جرائم نبش المقابر في القدس وعدن

[عبدالله البلعسي]

قلم : المحامي يحي غالب الشعيبي

ماقامت به قوات الاحتلال الاسرائلية خلال اليومين الماضين نهاية شهر شعبان من جرائم انتهاك حرمات الموتى المسلمين في جرف قبور مقبرة (مأمن الله)غرب مدينة القدس المحتله تعتبر جرائم تمس العقيدة
والمشاعر الإسلامية وتعتبر جرائم وانتهاكات للقانون الدولي كان المشهد مأساوي وحزين والجرافات الاسرائلية تقوم بجرف قبور الصحابة والعلما والشهداء كان المسلمون يعدون العدة لاستقبال شهر رمضان المبارك لكي يتناسون أوجاعهم لكن قوات الاحتلال الإسرائيلي قررت نبش أوجاع المسلمين ونكئ جراحاتهم في شهر رمضان يذرفون الدموع على إطلال قبور الصحابة سلام الله عليهم هكذا قررت قوات الاحتلال الاسرائيلية في كل رمضان مضاعفة اوجاع المسلمين نتذكر حصار الرئيس ياسر عرفات وهو مريض وهدم المنازل في غزة وتحويلها الى ركام رماد بقاذفات الصواريخ وقنابل الدمار طيلة شهر رمضان قبل أعوام وفي كل عام من رمضان المبارك تتفنن وتتلذذ قوات الصلف الصهيوني بتعذيب الشعوب العربية والفلسطينيين خاصة هذا العام اختارت المقابر لجرفها التي يعود تاريخها الى عهد بعيدالى غابر الزمان وهذه الجريمة القصد منها طمس هوية الشعب الفلسطيني لآن المقابر تعتبر من الآثار والأدلة القانونية لتاريخ الشعوب .
مادفعني لكتابة هذا المقال ليس الشعور بالقهر والغبن ولآسى وانا أشاهد على شاشة التلفاز قبور العرب والمسلمين يتم جرفها بالجرافات العسكرية الصهيونية فحسب بل ايضا الأسباب التي طرحتها قوات الاحتلال الصهيوني والمبررات لإقامة حدائق ومنتجعات على انقاض تلك المقابر عادت بي الذاكرة الى مبررات قوات الاحتلال الشمالي للجنوب في عام 2006م عندما أقدمت جرافات الجيش الشمالي بجرف مقابر ابنا الجنوب في العاصمة عدن بشكل استفزازي لمشاعر الجنوبيين وأخرجت الجماجم ورفات الموتى والعظام الى الشارع العام ,حينها انتفض شعب الجنوب لم يقبل غطرسة المحتل لم يقبل المساس بمقدساته هبت الرجال من أقصى الجنوب الى أقصاه صوب العاصمة عدن لنصب الخيام والاعتصام وتنظيم أنفسهم وإجبار قوات الاحتلال إلى الخضوع والرضوخ لتشكيل لجنة برلمانية لتقصي الحقائق حينها .ماد فعني أيضا لكتابة هذا المقال الترابط النفسي والسيكولوجي لقوات الاحتلال الاسرائلية وقوات الاحتلال الشمالية في الجنوب تذكرت عندما ذهبنا الى مكتب محافظ الاحتلال احمد الكحلاني ضمن لجنة ابنا الجنوب التي تشكلت من مخيم الاعتصام بخور مسكر حملنا معنا كراتين بقايا عظام ورفات الموتى المنبوشة قبورهم ووضعناها امام الكحلاني الذي لم يهتز له جفن ولم تتلين له قناة بل قال هذا مشروع سياحي وحديقة وهو نفس الكلام الذي جا على لسان الجنرال الإسرائيلي اليوم في قناة الجزيرة عقب جرف ونبش مقابر القدس .
هذا الترابط النفسي والنفسية المركبة المتشابهة الاسرائلية والشمالية نادرة التواجد بالوطن العربي والغربي نفسيات مأزومة حاقدة مجردة من القيم الإنسانية والأخلاقية تقيم الحدائق على أشلا وجماجم الموتى ترقص على أوجاع السكان الأصليين تتاجر بتراب الموتى والمقابر لم تكتفي باستثمار ثروات الشعوب المغتصبة بل تستثمر بتراب وقبور وعظام ورفات موتاهم .ولابد اليوم من التدخل الدولي العاجل لانقاذ مقدسات العرب في فلسطين وتدخل دولي لانقاذ شعب الجنوب ومساعدته لاستعادة دولته المحتلة
في هذا الشهر الفضيل رمضان الكريم شهر القرآن والديار المقدسة تنتهك ومقابر الصحابة يتم نبشها وعدن والجنوب واقعة تحت الاحتلال الصلف ينزف دم أبنائها وتنهب ثرواتها وتنبش قبور موتاها نتضرع إلى الخالق عز وجل بخير الدعا والتوسل في غرة شهر رمضان الكريم لتسمع دعا المظلومين يامن لك الكلمة العليا ندعوك بقلوب مكلومة بأن ترفع القهر من على كاهل شعب الجنوب العربي الإسلامي وشعب فلسطين العربي الإسلامي وتضع حدا لمن يحاول التطاول على عبادك البسطا انت القوي الجبار المهيمن المتكبر ندعوك خير الدعا ولا لنا غيرك من منقذ شعبنا الجنوبي الصابر يكابد الحياة ومستمسك بعروتك الوثقى وبحبلك المتين الشعب الجنوبي المسلم يتضرع أليك يا ارحم الراحمين في شهر رمضان الكريم .ربنا تقبل دعانا وانصرنا على من ظلمنا ربنا نتوب أليك ومن قوتك وجبروتك نعزز منها ضعفنا فلا قدرة إلا قدرتك يا ارحم الراحمين