أصحاب المشاريع الصغيرة .

[عبدالله السنمي]

أصحاب المشاريع الصغيرة .
تابعت بعض من خطاب الرئيس اليمني الذي بث عبر الفضائية اليمنية ، وهو يلقي خطابة بمناسبة يوم الأول من مايو عيد العمال ، تابعت رغم أني اعلم ان الكلام سيكون نفس الكلام ونسخة من خطاباته السابقة بعباراته الممجوجة والمستهلكة ، ولكن كان تركيزي على الحضور ، من المسئولين من يساره ويمينه ، وخاصة الجنوبيين ، وأتساءل في نفسي يا ترى ما الذي يدور في عقولهم ونفسيا تهم وهم يسمعون الرئيس اليمني يكرر عليهم ترهاته وإساءاته للجنوبيين وتاريخهم المجيد ، وثقافتهم الراقية وثوريتهم المتقدة .
تحدث كثيرا عن الحراك الجنوبي والعصبية كانت بادية على قسماته، وحركاته ، وما لفت نظري اثناء شتمه للحراك أنه وصفهم بأنهم أصحاب مشاريع صغيرة ، وبشرهم بالفشل قائلا لا تتعبوا أنفسكم ولا تشغلوا أنفسكم ، فمصيركم هو الفشل .
هنا توقفت عن المشاهدة ليس غضبا او غيضا من الرئيس ، بل كنت اشعر بالملل وكأني أشاهد فيلم سخيف يتكرر عرضه حد التقزز .
ولكن ظلت عبارة أصحاب المشاريع الصغيرة تدور في ذهني ، وكيف انه استنتج من ذلك أن الفشل هو المصير الحتمي لهذا المشروع الصغير .
فقلت في نفسي ان الرئيس بعبارته هذه قد عكس المعادلة ، وبالتالي أخفق في الربط بين حجم المشروع وبين النجاح والفشل في انجازه .
فلو كان مشروع الحراك الجنوبي صغيرا فعلا ، فإمكانية نجاحه أوفر ، ولذلك ما كان للرئيس أن يؤكد ويطمئن الجميع أن المشروع الجنوبي سيفشل في حال إن المشروع صغيرا .
ولكن الحقيقة أن المشروع الجنوبي هو مشروع كبير ، وكبير جدا ، ولذلك فإن نجاحه يتطلب إمكانيات هائلة وعمل دءوب ومتواصل ، وتكاتف وحشد كل الطاقات البشرية والسياسية والمادية والمجتمعية والفكرية والثقافية ....الخ
هذا المشروع هو استعادة وطن ، وإخراج شعب من بئر سحيقة ، فهل هذا مشروع صغير كما وصفه الرئيس اليمني ؟
هذا الحوار الدائر مع نفسي حول حجم مشروعنا الوطني ، ذكرني بقول الأستاذ محمد حيدرة مسدوس في وصاياه للحراك ، وبالذات فيما يتعلق بهذه النقطة ، فقد ذكر مسدوس ، إن مشكلة قادة الحراك أنهم لا يدركون حجم قضية الجنوب ، أي لا يعلمون حجم مشروعهم الوطني .
فهل كان الرئيس اليمني يبشر الحاضرين بفشل مشروع الحراك ،لأنه يظن أن قادته أصغر من حجم مشروع الجنوب ؟
وهل يستطيع قادة الحراك الجنوبي في الداخل والخارج اثبات عكس ذلك ؟
نتمنى !