لقد بات التطاول علينا من قبل ابواق الاحتلال وجهل الجنوبيين ....بقلم/علي هيثم الغريب المحامي

[علي المفلحي]

يا ابناء الجنوب الاحرار ..
بقلم/علي هيثم الغريب المحامي
لقد بات التطاول علينا من قبل ابواق الاحتلال وجهل الجنوبيين انفسهم بالواقع الذي يعيشوه ، حتى طوعنا وحياتنا المحتلون .
• المحتل يصادر الأرض بقانون القوة ، ويبني مسكنه ومشاريعة ويزحف نحو ما تبقى من ارض وثروات الشعب الجنوب ويهدد بقاءنا على هذه الأرض المباركة، والعالم لا يرى منا سوى الخطاب المتشنج ضد بعضنا البعض أو الخطاب الهزيل المستجدي عسى أن يحنّ المحتل علينا.

• مناشداتتا تملاً الفضاء، وصراخنا يسمعه الجماد، لكن أهل العروبة والشهامة صامتون ولا يوجد منهم مجيب.

• بالأمس يتصارع اليمنيون على منفذ الوديعة الحضرمي ( دخلة السنوي مليار ونصف مليار ريال يمني) ، وبعض الجنوبيين يستغيثون بالجنرال علي محسن الاحمر بشأن فتات الرواتب وبعض المناصب ، لان بيده ارضنا ومواردنا.
• مخططات المحتل تسير بقوة لافقار الجنوب وطرد المواطنين منه حتى يلتحقوا بقياداتهم في الخارج ، ولن يكون هذه المرة أيضا(مثل المرات السابقة) لاستغاثتهم صدى.

• بعد كل هذه السنين الطوال، وبعد كل هذه الدماء التي سالت والقلوب التي نزفت، وقوافل الشهداء التي سقطت، والبيوت التي هدمت، والحدائق التي اقتلعت، والنساء التي رملت، والأطفال التي يتمت، والأراضي التي اغتصبت، والدموع التي انهمرت .. بعد هذا كله هل يعقل ان يوجد من الجنوبيين من يتذلل عند من مارسوا هذه الجرائم ضد شعبنا؟! ، يستجدي حلاً لقضيته الجنوبية ، عساهم ينقذون تذلله؟! .

• بلادنا اغتصبت، وثروتنا نهبت ، وأعراضنا انتهكت، وقيمنا الاسلامية والوطنية دمرت. أطفالنا لا ينامون هانئين، وطلابنا عائشين على الغش وفاشلين ، وبناتنا لا يشعرن بأمن ولا اطمئنان، في في مدارسهم ولا في منازلهن ؟! ، ونساؤنا دائما تبلل وجوههن الدموع ، وأمهاتنا ينتظرين من الله ومنا الفرج ، ورجالنا وشبابنا يقتلون صباح مساء، وحياتنا جميعها مسلسل مأساوي لا يتوقف. إلى متى؟ علينا أن نعود إلى أنفسنا، وأن ندافع عن أنفسنا بأنفسنا. من أراد الحرية عليه ان يلتحق بالاحرار ، لكن علينا أن نعلم أن من لا يحرر نفسه لن يجد من يحرره. اذا ظليت عبداً لان يأتيك حتى اخيك؟! ماذا نعمل؟ .. هذه مأساة علينا التضامن والاعتراف بمن ناضلوا وضحوا من اجل هذه الارض الجنوبية الغنية ، وهنا دعوني أسوق النقاط التالية بوضوح:

أولا: علينا ان نعيد ترتيب بيتنا الداخلي الجنوبي ، وهنا لا أعني ان يكون لدينا مشروعنا الوطني الجنوبي (رغم اهميته) ، وإنما أعني الارتقاء بمستوانا الأخلاقي ورفع درجة الالتزام بالتسامح والتصالح والتماسك الاجتماعي. فالتباين واحياناً الاختلاف بين مكونات الحراك عبارة عن نتاج لمشاكل بنيوية وليس سببها. هذه المكونات هي عبارة عن نكبة حلت بنا، وهي التي استطاعت إنجاز أشياء كثيرة لم يستطع الاحتلال اليمني إنجازها وعلى رأسها الاستهتار بوحدة الصف الجنوبي وبالتسامح والتصالح .

ثانيا: يجب وقف التذلل عند الاطراف الشمالية التي احتلت الجنوب ومن العيب ان ننتظر منها مخرجاً لقضيتنا الجنوبية ، ووقف اي حوار معها وإلغاء اي تواصل معها. الا تفاوضاً ندياً ، ربما لا يتأتى هذا دفعة واحدة، لكننا نبدأ اولا بنصح بعض القيادات التي تريد ان تجرب المجرب ، ثم نستمر حتى التخلص من كل التزاماتنا المشينة مع المحتل .

ثالثا: يجب أن نبدأ بثاني خطوات المقاومة الجنوبية (الاولى كانت تحرير الجنوب من مليشيات الحوثي وصالح) وهي اعادة البضائع والمواد المصنعة في الشمال من على حدودنا أو احراقها اذا دخلت الجنوب ، هناك بضائع كثيرة من إنتاج الشمال لا نحتاجها إطلاقا، ويمكن أن نوفر بديلا لها بدلاً من ان نشتريها. هذا عار علينا، وعلينا أن نعي أن الذي يشتري بضاعة عدوه إنما يساهم في تسليح جيش هذا العدو.

رابعا: علينا تطوير برنامج وطني جنوبي لإعادة القضية الجنوبية إلى مكانتها التي كانت خلال سنوات الحراك السلمي والمقاومة المسلحة.

خامسا: علينا تطهير أنفسنا من ثقافة التخوين والتشوية والاقصاء والحسد ، هذه الثقافة التي تنخر أجسادنا. هذه مهمة ليست سهلة، لكن علينا أن ندرك ان بعض الجهلة من القيادات والمسئولين الجنوبيين الذين يمارسون هذه الثقافة ، عبارة عن سوس داخلي لبث الفتن والشقاق، ويساعدون العدو في كل صغيرة وكبيرة ، اما الشعب الجنوبي الابي فهو منزه وبريء من هذه الثقافة السيئة.

سادسا: يجب إعادة النظر في بعض أساليبنا النضالية القديمة والتي لم تجد نفعا. على الحراك الجنوبي والمقاومة الجنوبية أن تتبع سياسة تنظيمية جديدة تحرص على التحصين الوطني وعلى العمل الجماعي. العمل النضالي الاستعراضي الموجود اليوم مدمر، ولا يأتي إلا بنتائج عكسية. على المناضل ان يتعلم التعاليم الاسلامية والقيم الوطنية ، وعليه أن يعلم أن الثائر خلوق ودود حريص على الناس ومصالحهم وممتلكاتهم.

سابعا: يجب أن نتوجه لبناء المؤسسات الجنوبية عسكرية وامنية ومدنية(بناء الجنوب) . صحيح اننا قد لا نحقق بناء دولة مستقلة مكتملة في ظل غياب النظام السياسي الجنوبي الفوقي ، لكن علينا أن نحاول بناء المؤسسات وبعدها سيفرض الشعب الجنوبي الأمر الواقع وسيأتي النظام السياسي ، والمؤسسات الجنوبية الحالية ستكفينا إن تقاسمناها بعدل.

ثامنا: من الضروري أن نغلق حنفيات أموال هذا الشعب الجنوبي وان تغلق بنود صرف الاموال التي خلفها لنا المحتل لأن هذه الاموال التي توزع على المسئولين والموظفين بطريقة غير قانونية ، هي أموال مسمومة وهي سبب تسابقنا على القيادة ، ولا يقصد منها سوى تدمير الشعب الجنوبي . بريق المسئولية الآن تغرينا ، لكن هذه المسئولية اذا لم تكن من اجل ايجاد الخبز والدواء للناس ، ستلقينا في الشارع في النهاية باحثين عن فتات خبز قد لا نجده.

تاسعا: علينا معرفة مصادر تمويلنا دون أن نبيع أنفسنا أو نجير قراراتنا لصالح هذه الجهة أو تلك. فالاقليم والوطن العربي والعالم الإسلامي لا يخلو ممن يريدون دعمنا دون مقابل؟ .والتحالف العربي وعلى راسه المملكة العربية السعودية ودولة الامارات خير دليل على ذلك.

عاشرا: علينا أن نرتقي بالتعليم. مؤسساتنا التعليمية كسيحة سواء على مستوى المدارس أو الجامعات، والعديد من المدرسين بحاجة لمن يدرسهم. الوضع التعليمي في الجنوب خطير جدا، وهو وضع يساهم في كثير من الأحيان في تغييب الوعي الوطني وتعزيز الخضوع والاستهتار.

هذه نقاط ليست سهلة التطبيق، وتحتاج إلى جهد وسهر وتعب وتضحيات، لكن البديل هو أن نفقد أنفسنا وتذهب ريحنا ويتبخر وطننا، ونضيع بين أقدام الاحتلال اليمني واللئام.
الجهود المطلوبة تتطلب الصبر والمثابرة والمعاناة، لكن ذلك يهون مقابل الذل والهوان. فهل نريد ان نحيا بعزة وشرف ووطن حر، أم نريد استجداء مغمسة بالذل من أهل صنعاء؟ وعلينا ان ندرك ان رواتبنا تأتينا الآن من صنعاء مقابل وطننا، نعم مقابل وطننا لكن ابناءنا سيجدون أنفسهم في المستقبل بلا راتب وبلا وطن. فأيهما تختار: الطريق الأقصر وهو طريق التضحيات من اجل الحفاظ على مواردنا وثرواتنا ، وادارتها علمياً ووفق عمل مؤسسي علمي وبهدوء، أم طريق وعود اطراف الاحتلال الكاذبة؟ لن تتوقف صنعاء عن مخططاتها، والاوضاع الدولية والاقليمية بل وأوضاعنا الآن مغرية لها لكي تتقدم مستهترة بكل حقوقنا ، لكنها ستبدأ بالتفكير مرارا عندما ترى ايدينا وقد تشابكت وأرجلنا وقد بدأت تخطو من أسفل السلم إلى أعلى. الشعب القوي المتكاتف المتضامن المتكافل يخيف عدوه حتى لو لم يكن بيده سلاح لأن تماسكه هو أقوى سلاح.

[طبيب العقول]

[طبيب العقول]