الاحتجاجات الواسعة التي اندلعت في جنوب اليمن

[الحدي]

صنعاء - "الخليج":
دخلت حركة الاحتجاجات الواسعة التي اندلعت في جنوب اليمن منذ الجمعة الماضي تحت مسمى "الهبة الشعبية" مرحلة اتسمت بالعنف واستخدام السلاح، خلافاً لما نادى به حلف قبائل حضرموت بعد مقتل زعيم قبلي برصاص جنود نقطة تفتيش بمدخل مدينة سيئون بمحافظة حضرموت .
وشكل مقتل ثلاثة جنود وأسر سبعة آخرين، مساء السبت، في اشتباك مسلح مع شباب من قبيلة الحريز بن مره بوادي سر بحضرموت الحدث الأبرز لجهة عدم انضباط الهبة الشعبية القبلية بالسلمية، في ظل تشكيك بدخول أطراف أخرى في سياق توجيه الاحتجاجات، وتوجه الحراك الجنوبي المتشدد علنا في السيطرة على الأرض، من خلال إسقاط المراكز الأمنية ومحاولات السيطرة على الإذاعات المحلية من خلال محتجين .
ووفقاً لمصادر محلية في حضرموت فان منطقة "وادي نحب" بمديرية غيل بن يمين شهدت قيام سلاح الجو بغارات بالمروحيات، استهدفت نقاطاً نصبها رجال القبائل بمنطقة "وادي نحب"، وذلك بعد نشوب اشتباكات مسلحة بين قوات من الجيش ورجال قبائل حاولوا صباح أمس التقدم صوب قطاعات نفطية تحرسها وحدات من الجيش .
وفي منطقة الديس بالمكلا اندلعت اشتباكات مسلحة بين الجيش ومسلحين مساء الأحد، ما استدعى دخول قوات الجيش إلى المدينة واستعادت السيطرة على مواقع حكومية ومقرات أمنية، وأكدت مصادر اصابة ضابط برتبة مقدم بطلقات نارية، كما أصيب جنديان آخران أثناء الاشتباكات بالقرب من معسكر الثورة مساء أمس الأول .
وتعددت النقاط الساخنة في جنوب البلاد بعد اللجوء لاستخدام السلاح من قبل مسلحين، ففي لحج تعرض مساء أمس محافظها أحمد عبدالله المجيدي باصابات طفيفة، تعرض لها أثناء ما كان متقدما مع حملة أمنية لإخراج مسلحين اقتحموا مبنى اذاعة لحج المحلية إثر تبادل إطلاق الرصاص مع المقتحمين، وعاد بعدها ليتحدث في اللقاء الموسع الذي حضره مديرو العموم والشخصيات الاجتماعية والمشايخ والأعيان ومنظمات المجتمع المدني بمدينة الحوطة .
وشهدت الضالع مواجهات مسلحة بعد محاولة مسلحين الاستيلاء على مبنى السلطة المحلية بالضالع، سقط على إثرها عدد من القتلى بينهم خمسة جنود وجرحى، بعد ان لجأت السلطات العسكرية لاستقدام المدرعات لتخليص المبنى من المسلحين، وإقدامها على نشر مدرعات على نطاق واسع في الضالع .
وكانت مجاميع من عناصر الحراك بمديرية سيحوت في محافظة المهرة الاستيلاء على المجمع الحكومي بالمديرية، إضافة إلى إدارة الأمن .
وأكد مدير أمن مديرية سيحوت العقيد عبدالملك صالح العمري أن أحداث الشغب التي قام بها مسلحو الحراك الجنوبي جوبهت من الأمن وبمجاميع من المواطنين، حيث قامت مجموعة من قبيلة بيت زياد بالحشد للانضمام والتعاون مع رجال الأمن بالمديرية والتصدي لتلك الأعمال .
توازياً مع هذه التطورات من المرتقب أن تعقد قيادات جنوبية اجتماعاً عاجلاً لها في العاصمة المصرية القاهرة بهدف مناقشة آخر التطورات في جنوب البلاد، بعد أن وصلها القيادي الجنوبي محمد علي أحمد أمس الأول وهو المنسحب من مؤتمر الحوار الوطني المستمرة اعماله بصنعاء .
وأكدت مصادر مقربة من القيادة الجنوبية المؤقتة التي تشكلت عقب مؤتمر جنوبي واسع في نوفمبر/تشرين الثاني 2011 أن أحمد وصل القاهرة بعد مغادرته مدينة عدن بمعية قيادات جنوبية أخرى، بهدف المشاركة في اجتماع عاجل لقيادات جنوبية بينها الرئيس الأسبق علي ناصر محمد وحيدر أبوبكر العطاس وصالح عبيد وآخرون .