قطر الحرية و صرخات الموت من صنعاء ) ( بقلم حمزه صالح مقبل

[عبدالله البلعسي]

يشهد الوطن العربي اليوم ثورات شعبية في عدد من الاقطار التي تحكمها انظمة دكتاتورية فاسدة جعلت شعوبها تعيش تحت خط الفقر و تعاني من الإضطهاد و الفلتان الامني و تخلف التعليم و الصحة و إنتشار البطاله و بالرغم من كل ذلك فهي تحاول جاهدة بكل السبل مد اجلها , و في تاريخ هذه الثورات التي إستطاعت إسقاط بعض هذه الانظمه و لاتزال تناضل في الساحات و ميادين المعركه لإسقاط ما تبقي سيكتب التاريخ باحرف من نور الدور الفاعل و البارز لبلد عربي شقيق إسمه قطر و لقناة فضائية عربيه إسمها الجزيرة في قطر , هذا البلد الذي تعملق بمواقفه المبدأيه الشحاعة المناصره و الداعمه لثورات الشعوب العربيه التواقه للحريه و الحياه الكريمه بل و اثبت للعالم بقناته الفضائيه التي كشفت عورت الحكام العرب الفاسدين الظالمين بانه بلد يؤمن بقيم الحريه و العداله و الديمقراطيه و حقوق الإنسان و يطبقها قولاً و فعلاً و قد وفقه الله بقيادة حكيمة إستطاعت ان ترفع من شأنه إلى مصاف الدول المتحضره رغم موقعه الجغرافي الواقع في المحيط العربي البائس , و لهذا ليس غريباً ان نسمع صراخ بعض اولئك الحكام العرب الأيلين للسقوط و شتمهم لدولة قطر و قناتها الفضائيه (الجزيرة) التي تعتبر المرآه العاكسه لهذه الثورات بصوتها الذي هز عروش الطغاه و عينها الثاقبه الكاشفه لحقيقة ما يدور في تلك البلدان العربية التي حاولت انظمتها تكميم الافواه و اغلقت كل المنافذ المؤدية لدخول وسائل الإعلام الخارجيه لكي تمنع نشر اخبار الغليان الثوري الجماهيري و القمع و القتل الموجه ضد الشعب من قبل تلك الانظمه ظناً منها انها بذلك ستتمكن من الانفراد بهذه الثورات و القضاء عليها في ليل مظلم بعيداً عن انظار المجتمع الدولي لكن قناة الجزيرة كانت ولا زالت لهم بالمرصاد في ثورة تونس و ثورة مصر و ثورة ليبيا و ثورة اليمن وثورة سوريا و غيرها , لقد منعت الجزيرة من دخول هذه البلدان و طرد طاقمها لكنها لا تزال حتى اليوم قلباً نابضاً لهذه الثورات و صوتاً هادراً فقد تحول شباب هذه الثورات الى مراسلين للجزيرة كسروا حاجز الصمت و التعتيم الإعلامي وهاهي الجزيرة في كل لحظه متواجده في قلب الحدث في كل من ليبيا و اليمن وسوريا ولازالت القناة الاولى عربياً بل و عالمياً في السبق و التغطيه بشهادة وزيرة الخارجيه الامريكيه و غيرها , و لهذا ليس غريباً ان يوجه علي عبد الله صالح شتائمه و كلامه الهابط ضد دولة قطر الذي راح يتوسل اليها بداية الثورة اليمنيه لتتبنى مبادرة خليجيه تخرجه بسلام هو و عائلته بعيداً عن المساله و المحاكمه بسبب الجرائم التي اقترفها ضد ابناء الجنوب و ضد الحوثيين و اخيراً شباب الثوره المطالبين بإسقاط نظامه من ابناء الشمال و الجنوب , ولقد بادرت قطر و إجتمع مجلس التعاون الخليجي ليعلن عن مبادره مفادها الرحيل الامن لصالح و عائلته لكنه سرعان ما طمع بالمزيد و قد اراد ذلك من خلال التنكر لجميل قطر التي انقذته مرات عده من المأزق بدأ بحرب الخليج و مروراً بالحرب ضد الجنوب ثم حروب صعده المتتاليه التي كان علي عبد الله صالح يشعلها و قطر تخمدها بالصلح و دفع المبالغ الماليه للإعمار كما ان اخر تلك الصنائع هي محاولة إنقاذ رقبته من حبل المشنقه من خلال المبادرة الخليجيه التي وصفها بانها من صنع دولة قطر (مبادرة 3 ابريل 2011) تلك التي اعلن رفضه لها ووصف قطر بالدوله المتامرة متهماً إياها بانها حسب قوله مصدر الفتن في الوطن العربي اي الثورات ولم يقف عند ذلك الحد بل ذهب الي ماهو هابط و سخيف في القول عندما تهكم على شعب و دولة قطر قائلاً بانهم شعب صغير يبحثون عن الشهره و يوزعون الاموال الفائضه من اجل ذلك مطالباً إياهم على لسانه و لسان ازلامه بإجراء التغيير و التحرر من العبوديه و إخراج القواعد الامريكيه من قطر وانه سيتحفظ عن التوقيع على المبادرة الخليجيه اذا حضرت دولة قطر و غير ذلك من التصريحات الهيستيريه التي يطلقها هو و نظامه الذي يلفظ انفاسه الاخيره.

و لهذا نقول لرئيس نظام صنعاء الدكتاتوري المحتل لبلدنا الجنوب و الجاثم على صدر الشعب شمالاً و جنوباً ان هذه المواقف و التصريحات الهابطه الحاقده ضد شعب و دولة قطر لا تعبر الاّ عن شخصكم ومن يسير في فلككم اما نحن فإن شعبنا كان ولا يزال يرى في قطر الشقيق المتنفس الوحيد لحراكنا السلمي الجنوبي خلال الاربع السنوات المنصرمه من عمر ثورتنا عندما لزم الجميع الصمت ازاء ما يجري من قمع و قتل لابناء شعبنا في الجنوب بينما كانت قناة الجزيرة القناة الوحيدة التي تفضح جرائم المحتل وها هي قطر اليوم تقف من جديد الى جانب الشعب اليمني لإسقاط النظام الفاسد.

يقول الطاغيه متباهياً بان اليمن قوة بشريه قوامها خمس و عشرون مليون بينما خلال ثلاثه و ثلاثين عام من حكمه لم يعمل على إستغلال هذه القوه البشريه بل تركهم يتضورون جوعاً عاطلين عن العمل و مشردين و مهاجرين في هذه الدول التي يتعالى عليها و لم نلمس منه سوى بذر الفتنه و إثارة النعرات القبليه و الثأر ولم يكلف نفسه و نظامه الفاشل يوماً الإهتمام بالتخطيط و التنميه من اجل تحسن مستوى معيشة الشعب بل كان مشغولاً بالتخطيط للحروب و التصفيات و المؤامرات و تخصيص اموال النفط و الثروه المنهوبه من الجنوب لشراء الاسلحة و تقوية الحرس الجمهوري و الآمن المركزي و ماتبقي يودع في حسابه الشخصي في اوروبا و غيرها لقد افقر الشعب و اطلق على نفسه رائد الديمقراطيه و التحديث في الوقت الذي جزء من هذا الشعب المغلوب على امره من الفقراء و اليتامى و المعوقين وغيرهم يشحتون في شوارع اليمن و الخليج بل للاسف كان الرئيس اول المتسولين في دول الخليج منذ بداية حكمه حتى الآن , يتباهى بحضارة اليمن امام قطر و غيرها وهي ليست ملكه ولا من صنع نظامه الفاسد كما ان التغني بالماضي لا يجدي فالفتى كما يقال من قال انا و ليس من قال كان ابي , قطر اليوم تؤسس لبناء صرح حضاري وهو يهدم ما تبقي لنا من حضارة فياترى اي انجازات حققها لشعبه حتى يتباهى على هذه الدوله التي يراها صغيره في عينه المصابه بالرمد و نفسه المليئه بالحقد و الحسد , نحن الشعب التواق للحريه و الحياة الكريمه نراها نموذجاً يقتدى به بل دولة عملاقة شرفتنا و رفعت رؤسنا كعرب , لقد فازت في احتضان دورة الاولمبيات الرياضيه تلك التي لم تستطع ان تفوز بها الولايات المتحده الامريكيه و غيرها من دول العالم العظمى , قطر اليوم تشكل نموذجاً رائعاً في الوطن العربي في مختلف مجالات الحياة في الامن و التنميه بل و اصبحت مركزاً عالمياً جاذباً للعديد من الفعاليات الثقافيه و الإقتصاديه و الرياضيه قطر لا تحتاج لمن يدافع عنها لكن ذلك الهجوم الصادر من رئيس و عصابة صنعاء جعلني وغيري من ابناء اليمن و العرب يتسال عن التغيير الذي يريده على عبد الله صالح في قطر التي صارت حياة شعبها تضاهي حياة الشعوب الاوروبيه بل افضل و لاندري ماهي الحريه و التغيير الذي يريده نظام صنعاء لقطر هل يقصد إلغاء حق العمل المضمون للقطريين و تحويلهم الى قوى عاطلة عن العمل اسوةً باليمن ام انه يريد الغاء الإمتيازات التي يحصل عليها الشعب و الشباب القطري كتكاليف الزواج و السكن و الصحة و التعليم الخ ... هل يريد هدم الفلل الفاخرة و إلغاء خدمات الماء و الكهرباء و الطرقات و الرفاهيه ليعيشوا في العراء بلا كهرباء ولا مياه و لا معيشه و إنتشار الفوضى و الإرهاب و إنعدام الآمن مثل ما فعل بشعب اليمن , يعيب صالح على قطر انها قبلت بوجود قاعده امريكيه على ارضها و نحن نقول نعم انها بحاجه الى اصدقاء لحمايتها من الأشقاء المتهورين من امثاله ثم اذا كانت قطر لديها قاعده فهو لديه قواعد , قاعده امريكيه حربيه في البحر و قاعده جهاديه ارهابيه في البر يأخذ الدعم من قيادة الاولى و يوعدهم بضرب الثانيه ثم يذهب الى الثانيه فيعطيهم جزء من المال ليناموا و يصحوا حسب العرض و الطلب و عندما ينفذ المال يقول للقيادة الامريكيه اريد مزيداً من الدعم وإلاّ ... و عندما ينكشف امره يودع بعض من تنظيم القاعده في السجن ثم يخرجهم من النفق ليقول لقد فروا و نحتاج مالاً لملاحقتهم , يقبض عليهم و يحاكمهم ثم يطلقهم , يتوعدهم ثم يمنحهم رتباً عسكريه ووظائف في الدولة يعمل كل ذلك لانه يفتقر لابسط القيم و المبادئ كما انه لا يجيد اصول القواعد فلا فرق لديه بين القاعده الامريكيه و القاعده الارهابيه طالما الطرفيين يخدموا بقائه ولا فرق لديه بين قاعده و قاعده لا قاعده بحريه و لا قاعده إرهابيه و لا قاعدة البناء ولا قاعدة اللغه العربيه فهو لا يستطيع التمييز في خطاباته بين لم ولا و لن لقد ابتلانا الله به و بأمثاله.

ختاماً نقول لهذا الديكتاتور مهما حاولت الرقص و الصراخ في ميدان السبعين على انغام المزامير و طبول المطبليين فأنت راحل لقد نفذ صبر الشعب و حرقت اوراقك ولم يبقى معك سوى اوراق البنك المركزي التي توزعها على المأجوريين , زمن اللعب انتهى و ها انت الآن تلعب في الوقت الضائع و لكن ليس على رؤوس الثعابين (الشعب اليمني) كما يحلو لك تسميته بل ان لعبتك الاخيره هذه صارت اليوم على شفرات السيوف الخليجيه و صفيح المجتمع الدولي الساخن فهل فهمت كما فهم بن علي عندما قال لشعبه فهمتكم و رحل , إنك اليوم امام ثلاث خيارات للرحيل فقط 1. على طريقة بن علي وهذه فاتتك 2. على طريقة مبارك قد لا تلحقها 3. على طريقة القذافي و هذه ما ستكوى بنارها و سيلعنك التاريخ الى يوم الدين و لهذا نصيحه لا تغامر ارحل قبل فوات الاوان.

تحيه لقطر تحيه لقناة الجزيرة