الرئيسية التسجيل مكتبي  

|| إلى كل أبناء الجنوب الأبطال في مختلف الميادين داخل الوطن وخارجة لا تخافوا ولا تخشوا على ثورة الجنوب التحررية,وطيبوا نفسا فثورة الجنوب اليوم هيا بنيانًا شُيد من جماجم الشهداء وعُجن ترابه بدماء الشهداء والجرحى فهي أشد من الجبال رسوخًا وأعز من النجوم منالًا,وحاشا الكريم الرحمن الرحيم أن تذهب تضحياتكم سدى فلا تلتفتوا إلى المحبطين والمخذلين وليكن ولائكم لله ثم للجنوب الحبيب واعلموا ان ثورة الجنوب ليست متربطة بمصير فرد او مكون بل هي ثورة مرتبطة بشعب حدد هدفة بالتحرير والاستقلال فلا تهنوا ولا تحزنوا فالله معنا وناصرنا إنشاء الله || |

شهداء الإستقلال الثاني للجنوب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                          

::..منتديات الضالع بوابة الجنوب..::


العودة   منتديات الضالع بوابة الجنوب > الأ قسام السياسية > المنتدى السياسي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2010-07-08, 07:17 PM   #1
عميد الحالمي
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2010-04-16
الدولة: الجنوب العربي
المشاركات: 2,128
افتراضي وحدة تخسر جنوباً ...بقلم : نجيب قحطان الشعبي

(عاش الجنوبيون نحو 130 عاماً في ظل حكم بريطاني حافظ خلالها وبشكل عام على كرامتهم، ويعيشون منذ نحو 20 عاماً في ظل وحدة يمنية أخذت خلالها صنعاء في السنوات الأخيرة تذيقهم صنوفاً من الإذلال).



في 19 يناير 1839، أحتلت بريطانيا عدن بعد أن هزمت بقانون القوة المدافعين عن عدن من أبناء لحج (وكانت عدن من قرى السلطنة العبدلية أي سلطنة لحج) ومن بين ألف مقاتل من قبائل لحج (العبدلي، العزيبي، السلامي، الصبيحي، وغيرهم) قتل وجرح في ذلك اليوم 160 رجلاً لتروي دماؤهم الطاهرة أرض بلادهم حفاظاً عليها من الوقوع تحت السيطرة الأجنبية، وسجل التاريخ أن السلطتين بصنعاء والقاهرة اللتين أتصل بهما السلطان محسن فضل العبدلي لتدعماه عندما لمس التوجه البريطاني لاحتلال عدن بالقوة، لم تقدما له حتى طلقة رصاص واحدة ليحافظ على سيادته على هذا الجزء العزيز من الوطن العربي، لقد تركوه وحيداً مع ألف مقاتل لحجي لا يملكون سلاحاً متطوراً ولا مالاً ليصيروا في مواجهة الأساطيل البحرية الحربية البريطانية ومدافعها (واستخدمت في احتلال عدن سفن كان بعضها يحمل أكثر من 20 مدفعاً كالسفينة "فولاج" وتحمل24مدفعاً) ومع ذلك لم يتخل السلطات ورجاله عن عدن سلمياً وهم يرون السفن الحربية البريطانية تقف على بعد مئات الأمتار قبالة عدن وقلعة صيرة ودخلوا في معركة حربية كانوا يعلمون والعالم كله بأنها غير متكافئة بالمرة.. معركة حربية محسومة النتيجة سلفاً.. لكنهم دخلوها لأنه من الأشرف لهم أن تنتزع عدن بالقوة من أن يتركوها سلمياً للبريطانيين كلقمة سائغة وهم يتفرجون.

ومضى 130 عاماً تقريباً من الاحتلال البريطاني لعدن والجنوب ليخرج بعدها البريطانيون وبأقسى هزيمة لهم في تاريخ احتلالهم لأراضي الشعوب الأخرى.

أمام الإرادة الصلبة وعزيمة طليعة شعب الجنوب من مناضلين مثقفين وعسكريين ورجال قبائل انضووا في إطار تنظيمي سياسي يقوم بحرب تحرب ثورية، لم يستطع البريطانيون بأساطيلهم الحربية البحرية والجوية، وحاملات طائراتهم وجحافل قواتهم البرية، وخبراتهم القتالية على مدى قرون من الزمن، أن يحتفظوا بالجنوب تحت سيادتهم أو أن ينزووا في عدن التي كانوا قد حولوها من مجرد قرية إلى أعظم مدينة في بلاد العرب خدمة لبقائهم الذي خططوا له أن يكون أبدياً، ولولا تلك العقلية الحضارية التخطيطية البريطانية لربما ظلت عدن إلى اليوم قرية كالحسوة أو الخيسة، وبلا شك فإن عدن كانت عند خروج البريطانيين أفضل حالاً مما هي عليه الآن, فالآن آلت أوضاعها إلى الأسوأ بكثير وفي كل المجالات ويكفي حالة الطاقة الكهربائية, وعدم نقاء مياه الشرب وتلوثها بالصرف الصحي, ناهيك عن انقطاع امدادات المياه معظم أوقات كل يوم، ومن العيب أن يسمي البعض عدن بالعاصمة الاقتصادية والتجارية أو بالمنطقة الحرة أو حتى يسميها «مدينة» إنها لم تعد غير «قرية كبيرة» فحتى طرقاتها المسفلتة في حالة يرثى لها فهي تسفلت بأسوأ طريقة ممكنة وكأن من يقوم بذلك ليست له أية صلة بهندسة الطرق وسفلتتها فلا يوجد بعدن شارع واحد مرصوف جيداً، وأما عن سوء حالة أجهزة الأمن فحدث ولا حرج فالتجربة الشمالية في قيام أقسام الشرطة بنهب المواطنين وابتزازهم قد عممت على كل محافظات الجنوب فصار الناس يفضلون ترك حقوقهم عن اللجؤو للشرطة.. ولا يوجد في هذه القرية الكبيرة خدمات صحية ولا تعليمية حقيقية, وتنتشر اللامبالاة والرشوة في معظم المرافق الحكومية، انه وضع مقرف للغاية (أكتب الآن والمياه مقطوة عن نصف عدن: المعلا والتواهي وكريتر منذ 4 أيام والسبب تافه وهو انكسار ماسورة تحمل المياه إلى خزان جبل حديد!) ماسورة انكسرت فهل لابد أن تقطع المياه لأيام عن سكان عدن؟ من حيث الخبرات الفنية فهي متوفرة لدى إدارة المياة والصرف الصحي بعدن لكن ليس لدى المركز أي صنعاء اهتمام بأحوال الناس بالجنوب، فصنعاء لا ترى في الجنوب غير أراض شاسعة وثروات طبيعية وغير طبيعية فقط، أما البشر الذين يعيشون على هذه الأرض وأصحاب الحق في تلك الثروات أو على الأقل يجب ان يكون لهم نصيب الأسد فيها فليذهبوا إلى الجحيم اذا لا يعجبهم العيش في «عزبة الخولاني».

لم يكن البريطانيون بحاجة لذكاء ليدركوا بأن احتلالهم لأراضي الغير بالقوة المسلحة لا يمكن استمراره بإحناء أعناق الناس واهانتهم واشعارهم بالذل فهذه أساليب تستفز أهل البلاد الأصليين، والاستخدام المفرط للقوة العسكرية تجاههم سيرهبهم ويجعلهم يخضعون ولكنهم سيزدادون في دواخلهم نفوراً من السلطة الغاشمة وحقداً عليها، فإذا ما ساق لهم القدر «القائد الزعيم الفذ» سيسيرون خلفه ويضحون بأرواحهم في سبيل تحرير بلادهم من الأجنبي الذي أذلهم.

ثورة 14 أكتوبر لم تنطلق لأن البريطانيين أذلوا الجنوبيين وحكامهم المحليين فهذا لم يحدث على الرغم من أن البريطانيين فرضوا سيطرتهم على كل انحاء الجنوب (وليس على عدن فقط مثلما يزعم بعض الجهلة) وكان بامكانهم أن يخلعوا سلطاناً لينصبوا آخر مكانه، وكان بمقدور سلاح طيرانهم أن يقصف الموالين لحاكم محلي يتمرد على السلطة البريطانية، وكان بإمكان قواتهم البرية أن تخرج من عدن لتدخل العاصمة اللحجية لاعتقال القادة السياسيين المعارضين للسياسات البريطانية المتصلة ببلادهم.. ولكن الثورة انطلقت لأنه ليس من الشرف والكرامة لأي شعب أن يظل واقعاً تحت الاحتلال الأجنبي حتى وإن كان متحضراً ولأن معظم سلاطين وأمراء الجنوب كانوا يحكمون مناطقهم حكماً ظالماً ومتخلفاً.

لم يتعال الاحتلال البريطاني على الجنوبيين مثلما يتعالى ويتغطرس عليهم الآن في ظل الوحدة القادة العسكريون والمدنيون الشماليون.

الكابتن ستافورد هينز قائد الحملة البريطانية لاحتلال عدن وأول حاكم بريطاني عليها، انتصر في معركة الاحتلال وبشكل كاسح وفي غضون ساعات صارت عدن في قبضة يده، ومع ذلك لم يأخذه الغرور والنفخة الكذابة إلى أن يتغطرس ويحاول اذلال الجنوبيين وحكامهم من السلاطين والأمراء والشيوخ, وفي السنوات الثلاث التي تلت إحتلال عدن قام حكام لحج والفضلي والعولقي والعقربي والحوشبي بأكثر من محاولة للهجوم على عدن لتحريرها من الاحتلال البريطاني ولكنهم فشلوا أمام التفوق العسكري البريطاني ومع ذلك لم يحاول الكابتن هينز اذلالهم.. لم يحاول ذلك وهو منتصر.. لم يحاول ذلك وهو اجنبي.. فقد تصرف «تلقائياً» كرجل متحضر و«سياسياً» كقائد حكيم يريد أن يحقق لبريطانيا وجوداً دائماً وهادئاً بالمنطقة فلم يحاول اذلال الجنوبيين ولم يحاول حتى أن يشعرهم بأنهم مهزومون وهذا على عكس ما نعايشه منذ انتهاء الحرب الأهلية اليمنية 1994م حيث ننام ونصحو على خطاب وإعلام رسمي يحدثاننا عن انتصار الوحدة وهزيمة الانفصاليين الخونة!

وحتى رئيس الحكومة بدلاً من أن ينشغل بأمور الإدارة والاقتصاد صار هو الآخر شبه متفرغ لشتم الحراك الجنوبي وقياداته بالداخل والخارج ومهاجمة اللقاء المشترك وتخوين المعارضة! فكأن «الجوقة» المكلفة بتلك الأمور كان ينقصها أن ينخرط فيها رئيس الحكومة! وعموماً فإن انشغاله بالدعاية السياسية لن يؤثر في أداء حكومة المؤتمر الشعبي العام فهي أصلاً عاجزة عن القيام بأية تنمية اجتماعية ولم تنجز شيئاً يخدم الشعب بل على العكس تضيف أعباء على المواطنين مع كل طلعة شمس، حكومة تنهب الشعب بلا خجل ودون أن يحاسبها أحد! ولم تحقق الحكومات المتعاقبة منذ الوحدة اليمنية خطوة واحدة على طريق ترسيخ مبدأ العدالة أو وضع لبنة واحدة فقط لإرساء دعائم دولة قانون ونظام.. فلماذا إذن تستنكر الدولة وإعلامها أن يتجه «بعض» الجنوبيين نحو الانفصال؟، بينما الواقع يقول بأن الانفصال لم يعد هدفاً «لبعض» الجنوبيين ولكن "لأغلبيتهم الساحقة" ومهما حاول المزايدون والمنافقون إنكار هذا فهم في قرارة أنفسهم يدركون الحقيقة.

فلماذا ينصرف الجنوبيون عن الوحدة؟ ذلك لأنه إضافة للسلبيات المذكورة, يوجد نهب وقح لثروات الجنوب الطبيعية وغير الطبيعية، والإفقار، البطالة، التسريح، التسيب، وعندما بدأ الناس يبدون تذمرهم اتجهت السلطة للتعامل معهم باذلالهم بينما كرامة الناس هي أغلى من الوحدة ومما هو أكبر من الوحدة.. وإلى اللقاء بإذن الله في الخميس القادم لنكمل هذا المقال ثم ننتقل لمقالات أخرى سبق أن أشرت إليها في سلسلة حلقات "لا أتقرب لحراك, والشمال لم يكن ملجأي الوحيد" التي نشرتها صحيفة "الشارع" وعددا من المواقع الألكترونية.

استنكار: ما أتبع مع الأخ عيدروس النقيب من تهديد برسالة هاتفية هو اسلوب رخيص من أساليب عديدة تحاول تكميم أفواه المعارضة، وبرغم أن أرقام الهواتف التي تجيئ منها الشتائم والتهديدات بالقتل تنشر دائماً إلا أننا لا نجد جهة أمنية أو النيابة العامة قد تحركت وهو شيء طبيعي فأحداً لا يجرؤ على أن يبعث شتائم وتهديدات بالقتل من هاتف مكشوف الرقم إلا وهو محمي أمنياً وفي هذه الحالة لا جدوى من الشكاء للأمن أو اللجوء للقضاء.. وهذه هي الدولة اليمنية «الحديثة» دولة النظام والقانون!

نهب حكومي جديد: نهب الحكومة للشعب يتواصل برفع الأسعار، ولم تستح الحكومة أن تدعي بأنها لا ترفع أسعار السلع الأساسية (مع أنها رفعت سعر البنزين والغاز المخصص للاستخدام المنزلي!) والبارحة فوجئنا بنهبها الجديد فقد رفعت سعر كهرباً الشبكة العامة (الواصلة للبيوت) بمقدار ريالين لكل كيلو وات! وبذا تكون الشريحة الأولى (صفر - 200 كيلووات) قد ارتفع سعرها بنسبة 50%، فسعر الكيلووات فيها ارتفع من 4 إلى 6 ريالات! وهكذا وبجرة قلم تجني الدولة يومياً مليارات الريالات من رفع السعر وستذهب هذه المليارات كما هو معروف لكل الناس لتمويل الانفاق العبثي للسلطتين التنفيذية والتشريعية ولا يستفيد الشعب شيئاً بل عليه أن يمول الفساد! وكان يفترض بأحزاب المعارضة أن توجه الشعب وتقوده للخروج للشارع ليعبر عن رفضه للاجراءات الحكومية الأخيرة برفع الأسعار وحتماً كانت الحكومة ستتراجع وتخضع للإرادة الشعبية، أم أن الشعب وأحزاب المعارضة يجدون أيضاً بأن البنزين والغاز المنزلي والكهرباء ليست سلعاً أساسية ؟! الشعب مسكين ويعيش في فقر وخوف وتخلف ويريد فقط من يوجهه وهذه هي مهمة أحزاب المعارضة أم أن المعارضة تنتظر هي الأخرى من يوجهها؟! بلد عجيب.


المصدر : شبكة الطيف الاخبارية
عميد الحالمي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2010-07-08, 11:40 PM   #2
جنوبي طيب
قلـــــم فعـــّـال
 
تاريخ التسجيل: 2010-07-01
المشاركات: 376
افتراضي

مالكم ياقوم ردو على بن قحطان الشعبي.
جنوبي طيب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2010-07-09, 01:53 AM   #3
ابن المعلا
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2009-02-27
الدولة: الجنوب العربي/عدن
المشاركات: 1,201
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عميد مشاهدة المشاركة
(عاش [b][color="green"]



في 19 يناير 1839، أحتلت بريطانيا عدن بعد أن هزمت بقانون القوة (1)المدافعين عن عدن من أبناء لحج
(2)(وكانت عدن من قرى السلطنة العبدلية أي سلطنة لحج)

ومافيش حد من أبناء هذه القرية دافع عن قريته للاحتمالات الأتية:
1- لأنهم جبناء
2- لأنهم هنود وصومال وهذي مش قريتهم
3- لأنهم حجريين وساعدوا البريطانيين أصلا على احتلال القرية
4- لأن هذه القرية خاوية على عروشها ومافيهاش أبناء
5- لأن رجال هذه القرية راحوا يدرسوا في الخارج ومابقوش غير الحريم

أما عن جعل عدن قرية فهذا مصيبة اذا كان نجيب صادقا فكل المؤرخين والرحالة وصفوا عدن كمدينة عظيمة وهذا يعني أن السلطنة العبدلية جعلت عدن قرية بعدما كانت مدينة عالمية منذ قديم الزمان....

ولكن بالتأكيد نجيب يكذب وهذا الدليل:
ثــــراء عـــــدن

ويصف الكاتب والباحث شوقي عبد القوي عثمان أهمية عدن التجارية بقوله : “ فقد حظيت ( عدن ) بما لم تحظ به موانئ كثيرة غيرها . ويرجع ذلك إلى موقعها على مدخل الخليج الذي يعتبر الحد الفاصل بين سير عابرات المحيط الضخمة المحملة بالتوابل ، والأعشاب الطبية ، والحرارير واللبان الجاوي ، وصمغ اللك ، وأخشاب الصندل ، وإلى غير ذلك من السلع . . . فهي مجمع تجارات عالمي (المحيط الهندي والبحر المتوسط) “ . ويذكر شوقي عثمان عن ثراء مدينة عدن جراء نشاطها التجاري الدائم ، فيقول : “ دليل ثراء من يعمل بالتجارة أن أحدهم خاطب المقدس ( الرحال الجغرافي المسلم) بقوله : “ أخشى إنّ دخلت عدن ، فسمعت أنّ رجلا ً ذهب بألف درهم فرجع بألف دينار ، وأخر دخل بمائة دينار فرجع بخمسمائة . . . “ .

عـــــدن والأسطـــورة


وعلى الرغم من شهرة أسواق عدن وازدهار مينائها العريض فإنّ المؤرخين القدامى صبغوها بالكثير من الأساطير . وفي هذا الصدد ، يقول عبد الله محيرز: “ ويضفي ابن المجاور ـــ المعاصر للهمداني ـــ على عدن جواً أسطورياً. ويجعل من معالمها خوارق قامت بصنعها الجن ، وعباقرة البشر . . . “ وإنّ ما ذكره ابن المجاور إلى أن معالمها قامت بصنعها الجن يدل على مدى ما وصلت إليه عدن من أتساع وازدهار في العمران بصورة جذبت إليها أنظار كل من زاروه . وأشار مؤرخنا محيرز بأنّ ابن المجاور ذكر حياة عدن الاقتصادية والتجارية بصورة مسهبة وتفصيلية ودقيقة ، فيقول: “ فعدن ابن المجاور هي عدن الأسواق المزدحمة ، بالبيع ، والشراء ، والمزاد ، وعدن الفرضة ، والبحر، والسفن ونواخيذها ، وتجار الكارميــــــــــــة ( العنبر ) ، وسماسرة الرقيق “ . يضيف محيرز، : “ ويعطي ( أي ابن المجاور ) صورة فريدة عن إدارة الميناء، ومراسيم استقبال السفن ، وتدقيق موظفي الجمارك ، وأنواع السلع الواردة ، ونسبة العشور عليها ، ويعدد موارد المياه فيها كالآبار والصهاريج ، ويقدم بذلك دليلاً اقتصادياً لعدن أيام الرسوليين غاية في التقصي والاستيعاب “ .

عــــدن والصوفيــــة

ومثلما تطرق عبد الله محيرز إلى ابن المجاور وتناوله الحياة الاقتصادية في مدينة عدن ، فإنه أيضاً تطرق إلى صاحب (( تاريخ ثغر عدن )) بامخرمة المتوفى ( 947 هـ / 1540 م ) الذي سلط أضواء قوية على الحياة الاجتماعية والثقافية التي كانت تموج بها المدينة ، فقد كان ، فيقول : “ فهي عدن العلماء والفقهاء ، ورجال السياسة والحرب ، مدينة زخرت بالمدارس ، والجوامع ومجالس الأدب والعلم ، يُعدّد من وفد إليها من طلاب المعرفة والرزق “ . ويذكر الدكتور عبد الرحمن عبد الواحد الشجاع بأنّ الفترة الذي عاشها بامخرمة ، كانت الثقافة الصوفية تحتل مساحة واسعة في حياة عدن الثقافية بصورة خاصة واليمن وخارجه من البلدان بصورة عامة. وفي هذا الصدد ، يقول : “ ولعل با مخرمة لم يخرج عمّا ساد وشاع من تصوف سواء في اليمن أو خارج اليمن ، فقد صار الانتساب للتصوف جزءا ً من شخصية الأمراء والوجهاء والعلماء “ . والحقيقة عندما يكتب المؤرخون القدامى بأنّ عدن كانت مليئة بالعلماء والفقهاء ، فإنهم كانوا يقصدون شيوخ وأقطاب الصوفية الذين انتشروا في طول وعرض المدينة . والجدير بالذكر ، أن ألقى العديد من شيوخ الصوفية القادمين من مناطق تهامة وتحديدًا المناطق الساحلية ألقوا عصاهم في عدن ، وصار لهم الكثير من المريدين والأتباع حتى يوم الناس هذا . أمثال الشيخ أحمد الصياد المتوفى سنة ( 613 هـ / 1217 م ) ، الفقيه الصوفي الكبير بدر الدين الحسين بن الصديق بن الحسين بن عبد الرحمن الأهدل المتوفى ( 903 هـ / 1489 م ) . والذي دفن في بندر عدن ـــ كما قيل ـــ الصوفي الكبير وقطب أقطاب الصوفية في عدن محيي الدين عبد القادر بن شيخ بن عبد الله العيدروس ــــ .

عدن والإمبراطور الصيني

وشهدت عدن وميناؤها قدوم الأسطول الإمبراطوري الصيني في عهد أعظم سلاطين الدولة الرسولية حينئذ وهو السلطان الملك الناصر أحمد بن الأشرف إسماعيل المتوفى ( 827هـ / 1424م ) والذي دام حكمه قرابة 24 عامًا . وكانت مدينة عدن وميناؤها في عهده مزدهرين ازدهارًا كبيرًا . ويذكر مؤرخنا عبد الله محيرز بانّ الأسطول الإمبراطوري الصيني ، كان من القوة والكثرة أنّ غطى أفق سماء المحيط الهندي وخليج عدن ، وظن الناس أنّ ذلك الأسطول قادمًا لغزو المدينة وليس للتجارة . وفي هذا الصدد ، يقول محيرز : “ . . . فإن بعثة ( أي الأسطول الصيني الإمبراطوري ) كهذه تصل عدد سفنها إلى أكثر من ثلاثمائة ، وقوامها حشد يبلغ تعداده أكثر من 37000 خليق بأنّ يلقي الرعب والهيبة في قلوب من تتوجه إليهم أو أنّ يساء فهم هدفها على أقل تقدير “ . ويتطرق محيرز مثله مثل المؤرخين القدامى أو المعاصرين لزيارة الأسطول الإمبراطورية الصيني للمدينة إلى ثراء عدن ومينائها المتمثـــــل بالبضائع والسلع النفيسة والنادرة والمتنوعة التي خلبت عقول الصينيين ، فقاموا بشرائها لأبن السماء الإمبراطور الصيني ، وينقل محيرز على لسان أحد كبار البحارة الصينيين ، عن البضائع والسلع النادرة والنفيسة والقيمة التي جلبوها معهم إلى بلاد الصين من عدن ، فيقول : “ بعد أنّ تمت قراءة المرسوم الإمبراطوري ، أرسل الملك ( الناصر أحمد ) مناديًا في الناس أنه يسمح فقط لمن لديه أغراض ثمينة أنّ يبيع أو يقايض التجار الصينيين . وبذا أمكن شراء جواهر كبيرة الحجم . . . وكافة أنواع الياقوت وغيرها من الأحجار النادرة ، واللؤلؤ الكبير ، وبعض جذوع من شجر المرجان ــــ مازال الكلام على لسان أحد كبار البحارة الصينيين ــــ كما اشترينا عدة صناديق من شعاب المرجان وأشياء أخرى مثل الكهرمان ، وماء الورد والزراف ، والأسود ، وحمر الوحوش ، والفهود ، والنعام ، والحمام الأبيض ، وكل ذلك حملناه إلى بلادنا “ . ونستخلص من ذلك أنّ سوق أو أسواق عدن كانت محطة تتجمع فيها السلع القادمة من شرق أفريقيا ومصر والشرق الآسيوي ـــ كما ذكرنا في السابق .

عدن ودار المسكوكات

والحقيقة أنّ المسكوكات أو النقود المختلفة كالدينار الذهبي والفضي التي ضربت في دار المسكوكات في عدن اكتسبت شهرة واسعة من الأمانة والنزاهة بسبب نقاوتها وأوزانها السليمة . وهذا ما دفع تجار البندقية ، وجنوه ، وفلورنسا وغيرهم من المدن الإيطالية المشهورة إلى التعامل فقط مع النقود الصادرة من دار مسكوكات عدن وشهدت أيضًا أسواقها الدينار الذهبي الشرفي المصري وهذا إنّ دل على شيء فإنما يدل على حركة التجارة الرائع فيها من ناحية وثقة التجار بها من ناحية أخرى . حقيقة أنّ المدن اليمنية الأخرى مثل زبيد ، وتعز ، كان بها دور ضرب ولكن أهمها كانت دار المسكوكات في عدن بسبب موقعها التجاري المهم حيث كانت نقطة التقاء السلع والبضائع المتنوعة القادمة من مختلف بلدان المعمورة من مصر ، شرق أفريقيا ، الصين الهند وجزر شرق آسيا ،بذلك وصارت عدن ـــ بحق ـــ مدينة الأعمال والمال , وجراء ذلك انتشرت في طول وعرض عدن دكاكين الصرافة فأثرت تأثيرًا إيجابيًا في ازدهار نشاط حركة البيع والشراء في المدينة وأيضًا تداول العملات . وهذا ما أكده الدكتور محمد صالح بلعفير ، قائلا ً : “ وهكذا فقد تحولت مدينة عدن ليس فقط إلى ميناء ومرسى للسفن ومركز تجاري عالمي ، بل مدينة للأعمال والمال وانتشرت في أسواقها حوانيت الصرافة التي كان لها ، دون شك الأثر الكبير في انتعاش التجارة وحركة التداول النقدي , فقد عرفت تلك الأسواق المعاملات المالية والتداول النقدي للعملات الوطنية وبخاصة النقود الفضية التي كانت أساسا ً للتداول والتي وصفها ابن الديبع بأنها نقد البلد ، وكذلك التداول بعملات الأقطار الإسلامية الأخرى كالدينار الذهب الأشرفي المصري . . . وفضلا ً عن ذلك عرفت حوانيت الصرافة بعدن التعامل بنقود المدن الإيطالية ، وكذلك ممالك الهند والسند وفارس وعُمان وهي أقطار ارتبطت مع مدينة عدن بعلاقات تجارية لم تبخل علينا المصادر التاريخية والجغرافية من وصفها أو الإشارة إليها “ .

تعز وابن بطوطة

وفي ظل تلك الأجواء الاقتصادية والتجارية الزاهية والرائعة في عدن وطئت قدما ابن بطوطة المدينة . وقبل الوصول إليها زار تعز عاصمة الدولة الرسولية ( 626 ـــ 858 هـ / 1228 ــــ 1454م ) السياسية وحاضرة اليمن والتي كانت من أعظم الدول التي ظهرت على خريطة اليمن في العصور الإسلامية وإنّ لم تكن أعظمها على الإطلاق . ويصفها المؤرخ القاضي إسماعيـــــل بن علي الأكوع ، فيقول : “ وكان أبرز دول اليمن الحضارية ، وأخلدها ذكرًا، وأبعدها صيتا ً ، وأغزرها ثراء ، وأوسعها كرمًا وأنفاقا ً هى الدولة الرسولية . . . يعتبر عصرها غرة شادخة في مفرق جبين اليمن في عصرها الإسلامي ، ذلك لأن عصرها كان أخصب عصور اليمن ازدهاراً بالمعارف المتنوعة ، وأكثرها إشراقا ً بالفنون المتعددة ، وأغزرها إنتاجًا بثمرات الأفكار اليانعة في شتى ميادين المعرفة ، وما ذاك إلاّ لأنّ سلاطين وملوك الدولة الرسولية كانوا علماء فاهتموا بنشر العلم في ربوع اليمن على نطاق واســــع”. والجدير بالذكر ، أنّ زيارة إبن بطوطة إلى تعز كانت في حكم السلطان الملك المجاهد علي ابن المؤيــــــد بن داود المتوفى سنة ( 764 هـ / 1363م ) ، وتذكر الروايات التاريخية بأنه تولى الحكم سنة ( 721هـ / 1321م ) وكان عمره خمس عشرة سنة , وقيل اثنتي عشرة سنة . وتذكر الروايات بأنّ عهده اتسم بالاضطرابات ، والقلاقل ، والفتن , وأنه توفى بدار الكوكب في عدن ، ونقل جثمانه إلى تعز فدفن في مدرسته المجاهدية . وكيفما كان الأمر ، فإنّ الرحــــالة ابن بطوطة يذكر في رحلته إلى تعز المراسيم الخاصة بالسلطان ( المجاهد) وكيف التقى به في اليوم الرابع من وصوله إلى تعز , وتحدث ابن بطوطة ً عن مراسيم مأدبةالطعام التي أقامها السلطان الملك المجاهد على شرفه ، ويذكر إبن بطوطة أنّ تلك المراسيم ربما تم أخذها من ملوك بلاد الهند أو الآخرين أخذوها من سلاطين بني رسول . ويشير ابن بطوطة ، كيف احتفى به السلطان المجاهد الرسولي إحتفاءًا كبيرًا ، فيقول : “ وأقمت في ضيافة سلطان اليمن ( أي المجاهد ) أيامًا وأحسن إليّ وأركبني ، وانصرفت مسافرًا إلى مدينة صنعاء “ .

صنعاء وابن بطوطة

ويرسم ابن بطوطة صورة مشرقة وجميلة عن مدينة صنعاء في عصر الدولة الرسولية ، ملقيًا أضواءً على أحوالها العمرانية ، والاجتماعية منذ أكثر من ستمائة سنة خلت ، وكيف كانت صنعاء مدينة تحفها الحدائق الغناء ، وتنبع منها المياه الصافية الرقراقة والأمطار المتدفقة تغسل وجه المدينة . وكيف كان الجمال يغازلها . وفي هذا الصدد ، يقول “ وهي مدينة قاعدة بلاد اليمن الأولى . مدينة كبيرة حسنة العمارة بناؤها بالآجر والجص ، كثيرة الأشجار والفواكه والزرع ، معتدلة الهواء طيبة الماء ومن الغريب أن المطر ببلاد الهند واليمن والحبشة إنما ينزل في أيام القيظ وأكثر ما يكون نزوله بعد الظهر من كل يوم في ذلك الأوان “ . ويمضي في حديثه : “ فالمسافرون عند الزوال لئلا يصيبهم المطر وأهل المدينة ينصرفون إلى منازلهم لأن أمطارها وابلة متدفقة والمدينة مفروشة كلها . فإذا نزل المطر غسل جميع أزقتها وأنفاقها ، وجامع صنعاء من أحسن الجوامع ـــ يقصد الجامع الكبير القابع في قلب صنعاء القديمة حتى يوم الناس هذا ـــــ “ .

السفر إلى عــــــدن

من خلال ما دونه ابن بطوطة في مؤلفه المسمى (( تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار )) عن مدينة عدن ومينائها ذائع الصيت في مختلف بلدان المعمورة نخرج بعدد من الملاحظات أولا ً: ذكر أهمية الميناء بأنه نقطة التقاء التجار والتجارة من مختلف بلدان الشرق والغرب, وصف جغرافية المدينة بأنّ الجبال تحفها من كل مكان ، وأنها لا ماء ولا زرع ، ولا ضرع ، وذكر أيضًا مناخها الحار في القيظ . والصهاريج الضخمة المنتشرة فيها . وتحدث ثانيًا عن (( العقبة )) أو باب عدن. أو المدخل الوحيد للمدينة عبر البر . و أشار إلى نشاط أهل عدن المتنوع ، وكذلك تطرق إلى طبيعة سكان المدينة ، ثالثا ً : ذكر الجاليات المختلفة الساكنة في عدن من الهنود والمصريين وغيرهم من الجاليات الأخرى التي جذبتها الحياة التجارية المتوهجة في مينائها , رابعًا : تحدث عن ثراء تجارها العريض . وخامسًا : ذكر أنّ المدينة كانت تمتلئ بالعلماء الإجلاء والفقهاء الكبار , ونظرًا لأهمية ما ذكره الرحال ابن بطوط عن مدينة عدن منذ أكثر من ستمائة سنة مضت نورده كما جاء في النص ، مع توضيح عدد من المشاهد والصور التي تحدث عنها عن مدينة عدن :

أعجوبة الزمان

عدن “ مرسى بلاد اليمن ، على ساحل البحر الأعظم البحر العربي ( المحيط الهندي ) ، والجبال تحف بها ، ولا مدخل إليها إلا ّ من جانب واحد ـــ ويقصد باب عدن أو العقبة ــــ وهي مدينة كبيرة ، ولا زرع بها ولا شجر ولا ماء ، وبها صهاريج يجتمع فيها الماء أيام المطر . والماء على بعد منها ، فربما منعته العرب ( يقصد القبائل ) وحالوا بين أهل المدينة وبينه حتى يصانعوهم بالمال والثياب وهي شديدة الحر “ . من الأشياء التي شاهدها ابن بطوطة في عدن هي العقبة. وتروي الروايات التاريخية أنّ العقبة باب عدن ، كانت المدخل الوحيد للمدينة ناحية البر التي تدخل منه المحملة بالبضائع والسلع المختلفة القادمة من داخل المدن اليمنية وبعبارة أخرى تعد العقبة أو باب عدن المفتاح الحقيقي والمتحكم في مدخل المدينة جهة البر ، وكان عليه حراسة شديــــــدة . ويسهب مؤرخنا عبد الله محيرز في وصف الباب أو العقبة ، قائلا ً : “ يقع الباب في ثنايا العقبة . ممر منخفض من سلسلة جبلية تحيط بالمدينة إحاطة كاملة . . . وقد ظل لزمن طويل المنفذ الوحيد للمدينة ، والصلة التي ربطت عدن ببقية أجزاء اليمن “ . وأمّا الرحال الجغرافي المسلم المقدسي فيصف باب عدن أو العقبة بأنه أعجوبة الزمان . وفي هذا الصدد يقول عبد الله محيرز : “ اشتهر الباب منذ زمن طويل . وعدّه بعضهم أعجوبة معمارية أكثر من كونه ممرًا عاديًا للدواب والناس . فقد قامت عليه حراسة ، وركبت عليه بوابات تنظم حركة المرور عبره . ونقلا عن الجغرافي المقدسي ، يقول عبد الله محيرز : ــــ الذي كان معاصرًا للهمداني ـــ : “ وقد شق فيه طريق في الصخر عجيب وجعل عليه باب حديد . كما وصفه الهمداني نفسه ضمن الأبواب المشهورة في اليمن يطلب الأذن في دخولها بل وعده من عجائب اليمن التي لا مثيل لها في الدنيا “ .

الصهاريـــــج

ومن الصور المهمة التي التقطتها عدسة إبن بطوطة عن مدينة عدن هي الصهاريج حيث ، يقول عنها : “ . . . وبها صهاريج يجتمع فيها الماء أيام المطر . والماء على بعد منها ، فربما منعته العرب وحالوا بين أهل المدينة وبينه حتى يصانعوهم بالمال والثياب “ . والحقيقة أنّ صهاريج عدن شابها الكثير من الاضطراب حول من شيدها ، روايات تقول بأنّ صهاريج عدن شيدت في عصر اليمنيين القدامى ، وروايات أخرى تقول أنها شيدت في عهد الأبناء أي أبناء الفرس الذين قدموا مع الحملة الفارسية لمساعدة سيف بن يزن في إخراج الأحباش الموالين للدولة البيزنطية والذين استقروا في عدن , وصار أبناؤهم جزء لا يتجزأ من نسيج أهلها . والبعض الآخر يرى أنّ تلك الصهاريج بنيت في عهد الدولة الرسولية وسارت على نهجها الدولة الطاهرية بالعناية بها . ويعدد مؤرخنا عبد الله محيرز الأسباب المباشرة التي جعلت الصهاريج تطفو على سطح مدينة عدن بصورة كبيرة في عصر الدولة الرسولية ،كالتالي : فمدينة عدن بلا ماء , ولا ضرع , ولا زرع ، ومناخها شديد الحــــــرارة في الصيف فضلا ًعن الصراعات الحادة التي كانت تندلع بين سلاطين بني رسول في عدن بين الحين والأخرى . كل تلك العوامل والأسباب دفعت المدينة إلى الإكثار من تشييد الصهاريج . وفي هذا الصدد ، يقول محيرز عن الأوضاع السياسية التي كانت تعيشها عدن أثناء زيارة رحلة ابن بطوطة لها ، : “ إلا ّ أنّ فترة زيارة إبن بطوطة لعدن كانت فترة موثقة توثيقا ً جيدًا ، يمكن استخلاص سبب آخر لكثرة الصهاريج في هذه الفترة . فقد وصل إبن بطوطة إلى عدن بعد أنّ حوصرت حصارًا شديدًا مستمرًا منذ سبع سنوات. وهي الفترة التي كان الصراع فيها على أشده بين الملك المجاهد الرسولي ، وأبن عمه وأخطر منافسيه على الحكم ؛ . الملك الظاهر من سنة 722 هـ / 1322م إلى 728 هـ / 1328م. وصمم المجاهد على استعادة المدينة طيلة هذه الفترة التي بقيت تحت يد الظاهر ، أو معاونيه” ويمضي محيرز في حديثه ، قائلا ً : “ واقتضت إستراتيجية الحصار أنّ يقيم بعض الجند في مكان ما من حوض وادي لحج بمنع أي إمداد إلى عدن . وبعضهم في المباه ( * ) تحت باب عدن ، وتجري بينهم وعسكر الظافر معارك يومية يخرجون إليهم في حرب دامت سجالا ً طيلة هذه الفترة . وفي ظروف كهذه تحتم خزن الماء على نطاق واسع من مصادر داخل المدينة أو من مياه الأمطار ، فضاعف عدد هذه الصهاريج “ .

عـــــدن والمصريون

وتحدث ابن بطوطة عن موقع ميناء عدن والذي تتجمع فيه السفن الضخمة من بلاد الهند ، ومصر ــــ كما قلنا سابقا ً ــــ . وتناول بالتفصيل الدقيق اسماء المدن الساحلية الهندية التي كانت تنطلق منها قوافل السفن إلى عدن . وتطرق إلى الأجناس العديدة التي مكثت واستقرت كالهندية والمصرية وغيرهم في مدينة عدن . وتحدث كذلك إلى نشاطات مختلفة زاولها أهلها إلى جانب التجارة ، وذكر ثراء تجار عدن الكبير وسمو أخلاقهم . وفي هذا الصدد ، يقول إبن بطوطة : “ وهي ( أي عدن ) مرسى أهل الهند ، تأتي إليها المراكب العظيمة من كنبايت ، وتانه ، وكولم ، وقالقوط ، وفندراينه ، والشاليات ومجرور ، وفاكنور ، وهنور ، وسندابور وغيرها ، وتجار الهند ساكنون بها ، وتجار مصر أيضًـــــا . وفي هذا السياق ، يقول الدكتور محمد الشمري عن سكان عدن : “ لما كانت عدن ، قد تمتعت بنشاط تجاري متميز ، فقد أدى ذلك إلى اجتذاب العمال والصناع ورجال الأعمال إليها من مختلف أنحاء العالم ، ولكونها مدينة تجارية وميناءً مشهورًا ، فقد كانت الحاجة إلى أيد عاملة فرضت عليها تنوعًا في السكان “ . ويزيد الشمري في توضيح نوعية الأجناس التي سكنت عدن : “ بأنهم خليط من أهل الإسكندرية والقاهرة والصعيد ومن الأعاجم وأهل فارس ، والصومال وهو دلالة على نشاط العمل التجاري بعدن والذي جذب رجال الأعمال إليها من مختلف الأرجاء فجنوا الثروات الطائلة ، كما أنّ الحاجة إلى الأيدي العاملة في الميناء في مختلف مجالات العمل التجاري أدت إلى الاستعانة بأجناس متعددة لاستخدامها في تلك الخدمات سواء في الميناء أو مجالات العمل التجاري داخل مدينة عدن “ . وفي نفس السياق ، يقول محيرز : “ كان تعدد الأجناس التي تعايشت في عدن عبر تاريخها سمة من سماتها لفتت انتباه من زاروها وكتبوا عنها كدليل على ازدهارها وغناهـــا .

كتب بن فضل العمري في كتابه مسلك الأبصار في ممالك الأمصار راويًا عن إبن البرهان : “ وإليها مجمع الرفاق ، وموضع سفر الآفاق . يحيط بها من الصين ، والهند ، والسند ، والعراق, وعُمان ، والبحرين ، ومصر ، والزنج ، والحبشة ، ولا يخلوا أسبوع بها من عدة تجار ، وسفن ، وواردين وبضائع شتى ، ومتاجر متنوعة . ولمقيم بها في مكاسب وافرة ، وتجارة مربحة ، لا يبالي ما يغرمه بالنسبة إلى الفائدة ، ولا يفكر في سوء المقام لكثرة الأموال النامية “ .

دار الســعــــــادة

ويذكر مؤرخنا عبد الله محيرز عن قصرِ فخم وضخم بناه أحد التجار المصريين الأثرياء الذين استقروا في عدن المسمى ( دار السعادة ) الواقع بالقرب من جبل حقات المطل على البحر . وينقل محيرز عن بامخرمة عن مشيد تلك الدار أو القصر ، قائلا ً “ يرى بامخرمة ربما بنتها عائلة مصرية ــــ مجهولة يدعون ببني الخطباء ـــ ثم تملكها طغتكين ابن أيوب المتوفى سنـــة ( 593 هـ / 1197 م ) في أواخر القرن السادس الهجري ( القرن 12 م ) , وجددها المجاهد الرسولي في منتصف القرن الثامن الهجري ( القرن 14 م ) “ . ويقول محيرز عن روعة وجمال عمارة دار السعادة التي قيل بأنّ بانيها أحد التجار المصريين الأثرياء : “ وتصف المصادر المتأخرة روعة هذه الدار , وحسن بنائها ، فقد كانت دار الإمارة في عدن يقيم فيها حكامها ، وينزل بها ملوك اليمن إذا زاروها . وزيدت عليها إضافات “ . ونستخلص من ذلك أنّ الجالية المصرية ، كانت من الجاليات الضخمة التي استقرت في عدن بسبب أنّ مصر تقع في شمال البحر الأحمر واليمن في جنوبه . وفي هذا الصدد يقول الدكتور سيد مصطفى سالم : “ وهذا ما يؤكد رسوخ العلاقات المصريــــة ـــ اليمنيـة وكأنها قدر مكتوب ، أو أنها استجابة لعبقرية المكان لكل من البلدين ، إذ تقع مصر عند شمال البحر الأحمر واليمن عند جنوبه “ .

صفات أهلها

وفي موضع آخر ذكر إبن بطوطة نشاط سكان عدن ، قائلا : “ وأهل عــــدن ما بين تجار ، وحمالين ، وصادين للسمك “ . والحقيقة أنّ البحر والجبل ،وقسوة الطقس أثرت تأثيرًا عميقا ًفي نشاط سكان المدينة وأيضًا في سلوكيات ومزاج أهلها. وفي هذا الصدد ، يقول عبد الله محيرز : “ وأهل عدن هم أهل جبل وبحر . . هم مع الجبل ( جبل شمسان أو التعكر) ـــ كما كان يذكر ، قديمًـــا ــــ في صبحهم والمساء . ومع البحر بكرة ً وعشية ً . كان الجبل حصن المدينة ودرعها ضد غزاتها والطامعين فيها . وكان البحر مصدر رزقها بصيده ، وخلجانه التي صارت بنادرها ومراسيها ، سبب شهرتها ومكانتها كثغر اليمن المحروس “ . ويمضي في حديثه : “ وأضفت صلابة الجبل ، وقسوة الطقس ، وعنف أمواج البحر على أهلها صلابة ومرونة في آن واحد حصنتهم . . . بالحكمة والصبر الجميل “ . ويثني الرحال إبن بطوطة ثناءً كبيراً على التجار في عدن ، فيقول : “ . . . فهم أهل دين وتواضع ، وصلاح ومكارم أخلاق ، يحسنون إلى الغريب ، ويؤثرون الفقير ويعطون حق الله من الزكاة على ما يجب “ . ويضيف إبن بطوطة عن ثراء تجار عدن الواسع ، فيقول : “ وللتجار منهم أموال عريضة ، وربما يكون لأحدهم المركب العظيم بجميع ما فيـه لا يشاركه غيره لسعة ما بين يديه من الأموال “ .


وفي الأخير لا يسعني الا أن أذكر نجيب بأن التاريخ الذي كتبته الجبهة القومية وحزبها الأسود لعدن قد أصبح هشيما تذروه الرياح وأن الحقيقة التي خبأها من هم مثله قد بانت لأن التاريخ لم يعد حكرا على القنوات الحزبية

التعديل الأخير تم بواسطة ابن المعلا ; 2010-07-09 الساعة 01:55 AM
ابن المعلا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2010-07-09, 02:00 AM   #4
النمر الجحافي
قلـــــم نشيـط جــــداً
 
تاريخ التسجيل: 2010-05-29
المشاركات: 217
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جنوبي طيب مشاهدة المشاركة
مالكم ياقوم ردو على بن قحطان الشعبي.
في البدايه تكلم كويس
وبعدين قال الشعب متخلف وجاهل ومش عارف الكهرباء و ..........................
ازي ذى ياعم ذه كلام مصاريه
اول قلي اخونا ابن قحطان الشعبي عايش وين معانا على كوكب الارض
ومش عارف بالهمجيه والقتل الي يواجه ابناء الجنوب العربي عفوا اليمني الذي سماه ابوه بعد الاستقلال
احب ان اقوله بان شعب الجنوب العربي واعي وفي قمه الوعي وفيه اشجع الرجال والابطال
ولايبحث عن معارضه لانها لاتهمنا ولاتخصنا بل تخص ابناء اليمن الشقيق وهم راضين بالوضع وراضين باسيادهم
فاذا هو راضي وهي راضيه فيش دخلك ياقاضي
النمر الجحافي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2010-07-09, 09:31 AM   #5
عليان الكندي
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2009-12-19
الدولة: صحراء الجنوب العربي
المشاركات: 1,296
افتراضي

اولآ يااخوان سبق وان قلنا ان نجيب يغازل النظام بمقالاتة ليس الاء وانا ارى كل المواضيع والردود الذي كتبها نجيب الشعبي على سقيفة الشبامي فواللة انة من اكبر المدافعين عن النظام اليمني للاسف طبعآ نجيب قحطان لة احدعشر معرف على سقيفة الشبامي تدخل معآ وتناقش معآ في نفس الموضوع ولااخفيكم ان في الاونة الاخيرة كان هجوم شرس على نجيب من قبل اعظاء سقيفة الشبامي وقدم استقالتة بعد ماسبنا وسب اهلنا وذكر فينا كلام استحي واللة ان اذكرة هناء لذا لانكون عاطفيين (يجيبناء مقال ويودينا اخر) اليكم ماذا رد الاستاذ المشرف بوعوض الشبامي علي مقال نجيب(((((كلام مكرر وللإستهلاك المحلي ، ولا يأتي من باب الحرص على الجنوب ومصلحة شعبه ... ولكنه يأتي من باب المزايدة السياسية ، ولو أن الرمز الحاكم عرض على هذا البوق والطبل الأجوف نجيب الشعبي منصب وزير البلديات لرأيناه يسرع مهرولا الى صنعاء ويرتمي في احضان حكامها ... لاتصدقونه فإن الجنوب له تجربة مع حكم والده وشبعنا خطابة وشعارات ، ونفس الكلام يتكرر منذ عام 1967م (( احتلال ... بريطانيا ...استعمار .... الكابتن هنس ...السفينة فولاج ....ثورة 14 اكتوبر .... الاستقلال ... الخ )) شبعنا من هذه الشعارات التي كان ابوه ينعق بها في اذاعة وفي المهرجانات منذ صبيحة (( الاستقلال )) .ونقرأ نفس الخطاب السياسي المكرر والسامج ... (( كفايـــــــــــــــه )).......!!
__________________
حتى وان تغير التاريخ فاالهوية لاتتغير
والهوية الجنوبية معصوبة في الحامض النووي
الباحث علي نعمان المصفري
عليان الكندي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2010-07-09, 11:21 AM   #6
الوليدي
قلـــــم ذهبـــــي
 
تاريخ التسجيل: 2008-04-02
الدولة: الجنوب العربي - ابين
المشاركات: 4,524
افتراضي

ابن المعلا رائع رائع لك الشكر

اما الاخ نجيب لايزال مؤمن باليمن

اما القريه التي اسماها عدن فهي ساحرة العقول تظل تغازل ابناء الجنوب العربي

وهي حزينه اراء حزنها اليوم في شوارعه وفي وجوه ابنائه

ابنائه الذي لاتستطيع ان تهجرهم وتنساهم ان عاشرتهم

ان رحلت الى كل البلدان يكون الحنين الى عدن اكثر من حنيني لمسقط راسي

__________________
عذرآ ياوطني فالداء فيك من بعض ابنائك ..
فـ المثقفين فيك شوربه وماء وخل ولله يامحسنين ^_^

خضر محمد الوليدي
الوليدي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2010-07-09, 12:26 PM   #7
شامخ بسأ
قلـــــم فعـــّـال
 
تاريخ التسجيل: 2009-08-08
المشاركات: 339
افتراضي

سرد تاريخي واساطيل بريطانيه ولاستبسال في الدفاع عن عدن ثم تحول حاد لشبكة المياه والصرف الصحي ونكسار القصبه


نجيب قحطان مازال يعطي السلطه الفرصه للمصالحه معه وهذا واضح من طرحه
شامخ بسأ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
على هامش مقال «وحدة تخسر جنوباً»2 @نسل الهلالي@ المنتدى السياسي 2 2010-08-07 07:00 AM
وحدة تخسر جنوباً (2-2)بقلم : نجيب قحطان الشعبي عميد الحالمي المنتدى السياسي 5 2010-07-18 06:51 PM
وحده تخسر جنوبأ ...بقلم نجيب قحطان الشعبي ابوالعزالشعيبي المنتدى السياسي 0 2010-07-09 04:05 PM
وحدة تخسر جنوباً 1-2 بقلم/ نجيب قحطان الشعبي 14اكتوبر2 المنتدى السياسي 1 2010-07-09 03:55 AM
تاج عدن:رد على نجيب قحطان الشعبي:كلنا في هوى عدن عاشقون: ردا على مقال الأخ نجيب قحطان الغضب القادم المنتدى السياسي 0 2009-11-12 02:01 AM

=
Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.
 

تنـويـه
بسم الله الرحمن الرحيم

نحب أن نحيط علمكم أن منتديات الضالع بوابة الجنوب منتديات مستقلة غير تابعة لأي تنظيم أو حزب أو مؤسسة من حيث الانتماء التنظيمي بل إن الإنتماء والولاء التام والمطلق هو لوطننا الجنوب العربي كما نحيطكم علما أن المواضيع المنشورة من طرف الأعضاء لا تعبر بالضرورة عن توجه الموقع إذ أن المواضيع لا تخضع للرقابة قبل النشر