الخروج عليهم إلا إن يروا كفرا بواحا عندهم من الله فيه برهان , وما ذاك إلا لان الخروج على ولاة الأمور يسبب فسادا كبيرا وشرا عظيما فيختل به الأمن وتضيع الحقوق ولا يتيسر ردع الظالم ولا نصر المظلوم وتختل السبل ولا تأمن .
إلا إذا رأى المسلمون كفرا بواحا عندهم من الله فيه برهان , فلا بأس أن يخرجوا على هذا السلطان لإزالته إذا كان عندهم قدرة , أما إذا لم يكن عنده قدرة فلا يخرجوا , أو كان الخروج يسبب شرا أكثر فليس لهم الخروج رعاية للمصالح العامة , والقاعدة الشرعية المجمع عليها خطأ! الإشارة المرجعية غير معرّفة..
ويقول الشيخ العثيمين رحمه الله في كتاب شرح رياض الصالحين باب تحريم الظالم عند حديث رقم [213/11] ما يلي : إن قاتل المسلم مستحلا لقتله بغير إذن شرعي فهو كافر كفر مخرجا عن الملة وان قاتله بتأويل , أو لقصد رئاسة , أو لقصد سلطان فهذا لا يكفر كفر رده ولكنه كفر دون كفر أ.هـ بتصرف .
وفي كاست بعنوان لقاء مع جاسوس ألماني سئل الألماني الشيخ مقبل رحمه الله عن رأيه في علي عبدالله صالح فقال الشيخ : الرئيس علي عبدالله صالح إمعة مع الزجاجة حيث دارت , مع السني سني ومع الشيعي شيعي ومع الحزبي حزبي و الخ أهـ بتصرف .

أيها اليمنيون الأحرار :
نص قانون ودستور اليمن الذي صادق عليه الرئيس (( علي سلته )) على اعتبار أن رئيس البلاد , وصادق عليه أعضاء مجلس النواب الذين يمثلون الشعب , على جواز إقامة المظاهرات والاعتصامات السلمية المطالبة بحقوقهم الشرعية التي كفلها لهم الدستور فالتزم الناس بالقانون وبم ا نص عليه الدستور طاعة منهم لله ورسوله علية الصلاة والسلام والتزام بالقانون وحفاظا على الأمن والمطالبة بالحقوق بشفافية وبما هو مشروع من قبل السلطة .
فما كان من هذا الطاغية السفاح علي سلته إلا إن خالف ما صادق عليه من القانون واخرج عسكر ه لقتل الناس في الشوارع واستباحت دماءهم الطاهرة .
روى أبو داوود والترمذي وابن ماجة من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أفضل الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر .
وهؤلاء الناس لم يستطيعوا الوصول إلى السلطان فقالوها له كلمتهم العادلة علنا عبر وسائل الإعلام , فرد عليهم بالحديد والنار .
أخرج الحاكم عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : سيد الشهداء حمزة بن عبدالمطلب ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله .
نسأل الله أن يتقبل هؤلاء القتلى من الشهداء
وفي مسند البزار عن أبي عبيدة الجراح رضي الله عنه قال : قلت يا رسول الله أي الشهداء أكرم على الله قال: (( رجل قام إلى إمام جائر فأمره بمعروف ونهاه عن منكر فقتله )) .
وروى الإمام احمد من حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا رأيتم أمتي تهاب الظالم أن تقول له أنت ظالم فقد تودع منهم .
بمعنى أن الأمة بسبب سكوتها يتخلى عنها رب العالمين فلا ينصرها ولا يرفع قدرها رضت لنفسها الظلم قال سبحانه خطأ! الإشارة المرجعية غير معرّفة..
مفهوم المخالفة أن الذي لا ينصر الله ولا يقوم لحقوقه لا ينصره الله .

أعلموا أيها المؤمنون الأحرار :

أن السكوت عن الظلم ظلم آخر وقد يزيد الضرر بسبب السكوت , ويعم الظلم على جميع الناس وتنتشر الفوضى .
ففي صحيح مسلم في ذكر النبي صلى الله عليه وسلم :ذاك الرجل الذي قتل تسع وتسعين نفسا ثم أكمل المئة بالراهب , وفيه انه أراد التوبة فجاء إلى عالم فقال له هل لي من توبة , فقال العالم , نعم .. بشرط أن تترك القرية التي كنت فيها لأنها قرية سوء وهاجر إلى قرية كذا وكذا فإن فيها قوما صالحون الخ .. الحديث .
مفهوم الحديث والشاهد منه أنه عندما سكت الناس في تلك القرية على الظلم ولم يقم احد منهم بواجب الأمر بالمعروف النهي عن المنكر وإبداء النصح ابتلاهم الله جل وعلا بهذا الظالم بأن تمادى في غيه وطغيانه وظلمه وظل يُقتل في الناس إلى أن وصل إلى التسعة والتسعين فهداه الله إلى التوبة وتاب عليه وكان من العالم أن سمى هذه القرية ووصفها بأنها قرية سوء , لا لأنها كانت تعمل السيئات والمعاصي ولكن لأنها كانت ساكتة عن قول الحق , ولا خير في أمه لا تأمر بالمعروف وتنصح وتنهى عن المنكر .
وفي صحيح البخاري ومسلم عن طارق بن شهاب في ذكر مناسبة حديث من رأى منكم منكرا وسبب ذكره , هو إن مروان بن الحكم تولى الخلافة بعد موت معاوية بن أبي سفيان رضي الله عن الجميع , وكان أول من بدأ بالخطبة يوم العيد قبل الصلاة , فقام إليه رجل فقال الصلاة قبل الخطبة , فقال قد ترك ما هنالك , فقال أبو سعيد الخدري رضي الله عنه : أما هذا فقد قضى ما عليه – أي أدى الواجب الذي عليه من إنكار مخالفة سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقيل أن أبا سعيد الخدري هو الذي جذب مروان بن ا لحكم من يده وقال ما قيل , ورد عليه مروان بمثل ما ذكر , فذكر له الحديث .
ولعل الرجل أنكر بلسانه أولاً ثم حاول أب سعيد تغيير المنكر بيده ثانيا والله أعلم.
وروى أبو داوود وغيره عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال : الشاهد من الحديث : إن الناس اذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أو شك الله أن يعمهم بعقاب )).
وروى الترمذي وأبو داوود بسند حسن أ، النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( الساكت عن الحق شيطان اخرس)).
وقد أخبر سبحانه في كتابه الكريم أن لعن بني إسرائيل على السنة أنبيائه بسبب إنهم لم يكونوا يأمرون بالمعروف ولا ينهون عن المنكر فقال : ((لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ)) المائدة 78/79.
ثن اعلم أن قتل النفس بغير حق كفر وإجرام ما بعده إجرام وكأنه قتل الناس جميعا قال سبحانه خطأ! الإشارة المرجعية غير معرّفة. المائدة 32 .
وفي صحيح البخاري ومسلم من حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سباب المسلم فسوق و وقتاله كفر).
وفي صحيح البخاري ومسلم من حديث عبدالله بن عمر بن العاص رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ).
ومن كان هذا صنيعه جاز قتاله قال سبحانه (وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ). البقرة 190 .
وقال سبحانه خطأ! الإشارة المرجعية غير معرّفة. البقرة 194م .
وفي حديث البخاري ومسلم من حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لا يحل دم امرئ مسلم يشهد إن لا الله الا الله , وأن محمدا رسول الله إلا بإحدى ثلاث : الثيب الزاني , والنفس بالنفس , والتارك لدينه والمفارق لجماعة )).
والجماعة معناها في الشرع كل من تمسك بدينه على ما كان عليه النبي عليه الصلاة والسلام وأصحابه ولو كان وحده , والشاهد أن الطاغية (علي سلتة) اعتدى على النفس التي حرم الله بالقتل بغير حق أو سبب شرعي , وترك دينه وفارق جماعة المسلمين باستعانته بنهج غير نهج الإسلام وأناس غير المسلمين .
روى البخاري وأصحاب السنن من حديث ابن عباس رضي الله عنه قال :عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:من بدل دينه فاقتلوه .
ولو سلمنا أن هناك من أخطاء من المسلمين وقام بقتل شخص غير مسلم مثلا فإنه يعاقب على فعلته ولكن بغير القتل , لأن المسلم لا يقتل بكافر لقوله عليه الصلاة والسلام كما في صحيح البخاري (( لا يقتل مسل بكافر )) فكيف بقتل أناس مسالمين لم يرتكبوا أي جرم امنين في منازلهم والله المستعان .
والمتأمل في كتاب الله سبحانه وتعالى يجد أن الله جل وعلا استبعد أن يقتل المؤمن أو المسلم أخاه المسلم عمدا إلا إن يكون القتل خطأ, ثم توعد من قتل أخاه عمدا بعقوبات مغلظة في الدنيا والآخرة قال سبحانه النساء الآية 93.
فالله سبحانه توعد الظلمة بالعذاب الشديد في الدنيا وعذاب مقيم في الآخرة في آيات كثيرة من كتاب الله سبحانه وتعالى , وفي أحاديث كثيرة من سنة رسوله عليه الصلاة والسلام ولله الحمد , أضف إلى ذلك أن الطاغية السفاح ( علي سلتة) لم يعظم الأشهر الحرم فسفك دماء الأبرياء في أشهر الله الرحم (ذي الحجة ,ومحرم ) بقتاله وشنه حرب عبثية في م/ صعدة , واعتداء سافر على النساء والأطفال والشيوخ في م/أبين قرية المعجلة ظلما وعدوانا .
قال سبحانه التوبة أية 36 .
وفي صحيح البخاري ومسلم من حديث عبدالله بن عمر وأبي بكرة نفيع بن الحارث بروايتين مختلفتين والمعنى واحد أنه عليه الصلاة والسلام قال في حجة الوداع ((آلا إن الله حرم عليكم دماؤكم وأموالكم ,كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا , وفي شهركم هذا , آلا هل بلغت ؟ قالوا نعم قال :اللهم أشهد –ثلاثا- ويلكم أو ويحكم , انظروا لا ترجعوا بعدي كفار يضرب بعضكم بعض )).
يا أيها المسلمون في كل مكان وأيها المنصفون والمهتمون بحقوق الإنسانية وإقامة العدل ( علي سلتة )شابه بعمله فرعون الذي كان يقتل الأطفال ويستحيي النساء ويفسد في الأرض وشابه بعمله اليهود الذين نقضوا العهود والمواثيق وشابه المنافقين بممارسته ضد شعبه وضد الدول الشقيقة والصديقة الكذب .

يا أيها المسلمون في كل مكان :

إن هذا الطاغية قد كذب على أبناء الجنوب ونقض عهده معهم وخان الأمانة وفجر في خصومته خان مبادئ ثورتي سبتمبر وأكتوبر وخان واخلف وعده ونقض الاتفاقات على الوحدة , ونقض وثيقة العهد والاتفاق , ونقض الاتفاقات الدولية وقرارات الأمم المتحدة , وأخلف وعده مع المتقاعدين والمسرحين من أبناء الجنوب فماذا بعد .. رجل لا عهد له ولا ذمة . فماذا بعد ذلك ؟

قال سبحانه المائدة أية (1) وعند أهل السنن قال عليه الصلاة والسلام ( المؤمنون عند عهودهم ) وفي الحديث المتفق عليه من حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أربع من كن فيه , كان منافقا خالصا , ومن كانت فيه خصلة منهن , كانت فيه خصلة من نفاق حتى يدعها :إذا أؤتمن خان, وإذا حدث كذب , وإذا عاهد غدر , وإذا خاصم فجر .
وبعد هذا الطرح وهذا البيان , نريد أن نعرف ما الذي يجب علينا فعله تجاه ديننا وامتنا وطننا , وكيف نواجه هذا الظلم والعدوان الغاشم أقول إنه تجب علينا عدة أمور منها:

أولا : علينا أن نراجع ديننا ونصلح أعمالنا ونتوب ونتقرّب إلى الله بالأعمال الصالحة والصلاة , والذكر , والصدقة ,والاستغفار وهلم جر .
قال سبحانه البقرة أية (153).
وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله تعالى لا يقبل إلا طيبا , وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال سبحانه المؤمنون أية (51) وقال تعالى البقرة أية (172) .
ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء – يا رب , يا رب ومطعمه حرام , ومشربه حرام , وملبسه حرام , وغذي بالحرام فأنى الله يستجاب له ألأي فأنى يستجيب الله لدعائه وينصره وهو متلبس بالمعاصي .

ثانياً:علينا أن نكثر من الدعاء والاستعانة بالله سبحانه وتعالى ,فالدعاء سلاح المؤمن وهو من أفضل وأقوى الأسلحة والأعمال لذا على الناس المظلومين أن يكثروا من الدعاء على الفاسدين والمفسدين والظلمة القتلة ,بإخلاص وصدق النية مع الله سبحانه مع أن الدعاء لهم بالهداية أفضل , إلا أنه قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم قولا وفعلا أنه دعا على الحكام الظلمة وحذر أصحابه أن هم ولوا أمر المسلمين من دعوة المظلوم, وبهذا يتضح الجواز والله اعلم .
روى الإمام مسلم من حديث عائشة رضي اله عنها قالت : إن النبي عليه الصلاة والسلام قال : اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم فأشقق عليه , ومن ولي من أمر أمتي شيئا فرفق بهم فأرفق به .
وفي صحيح البخاري ومسلم من حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه عندما بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهل اليمن قال له عليه الصلاة والسلام : واتق دعوة المظلوم فأنه ليس بينها وبين الله حجاب .

ثالثا:- ندعو إلى وحدة الصف لان قوتنا في وحدتنا والى لم الشمل وذلك بالتصالح والتسامح وطوي ملفات الماضي والاستفادة من الأخطاء التاريخية السلبية وعدم تكرارها ,نتصالح ونعفو عن بعضنا البعض بصدق وإخلاص من القلب إلى القلب , هذا إذا كنا نريد الله أن ينصرنا,فعلينا أن نصلح نوايانا مع ظواهرنا , علينا أن رد المظالم إلى أهلها فمن كانت عنده مظلمة لأحد فعليه أن يردها إلى أصحابها , ومن قتل عليه أن يؤدي الدية لأهل القتيل ,ويؤدي الصيام الكفارة الذي هو حق الله – مع التوبة والإنابة والندم , ومن اخذ مالا على احد أو أرضا أو بيتا أو نحو ذلك فعليه أن يرده ويسوي الخلاف معه .
ففي صحي البخاري من حديث أب هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من كانت عنده مظلمة لأخيه من عرضه أو من شيء , فليتحلل منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم , إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته , وإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه .

رابعاً : يجب أن لانفتح باب العداء مع من يخالفنا في الرأي وأن نحترم راية وان لانفتح باب العداء مع إخوتنا الشماليين لأنهم مظلومون أكثر منا ما لم يصدر منهم ضرر تجاه إخوتهم في الجنوب , كما يجب علينا سياسيا أن لانفتح باب العداء مع الدول الأجنبية وأن لا نتعرض لمصالحهم بل علينا حمايتها والسيطرة على الملعب السياسي لمصلحتنا .

خامسا :-ندعو أبناء الجنوب إلى أن يجعلوا لهم مرجعية دينية وسياسية ويعملوا على إنشاء مكتب إعلامي له فروع في كل مديرية يصور وينقل الوقائع مباشرة عبر شبكة الانترنت , وينشر فضائح مديرو ورؤساء مؤسسات ومرافق الدولة , كما ندعو إلى إنشاء جهاز استخباراتي كي نعلم من معنا ومن ضدنا فنحذره .

سادسا : ندعو إلى الاستمرار بالنضال السلمي المشروع والى التحلي بالأخلاق والقيم الإنسانية , وندين أعمال الشغب والتقطع التي تسيء إلى حراكنا ونضالنا , ولا نرضى بما يقوم بعض الشواذ في المجتمع من قتل ونهب أموال الناس أو تحطيم لمحلاتهم , لأن هذا الفعل لا يجوز شرعا وقانونا وعرفا وخلقا ولا يقوم به أبناء الجنوب أو مناصرو الحراك قطعا , لأن أبناء الجنوب العربي أعظم واكبر من هذه الأفعال , لأنهم أصحاب خلق رفيع وقيم إنسانية ولا يرضون بالباطل .
فعليكم يا أبناء الجنوب أن تكونوا كما هو ظني بكم من التحلي بالصفات الجليلة والأخلاق الرفيعة
وفي الأخير أسأله سبحانه وتعالى أن يزيل الفساد ويكفنا شر الظلمة الفاسدين , ويصلح البلاد والعباد أنه ولي ذلك والقادر عليه .

كتبها / العبد الفقير إلى الله
أبو ألصميل العدني
الاثنين الموافق 28/12/2009 ديسمبر
11/1/1431هـ محرم