تتبع حركة المتقاعدين ... الجنوب.. تعقيد المعقد

[عزيز الصلوي]

باسم الشعبي (صحيفة المصدر)

قبل ما يزيد على خمسة أشهر تقريبا كنت في مدينة عدن –وبالتحديد- في منتصف مايو الفارط، ويومها سعيت إلى تقصي الحقائق عن أهم مشروع اقتصادي وتنموي يتمثل كما هو معروف في (المنطقة الحرة). وبعد أسبوع واحد من التفتيش عن معلومات وحقائق ذات صلة بالموضوع، أصبح بمقدوري الطلوع على الناس لأنقل لهم صورة واقعية ومن دون رتوش، تكشف عن حقيقة واحدة لها وجه واحد فقط، عنوانه العريض على هذا النحوالمنطقة الحرة..كذبة كبيرة عمرها 16عاما). عدا المنطقة "الحارة" وليست الحرة, كما يصفها الناس هناك تلمست هموم مرة لناس تشابهت هموماً في عدن ولحج, كصحفي علي واجب نقل الصورة للمسئول والرأي العام..وبينما أنا في عدن، المدينة التي أظنني أدرك تفاصيلها تماماً لإحساسي الدائم بالقرب منها وإن كنت أهوى البعد أحياناً, صادف يومها أن التقيت بعدد من المتقاعدين العسكريين والمدنيين قبل أن يدفع بهم طول الانتظار إلى قطع الشوارع طولاً وعرضاً في حركة بدت كما لو كانت تتخذ أشكالاً جديدة كلما تسارعت عقارب الساعة. في العشرين من مايو الفائت كانت حركة المتقاعدين ما تزال محدودة وغير مميزة، وفضلاً عن ذلك محصورة في مساحة لا تتجاوز الساحات الأمامية الواقعة أمام مكاتب السلطات المحلية في المحافظات اليمنية الجنوبية، لاسيما عدن، حيث أخذ ممثلون عن جمعيات المتقاعدين يطالبون -بأمل مصحوب برجاء كبير- نقل معاناتهم وهمومهم إلى السلطات العليا في عاصمة القرار صنعاء.


إذن, بينما أنا أجفف عرقي المتصبب إثر حرارة مايو المفرطة, حدثني عدد ممن التقيتهم عن حياة قاسية يعيشها الكثير من المتقاعدين والمبعدين عن أعمالهم قسريا, هذه الحياة الصعبة والقاسية دفعتهم كما أخبرني أحدهم بلطف إلى: "البحث عن العمل في مهن لا تتناسب وتأهيلهم العلمي وكفاءاتهم العسكرية الرفيعة لمواجهة ظروف الحياة".لقد دهشت, وأنا أستمع للحديث المتواصل بصعوبة إذ أحسست بنبرة ألم في جوف الرجل تكاد تخنقه, ولكن العميد المتقاعد يتحامل ثم يواصل متسائلاً: "هل سمعتم عن كبير مهندسي الصواريخ الذي يعمل بائعاً للقصب بين عدن ولحج؟" لا لم نسمع به, أجبته, ثم حثيته على المواصلة بقولي مستفسرا: وماذا بعد؟ فأخبرني مباشرة عن قائد المدرعات "بائع الأغنام" والمهندس والطيار الحربي "بائع القات" وآخر تحول إلى سمسار أراضي وكان قبل ذلك قيادياً وإدارياً لا يشق له غبار, حدثني وحدثني عن الوجع وحينها تمنيت لو أنه سكت. ليس فيما نقلته عن العميد المتقاعد أدنى مبالغة فهو لم يعتاد الكذب ولا المبالغة إذ يجبرك سلوكه وموقفه مما جرى ويجري على رفع يديك طواعية لتحيته فالرجل الذي يحترم نفسه كما يقال يحترم موقفه, هو الآن كما علمت مع حصول الناس على حقوقهم غير منقوصة، لكنه ضد الفوضى وتهديد الوحدة.. تجولت في عدن نهاراً تحت أشعة شمس ملتهبة، وفي المساء باحثا عن ضربة ريح وهواء عليل ممزوج بروائح شارع الزعفران العطرة، حيث البخور والأخضرين والعطور من ماركات ممتازة تباع على الأرصفة، وعن ابتسامات وكلمات عذبة تشعرك بالطمأنينة وأنت القادم للتو من جهة الشمال.



سقف المطالب

في أواخر مايو الفارط, كانت حركة التظاهرات والاحتجاجات محدودة -كما أسلفنا- وفضلاً عن ذلك كان سقف المطالب متدني, أما اليوم، فحدث ولاحرج! اعتصامات في كل شبر ومطالب تحدها السماء، وفي هذا الجو المشحون بالتوتر والقلق المتنامي خشية الانزلاق إلى المجهول، يجد المراقب نفسه محاصرا بأسئلة كثيرة وقلقة، بينما هو يتلقف الأخبار الآتية من الجنوب بإنصات، وفجأة يبرز سؤال قوي لا تستطيع مقاومته: من المتسبب في كل ما حدث وما سيحدث مستقبلاً..؟ السلطة التي أهملت شكاوى ومطالب الناس كل هذه المدة حتى تراكمت؟ أم المتقاعدين والعاطلين عن العمل الذين توجه لهم الاتهامات بامتلاك مشروع انفصالي؟. لم تعد حركة المتقاعدين بمفردها اليوم في الميدان, أستطيع القول –فقط- أنها بدأت بتمزيق شرنقتها لتتشكل وتنتظم للانتقال إلى طور جديد، لتعقد العزم على الاستمرار مع بزوغ فجر العام الجاري. وحين سئمت الانتظار و"التسول" انفجرت مدوية في الشارع وكانت البداية الحقيقة من ساحة العروض بخور مكسر أو "ساحة الحرية" كما أصطلح على تسميتها يوم 7/7 المنقلب. كانت البداية مزعجة للسلطات إذ يحمل هذا التاريخ في طياته دلالات تسعى السلطة لتصويرها في هيئة "نصر"، بينما ينظر إليه المتقاعدون وقوى الشارع المتضامنة معها والباحثة عن حقوقها -هي الأخرى- بوصفها "كارثة " من هنا كان الإفتراق، وفي ساحة "الحرية" بدأ البون شاسعاً بين أصوات تطالب بحقوق، وترى في "الوحدة" مجرد هدف للسيطرة يتوجب إصلاح مسارها، وأصوات بدت حريصة على "الوحدة" ولا ترى اية غضاضة في الأخطاء المرتكبة باسمها.الأبرز أن الأحداث توالت وتبلورت المواقف في سياقات متعددة غير أن الثابت الذي تجلى على الأرض بعد فترة وجيزة تمثل في اجتذاب حركة المتقاعدين لحركات وقوى أخرى كالعاطلين عن العمل، وملاك الأراضي، وتيار إصلاح مسار الوحدة.. وخلف هذه المسميات، اندلعت التظاهرات في الشوارع، وضربت خيام الإعتصامات في الساحات، شاهرة سيوف الرفض في وجه الفساد غير أبهة بالنار المتطاير من كل جانب في مشهد وصف بالخطير.


المعاش التقاعدي

في البدء تمحورت المطالب حول"المعاش" إذ حرم عدد من المتقاعدين من زيادات وتسويات يعتبرونها مستحقة نظرا للإحالة المبكرة إلى التقاعد، معتبرين ذلك الإجراء موجه ومفتعل لحرمانهم من حقوق حصل عليها غيرهم بدم بارد.حين فرغ عدد من المتقاعدين في مايو الفارط من حديث جانبي علمت فيما بعد أنه تركز حول تقييم النتائج المتحققة من اعتصاماتهم المحدودة والغير مميزة آنذاك، والتي كانت بدأت قبل ما يربو على ثلاثة أشهر، لم ألمس حينها ما يجعلني الآن أجزم بوجود نية للتصعيد ونقل الاحتجاجات إلى الشارع لوضع البلد بجدية أمام مفترق طرق, كل ما تمكنت استنتاجه تمثل في وجود توجه لمواصلة الاعتصامات بطرق سلمية، في حال لم تذعن السلطة لمطالبهم المعلنة في نطاقها المحدود. وفضلاً عن توجه الاستمرار.. كان هناك أمل بالتوصل إلى حلول قريبة للقضية، استنادا إلى معلومات وصلت للتو من عاصمة القرار صنعاء -كما أخبرني أحدهم - تم النظر إليها فيما بعد من قبل المتقاعدين على أنها مجرد مسكنات لشل فاعليتهم وعوضاً عن ذلك، لم تفلح قرارات رئاسية صدرت قبل أيام من الاعتصام الكبير الذي شهدته ساحة العروض"الحرية" في إخماد ثورة الغضب، وفيما أسهمت هذه النقلة المتطورة في خلق مساحات واسعة للتظاهر والاحتجاج -كما يرى مراقبون- أخذت المطالب هي الأخرى تكبر وتتسع، فمن المعاش التقاعدي إلى تسوية الأوضاع والعودة إلى العمل، دخلت قضية الأراضي والثروة والوظائف والمناصب الحكومية بقوة على الخط كروافع صلبة للقضية الجنوبية التي ظلت حبيسة الأدراج والمجالس وصفحات الصحف ردحاً من الوقت، وفضلا عن ذلك كانت محل خلاف وشقاق دائمين في إطار الحزب الواحد. وفيما أخذ عدد من المراقبين والمتابعين يحذرون من مغبة استغلال الحركة المطلبية لتحقيق أهداف شيطانية من شأنها ان تسهم في تعقيد الأوضاع القائمة في الجنوب أكثر فأكثر، أخذت أصوات نزقة تبرز بقوة من داخل الدائرة الاحتجاجية نفسها، ليس من هدف أمامها -كما بدأ- سوى تقويض الوحدة الوطنية، باستغلال التعقيدات القائمة لتعقيد المعقد، بحيث تصبح إمكانية العودة بعد ذلك إلى الوضع المعقد مجرد حلم يتمناه كل يمني

[معلاوي]

بدات بسرد الرواية وباتقان لكن لم تصل الى خاتمتها . ام انك تجد الرواية نهايتها الراتب والمنصب والثروة والاراضي ؟
هل يعني هذا انك لم تقتنع بعد ان المطلب وصل الى تقرير المصير ؟
وهو اقل بكثير من المطلب الكبير الاستقلال الكامل .
منتظرين بقية الرواية

[الطائر المتشرد]

أي وحدة وطنية تتكلمون عليها بعد أن تم تفيد و نهب و اغتنام أراضينا و وظائفنا و ثرواتنا؟؟؟؟؟

أي وحدة وطنية و نحن أصبحنا أغراب في أوطاننا, المسئول دحباشي, العسكري دحباشي, الفندم دحباشي, المدير دحباشي, التاجر دحباشي, و كل شيء أصبح دحباشي في دحباشي.

أنتم تتحدثون عن وحدة وطنية سلبتم بها كل معاني الوحدة و الاخوة. أنتم من دمر الوحدة و نقض العهد و الاتفاق. وحدتكم الشيطانية أنت من قام بقتلها مع النظام و نحن فقط سنعلن رسميا عن حصول الوفاة لغرض الاشهار و التوثيق و استعادة الحقوق.

[قناص الجنوب]

كلامك جميل منمق بسيط وسهل وهي تعبر عن وجهة نظر ابناء اومثقفي الشمال عن المشاكل في الجنوب وحلها بسيط بنسبة لكم وهي زيادة الراتب وصرف المستحقات وصرف قطعة ارض واعادة الموظفين والعسكريين الى وظائفهم مؤقتآ وهكذا انتهت المشكلة والمطالب 0 0 0 وبقية امور الدولة نتركها للاسياد وفقآ لعاداتكم0000يا صلوي المشكلة اكبر من ان تفهموها لان المشكلة يامثقف هي : هويه شعب الجنوب وثقافتة وحريتة المسلوبة وعاداته وثورته اي ثورة اكتوبر التي فجرها مجاهدي الجنوب واستشهدوا في سبيل تحرير ارضهم ارض الجنوب وكان لهم هذا في نوفمبر 1967والتي حاول جهلة ابن الاحمر نسبتها اليكم ابناء الشمال وكأنه لايوجد شعب في الجنوب ولاثوار ولا مجاهدين 0 ياصلوي هل تشاهد التلفزيون ؟ وهل شاهدت اي احتفال لثورة اكتوبر او يوم الاستقلال في 30نوفمبر ؟ منذو 7/7/94؟ ومتى فكرتم باقامة الاحتفالات ؟ الاجابة تعرفها (عندما فكر ابناء الجنوب بالاحتفال بعيد استقلالهم ) وما كان رد العصابة على احتفال الجنوبيين ؟ ردهم مثلما يرد الاسرائيليين على الفلسطينيين العزل هو الرصاص الحي والمطاطي والقمع والاعتقالات ووووووووووو لكن يا صلوي نحن لسنا الفلسطينيين 00000000نحن ابناء الجنوب مثلما اخرجنا الاحتلال البريطاني سنخرج الاحتلال الاحمري البغيض المتخلف 000لاتغضب يا صلوي هذه نتيجة فكر وتصرف ومسؤلية حكامكم المقدسين (رضي الله عنهم ) هم وانتم يا شعب الشمال تتحملون المسؤلية الاكبر اليس انتم من انتخب وقدس تلك الشخصيات الظلامية وجعلتم علي عبدالله وكأنه نبي لا يخطى وان اخطاء فقد غفرالله له ماتقدم من ذنبة وماتأخر اليس هذا هوالتقديس ؟ 00000وللكلام بقية ان اردت لانني لم اتحدث الا بالقليل والقادم اكثر لكن ليس مني شخصيآ بل من ثوار 14اكتوبر لانهم لم يموتوا وقد خلفوا الاف الاشبال القادرين باذن الله على سحق قوى الجهل والظلام واعادة النور الى ارض الجنوب 0

[saryree]

لقد دفن ماتبقى من امل لانعاش الوحده يوم ان دفنت جثامين الشهداء في ارض الثورات ، ارض ردفان الابيه لكل انواع الظلم..ان البراميل قد اصبحت في النفوس والعقول بسبب العنجهيه والجهل الذي مارس ويمارس ضد ابناء الجنوب الذين قدموا كل مايملكون من اجل الوحده والسباقون اليها ولكنهم خدعوا واقصوا وهمشوا وظلموا ، وهم لايقبلون الظلم على انفسهم مهما كانت التضحيات ولايقبلون التهميش حتى على رقابهم وسيعملون جاهدين على اعادة هويتهم ووطنهم وسوف يكون لهم هذا فقد اخذوا العزم لاجل ذلك وسيتحقق انشاء الله.

[عزيز الصلوي]

يا قناص الجنوب كاتب الموضوع جنوبي ركز