اليمنيون شمالا وجنوبا لم يعدوا يمتلكون الاستقلالية المطلقة في تقريرمشاريعهم السياسية

[نبيل العواذل]

بسم الله الرحمن الرحيم
اليمنيون شمالا وجنوبا لم يعدوا يمتلكون الاستقلالية المطلقة في تقريرمشاريعهم السياسية
الموقع الأستراتيجي لليمن عامة ومدى تأثر الدول الخليجية والمصالح الحيوية العالمية والمتشابكة بقوة مع اقتصاد دول الخليج تجعل من سيادية اليمنيين خاصة بعد فشلهم في الاحتفاظ بالنسبة المثالية من تلك السيادية لانفسهم والتي لم تكن اصلا متحققة منذ اكثر من مائة عام خاصة الجنوب لاكثر من 120عاما كان تحت سيادية الانجليز ثم لاكثر من عشرين عاما تحت المعسكر الاشتراكي –الروس-ثم الامريكان بأسم مكافحة الارهاب ..كل ذلك يجعل حقيقة على كل جنوبي أدراك مدى الخلل في فشل القادة الجنوبيين تاريخيا واليمنيين عامة بعد الوحدة في ايجاد دولة مثل –سلطنة عمان-يمكنها ان تحتفظ بمذهبيتها الخاصة والتي قد تختلف مع الدول الخليجية خاصة السعودية ولكن ذكاء قادتها العمانيين فرقوا بين المصلحة الاستراتيجية العربية البعيدة عن المذهبية والطائفية والمتشابكة مع دول الخليج والتي لم يتخلى عنها قادة سلطنة عمان لصالح اتفاقاتهم مع منظومة دول الخليج المرتبطة بالحلف الاستراتيجي الغربي الماوىء للحلف الشرقي –الايراني الروسي الصيني الكوري-ولذلك اتمنى على كل يمني شمالي وخاصة الجنوبيين ان يدركوا اننا لم نعد بعد هذه الظروف سوى تحت الوصاية الخليجية العربية العالمية ضمن اطار الحلف الاستراتيجي الموحد ضد مشروع ايران وروسيا في المنطقة ...ويجب ان يدركوا ان هؤلاء بعد فشل قادتنا خلال اربعين سنة لن يتركوا اليمن لوحدة مستقلا لقيادات واحزاب سياسية قد تكرر نفس الاخطاء...بل ستؤسس تحت مظلة الحكومة الشرعية المؤيدة من الشعب اليمني والدول الخليجية والجامعة العربية والاتحاد الاوربي والامم المتحدة أسس استراتيجية عبر سلسلة من الاتفاقيات والتحالفات العسكرية والامنية والاستخبارية والاقتصادية والسياسية متشابكة مع ذلك الاطار الكبير لحلف العرب خاصة الخليجيين مع الغرب ضد الحلف الايراني الروسي ...وسيتمثل هذا الوضع الجديد بقواعد عسكرية وتعاون عربي يمني قوي في البر والجو والبحر لايتيح الفرصة لاي مكون سياسي او جهوي او طائفي العبث بالمصالح الاستراتيجية التي يفرضها موقع اليمن ومدى تأثيره على المنطقة وسيظهر في القريب العاجل بعثات لطلاب يمنيين الى تلك الدول للدراسة لاجل التهيئة لايجاد قيادات عسكرية وامنية واستراتيجية في كل المجالات تتفهم مصلحة بلدها وشعبها التي باتت قطعا متشابكة مع الدول الاخرى خاصة الدولة السعودية المباركة وبالتالي يجب على كل مكون جهوي وقبلي ومناطقي وحزبي ان يعرف كيف يردف عناصر جهته او قبيلته او منطقته او حزبه ليكونوا ضمن اطار القادة والمؤثرين في هذا اليمن الجديد –ان شاء الله-بعيدا عن المزايدة باسم القضية الخاصة للبعض والقضية السيادية لقادة اغبياء ضيعوها تاريخيا ولم تكن اصلا موجودة لدينا خاصة الجنوب.....في كل ذلك اين تكمن مصلحة الشعب الذي ضيع مستقبله قادة اغبياء تارة بأسم الافكار الثورية وتارة بأسم السيادية الجوفاء, وتارة بأسم الطمع المبالغ فيه ؟
مصلحة الشعب اليمني تكمن في مواكبة هذا التوجه لان النية الايجابية من تلك الدول تكمن في رفع مستوى معيشة الشعب اليمني وتنمية اسس بنيته التحتية الاقتصادية والعلمية والتجارية ليكون رديفا داعما بمشيئة الله لذلك التوجه الخليجي العربي العالمي ...