الحراك الجنوبي و المنعطف الحاسم..؟ ( بقلم : داود البصري )

[الكفاح المسلح]

الحراك الجنوبي و المنعطف الحاسم..؟ ( بقلم : داود البصري )

بتاريخ : الإثنين 11-01-2010 08:50 صباحا



التحول النوعي الكبير في قيادة قادة الحراك الجنوبي في اليمن لجماهير الشعب في الجنوب العربي بإعلان العصيان المدني الشامل وحيث إستجاب الشعب و تجاوب مع العصيان السلمي الهادف لتحرير الإرادة و الإنسان في جنوب اليمن و التخلص من الطغمة العسكرية العشائرية التي دمرت الوحدة و أجهزت على حلم الشعب اليمني في التحرر و الإنعتاق و التنمية الحقيقية هو بمثابة إنعطافة تاريخية و حاسمة في حركة الشعب العربي في الجنوب .

كما أنه تحقيق للوعد القاطع الذي أعلنه الرئيس علي سالم البيض سابقا عن قرب إنجاز تحولات شعبية و بنيوية مهمة في مسيرة النضال الشعبي لتغيير قواعد و منطلقات و منهج النضال الشعبي نحو آفاق أكثر رحابة و إنسانية و إنسجاما مع روح العصر ، وبما يفشل خطط السلطة في إتهام الأحرار بأعمال الإرهاب و الفوضى التي لا علاقة لها أصلا بكفاح شعب الجنوب العربي و نضالهم من أجل الحرية و الإنعتاق ، لقد بات واضحا للعيان بأن سلطة الشمال بدأت تجني ثمار غرسها الفاسد و سياساتها القاصرة المعتمدة على الهيمنة و التسلط و القمع الشامل بعد أن أفلست بالكامل في حل مشاكل و معضلات اليمن و التي هي نتيجة حتمية لكل نظام إستبدادي ديكتاتوري يحتقر الجماهير و يمارس الدجل تحت يافطات ديمقراطية مزيفة ، قد تخدع بعض الناس و لكنها لا يمكن أن تخدع كل الناس أو تعيش طويلا ، فالدجل قصير العمر و نهايته عجفاء ، وحق تقرير المصير لشعب الجنوب اليمني قد أضحى من المسائل المقدسة التي لا تقبل الجدل و لا القسمة ، كما أن إحساس قيادة الحراك الجنوبي بنبض الشارع و صدقه قد أدى لكل هذا النجاح المبهر للتحرك الجماهيري الذي فاجأ سلطة القهر و الموت وهي تحاول توزيع أزماتها البنيوية المتأصلة على دول الجوار و المحيط الإقليمي بعد أن فشلت سوى في إستجلاب وجذب عناصر الإرهاب و التخلف لليمن ، وبعد أن خابت كل مساعيها في تشويه صور وقيم و حقيقة نضال شعب الجنوب اليمني الذي يسطر اليوم ملحمة أخرى من ملاحمه النضالية الشامخة و التي ستعيد كتابة تاريخ المنطقة بأحرف من نور و من فيض و قبس دماء الشهداء ، لقد أعلن النظام في الشمال عن عروضه المجانية للحوار مع قادة الإرهاب بينما يستمر في غيه في إحتقار حركة شعب الجنوب الحر التي يعلم تماما بإن إنتصارها النهائي بات اليوم قاب قوسين أو أدنى ، وقد لجأ نظام القمع لأدواته الدائمة و المعروفة منذ عام 1994 وهو أسلوب القمع و القتل و التشويه و حرف الحقائق بل و اللجوء العلني و الفاضح لإرهاب الدولة ضد مواطنين عزل سوى من مبادئهم الكفاحية و إصرارهم السلمي و القانوني و المشروع في التعبير عن حقهم في تقرير المصير وهو ما تكفله الشرائع السماوية و الوضعية ، لقد نجحت قيادة الحراك الجنوبي التاريخية ممثلة بالرئيس علي سالم البيض ورفاقه في تعرية نظام التسلط و القهر في الشمال أمام الرأي العام ، ونجحت في كشف حقيقة وجهه الفاشستي و الذي سينهار بالكامل بكل تأكيد مع إصرار شعب الجنوب على المطالبة بحقوقه الوطنية و الإنسانية المشروعة.


شعب الجنوب العربي على موعد مقدس مع الحرية و الإنعتاق ، ولن يفلح الطغاة و القتلة مهما تجبروا ، فرياح الحرية وعواصفها الصاعقة ستزعزع الدكتاتوريين و تجعلهم هشيما كالعهن المنفوش ،فلا قوة متهالكة تقف أمام إرادة الشعب الذي قرر إستعادة زمام المبادرة ، أما قيادة الرئيس علي سالم البيض فقد أثبتت من أنها على تواصل مفتوح مع شعبها وذلك أهم مفاتيح النصر القادم المؤزر القريب.





[email protected]