احذروا أن يسقط الوطن !!!

[ذو رعين]

لايوجد أصعب من السقوط , ولايوجد أشد إيلاماً على القلب من أن تتذوق مرارة السقوط فهو يعني النهاية والموت...
وقد قيل في السقوط الكثير وتنوعت المواضيع والمقالات التي تناولته فمنهم من جعل له أنواع ومنهم من ألبسه ثياباً متعددة إما لجعله بداية لشيء ما أونهاية لكل شيء..
فقالوا إنّ السقوط في الحب هو بداية للحياة الأجمل لك ولمن حولك ...
والسقوط بعد نجاح وازدهار هو نهاية لجميع أحلامك وموت حتمي لأهدافك وتحطيم لذاتك ..
والسقوط مهما قيل فيه يبقى عنواناً قاتماً وأسوداً وكلمةً تحمل في طياتها شتى معاني الدمار والهلاك , قد تختلف أسبابه ودرجاته وطرقه ولكنها تتفق جميعها أن من مُني به كان هو المتسبب الأول فيه إما نتيجة ضعف أو غفلة أو ثقة عمياء أو استعلاء وتجبّر...
وفي هذه الحياة كل سقوط يهون ويمكن بالحكمة والعون والإيمان الخروج من نفقه المظلم إلى نور الأمل ليبدأ فجر جديد وإنسان جديد بتجاربه ووعيه ونهجه...
لكن السقوط الذي لايغتفر ولا يمكن الخروج منه إلا بأمواج من الدماء المتلاطمة هو سقوط الأوطان لأنّ من يتسبب في سقوط الوطن هم فئة حاقدة رعناء مغرورة أنانية لاتقدر قيمته ولايعني لها وجوده بشيء , أهداف أولئك أن أكون ومن بعدي الطوفان , أن أتقلب في ديباج النعيم وليذهب غيري إلى الجحيم ...
وما أكثر الأوطان والمدن التي تساقطت بفعل أمثال هؤلاء البلهاء الذين حطموا كل شيء بفضل حماقاتهم وشهواتهم وخسروا كل شيء أيضاً ولكن لم يكونوا في دوامة الخسارة وحدهم بل جرفوا معهم شعوباً وأمماً إلى قاع السقوط الذي لاعودة منه !!!!
وقد كان لذلك السقوط دوياً هائلاً جعل البشرية تُذهل مما رأت وسمعت ولايزال صداه يتردد عبر الزمن بلحن حزين باكٍ ليذكر إن نفعت الذكرى!!!!!
وليحمل إلى الدنيا تلك الصرخات الموجعة صرخات الحسرة والندم وصرخات الاستغاثة التي لم تجد من ملبي لها وصرخات الألم والضياع بعد فقدان الوطن ...
فلسقوط الوطن وجع لايعادله شيء وخسارة لاربح بعدها وهو السقوط الوحيد الذي لم يقترفه الوطن بل من تحكم فيه وحكم ..
لذلك هو الأصعب والأكثر إيلاماً والأشد حسرة... هو العار والذل والمهانة التي لاتصيب فرداً واحداً بل شعباً بأكمله ...
فلماذا لانأخذ العبرة من غيرنا ومن الزمن ؟ لماذا لانحمي أنفسنا وأوطاننا من السقوط وبأيدينا نحن ؟ ولماذا الصمت ونحن نرى فئات تقودنا إلى مقصلة النهاية الأبدية ؟
قد يغفر الوطن والشعب أن يقعوا أسرى فالأمل يبقى باستعادة حريتهم بالنضال والثورة حتى النصر .. ولكن لن يغفروا أو يسامحوا إذا سقطوا في نفق النهاية الذي حفرته أيدي سوداء ضعيفة لاهمّ لها سوى مصلحتها الشخصية وتمرير مصالح أسيادها ....
فاحذروا أن يسقط الوطن من فعل أيديكم ...واحذروا قبل هذا غضبة الشعب الذي بات يعلم ماتخفيه نهاية الطريق !!!! فلغضبة الشعوب قوة وبطش وهدير كما لسقوط الأوطان دوي وجرح مؤلم ....

ورد محمد - كاتبه فلسطينيه