حراك الجنوب السلمي ومخاطر التحول لكفاح مسلح

[بن دحه]

تابع العالم على مدى السنوات الثلاث الماضية الأحداث المتلاحقة في اليمن الجنوبي والتي توجت بما أتفق على تسميته "الحراك الجنوبي"..من عدن عاصمة الجنوب وعلى إمتداد الأرض الجنوبية ، الضالع، لحج، أبين، شبوة،حضرموت، المهرة ..سقط العشرات من الشهداء وجرح المئات وزج بالآلا ف في السجون..كل هذا والحراك لا يزال سلميا ويؤكد حرصه على أن يظل سلميا.. والهدف من المسار السلمي تحقيق ما يلي:

تذكير العالم بأن الجنوب دخل مع الشمال في وحدة سلمية..ويريد إستعادة دولته بذات الطريقة

كل دول العالم تعرف أن هناك دولة إسمها"جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية" دخلت في وحدة سلمية مع دولة إسمها " الجمهورية العربية اليمنية".. وكل العالم يعرف ما آلت إليه الأمور في الجنوب من مصادمات يومية بين سلطات تعتبر محتلة، متخلفة، فاسدة..وبين الجنوبيين أصحاب الأرض والدولة..الذين وجدوا أنفسهم فجأة غرباء في وطنهم لا يجدون موظفا يستطيعون التفاهم معه بطريقة قانونية كما تعودوا، يدفعون جبايات لكل من هب ودب ودون سبب..نهبت أراضيهم، صودر مستقبل أجيالهم بسبب إنحدار مستوى التعليم وتفشي ظاهرة الغش والتزوير..

نعم، يريدون تذكير العالم بأنهم حريصون على إنتهاج المسار السلمي ، في عالم متحضر لم يعد يخفى عليه ما يجري في أي مكان في العالم بفضل التقدم في وسائل الإتصال..وهذا العالم يهمه الأمن والإستقرار وبمقدوره أن يجلب الخارجين على القانون للمحاكمة متى قرر ذلك..

على العالم الوقوف مع حق الجنوبيين السلمي..لمنع قيام كفاح مسلح

الجمهورية العربية اليمنية تعيش وضعا مأساويا..ليس اليوم فقط ، بل منذ تربع الرئيس صالح على كرسي السلطة..وما القتال الدامي بين السلطة والحوثيين سوى جولة من جولات صراع على مصالح شخصية لا تلبث أن تعود كلما توقفت..وهذا خلق بؤرا إرهابية في كل البلاد في ظل غياب الأمن والإستقرار..ولا أعتقد أن النظام يتحمل حربا أخرى يقوم بها الجنوبيون لإستعادة إستقلالهم


الحيلولة دون تحول اليمن الى قاعدة إرهابية..يتم بإستعادة دولة الجنوب لأهلها..والأفضل للمجتمع الدولي التدخل اليوم..قبل أن يحمل الجنوبيون السلاح..فهم من ثبتوا الوحدة..وهم اليوم يقفون ضدها وقادرون على تفكيكها.