أجمل الأمهات التي لم تنتظر ابنها(أم الدكتور حسين العاقل)

[مدفع الجنوب]

أجمل الأمهات التي لم تنتظر ابنها(أم الدكتور حسين العاقل)

بتاريخ : السبت 20-03-2010

شبكة الطيف - خاص - بقلم المحامي يحي غالب الشعيبي
أستاذ الجغرافيا المعتقل الجنوبي الدكتور حسين العاقل هكذا جاءت العبارات في سياق تقرير وزارة الخارجية الأمريكية لعام 2009م عن الانتهاكات لحقوق الإنسان في اليمن ,وجاء اسم الدكتور العاقل وصفته الأكاديمية كعنوان بارز في تقرير الخارجية الأمريكية وفي كل التقارير الدولية للمنظمات السياسية والحقوقية منظمة العفو الدولية ومنظمة هيومن رايتش ووتش جميع المنظمات الحقوقية أجمعت على إن نظام صنعا يمارس ضد الجنوبيين أبشع صور العنف والقهر السياسي .الحديث عن الدكتور حسين العاقل يعتبر حديث عن شخصية متكاملة فيها تعبير كافي لنموذج أكاديمي جنوبي تربى في كنف دولة نظام وقانون شاب انحدر من عائلة فلاحيه بسيطة كان العاقل من الجيل الثاني بعد استقلال الجنوب نال دراسته مع زملائه الشباب رواد التغيير الفكري والثقافي والثورة الاجتماعية الجديدة الطاردة لمفاهيم الجهل والتخلف ,الحديث عن الدكتور حسين العاقل ذو شجون وحديث ممتع وشيق من ناحية وحديث معاناة ومكابدة الحياة والنقش في الصخر الذي حفره العاقل من ناحية أخرى ,إن يكون الإنسان ناجح في دراسته ونال شهادة الدكتوراه شرف كبير لكن ان يكون أيضا ابنه دكتور يعتبر أعلى مراتب الوعي والشرف الذي ناله العاقل في حياته ولكنه لم يكن محظوظ بحضور تكريم ابنه الدكتور (مدار)كان الدكتور ألآب مكبل بالسلاسل والدكتور ألابن يعتلي منصات الشرف بشهادة الطب مع مرتبة الشرف ليقول نحن هنا املئوا كل السجون لن تذلون الرجال ولآنها من قدرات الخالق عز وجل الدكتور الاب والدكتور الابن فقدوا امهاتهم الدكتور مدار فقد أمه قبل اعتقال ابوه والدكتور الآب فقد امه بعد اعتقاله, ,لم يرتضي حسين العاقل أن يحمل لقب (د)إلا ليكون دكتور شجاع رافض للقهر دكتور رافض الخنوع يسخر شهادته الأكاديمية البحثية لأجل الجنوب وليس لآجل المال لآجل التراب لآجل الكرامة لم يرتضي يكون (د)بمثابة (دب)بل دكتور وجه سهامه الى قلب المحتل وامسك المحتل بحنجرته قائلا لاتكل أموال شعبنا بالباطل لاتكل خيرات الجنوب وثرواته النفطية قالها العاقل إمام العالم إمام الشعب الجنوبي الذي يرفع صورك يادكتور أنت ورفاقك الإبطال قاسم عسكر وهشام باشراحيل (عميد الاسرئ) وبامعلم وفادي باعوم وصلاح السقلدي وحسين زيد بن يحي وفؤاد راشد والربيزي والداعري والسعدي واحمد القنع وغيرهم من إبطال الجنوب سلاما لكم يا ها ما تنا الباسقة لن ننساكم قط والدم يجري في تعاريج الوريد,
انتم تعيشون في مخيلتي وذاكرتي أقاسم الليل أشواطا وأسامر النجوم في قريتي التي تنتظر صلاح السقلدي وانتم نجوم مضيئة تحومون في السماء ,إحساسي المرهف يزيد معاناتي ويضاعفها أتمزق ألما في كل يوم ولكنني أعالج نفسي علاج طبيعي بالعودة الى أرشيفكم وصوركم ومهرجانات الجنوب وإعلام الجنوب وملايين البشر التي تحمل صوركم وهتافاتهم الهادرة وأجدد العهد لكم لن ننساكم لن ننساكم أسبوعيا اغتسل بحبات عرق الجماهير في مهرجانات يوم المعتقل وكانت الأيام الخضراء في الضالع 26و27فبرايرتلبية لدعوة الرئيس البيض كانت قمة التجديد الحيوي وتنشيط الذاكرة اجتياح الحواجز والموانع ونستنشق دخان القنابل وهزمنا الاحتلال رغم الحصار ..
ألليلة رادار أفكاري التقط عبر (الثريا)وهي النجوم المتجمعة والتي تعلمنا من أستاذ الجغرافيا حسين العاقل أنها تتجمع (ليلة المقران) الليلة عشية 21مارس الذي يصادف عيد ألآم والذي توارث دراسة الفلك والنجوم من والده و قريته التي تحب الأرض والفلاحة تحب ألأرض بكرامة وكبريا وكان حبها للأرض الجنوبية تضحيات جسام ,تذكرت الليلة (ألأمهات)اللواتي أنجبن الإبطال الشهداء والجرحى والمعتقلين كنت قررت الكتابة لآم فادي وفواز باعوم البطلة المجاهدة التي تنطبق عليها الحكمة السياسية (وراء كل عظيم امرأة)كيف لا وهي زوجت ورفيقة جيفارا الجنوب حسن باعوم وأم المعتقلين فادي وفواز ولكنها على قيد الحياة أطال الله في عمرها وتهانينا لها نيابة عن فادي وفواز كل عام وأنتي بخير يا ام فادي ,تذكرت كل الأمهات ام صلاح السقلدي المكلومة في حياتها الصابرة على نوائب الدهر بفقدانها شقيقها الشهيد (احمد)وهو الوحيد لديها وانتظارها صلاح البطل الذي لم يستسلم للأنذال وهي تصرخ أطلقوا ولدي ياجبنا لحظات اعتقاله سلاما لآم صلاح وأطال الله بعمرها في عيد الأم ,طبعا كما قلت رادار أفكاري التقط عبر (الثريا)النجوم وليس جهاز الهاتف الدولي (الثرياء) لأنني ليس من القيادات المحظوظة اسمي لم يسجل بأي كشف إلا بكشوفات الاعتقالات والتعذيب والمحاكمات لم يسبقني سوى البطل حسن باعوم طبعا بالترتيب في قرار الاتهام بمحكمة صنعا وعصب الأعين والقيود الحديدية والتشريد والمطاردات حتى مذيع قناة الجزيرة الإخبارية استغرب يوم الخميس الماضي قائلا نبحث عنك ياستاذ يحي لاستضافتك على الهوا من يومين قلت له الاتصالات مقطوعة قاطعني قائلا عارفين عارفين كل شي عندنا لكن ماعندكو بديل ثاني المهم خارجة نفسي بكلام وأجرينا ألمقابله حينها عشية اقتحام مبنى الجزيرة وكان الاتصال من قمة جبل في منطقة بعيده قبل قطع الشبكات نهائيا ,
سأعود إلى عيد إلام وقد أكون غير محظوظ كما قلت ولكنني والحمد لله ليس أتعس حظا من الدكتور حسين العاقل الذي لن يستطيع هذا العام او الذي بعده ان يقدم التهاني لوالدته التي فقدها وهو في السجن ,سألني ذات مره زميلي احمد بن فريد في سجن صنعا سؤال أنساني قائلا(عاد أمك تعيش يايحي)قلت له نعم واستنفرت كل حواسي ومشاعري قال (اح اح انا يتيم من طفولتي ),تذكرت كل الأمهات في هذه الليلة وكل الأصدقاء والرفاق المناضلين وكانت حصيلة التفكير بأن نظام صنعا المحتل يع** كل المعادلات والتوقعات كم رددنا أنشودة (أجمل الأمهات)للفنان مارسيل خليفة أجمل الأمهات التي انتظرت ابنها وعاد مستشهدا فبكت دمعتين ووردا فالشاعر العربي نظم أبياته الشعرية بشكل منطقي مع واقع الحياة ولم يدر بخلد الشاعر العربي إن نظام صنعا سيقلب كل المعادلات, فالاحتلال الإسرائيلي لم يستطيع قهر أمهات شهدا فلسطين ولبنان ويسبقن أبنائهن بالرحيل لكن نظام صنعا المحتل استطاع ذلك ورحلت الشهيدة (منزله ألخيلي)كمدا وقهرا ولم تستطيع انتظار ابنها حسين العاقل المعتقل في سجون صنعا ظلما وعدوانا استشهدت أم العاقل وهي (أجمل الأمهات)التي كافحت وناضلت لتنشئة وتعليم حسين العاقل وكانت تنتظر كل عام ميدالية التفوق العلمي ونياشين الشرف لحسين العاقل وكم كانت تستعرض وتفتخر بشهادات التخرج وتحتضن الأوراق والشهادات تقدمهن قبل القهوة لكل زائر لبيت العاقل في عدن أو ا الشعيب وكانت تتأكد قائلة (شي رويتوك الشهايد حق حسين)رحمة الله عليها أجمل الأمهات شهيدة الواجب التي انتظرت حسين وأصابها الشلل النصفي في الجانب (ألأيسر الشمالي)من جسدها أنها حكمت الله عز وجل.
تزاحمت الأفكار الليلة والاتصالات مقطوعة والضالع محاصرة والقصف مستمر والرجال تذود عن الكرامة والشرف والشهيد سيف الجحافي اخر الشهدا بثلاجة الاحتلال والجريح علي مثنى الشعيبي ينزف دما وعبدا لحميد طالب أخر المعتقلين حتى اللحظة والاعتقالات متواصلة والكهرباء مقطوعة وفي نفس الوقت الشارع يشتعل ثورة ثوره ياجنوب والإعلام ترفرف فوق أسطح المنازل والتنافس يزيد بالإبداع بالرسم بالجبال بين القرى وطلاب المدارس منذ الفجر يرددون برع برع ياستعمار سلمية وإلا بالنار تتسابق الجماهير على قصاصات ورق الانترنت والإخبار التي تأتي من بعض المدن عن إحداث الجنوب وفنان الجنوب عبود خواجه يصدح ثوره قرعنا الطبل والمرفع والشعب يتقدم بفرسانه ازدحام ذهني وفكري واستعداد للمواجهة كلا معه سلاحه ومعداته الجاهزية مرتفعه والاستعداد للتضحية في اعلي مراتبه وشعار الجنوب أو الموت هذا الشعار وهذه الأوضاع ونحن معزولين عن العالم بالاتصالات استوقفني حدث ومناسبة (عيدا لام )وتذكرت أجمل الأمهات وأنشودة مارسيل خليفة تذكرت ام الشهيد فارس طماح وأمهات وضاح البدوي ولجنيدي و عبد الناصر حمادة وأمهات شهدا المنصة وزنجبار والهاشمي والحوطة والضالع وشبوه والمكلا والمهره واهديهن التحايا والإجلال وأغنية ست الحبايب واهديها إلى كل أمهات الشرفاء الإبطال الى أمهات كل الأحباء إلى أمهات كل من بقراء هذه الأسطر المتواضعة الغير مرتبه إليكم جميعا ومن خلالكم إلى أم الدكتور حسين العاقل القابع في غياهب السجون والتي لم ترى ابنها رحمة الله عليها.
بقلم المحامي يحي غالب الشعيبي

[مسيل الدموع]

نعم لن ننسى احبابنا الذين زج بهم خلف القضبان
ما اجمل ان يضحي الانسان بحريته حتى يعيش شعبه في حريه ،لهم الشرف وهم قابعون في زنازين الاحتلال ولنا الفخر بمثل هاؤلا الرجال الصناديد الذين لم ترهبهم آلة العدوا بل زادهم سوط جلاديهم تصميمهم بعدم التخلي عن قضيتهم .
اني ارى النصر قريب مادام هناك اسود لاتأبه الثعالب التي تعتمد على الحيله والمكر والخداع .
الخلود لشهداء الاستقلال الثاني .الحريه لكل اسرانا الشجعان. تحيه لكل السواعد السمراء التي رفعت راية الجنوب عاليا.الموت للخونه والمحتلين