الاشتراكي : صادر الماضي, ويصر على مصادرة الحاضر والمستقبل!!!!!

[المسعودي اليافعي]

في مثل هذه الأيام وتحديداً بتاريخ 18/1/2009م, تكون قد مضت سنه كاملة وعشرة أشهر تقريباً على انعقاد لقاء موسع ( في يافع ) لقيادات الحراك السلمي الجنوبي, ضم ممثلين عن مجالس الحراك في المحافظـات وقيادة مجلـس الثورة لتحـريـر الجنوب ( سابقاً ), مجلس الحـراك السلمي لتحـريـر الجنـوب ( حالياً ), لتشكيل لجنة تحضيـرية لعقـد مؤتمـر وطني جنـوبي في الداخـل تحـت شعـار ( التحرير والاستقلال ). جاء انعقاد اللقاء نتيجة جهود لجنة مشكلة من ثمانية أعضاء وتتويجاً لأشهر من المصالحات والتنسيق والإعداد, والسعي للالتقاء والتواصل مع مجالس المحافظات والشخصيات المستقلة وقيادات مجلس الحراك في المناطق والمحافظات المختلفة, وتم التوافق على بنود اللقاء وأعداد ممثلي المحافظات المشاركين وتحديد موعد ومكان اللقاء.

وفي الموعد المحدد .. تفاجئ الإخوة المكلفين بالترتيب واستقبال المعنيين باللقاء, وفود أعداد كبيرة من الناس تتجاوز الخمس مئة شخص, وهو عدد يفوق عدد المدعوين للحضور بخمسة أضعاف وكان أكثرهم من الاشتراكيين . وبمشقة ... تغلب الإخوة المكلفين على تلك المعظله, وتفاءل الناس خيرا, معتقدين إن اللقاء سيتوج في النهاية بالنجاح . لكن الصدمة كانت كبيرة ومحزنة, فقد خابت الآمال حين تم استخدام " الفيتو " لمنع أي تهيئة لعقد مؤتمر وطني جنوبي, وذلك من خلال محاولة قيادات الحزب الاشتراكي اليمني فرض لجنة تحضيرية مكونه من التالية أسمائهم :
1ــ علي منصر محمد
2 ــ صلاح الشنفرة
3ــ عبده المعطري
4ــ صالح يحي سعيد
5ــ ناصر الخبجي
6ــ عبد الله الناخبي
7 ــ عوض الصلاحي
8 ــ صالح احمد العيسأي

وهكذا ... فإن الفترة الزمنية الفاصلة بين لقاء يافع بتاريخ 18 / 1 / 2010م ولقاء القاهرة بتاريخ 19ــ 20 ــ 21 نوفمبر 2011م لم تغير من حقيقة وواقع ممارسات وسلوك وتفكير إخواننا أعضاء الحزب الاشتراكي شيئاً, فهم الذين يقدرون الموقف الإقليمي والدولي, وهم من يستطيع تحليل الأوضاع السياسية, وهم يفكر ويقرر نيابة عن أبناء الجنوب, وما على الآخرين إلاّ السمع والطاعة.

رغم المسافة الزمنية, مازال " الفيتو " حاضر بيد ( الأوصياء ) لإفشال أي محاولة جادة لعقد مؤتمر وطني جنوبي ... ومازال التفكير هو نفس التفكير القائم على فرض التعبئة والتبعية والوصاية وكأن الزمن قد عاد بهم إلى فترة الثمانينات من القرن الماضي, غير مدركين إن الزمن غير الزمن والناس غير الناس ... مع الأسف هؤلاء واقعون في حالة يرثى لها من الغرور وسوء الفهم والاستغناء عن تفهم إن الجنوب لكل الجنوبيين..

والأسوأ من كل ذلك إمكانية أن يؤدي بنا ذلك الغرور وسوء الفهم والتعنت في الموقف إلى مخاطر أبسط ما تحتمله إنها تزيد من حالة إحباط وتشتت وانقسام الشعب الجنوبي. فالتعبئة والتبعية التي يعتمدها هؤلاء نراها تختزل نفسها في دعاوي وإدعاءات تفضحها الشعارات البراقة في مظهرها الخارجي, لكنها لن تمر على أبناء الجنوب بسهولة كما يعتقدون, فالتخفي خلف الشعارات الزائفة مكشوف مهما حاولوا تغليف بضاعتهم وتزيينها بالمظاهر البراقة.

أحيانا قد تختبئ الحقيقة تحت الظل وتطمئن النفس للمشهد فيقع المرء بالوهم, إلاّ أن هناك سوابق لأعمال هؤلاء جرت بصفة عامة تحت دعوى ( البطل المنقذ ) الذي يتحمل أمام الله والتاريخ مهمة التفكير نيابة عن الآخرين, ولن يتكرر هذا أبداً. وهناك مراحل من التاريخ انقضت, ولم يعد هناك داع لإعادة اجترار تجاربها أو أسبابها ونتائجها, ذلك إن الحاضر والمستقبل أدعى إلى الاهتمام, خصوصاً إذا بدت على آفاقهما ــ الحاضر والمستقبل ــ مزالق ومخاطر يمكن أن تؤدي إلى كوارث بلا حدود.

السؤال المطروح في النهاية, للإخوة في اجتماع القاهرة, هو :

هل يكفي ما فعلتموه حتى الآن؟؟.... أم مازلتم مصرّين على مصادرة حاضر ومستقبل أبناء الجنوب, كما صادرتم ماضية؟؟..