مسيرتا الجنوبيون المؤيدون للانفصال والوحدة تؤكدان ان الرئيسان علي ناصروالعطاس قرأ المشهد السياسي بعي

[نبيل العوذلي]

بسم الله الرحمن الرحيم
مسيرتا الجنوبيون المؤيدون للانفصال والوحدة تؤكدان ان الرئيسان علي ناصروالعطاس قرأ المشهد السياسي بعين الرحمة والحكمة-




ليس من المهم ان تقرأ المشهد السياسي بعين شريعة العدل ولكن من الحكمة والرحمة ان تقرأه بعين شريعة الفضل ..فماهي شريعة العدل وماهي شريعة الفضل ياصديقي ايهاب بافضل؟
لايتفهم الكثير من اصدقائي وخاصة بعض اعضاء الهيئة الشرعية والكثير من الجنوبيين المتحمسين لقضية ارضهم وكرامتهم جوهر العمق الذي انطلق منه فيما يمكنني ان اسميه بالتحول نحو الرأي الذي يستند الى شريعة الفضل من الرأي الذي يستند الى شريعة العدل
ان الحلول تلك التي يصيغها السياسيون والمفكرون بل ورجال الحرق والقرار عبر مراحل التاريخ لاتخرج عن اطار ثلاثة شرائع
شريعة العدل فقط
شريعة الفضل فقط
شريعة العدل والفضل معا

هذا هو جوهر التغاير بين الشماليين والجنوبيين من وجهة اخرى الى جانب الاوجه التي ذكرتها في مواضيع سابقة منها المبدأية والثروة
ان التغاير وان اردت ان تسمية الاختلاف في قراءة الجنوبيين والشماليين للحقائق والحلول على اساس ان الجنوبين يجنحون الى تقرير قانون العدل بينما الشماليين يجنحون الى اقرار قانون الفضل فيما بينهم وفي تعاملاتهم مع الاخرين
فماهو قانون العدل وماهو قانون الفضل وايهما افضل واصلح لوضع اليمن اليوم قانون العدل ام قانون الفضل؟
ببساطة حينما يحدث اصطدام بين سيارتين في الشارع يكون حل الشماليين للاشكال بقاعدة ثلثين بثلث -اي ثلثين يتحملها الغلطان لو كان غلطه مائة بالمائة وثلث يتحملها الذي وقعى عليه الخطأ اما عند الجنوبيين فيتحمل الخاطىء والمتسبب في الحادث الغرامة كلها ولو كان غير قادرا دون ان يتاح له التخفيف من الشخص الذي وقع عليه الخطأ في الحادث
يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله بما معناه ا
http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=111&ID=163
ان بنو اسرائيل لما لاعاشوا تحت حكم الفراعنة مقهورين مذلولين اعتادوا على الموافقة والاستكانة وعدم المطالبة بالحقوق كاملة فانزل الله تعالى اليهم شريعة التوراة بشريعة العدل حيث فيها عدم التنازل عن الحقوق والاصرار على المطالبة بها ولو كانت صغيرة او قليلة فلما مرت الاعوام عليهم صاروا شداد غلاظ بل ظلمة باسم العدل والحقوق فانزل الله تعالى اليهم عيسى بشريعة الفضل حيث البحث عن الحلول التوفيقية والتسامح لاجل المصلحة والتجاوز عن سيئات الاخرين لاجل السلام والقبول بالحلول وانصاف الحلول لاجل بقاء الحب والمودة في القلوب ثم بعث الله تعالى شريعة القرآن الكريم معا بشريعة العدل والفضل فجعل الله تعالى ايجاب العدل واجدبا ثم شجع العمل بشريعة الفضل
قال تعالى
--وان عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين--
فدعى الله تعالى الى رد العقاب بمثله عدلا ولكنه تعالى شجع على الصبر عليه لان عاقبته خيرا ومكمن هذا الخير ان صبرك على الاذى من قبل المؤذي يدعم قضيتك ويزيد من المتعاطفين معك وسحب المتعاطفين الذين في صف عدوك بصبرك مع الايام ولهذا قال تعالى انه خير للصابرين
ويلحظ الفاحص لتجربة كل من الشماليين والجنوبيين خلال الخمسين السنة المنصرمة ان هناك عرجة في السير الفكري والسياسي والنظامي بل ورما الاجتماعي سببها ان الشماليون ضيعوا البلاد وحقوق العباد بسبب عملهم فقط بشريعة تالفضل من خلال تقرير الحلول التوفيقية بين الاطراف وعدم الشد على الظالم والغلطان والمقصر والجنوبيون وبسبب اصرارهم على اقامة العدل ايضا ضيعوا البلاد وحقوق العباد حتى وصل بهم الامر ان يقتلوا جندي سرق علبة سمن من مطبخ المعسكر ليكون عبرة للاخرين
انه التششد باسم العدل والتمييع باسم الفضل هذا هو جوهر شخصية الشمالي والجنوبي المتمترسين على طرفي نقيض شمالا وجنوبا وان تواجدا في مكان واحد وهؤلاء الصنفان لايصلحا ابدا ان يقيما عدلا ولا ان يقررا فضلا فكلاهما نموذجا اعوجا اعرجا اعورا...فالجنوب لم يضيع الا بسبب العدل المجرد والشمال لم يضيع الا بسبب الفضل المجرد ولايقام حق الا بالاثنين معا شمالا وجنوبا عدلا وفضلا
اننا امام واقع اليوم يحتم علينا النظر اليه بعين المسؤولية تلك التي لايريد البعض من اصحابنا وخاصة في الهيئة الشرعية وللاسف سوى ان يغضوا الطرف عنها غير عابهين بانهم يدفعون الامور الى نتيجة مفادها الاصطدام والاحتراب بين الجنوبيين بعضهم بعضا وبين الجنوبيين والشماليين بعضهم بعضا وبين الشماليين بعضهم بعضا ...وهذا والعياذ بالله من الفتنة التي هي اشد من القتل
قال تعالى
--والفتنة اشد من القتل--
--والفتنة اكبر من القتل--
فقانون العدل وقانون الفضل وقانون العدل والفضل معا لايصح تطبيقهما الا بمراعاة المناسبة زمانا ومكانا واعيانا..فقد يكون الوقت صالح للعمل بقانون العدل ولكنه ليس مناسبا للظرف الواقعي وطبيعة الحال مثل ان يكون امامك معركة لها دواعيها الصحيحة ولكنك ان دخلتها ستنهي من معك وستنكسر ارادة انصارك ولابد من التريث لحين تحقيق الاستقرار الذي يكون لصالحك وهذا هو عين حكمة ورحمة الرئيس علي ناصر محمد بالفيدرالية التي تنظر الى طبيعة الحال بعين الرحمة والحكمة جنوبا وشمالا بتهيئة المناخ المناسب لقول الجنوبيين كلمتهم عبر الاستفتاء الشعبي دون الدفع بالامور نحو المصادة ليصطدم الاخ مع اخيه والجار مع جاره والصديق مع صديقه بحثا عن العدل واحقاق العدل واقرار العدل الذي سيضيع حتما بسبب ماتخلفه الاصطدامات بين الناس من ثقافة الانتقام وعدم التعاون لاتمام سير افرازات الحرب وان كانت لصالح احد الاطراف وقد جربناها سابقا ولم تفرز سوى ثقافة الانتقامات والكراهية بين الاخوة والقبيلة والجهة نفسها فلاداعي للمزايدة والكذب باسم الحق والعدل على حساب حاجة الواقع لنوع معين من الحكمة والرحمة بشريعة الفضل

[عبد القادر]

أكاد أشك في شخصية نبيل العوذلي هذه بعكس التي نعرفها صوت وصورة من داخل جعار وما على القاريئ إلاّ أن يعود إلى التسجيلات الخاصة به وموقفه المشرّف من قضيته , قضية وطن وشعب غدر به ويراد له أن يستعبد إلى الأبد .