طابور المستوطنين اليمنيين في عدن .. ودورهم المشبوه في يمننة حضرموت بلاد الجنوب العربي

[ابوحضرموت الكثيري]

اليمن هو لفظ جهوي وليس دولة واليمن هو كل ماهو الى يمين الكعبة المشرفة كما هو الشام كل ما هو شمال الكعبة المشرفة وجهة اليمن تشمل عسيرونجران وتهامة وحضرموت بلاد الجنوب العربي وعمان وسكان المرتفعات الغربية ومارب الذين عادة مايحبذون ان تحمل دولتهم أسم اليمن .كما لم تقم اي دولة تشمل حضرموت بلاد الجنوب العربي واليمن (الشمالي )كما تُعرف بذلك الاسم اليوم بل كانت هناك دولة على بلاد الجنوب العربي من ظفار العمانية وحتى مشارف مدينة عدن وتسمى دولة حضرموت وعاصمتها شبوة وذلك فيما قبل الميلاد ، كما ان حقبة مابعد الميلاد تعددت الدول والدويلات التي قامت في بلاد اليمن (الشمالي) وحضرموت بلاد الجنوب العربي حتى ان الرسول صلى الله عليه وسلم قد عين عمال على بلاد اليمن وعمال على بلادحضرموت وبعث معاذ بن جبل معلماً لأهل البلدين اليمن وحضرموت يتنقَّل من بلد إلى بلد هذا كما ورد بنصه في كتاب ( البداية والنهاية ) الذي ألفه الإمام الجليل ومفسرالقران الكريم المعروف ابن كثير وهو كتاب ذائع الصيت ويعد من اهم المرجع التاريخية .والمراجع في هذا الصدد كثيرة فقط حتى لايطول بنا المقام ننتقل الى مرحلة المد والجزرالتي تميزت بها الحال السياسية في بلاد اليمن (الشمالي) وبلادحضرموت بلاد الجنوب العربي بمرحلة ضعف وتفكك الخلافة الاسلامية منذ الف عام تقريباً فقد شهدت بلاد اليمن (الشمالي)قيام العديد من الدول وأحياناً دويلات وجميعها تعود للأئمة الزيديين فيما قامت في بلاد حضرموت بلاد الجنوب العربي العديد من الدول وأحياناً الدويلات السنية المتداخلة والمترابطة مع بعضها البعض فقط من دون ان يكون لها اي تداخل اوانتماء مع دول اودويلات اليمن الشمالي ولم يكن للأئمة الزيديين اي موطئ قدم عليها حتى فجرالإستقلال عن بريطانيا بدأت تلوح في الأفق مطامع اليمنيين في السيطرة على حضرموت بلاد الجنوب العربي بواسطة المستوطنين اليمنيين في مدينة عدن وهم من جحافل النازحين الفارين من جحيم الحكم الإمامي في بلاد اليمن الذين رحبت بهم بلادنا في مدينة عدن عاصمة حضرموت بلاد الجنوب العربي وإذ ذاك الزمان كانت حضرموت بلاد الجنوب العربي (من عدن وحتى المهرة )واقعة تحت الإحتلال البريطاني ولكثافة النازحين من اليمن الشقيق الى عاصمتنا مدينة عدن يوم ان كانت تعيش فترة المد الثوري الساخط ضد الاحتلال البريطاني في فترة الستينات المعروفة وبذا شهدت الحركات الثورية إنخرط العديد من هؤلاء النازحين اليمنيين في اوساطها ولكون هؤلاء النازحين كان إنخراطهم في الحركات الثورية من خلال تواجدهم في مدينة عدن حاضرة حضرموت بلادالجنوب العربي وعاصمته كان من الطبيعي ان يكون لهؤلاء اليمنيين النازحين مراتب قيادية في تلك الحركات الثورية التي ينطلق تأسيسها من مدينة عدن وهي العاصمة وبذا كانوا قريبين من مركز القرار في تلك الحركات الثورية ولكثافة تواجدهم كانوا مؤثرين بشكل كبير للغاية في صناعة قرارات ورؤى وتوجهات تلك الحركات الثورية في حضرموت بلادالجنوب العربي .وظهرتأثيرهم على صناعة قرار وتوجهات الحركات الثورية في ان فرضوا فكر الجنوب اليمني بديلاًعن أسم الجنوب العربي وساعدهم في ذلك كون أسم الجنوب العربي مفروض من قبل الاحتلال البريطاني كما أعانهم في فرض ذلك الفكر المد القومي والقومية العربية السائدة في العالم العربي في ستينات القرن العشرين وإذ ذلك ساهم هؤلاء النازحين اليمنيين في تأسيس مايُعرف بـ (الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني) وهي الجبهة التي تسلمت وثيقة إستقلال الجنوب عن بريطانيا ومن هنا أستحوذ هؤلاء النازحين اليمنيين على صناعة شكل ومضمون الدولة التي خلفت الإحتلال في حضرموت بلاد الجنوب العربي (من عدن وحتى المهرة ) ففرضوا أسم جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية عقب الاستقلال عن بريطانيا في العام 1967م. ومن هنا فرضوا فكرة ضرورة الوحدة مع اليمن الذي كانوا يطلقون عليه اليمن الشمالي . ومن ذلك الوقت ورحى الصراع والحروب لم تنطفئ في داخل كل قطر تارة وتارة بين القطرين وكلها في سبيل تحقيق تلك الوحدة التي يطلقون عليها الوحدة اليمنية .
يذكر ان هؤلاء النازحين اليمنيين أستعانوا بالفكر الماركسي واليسار الأممي في تيمين حضرموت بلاد الجنوب العربي (من عدن وحتى المهرة ) وفرضوا يمننتها فكان منهم المُنظرالدموي عبد الفتاح إسماعيل الذي شغل منصب الأمين العام للجبهة (1969_1975)حرص خلالها على إقتران الثالوث المبغوض معاًالماركسية،اليسار، الوحدة) وذلك لتتوسع قواعده في الوسط الإجتماعي والسياسي وفي سبيل تعزيزيمننة حضرموت بلاد الجنوب العربي (من عدن وحتى المهرة )،ومنذ العام 1967م عقب الاستقلال عن بريطانيا عمد عبد الفتاح اسماعيل وطابوره المثلوث يحيك المؤامرات ويدبرموجات النفي والتشريد والتصفيات والإغتيالات في مختلف الاوساط الجنوبية التي يرى بأنها قدتقف عائقاً في طريق التوجة المبغوض (الماركسي اليساري الوحدوي) فقد دبرمع اقرانة في هذا الثالوث أول مؤامرة اطاحت بأول رئيس في الجمهورية الجنوبية الرئيس قحطان محمد الشعبي في22 يونيو 1969م وأودعوا رئيس وزراؤة فيصل عبداللطيف السجن وتصفيته جسديا بزنزانته مساء الخميس الموافق4 فبراير1970م فيما ابقوا الرئيس رهن الإقامة الجبرية حتى وفاته في العام 1982م.وفي نفس الوقت كان عبدالفتاح اسماعيل ومثلوثة المبغوض الذي يشكل النازحين اليمنيين مفاصلة المحورية قادوا ودبروامن خلالها حملات شعواء ضد كل مايمثل الهوية الوطنية لحضرموت بلاد الجنوب العربي فنالوا بالقتل والتشريد والنفي والاعتقال والقمع والتعذيب والتنكيل في اوساط السلاطين والعلماء ومشائخ القبائل والوجهاء والتجار ورجال الاعمال وكبارالسياسيين والاعلاميين ورجال الصحافة واالدبلوماسيين وغيرهم الكثيرالكثيرمن الوجاهات والكوادر التي كان عبدالفتاح اسماعيل يجتهد في تصنيفها وتمييزها برجوازية ،برجاوزية صغيرة ،اقطاعيون ومانحوذلك من التصنيفات لكل من يراهم قد يخالفون مثلوثه المبغوض (الماركسي اليساري الوحدوي) كما حاك عبدالفتاح اسماعيل المؤامرات الإقصائية في اوساط ذلك المثلوث ايضاً بهدف غربلته بين الحين والآخرفدبرحادثة إنفجارالطائرة الدبلوماسية الشهيرة الذي راح ضحيته كوكبة من خيرة السياسين الجنوبيين في30أبريل 1973م وأصدرعبدالفتاح اسماعيل قرارتنحية الرئيس سالم ربيع علي (ثاني رئيس للجمهورية الجنوبية) ودبرلإعدامه في يونيو1978م،وتولى عبدالفتاح اسماعيل منصب الرئاسة خلفاً له وعُين في نفس العام أميناً عاماً للحزب الاشتراكي اليمني الذي أسسه ليحل محل الجبهة القومية جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، وبذا يكون قد اطبق على ماتبقى من باقية للصفة الجنوبية المستقلة عن اليمن .
.
ابوحضرموت الكثيري 10/09/2009م