شاب في إب يفصل رأسه بمنشار كهربائي

[رعدالجنوب]

في حادثة هي الأغرب من نوعها بين حالات الانتحار في اليمن، أقدم شاب على جز رأسه بمنشار كهربائي واضعاً نهاية لحياته بالطريقة التي اختارها.
فقد أقدم عبده أحمد عرنوط (27 سنة) على الانتحار بأن أغلق على نفسه باب غرفة تقع في وادي الذهب بمنطقة المشنة من محافظة إب فعثر على منشار كهربائي كان بين أدوات للنجارة لم يتردد أن يفصل به رأسه عن جسده.
.
وعزت مصادر محليه انتحار عرنوط إلى فقدانه الأمل في الحصول على فرصة عمل بعد رحلة بحث طويلة.
ووفقاً لتقارير رسمية، شهدت محافظة إب زيادة في حالات الانتحار بنسبة 20 في المائة خصوصاً لدى الشبان الذين تقع أعمارهم بين 17 – 35 سنة إضافة إلى فئة الفقراء. وقد كان الفقر سبباً رئيساً لمعظم الحالات التي وقعت في الآونة الأخيرة.
وشهدت محافظة إب خلال الأشهر الثمانية المنصرمة من 2007 اثني عشرة حالة انتحار، عشر منها لذكور واثنتان لأنثيين وتوزعت هذه الحالات بين الشنق واحتساء السم وإشعال النار وإطلاق الرصاص.
وكانت كوكب أحمد علي قد سبقت عرنوط إلى الانتحار شنقاً في مديرية إب وهي من أسرة فقيرة.
وقال أقرباء للكوكب (33 سنة) إنها كانت أماً لطفل لم يتجاوز عمره خمس سنوات ورجحوا أن تكون الظروف الصعبة التي تمر بها ومشاكل أسرية دفعت بها إلى الانتحار.
وفي مديرية القفر، لم تفلح محاولات أسرة أميمة محمد سعيد ذات الاثنين والعشرين ربيعاً لإسعافها في تدارك أنفاسها إذ كانت قد لفظتها وهي في الطريق إلى إحدى المستشفيات بعد أن احتست كمية من السم. وأرجعت مصادر محلية انتحار أميمة إلى خلافات مع والديها.
أما ماجد قائد النظامي (30 سنة) الذي كان يقطن قرية ذي شرق بمديرية السياني فأطلق على نفسه أعيرة نارية من سلاحه التشيكي القديم المعروف محلياً باسم "شيكي" بعد تردي حالته المعيشية التي كان يقضيها عاطلاً عن العمل.
وحذا أمين محسن عبده ذي الخمسة والخمسين عاماً حذو ماجد النظامي فأطلق على نفسه النار في عزلة الوزيرة بمديرية العدين. وقال أحد أقربائه إنه عجز عن شراء كيس قمح لعائلته بخمسة آلاف ريال وأضاف أن الضحية كان يعاني ظروفاً شديدة البؤس.
وفي مديرية العدين أيضاً ، تخلص عبدالسلام عبده محمد حبان (28 عاماً) من حياته مطلع أيلول سبتمبر الحالي باحتساء كمية كبيرة من سم الفئران مساء الجمعة في غرفة تستخدم لحراسة مزرعة قات.
وقال مقرب من عبدالسلام إنه أُسعف إلى مستشفى المنار بمدينة إب وأجريت له عملية تصفية لكن كمية السم كانت كبيرة فأودت بحياته.
وعزا انتحار عبدالسلام إلى خلاف بينه وأهالي زوجته الذين كانوا قد فصلوها عنه حتى يوفر لها بيتاً مستقلاً عن بيت والده.
وكانت حالة الضحية متردية، لم تسمح له ببناء مسكن جديد فهو عاطل عن العمل منذ تخرجه من الثانوية في 1999 ولم يتمكن من الالتحاق بالتعليم الجامعي.
في العدين نفسها، الرجل الأربعيني أحمد سيف العمراني يطلق رصاصات من بندقية كلاشنيكوف على رأسه فيفارق الحياة في إحدى غرف منزله كان قد أغلقها على نفسه. وقال مقربون من المنتحر إنه كان يعاني حالة نفسية أصابته قبل أيام من انتحاره.
والعدين، إحدى أشد المديريات فقراً في محافظة إب ومن أكثرها كثافة في عدد السكان.
وكانت مديرية جبلة قد شهدت انتحار شخص مسن، أشعل النار في جسده مستخدماً مادة سريعة الاشتعال، لكن عائلته رفضت الحديث في أسباب انتحاره.
ويأتي الفقر الذي تزايدت معدلاته في السنوات الأخيرة في مقدمة دوافع الانتحار الذي تضاعفت حالاته خلال أعوام قليلة ليشكل ظاهرة ويدخل ضمن مشكلات المجتمع اليمني.