لماذا لم تقتنع واشنطن بتورّط طهران في حرب اليمن؟ ( بقلم: عادل أمين )

[انا الجنوب الحـر]

صنعاء – لندن " عدن برس " : 27 – 11 – 2009
لماذا لم تقتنع واشنطن بتورّط طهران في حرب اليمن؟ ( بقلم: عادل أمين )
كشفت الحرب الدائرة في صعدة عن جانب هام في طبيعة وشكل العلاقات اليمنية الأمريكية، وكذا عن سياسة الإدارة الأمريكية الجديدة تجاه المنطقة. فعلى الرغم من التطورات العسكرية المثيرة التي شهدتها جبهة القتال في محافظة صعدة بدخول الجارة الكبرى طرفاً في الصراع مع الحوثيين الذين سعوا إلى ذلك من خلال التحرش بالمملكة والتعدي على أراضيها وجعلها ساحة حرب جديدة .

إلاّ أن الموقف الأمريكي تجاه هذه الحرب ظل كما هو لم يطرأ عليه أي تغيير، وهو ما أصاب الحكومة اليمنية بخيبة أمل كبيرة، إذ كانت تؤمل أن التغير الحاصل في مسار الحرب باتجاه احد أهم حلفاء أمريكا في المنطقة سيغيّر بالضرورة من مواقفها المعلنة من قبل، سواءً تلك المتعلقة بالحوثيين أو الإيرانيين، وربما اعتقدت الحكومة اليمنية أن تحالفها مع الولايات المتحدة في الحرب على الإرهاب سيقود بالضرورة إلى تحالف الطرفين على جبهة صعدة، لكن شيئاً من ذلك لم يحدث. صحيح أن الولايات المتحدة ضخت المزيد من مساعداتها لليمن عقب تفجر الحرب السادسة في صعدة تحت لافتات عدة، لكن سياستها تجاه الحرب بقيت ثابتة، في الوقت الذي حرصت فيه على تأكيد أن ما تقدمه من دعم للحكومة اليمنية لا يأتي في إطار دعم المجهود الحربي في صعدة، بل يصب في اتجاه واحد هو دعم قدرات الحكومة اليمنية في الحرب على الإرهاب والحد من النشاط المتعاظم للقاعدة، وقد أكدت مراراً أنها لا تعتبر الحرب الدائرة في صعدة جزءاً من الحرب على الإرهاب، بل تعتبره تمرداً مسلحاً من حق السلطة مواجهته.
الأسبوع الفائت تم توقيع اتفاقية تعاون في المجال العسكري والأمني بين جيشي اليمن والولايات المتحدة، لكن الجانب اليمني حرص على إظهار الأمر في سياق ما سمّته صحيفة الثورة الرسمية «مواصلة الدعم الأمريكي لليمن في الحفاظ على وحدته وأمنه واستقراره»، في إيحاء بأن واشنطن تساند عسكرياً جهود صنعاء في إخماد التمرد، الأمر الذي جعل واشنطن تنفي أن تكون وقعت في مثل هذا الاتفاق العسكري مع اليمن. وأكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية انه «لم يتم توقيع أي اتفاق» بين البلدين، رغم تأكيده إجراء مشاورات بين مسؤولين عسكريين أمريكيين ونظرائهم اليمنيين، وأضاف أن اليمن من ابرز حلفاء واشنطن في المنطقة، إلاّ انه يُعتبر أيضاً مقر تنظيم القاعدة في جزيرة العرب على حد وصفه، كما سارعت السفارة الأمريكية بصنعاء عبر بلاغ صحفي إلى تأكيد أنّ المحادثات بين البلدين كانت صريحة ومثمرة، وركزت على استمرار الدعم الأمريكي للحكومة اليمنية في جهودها الرامية للقضاء على تهديدات القاعدة والقرصنة. ويبدو أن واشنطن أرادت تصحيح الانطباع الذي حاولت صنعاء تمريره بأنها تساند الجيش اليمني، فسارعت إلى تأكيد خلاف ذلك، وحرصت على إعادة ضبط علاقتها باليمن وتوجيهها في مسار الحرب على القاعدة وليس شيئاً آخر، وفي هذا السياق قال مسؤول أمريكي لشبكة cnn الأمريكية: «الولايات المتحدة على تواصل مع الجانبين اليمني والسعودي، ولكن لم يتم إقناعنا بان إيران متورطة في حرب اليمن، وأن أمريكا لا ترى أي يد إيرانية فيما تقوم به العناصر الحوثية».
وكان نائب مساعد وزير الدفاع الأمريكي قد صرح في وقت سابق قائلاً: «لا نرى دليلاً قاطعاً على أن هناك رابطاً عملياً بين الحوثيين وإيران، على الأقل ليس مثل الرابط بين إيران وحزب الله»، وقد علق مصدر يمني مسؤول على تصريحات المسئول الأمريكي لشبكة (cnn) بالقول: إن الولايات المتحدة ليست بحاجة إلى من يقنعها بوجود أيدي إيرانية تدعم العناصر الإرهابية الحوثية لتنفيذ أجندة خارجية مشبوهة تستهدف امن اليمن والسعودية والمنطقة برمتها، وأضاف أن أمريكا في نهاية الأمر لا يهمها سوى مصالحها، وحتى إذا اقتنعت بحقيقة تلك العلاقة بين عناصر التمرد الحوثي والتدخل الإيراني فماذا يمكنها أن تفعل فهي غارقة في مشاكلها في العراق وأفغانستان وباكستان.
ويعكس رد المصدر اليمني المسؤول على التصريحات الأمريكية بعدم اقتناع الأمريكيين بتورط إيران بحرب اليمن حجم الخلاف القائم بين الجانبين، كما يعكس من جانب آخر مدى الإحباط الذي مُنيت به الحكومة اليمنية جراء عدم تفهم حلفائها الأمريكيين لمعاناتها في صعدة، وتشعر الحكومة بأنها أخفقت في استمالة الموقف الأمريكي المناهض لإيران في المنطقة لتعزيز موقفها السياسي المشتبك مع طهران.
لماذا أخفقت اليمن؟
ثمة أسباب عديدة تقف وراء فشل حكومة صنعاء في استمالة حليفها الأمريكي لمؤازرتها في معركتها السياسية مع طهران، أول تلك الأسباب يعود إلى السياسة الأمريكية الجديدة التي صاحبت صعود رئيس أمريكي جديد للبيت الأبيض، تلك السياسة الجديدة التي ينتهجها الرئيس باراك اوباما تجاه منطقتنا عموماً وإيران خصوصاً، والتي أُعدت له من قبل خبراء في مراكز أبحاث أمريكية مقربة من دوائر صناعة القرار الأمريكي تعتمد بشأن العلاقة مع طهران على خيار التهدئة والاتصال المباشر معها من أجل تغيير مسلكها خاصة على الصعيد النووي، وتقضي بوجود مفاوضات ثنائية حول تطبيع العلاقات الأمريكية الإيرانية واستبعاد خيار الرد العسكري.
السبب الآخر المثبط للأمريكيين لتبني مواقف صنعاء في أزمتها تجاه إيران هو ضعف الموقف اليمني نفسه وإخفاقه في تقديم أدلة حقيقية تثبت تورط إيران في دعم الحوثيين، فجميع المسؤولين اليمنيين بمن فيهم الرئيس صالح لا يتّهمون حكومة طهران مباشرة بتدخلها بالشأن اليمني، بل يوجهون الاتهامات للحوزات والمراجع الشيعية داخل طهران وخارجها، وفي مقابلته الأخير مع صحيفة اللوموند الفرنسية استبعد علي الآنسي مدير مكتب الرئيس ورئيس جهاز الأمن القومي فكرة تجميد العلاقات مع «أشقائنا الإيرانيين» رغم اتهامه لهم بتقديم الدعم للحوثيين.. وبالتالي لماذا تتورط أمريكا في قضية ترى أن أصحابها أنفسهم ما زالوا حذرين من التورط فيها؟ تدرك الولايات المتحدة أن أصدقاءها في المنطقة وبالأخص اليمن والسعودية لا يريدون المجازفة بعلاقتهم بطهران، لكنهم يريدون منها القيام بتلك المهمة بالوكالة!! فيما لا تريد الولايات المتحدة التحول إلى فزّاعة أو عصا غليظة بيد حلفائها يستخدمونها كيفما شاؤوا. لقد تعوّد الأمريكيون طبقاً لمبدأ «التدخل الاختياري والانسحاب الاختياري» أن يختاروا بأنفسهم الملف الذي يتدخلون فيه والمنطقة التي يتدخلون فيها وفقاً لمصالحهم، فإذا كانت تلك القضية أو المنطقة لا تدخل ضمن مصالحهم الخاصة فإنهم لا يعيرونها اهتماماً.
نقلا عن موقع " الأمان "

موضوع جميل حبيت انقله لكم من موقع عدن برس

ابن كريتر

[هندي عدني]

لان الجندي الامريكي لايلبس شياذر ولايستسلم