الصحافة الدولية والثورة الجنوبية

[النوووورس]

ثورة 14 أكتوبر اليمنية.. مختلفة هذه المرة
الجنوبيون يتظاهرون لتفكيك الوحدة مع الشمال

الوقت:
كان الموعد في جنوب اليمن، في ذكرى ثورته في ''الرابع عشر من أكتوبر/ تشرين الأول ,''1967 مختلفاً هذه المرة باختلاف ما تعرضت له هذه الثورة من إفراغ مضامينها الوطنية، لكن في حياة الشعوب أياماً وتواريخ خالدة لا تنسى بفعل التقادم.. فاليمن منذ 1990 صنع وحدته، حتى ''جاءت نتائج الحرب في العام 1994 لتشكل تراجعاً واضحاً عن الأهداف العظيمة لهذه الثورة، بل وللتراجع عن ما كانت الثورة قد حققته من إنجازات، وتعريضها للهدم والتدمير'' ـ (وفق بيان الحزب الاشتراكي اليمني)، وكان لمناضلي هذه الثورة دور رئيسي في صنع هذه الوحدة التي مزقتها حرب التسعينات، فكان يوم الأربعاء الماضي إحدى نتائجه حين تظاهر عشرات الآلاف في الجنوب مطالبين بالانفصال عن الشمال، وذلك في الذكرى الـ46 لانطلاق الثورة ضد البريطانيين.
الرئيس اليمني، علي عبدالله صالح، احتفل بذكرى هذه الثورة على طريقته، إذ ''جدد التأكيد على دفعه في اتجاه مزيد من اللامركزية وتعزيز صلاحيات السلطات المحلية في سائر أنحاء البلاد، وذلك في كلمة ألقاها في المناسبة نفسها في صنعاء، ولكن دون التطرق مباشرة إلى الحركة الاحتجاجية في الجنوب''.
على عكس ذلك في الجنوب، الآلاف أقاموا مهرجاناً شعبياً في الحبيلين في محافظة لحج، وألقيت فيه كلمات لبعض قادة ''الحراك الجنوبي''، وهي الحركة الاحتجاجية التي تعم المحافظات الجنوبية والشرقية والتي نظمت على مدى الأشهر الماضية سلسلة من التظاهرات رفعت فيها مطالب الانفصال عن الشمال وشهدت أحداثا دامية أحياناً.
المتحدثون في المهرجان ''انتقدوا سياسات الحكومة تجاه مناطقهم ورفعوا شعارات تطالب بفك الارتباط ورفعوا علم اليمن الجنوبي السابق'' الذي كان دولة مستقلة قبل .1990
المهرجان استمر ثلاث ساعات من دون تدخل من السلطات وقد تفرق المتظاهرون من دون أية إشكالات'' رغم كون بعض المتظاهرين مسلحين، رغم أن نائب الرئيس اليمني السابق علي سالم البيض خاطب المهرجان في الحبيلين عبر الهاتف، مؤكداً في كلمته ''مبدأ النضال السلمي لتحقيق الاستقلال''، ومشدداً في الوقت نفسه ''لن نتراجع عن هدف تحقيق استقلالنا الثاني مهما كلف ذلك من تضحيات ومهما طال الوقت''.
وفي صنعاء، قال الرئيس اليمني في خطاب ألقاه في المناسبة نفسها ''توجهنا نحو حكم محلي واسع الصلاحيات، لامركزية على الإطلاق إلا فيما هو سيادي، وعليه اختاروا قيادات السلطة المحلية وتحملوا مسؤولياتكم في المحافظات والمديريات''.
وأضاف ''نحن قادمون على إجراء تعديل دستوري وعلى كل المواطنين أن يتحملوا مسؤولياتهم نحو بناء الوطن وأمنه واستقراره''.
ولم يشر صالح مباشرة إلى الاحتجاجات في الجنوب، إلا أن اللامركزية هي المبدأ الذي تواجه به السلطة المركزية في طريقة غير مباشرة مطالب الانفصال في الجنوب.
وكان الحزب الحاكم والمعارضة في اليمن توصلا في فبراير/ شباط الماضي إلى اتفاق ينص على تأجيل الانتخابات التشريعية التي كانت مقررة في 27 أبريل/ نيسان سنتين وإجراء تعديلات دستورية تعزز اللامركزية وتمنح البرلمان صلاحيات أوسع.
الحزب الاشتراكي، الحزب الحاكم لـ''الجنوب'' سابقاً، أدان في بيان بهذه المناسبة، ما وصفها ''سياسة القبضة الأمنية التي تتعامل بها السلطة مع الحركة الاحتجاجية''، التي تشهدها المحافظات منذ ما يقارب 3 سنوات، والتي تعبر عن الرفض لما تعرضت له ثورة 14 أكتوبر/ تشرين الأول ومنجزاتها من احتواء وتفريغ وما أصاب تاريخها من تشويه وتزوير- سواء من خلال إطلاق النار على المحتجين وإزهاق الأرواح وإراقة الدماء أو من خلال فتح المعتقلات للناشطين السياسيين دونما أمر قضائي أو تقديم التهم المفبركة ضدهم بعد احتجازهم تعسفيا لشهور متواصلة من دون أي وجه قانوني.
وأوضح البيان أن أهمية ثورة 14 أكتوبر/ تشرين الأول لا تنحصر في طرد الاستعمار وبناء الدولة الوطنية الجديدة على أنقاض أكثر من ثلاث وعشرين سلطنة، إمارة، ومشيخة، والشروع في وضع أسس الدولة الوطنية الحديثة، بل وفي ما حققته من تحولات اقتصادية اجتماعية وثقافية جاءت لتخدم مصالح الشرائح الاجتماعية الفقيرة.

[النوووورس]

القدس العربي

البيض يعلن عزم الجنوبيين على استعادة دولتهم في اليمن ولو عبر 'النضال المسلح'

16/10/2009

لندن - يو بي اي: أعلن نائب الرئيس اليمني السابق علي سالم البيض امس الخميس أن الجنوبيين يعتزمون استعادة دولة الجنوب ولو تأتى ذلك عبر 'النضال المسلح'.
وقال البيض لقناة 'عدن' الناطقة باسم 'الحراك الجنوبي'، التي تبث من لندن، ان 'شعب الجنوب انطلق على طريق 'الاستقلال الثاني'، أن القضية الجنوبية بدأت تطرح نفسها خارجياً وهذا النضال سيؤتي ثماره طال الوقت أم قصر'.
وكشف البيض عن مراسلته الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى بخصوص القضية الجنوبية، وقبوله 'مساعدة الدول الأخرى بما فيها إيران، والتلويح بتسليح النضال (عسكرته) إن فرضت الظروف ذلك'.
وتشهد المحافظات الجنوبية مواجهات شبه يومية منذ مارس/آذار 2006 بين الشرطة ومحتجين جنوبيين يدعون إلى ما يسمى بـ'فك الارتباط' بين الجنوب والشمال وعودة دولة الجنوب التي كانت موجودة إلى ما قبل الوحدة اليمنية في العام 1990.
وطلب البيض أن تكون الجامعة العربية وغيرها حكَم 'لفك الارتباط 'بشكل سلمي، وقال 'أتمنى أن تخرج جهات محايدة وتستفتي أبناء الجنوب في الشارع لتعرف بالضبط ماذا يريدون'.
وتابع 'لدينا قرارات في مجلس الأمن والملف مفتوح ولم يغلق، وطالب 'العقلاء من العرب' ودول الجوار ألا يغفلوا عن الحالة التي تصيب الجنوب.
وبخصوص ما تردد عن ان تنظيم القاعدة يسيطر على الجنوب، وانه أصبح ملاذاً آمناً لانصاره، قال البيض 'نريد أن نطمئن الجميع بأن الجنوب ليست أرضاً خصباً للقاعدة، ولدينا تجربة كافية لإدارة الدولة في الجنوب وليس لدينا رغبة لفتح أي توترات للمنطقة'.
وهاجم نائب الرئيس اليمني السابق النظام الحالي، وقال انه يقود البلد إلى الفشل و'ليس لدينا ثقة في التعامل معه'، مضيفاً انه 'يعيش على الدجل'.
وبشأن الفيدرالية التي يطرحها البعض كمخرج لأزمة الجنوب قال 'نريد فك الارتباط، وربما تأتي أجيال جديدة تقيم وحدة بناءً على دراسات وأبحاث، لكن الموجود حالياً ليس الوعاء المناسب للوحدة'.
وكان صالح أعلن أمس عن نيته إجراء تعديل دستوري من اجل إقامة نظام حكم محلي كامل الصلاحيات في إشارة إلى القبول بنظام الفيدرالية في اليمن.
وأضاف البيض 'ان الجنوب لن يتراجع عن هدفه مهما كلف الثمن ومهما كانت الصعوبات والتضحيات وأعداد الشهداء'.
وقال إن 'الاستعمار البريطاني كان من خلف البحار، والآن الاستعمار محلي متخلف يريد أن يجعل من الجنوب مزرعة له ويحوله إلى غنيمة'.