بداية الحرب العسكرية الحقيقية على الجنوب ..

[فداء الجنوب]

بداية الحرب العسكرية الحقيقية على الجنوب ..
أبو عهد الشعيبي يكتب " حرب صعدة ومستقبل الحراك السلمي الجنوبي!"

خليج عدن - خاص - أبو عهد الشعيبي -


بكل تأكيد فإن حرب صعدة بكل ما ستئول إليه من نتائج إنما هي البداية للحرب العسكرية الحقيقية على الجنوب ، وأستطيع أن أقول بأن توقيتها وبهذه الضراوة والباٍس ما كان له أن يكون لولا إشتداد وتطور الثورة السلمية بالجنوب وما أحدث هذا التطور لثورتنا من إعادة فرز وتغيير حسابات لدى حكام الجزيرة العربية والمنطقة عامة وتحديدا برأس هذا النظام وأركانه ومستشاريه ، لذلك فإن بدايتها من ضحيان والرزيمات والظاهر ليست إلا تكتيكاً بتخطيط ذكي وربما غبي وبمشاركة ضباط جيش البعث العراقي الصدامي وجماعات التكفير والإرهاب بزعامة شيخ الارهاب اليمني عبدالمجيد الزنداني تواصلاً لإستراتيجية ومنهج السيطرة على الجنوب الذي أبتدأ منذ العام 1989م .



لكل ذلك فإنها تهمنا في الجنوب كثيراً وبشكل مباشر ما يتوجب علينا كجنوبيين أن نرى في الحقيقة أصلها ومرارتها وبمسؤلية ، فلا نستطيع أن ننكر هذاالأمر لأننا بالنكران سنرتكب خطأ في قرائتنا للمعطيات وإفرازتها المستقبلية وبالتالي سنفقد التقدير الصحيح لإدارة الصراع بالمستقبل وما ينتظرنا فيه من تحديات تاريخية ومصيرية إذا ما أعتبرنا الجنوب بكل ما فيه هو الند للشمال بكل ما هو عليه ، كما إننا بذات الوقت لا نستطيع أن ندير الظهر او نغمض العينين لنقول الأمر بصعدة لا يعنينا ولا يخصنا كما سمعتها من البعض الذي يردد بأنها حرب أعدائنا الحوثي والدكتاتور صالح وإنها كيدهم من الله ، .نعم هما كذلك وجهان لعملة واحدة في عدواتنا ولكن للسياسة حسابات وتقلبات لا بد من مواكبتها .


قد يبدو التعاطي مع وضع صعدة من جانب قيادة الشعب الجنوبي وثورته السلمية بحاجة لشيئ من العمل والتحرك بتروي وحكمة ومسؤلية بحساب أقطاب المنطقة والجزيرة والمستقبل وتأثيرات هذه الحرب وبخاصة على المستوى الديني المذهبي وهذا أمر نؤكد عليه ونطلبه ولكن بعيداً عن حساب التردد والبقاء في خانة المتفرجين يبقى للوطن الجنوبي وثورته حسابات كبيرة وهامة وملحة لا بد من الأخذ بها والتحرك لها بالطرق والاساليب المناسبة ولا بأس من أن تكون بتفاصيلها غير معلنة .


إن الحرب على صعدة هذه المرة ليست قرار علي عبدالله صالح المستقل ! فهي تحمل رسائل بالغة المعان لأبناء الجنوب ومستقبل حراكهم السلمي وما ينتظره ، كما إنها حرب أطرافها من خارج اليمن ، وفيها الكثير من القراءات المتشعبة على مستويات وأصعدة مختلفة محلياً وإقليمياً والدالة على أن علي عبدالله صالح بعد أن حسم الخيار نهائياً في إستخدام القوة العسكرية المفرطة في صعدة إنما يعني بشكل أو بآخر بدايتها من هناك ضد أبناء (الجنوب أصلاً ) وعلى أرضهم مثلما هم ضحاياها على الدوام بصعدة منذ الحرب الاولى عام 2004م حيث تفيد وتؤكد الأنباء الواردة بهذه الأثناء من هناك بأن طرفي النزاع يستخدمون الجنوبيين كدروع بشرية في الجهتين .



ضرب صعدة التي مرغت أنف علي صالح بالتراب طوال خمس سنوات وإن بدأ إنتقامياً وحسماً مع من يسموهم بالمتمردين إلا إنه لا يعدو من كونه البداية فقط والتدشين الحقيقي إستراتجياً لضرب الجنوب وثورة الجنوب وهذا ما يراه الكثيرون من المحللين والمتابعين للتطورات والذي أجمعوا على إن ما يدور بصعدة ليس إلا ( مناورة ) مهما كانت ضراوتها وفتكها بالأبرياء هناك معها يضل الهدف والهاجس والأساس هو ( الجنوب ) ، لحيث وأن مستقبل صالح ونظامه السياسي برمته وصل إلى مرحلة متقدمة من الشعور باليأسٍ وفقدان السيطرة والخوف من المستقبل بعد تراكمات الفشل الشامل التي أنهكته على مختلف الصعد ما يعني بأن الأمر للبقاء على كرسي الفساد والإستحواذ والبطش يتوقف على نتائج هذه الحرب لا سيما وإن مجريات الأمور وتقلبات الأحداث المتسارعة هنا وهناك تنبئ ووفق تقارير منظمات وجهات دولية بإنهيار وتفكك تام وشامل لهذا النظام الفاشي ويبدو الأمر أكثر ترجيحاً لهذا المآل إذا ما أستمر التقهقر والفشل في حرب صعدة السادسة كسابقاتها.



السؤال الذي يطرح نفسه هذه الايام :
ما هو شكل الإنتصار المتوقع إذا ما تحقق لعلي عبدالله صالح هناك " بصعدة " على ضوء إشتداد ضراوة الحرب وبإستخدام كل انواع السلاح المدمر للبشر والشجر والحجر بما فيها القنابل الفسفورية المحرمة؟


ثم ما الذي قد يتبع ذلك من خطوات باتجاه الجنوب ؟؟
وهل هناك من إجراءات وخطوات للضرورة تعني أبناء الجنوب للقيام بها كمواكبة في ضل كل هذه التوترات وعلى ضوء كل هذه التطورات الخطيرة تأميناً لمستقبل الثورة السلمية وحراكها السلمي ؟ ما هي ؟؟!


أم إن علي عبدالله وخيشه الهزيل قد يخرج مكسورا وضعيفاً مهما روج لشيء اسمه إنتصار وبالتالي يزيد هذا الحال من معنويات شعبنا بالجنوب بما ينعكس إيجاباً على الحراك السلمي وتفاعلاته وتطوره نوعياً ؟





أتمنى أن أرى من أبناء الجنوب الشرفاء بكل مكان وفي مواقع المسؤولية إجابات وقراءات آخذة في الأبعاد كل التوقعات والإحتمالات القادمة على ضوء تطورات الاوضاع في صعدة وما قد تفرزه من نتائج !


وفي كل الحالات تبقى الخطوة الأولى والضرورة الواقعة على قيادات الجنوب وثورته هو سرعة التحرك لإقناع الظباط والجنود الجنوبيين بسرعة الإنسحاب من هذه الحرب وبالإمكان العمل لهذا من خلال أسر وعوائل هؤلاء العسكريين .


----

- الكاريكاتير عن صحيفة الوطن السعودية